وعد بوش .. كذب بوش !!

 

 

شبكة المنصور

فارس الخطاب

أفتتح مجرم الحرب جورج بوش عهد ولايته الأولى بوعد يقول فيه : "إنه عازم على إقامة دولتين على أرض فلسطين" ثم حاول أن يجعل من هذا الأمر حقنة مخدرة وصفقة مرضية للقادة العرب فكرره قبل قبل أيام من غزوه العراق عام 2003 ثم تناسى الأمر كله حتى عام 2007 مع مؤتمر أنابوليس الذي لم يشر فيه من قريب ولا من بعيد لوعده في إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دويلة اسرائيل .


وفي محور العراق توأم فلسطين تاريخا ونضالا وعقيدة كانت وعود مجرم الحرب بوش بإن الولايات المتحدة ستجعل من هذا البلد مثالا يحتذى به في الديمقراطية ونبراسا يهتدى به نحو حقوق الإنسان وبناء الدولة الحديثة ثم وبعد مرور ما يقارب الستة سنوات على أحتلال العراق يخرج هذا المجرم ليعلن ومن بغداد أن الولايات المتحدة جلبت للعراق الخير والرفاهية والديمقراطية فكانت فردتي حذاء منتظر الزيدي جوابا عمليا على كذبه وجرائمه في بلاد الرافدين .


في الشأن الفلسطيني أبا مجرم الحرب بوش أن يغادر بيته الأسود دون جريمة كبرى أخرى تضاف إلى سلسلة جرائمه الكثيرة فكانت الحرب أحادية الجانب من قبل الأحتلال الأسرائيلي على غزة الصامدة وما أحدثته هذه الحرب وهي مستمرة من دمار وتقتيل في أبناء غزة العزّل ، ولم تتورع إسرائيل عن فضح مجرم الحرب بوش وتعريته حين أعلنت علي لسان ‏ رئيس حكومتها أولمرت :‏'‏'‏ أن بوش أعطاها ضوءا أخضر‏ للقيام بعملية كبيرة في قطاع غزة‏" ،‏ وأتبعها بتصريح آخر مفاده‏ :" أن الرئيس الأمريكي لم يطلب من هذه الحكومة اي شئ أو التزام تجاه عملية السلام‏'!!..‏


إذن هو القتل بموافقة‏'‏ بوش‏'...‏ هكذا قال رئيس حكومة اسرائيل‏'‏ بملء فيه‏'‏ وبات اللعب‏'‏ علي المكشوف كما يقال‏..‏ و اللافت أن أحدا من أركان ادارة بوش والمرافقين له لم يكلف نفسه حتى ولو من قبيل ذر الرماد في العيون‏'‏ بتكذيب رئيس وزراء اسرائيل ايهود أولمرت فيما قاله وما أعلنه وفضح به واشنطن وادارتها الحاكمة ورئيس الدولة الكبري التي تدعي المبادئ والديموقراطية والأخلاق وحماية حقوق الانسان والحريات!!.‏


وفي الشأن العراقي فإن سياسة التضليل والتسويف اللتان أنتهجتهما إدارة بوش لم يتوقفا عند تبريرات غزو العراق الكاذبة وتصريحات رئيس القوات الأميركية بشأن بقاء قواته في المدن العراقية بل إن التقرير الأميركي الذي كشف فشل البنتاغون في إعادة إعمار العراق رغم إنفاق أكثر من 117 مليار دولار وتغطية ذلك بتقارير كاذبة من وزارة الدفاع الأميركية يؤكد تخطيط إدارة بوش للسياسة العدوانية ومخالفتها واستهتارها بالقرارات الدولية وحقوق الإنسان وتعريض شعب بأكمله لمأساة حقيقية على كافة الصعد ومنها تعريضه لخطر الموت سواء قتلا أو من خلال عجز المستشفيات العراقية عن معالجة تفشي الأمراض والأوبئة التي باتت تفتك بالعراقيين.‏

 

جاء بوش وسيذهب‏ إلى مزبلة التاريخ‏ ويداه ملطختان بدماء الأبرياء من أبناء الشعب العراقي والشعب الفلسطيني المكلوم‏..‏ فقد شهد العالم والولايات المتحدة علي يديه ما لم يحدث في التاريخ وعلي مدى عقود مضت وربما منذ نشأة الولايات المتحدة ذاتها والنظام الدولي الحالي‏..‏ لقد شهد العالم علي مدي سنوات حكم المجرم بوش قانونا دوليا‏'‏ أمريكيا‏'‏ سعى لفرضه اعتبر المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي من أجل تحرير الأرض المغتصبة والدفاع عن النفس ليست سوى ارهاب يتعين استئصاله بكل قوة‏ !! نعم .. لقد شهد العالم انقلابا غير مسبوق علي كل المبادئ والعهود والمواثيق والشرائع والاتفاقيات بل والقانون الدولي ذاته وانقلبت المعايير وأتي بوش بقانون جديد اسمه‏'‏ القوة‏'‏ و‏'‏ شريعة الغاب‏'‏ أي فرض القوي سلطانه علي الضعيف‏ وهذا ما نراه مجسدا اليوم في حرب الإبادة في غزة ‏!!


وعد بوش باقامة الدولة الفلسطينية قبل انتهاء ولايته في يناير‏2009‏ و تبخرت وعوده ‏..‏تبخرت وعود بوش الي الفلسطينيين بل إنه نسف مؤتمر أنابوليس باعلانه عن اعتباره اسرائيل دولة يهودية بما يعني الغاء حق العودة للاجئين ومنحها في ذات الوقت الحق للمارسة عمليات طرد وتطهير واسعة ضد عرب‏48‏ من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية‏ ومن الجدير بالذكر أن صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قوله "إن إسرائيل تعمدت تنفيذ عدوانها على قطاع غزة في هذه الأوقات لأنها أرادت استغلال الفترة المتبقية لإدارة الرئيس جورج بوش المعروفة بتأييدها المطلق لإسرائيل وذلك قبل مجيء الإدارة المقبلة."وبحسب الصحيفة فإن المسؤول الأميركي قال: "إن الإٍسرائيليين أرادوا إنهاء هذا الأمر قبل مجيء الإدارة القادمة لأنهم لا يستطيعون التنبؤ بكيفية تعاملها مع هذا الأمر، وهم لا يريدون أن يبدؤوا معها به."


..‏ أما في العراق الجريح صوت الحق الهادر والفعل المؤثر في الصراع العربي الصهيوني خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين فإن بوش وبعد ست سنوات من الكذب والتضليل بحق شعبه أولا ومن ثم شعوب العالم الأخرى خرج ليقول : " إن اكثر ما يأسف عليه هو إخفاق الاستخبارات الامريكية بشأن العراق". علما أننا لو عدنا إلى فترة ما قبل غزو العراق لرأينا كيف أرعب بوش وزبانيته العالم من رجل سيدمر العالم بإسره أسمه صدام حسين واثبتوا بالصور الملفقة التي قالوا أنها ألتقت عبر الاقمار الصناعية والمسح الجوي وغيرها أن هناك مواقع للأسلحة ومستودعاتها ؟


إن النصر برؤية جورج بوش ليس متعلقا بإسلحة دمار شامل خدعته المخابرات بحتمية وجودها في العراق أو بتخليص الشعب العراقي من دكتاتور أو لجلب الديمقراطية إلى هذا البلد الشرق أوسطي ، نصر بوش عبر هو عنه بكلمات أتمنى أن يفقهها المضللون سواء كانوا من العراقيين أو سواهم .. نصر بوش هو " خوض حرب ضد دول مارقة ايديولودجيا للحفاظ على أمن امريكا".


لقد وصف الكاتب الأميركي باتريك جي بوكانان في كتابه بعنوان(تشرشل وهتلر والحرب غير الضرورية) "أن الغرور الأميركي المنظور والتبجح والتباهي غير قادرين على الوفاء بالتزامات أطلقها على نفسه بوش سواء حيال إقامة دولة فلسطينية أم غيرها, ذلك لأن إدارة الرئيس بوش أخذت تكرر نفس الحماقات البريطانية بتدمير الذات,ويرثي الكاتب بوكانان الحال الأميركية هذه بالقول لاتكاد توجد أي حماقة ارتكبتها الامبراطورية البريطانية لم نقم بتكرارها نحن في أميركا.‏"

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م