فشل بوش بين احتلال العراق ونفطه

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

يعيش العالم اليوم حالة غليان وانفجار وخلافات وحروب على الأبواب وفقر وبؤس متزايد واختناق وغيره كثير ومجازر صهيونيه أخرى في فلسطين وتحديدا في غزه ألمحاصره أصلا  وحرب وشيكه بين الهند والباكستان....اغلبها بسبب غطرسة وأخطاء بوش وإدارته الكارثيه الحمقاء !!!


مالذي يحدث في العراق ولماذا أصبح كل العملاء يولون ظهورهم لسيدهم بوش وكيف تملك  الطالباني الهرم شجاعا ليقول أن الأمريكيين جاؤا من اجل النفط وأين ذهبت عبارات الشكر والتقدير التي كان يتفوه بها في كل مناسبة لسيده بوش محرر العراق...نعم لقد أوشك بوش ان ينهي مهامه في البيت الأسود ولكن المشاكل والجرائم والكوارث التي تسبب بها للعالم ستفتح عليه أبواب جهنم وتستعد أطراف لأحصر لها لمقاضاة بوش وكل إدارته بمجرد تسلم الرئيس الجديد مهامه ألرسميه في العشرين من كانون الثاني القادم وسيكون للعراقيين حصتهم الأكبر في الانتقام من بوش وإفراد إدارته ألمجرمه بكل السبل والوسائل المتاحة.


لقد تيقن الجميع بفشل السياسات ألداخليه والخارجية للرئيس بوش الذي احتكر لنفسه سلطة إصدار القرارات، لاسيما طيشه وهرولته لاحتلال العراق. الذي أدى إلى إطلاق يد إيران داخل العراق وفي المنطقة إجمالاً، إلى جانب إلهاء الولايات المتحدة عن ملاحقة تنظيم "القاعدة"، الذي أصبح الآن اقوي في حدود كل من باكستان وأفغانستان، إضافة إلى تشتيته لجهود الغرب وصرفه لاهتمامه عن التصدي للتدهور المستمر في علاقاته مع روسيا. وغير هذا، مما يمكن إضافته إلى هذه الحجج والانتقادات. لسجل بوش المتهم بعجزه المزمن عن اتخاذ أية قرارات صائبة، او تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها أصلاً. في القضايا الرئيسية ابتداء من المأزق الكبير في الشرق ألأوسط،ً وأزمة كوريا الشمالية النووية، وغيرها الكثير مما يدلل على عجزه وتردده في اتخاذ أي من القرارات القيادية، أو حتى عن حمل فريقه على إتباع أوامره وتنفيذها بأمانة.. وربما كان هنا مقتله.

 
وأمام هذه ألصوره القاتمة حاول بوش إظهار نفسه على أنه الرجل القوي الحازم ، الذي يمتلك  الوضوح في  رؤية الأهداف. وهو القائد الشديد الانضباط، القادر ليس على اتخاذ القرارات الصعبة، بل والعزم على تنفيذها... لقد حاول مرارا تمييز نفسه عن بيل كلينتون الذي وصفه بالرئيس المتراخي اداريا. ..غير أن كل سجله ، يشير إلى أن بوش  رغم كل محاولات تشبثه  بالانضباط، لم يظهره بصورة القائد الإداري الفعلي بل  ان الذي رآه الجميع  انه عاجز تماماً عن بلورة أية سياسات قيادية يعول عليها ومن ابرز عيوبه تركه الخلافات حتى تكبر وتتفاقم بين العاملين معه وتفشي الخلافات، بل الخصومات الداخلية بينهم. ولعل أزمة الملف النووي  إلايراني على مدى كل سنوات إدارته، لم يعد واضحاً ان كان بوش يريد تغيير النظام في طهران، أم أنه يفضل طريق مساعي الوقف السلمي التفاوضي لبرامجها النووية. وقد شكل العجز عن اتخاذ أي من الخيارين المذكورين، ضمانة كافية لتكريس عجز إدارته في التصدي للأزمة الإيرانية برمتها، بشكل جوهري. والمعلوم أن هذين الخيارين لا يجتمعان معاً. والسبب أنه ليس مرجحاً لطهران أن تبدي أي استعداد للتعاون السلمي مع امريكا من   أجل وقف برامجها، طالما أن قادة النظام الايراني يدركون وجود نوايا امريكيه للإطاحة بهم. وعلى رغم المرونه التي أبدتها الإدارة مع كوريا الشمالية، إلا أن ذلك لم يحد من الخسائر التي قامت عليها هذه السياسه  حيث استطاعت كوريا ألشماليه تطوير اسلحتها النووية .

 
ان ضعف القدرات القياديه لبوش تبرز بشكل أوضح  في الصراع الصهيوني/ الفلسطيني. فقد ورثت إدارة بوش من الرئيس الأسبق بيل كلينتون مخلفات اتفافية كامب ديفيد. إلا أنها أعلنت منذ عام 2000 عدم استعدادها لإهدار أي وقت أو رأسمال سياسي في حل النزاع. واستمر ذلك الموقف على حاله على رغم تظاهرها في مرحلة ما بالاهتمام بحل النزاع عبر دعوة بوش الشهيرة إلى الحل السلمي، القائم على الإعلان عن دولتين متجاورتين ومتعايشتين، حسبما جرى تصوره في "خريطة الطريق". ثم حدث تغير مفاجئ في هذا الموقف في عام 2007، بدافع من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لإحراز تقدم  مزعوم في حل الصزاع، وإبرام صفقة بعيدا عن  المأزق الامريكي  في العراق. غير أن هذه المبادرات فشلت، بينما واصل بوش الجلوس على مقاعد الفرجة في ما يجري أمامه! ...إلى ذلك يمتد عجز بوش إلى عدة قضايا أخرى نذكر منها إخفاقه الواضح في تنفيذ توصيات لجنة التحقيق في هجمات 11 ايلول، وضعف استجابة إدارته لكارثة مدينة نيوأورليانز. عدا سلسلة الإخفاقات الأخرى، بما فيها سلسلة طويلة عريضة في العراق المحتل،... والقائمة تطول.


ويبقى الموضوع الذي يكبت على أنفاس بوش ولن يستطيع ان يتخلص منه وهو تبرير احتلاله للعراق تحت حجج وذرائع كاذبة...واليوم وبوش يستعد لمغادرة البيت الأسود غير مأسوف عليه بعد ان كرمه الشعب العراقي بضربه بالاحذيه... يخرج علينا عبقري ألعماله والخيانة رئيس العراق المحتل الطالباني بقول أن الأمريكيين احتلوا العراق من اجل النفط وربما هذه المرة الوحيدة في حياته التي يصدق فيها....إذن هو النفط وليس التحرير وحقوق الإنسان والديمقراطية ياطلباني يادجال.

 
عملاء الاحتلال في العراق أعلنوا عن افتتاح عرض عدد من الحقول النفطية الكبيرة التي تضم نصف احتياطاته المعروفة أمام الشركات الأجنبية لاسيما الامريكيه. ويعتقد أن توقيع عقود النفط طويلة الأجل قد تمت خلال هذا العام. وفي حين أن هذه الحقول ستبقى ظاهريا تحت سيطرة شركة النفط الوطنية العراقية، فان الشركات الأجنبية الكبرى ستحظى بـ 75% من قيمة العقود، بينما يبقى 25% فقط لشركاء أمريكا في احتلال العراق.


والملفت بهذا النوع من النسب  انه لم يسبق لأحد أن سمع به من قبل، لا في دول الخليج العربي ولا في إيران، حيث كانت استعادة السيطرة الوطنية على النفط تمثل لحظة حاسمة في النضال ضد الهيمنة الاستعمارية.


ووفقاً لغريغ موتيت، الخبير النفطي المقيم في لندن، فقد كان الافتراض السائد حتى الآن هو ان الشركات الأجنبية ستدعى للمشاركة في تطوير الحقول الجديدة في العراق، وليس الاستيلاء على الحقول المنتجة بالفعل والتي لاتتطلب إلا مقدارا محدودا من الدعم التقني. ويشير  الخبير موتيت ان نظام الرئيس الراحل صدام حسين كانت تركز في سياستها على الدوام  لإبقاء هذه الحقول تحت سيطرة شركة النفط الوطنية العراقية. وأكد موتيت ان العقود الجديدة تمثل انقلابا كليا على تلك السياسة، آخذا بعين الاعتبار ان شركة النفط الوطنية ستحصل شكليا على مجرد 25% من عائدات تلك الحقول الكبرى بدلا من 100% التي كانت تتمتع بها  قبل الاحتلال...والآن، فما الذي يجعل من هذا النوع من الصفقات الرديئة ممكنا في العراق، الذي يعانى، شعبه، كثيرا؟ انه لمن المفارقة أن معاناة العراق، التي تبدو أزمة بلا نهاية، ستكون هي القاعدة التي يجري عليها اتخاذ الترتيبات لتفريغ العراق من مخزونه من كل ثرواته الرئيسية.

 

كانت صناعة النفط العراقية قبل احتلاله تحتاج إلى خبرات أجنبية بسبب سنوات من الحصار التي حرمته من الحصول على التكنولوجيا الجديدة، ثم جاء  الاحتلال ليقلب عاليها أسفلها وتسود لغة الدمار والقتل وأعمال العنف المتواصلة التي تدفع بالمحتلين ومن جاء معهم برفع سقف الإنتاج بحكم الحاجة إلى توفير مليارات أكثر لإشباع نهم اللصوص سواء من المحتلين أم من ذيولهم الذين سلطوا على رقاب العراقيين... وكل يوم، في العراق المحتل حاجة متزايدة إلى إنتاج المزيد من النفط لسد حاجة السراق ولإدامة العمليات ألحربيه ضد الشعب العراقي . وفي حين أن البلد قد تحطم، بسبب الاحتلال فان المليارات من النفط يجري تسليمه بعقود من دون منافسة الى الشركات الامريكية التي فشلت في إعادة بنائه ، وعقود  السرقة الجديدة سوف تتيح حصول  هذه الشركات على المزيد من الأموال، ولكن في بلد أصبح مكانا خطرا على الشركات التي تعمل على سرقة ثرواته النفطيه الكبرى وعليها أن تقبل المغامرة من أجل الاستغلال. وبهذا يكون غزو العراق قد وفر الذريعة للمزيد من التخريب وأعمال النهب.


إن الأمر الذي لم يعد احد ينكره حتى من مهندسي احتلال  العراق ان النفط كان السبب الرئيسي للغزو. وحول هذه النقطة، وعبر الإذاعة الوطنية الأمريكية، قال فاضل الجلبي، وهو أحد مقدمي المشورة للإدارة الأمريكية في التمهيد للغزو: «إن الخطوة الإستراتيجية للولايات المتحدة وبريطانيا هي ضمان وجود عسكري في الخليج للسيطرة على إمدادات النفط في المستقبل» والجلبي الذي شغل منصب وكيل وزير النفط واجتمع مع ممثلين عن شركات النفط الكبرى قبل الغزو، قال: إن هذا كان أحد الأهداف الرئيسية للغزو....رغم ان غزو البلدان للاستيلاء على ثرواتها الطبيعية، أمر غير شرعي وفقا لما تنص عليه اتفاقيات جنيف (لعام 1949). وهذا يعني أن المهمة الضخمة لإعادة بناء الهياكل الأساسية للعراق، بما فيها البنية التحتية النفطية، تقع المسؤولية المالية عنها على عاتق الغزاة. وهذه المسؤولية يجب أن تُدفع للعراق على هيئة تعويضات، على غرار التعويضات البالغة 9 مليارات دولار التي أُجبر العراق على دفعها للكويت...ولكن بدلا من ذلك، فان العراق يضطر إلى التخلي عن 75% من ثرواته الوطنية لتسديد فواتير غزوه واحتلاله غير المشروع.، وهذا مايجب ان يفهمه الشعب العراقي كي تواجه خداع الذين  يدعون الوطنية الزائفة من حكام المنطقة الخضراء.

 
إن العراق يغرق في الخداع الآتي ممن يدعون الوطنية الزائفة ، التي يستخدمونه لتغطية الأكاذيب التي تسببت في احتلال العراق ، وجعلتهم  يدافعون عن جرائم القتل و التعذيب وخرق كل المبادئ الأساسية للحريات. باسم الوطنية  ورغبتهم في إعادة تشكيل العراق تبعا لأهدافهم الشائنة، و في تغطية جشعهم الذي تجاوز كل حدود او ضوابط تحت لافته مسرحية أكذوبة الأمن الوطني....ولم يعد هناك من شكوك تتعلق بالدوافع التي كانت وراء  احتلال العراق وطموحات بوش الاستعمارية حيث تحطم ما تبقى منها عبر الأخبار الأخيرة من أن المستشارين الأميركيين للحكومة الألعوبة في العراق المحتل ، القابعة في المنطقة الخضراء ، كانوا وراء إعداد الاتفاقيات  للشركات الأمنية الأميركية لتفوز بالسيطرة على حقول النفط العراقية. لكن ، مرة أخرى ، ما الذي نتوقعه عندما يكون أحد قراصنة النفط من تكساس رئيسا لأمريكا؟ أميركا ، التي خدعت العالم عبر مطبخها الدعائي وحملاتها التضليلية المتواصلة حول تفوقها الأخلاقي ، ونتساءل هنا بعد اعتراف بوش هل يمكن لأي كان أن يصدق بان أمريكا لم نقم باجتياح العراق من أجل النفط ، و من أن من ابسط الادله ان كوندوليزا رايس ، وزيرة الخارجية ، جاءت إلى إدارة بوش من مجلس إدارة شيفرون ، حيث بعد مغادرتها لهم قاموا بإطلاق اسمها على إحدى ناقلات النفط. وقد ظلت رايس مخلصة لداعمي شركتها ، تماما مثل ديك تشيني ، نائب الرئيس ، الذي ظل مخلصا لتلك العقود من هاليبورتون.

 
هذا ما أنجزه احتلال الولايات المتحدة للعراق: بعد أكثر من ثلاثة عقود من انضمام العراق إلى التوجه الذي تسير فيه الأمم التي تخلصت من الاستعمار ، وهو تأميم النفط والسيطرة على موارده الخاصة ، ها هي شركات النفط الكبرى تستعيد مرة أخرى الذهب الأسود. لقد كان الأمر دوما ذو علاقة بالنفط - لهذا السبب تم احتلال العراق ، لكن شركات النفط تحصل عليه...كي تحقق ارباحا قياسيه ، ولهذا السبب قام المدير التنفيذي لشركة هاليبورتون بنقل مكتبه من تكساس إلى الإمارات العربية المتحدة ،بينما ألاميركيون يقدمون فروض الولاء لأصحاب الشركات المتعددة الجنسيات التي تستغل القوة العسكرية الأميركية لتحكم العالم

 

ان على باراك أوباما أن يفعل الكثير وان بنطق الكلمات الحكيمة،والا فإنه سوف يوصم بالضعيف ، وهذا بالضبط مقياس مناسب ليعرف العالم إلى أي مدى سينجح فيه الرئيس الجديد من مستوى التوقعات الجيدة لاول رئيس ملون رفع شعارات كبيره كالتغيير بعد ثمان سنوات عجاف من حكم بوش الاهوج..!!؟؟

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٣٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م