الموت والدمار هو العنوان للاحتلالين الامريكي والصهيوني

 

 

شبكة المنصور

د. فيصل الفهد

مايحدث في غزه هذه الايام هو صوره لما يحدث منذ ست سنوات في العراق المحتل والعرب يتفرجون كعادتهم وان تحركوا فهم كالسلحفاة لايصلون الى قلب الحدث الا بعد دفن الضحيه ... فمالذي جرى في العراق ؟


بعد كل هذا المخاض ولد الاحتلال فئراً مشوهاً فعلى الرغم من مرور قرابة ست سنوات على احتلال العراق فشل الامريكان والكيانات العميلة في التوصل إلى صيغ توافقية تمثل جميع الأطراف الضالعة في ركاب الاحتلال وهذا سينذر بزوابع كثيرة ستنفجر في فنجان التحالفات العميلة بسبب استئثار أطراف محددة بكل حصة الأسد في حكومة الفئران المشوه في حين أبعدت مجاميع وقوى كانت تمني نفسها بالحصول حتى ولو على قليل من فتات السلطة التي وعدوا بها قبل وأثناء تحالفهم الشيطاني مع الاحتلال فالسلطة بالنسبة لكل الذين شاركوا بمهزلة اللعبه السياسيه تمثل استحقاقات لملأ جيوبهم وزيادة أرصدتهم في الخارج لأن جميع هؤلاء العملاء يدركون أن ساعة حساب الشعب العراقي لهم قد أزفت وبهذا المعنى فكل من يبعد عن كعكة الحكومة أصبح خصم لمن هيمنوا عليها سيما وأن المبعدين ليسوا من النوع الذي يمكن أن تأكل لحم أكتافهم ويبقوا صاغرين بل هم أناس ضليعين في القتل وخبراء في تصفية حساباتهم والدفاع حتى الموت عن مكاسبهم أن تعرضت للتهديد وهذا ما أصبحوا متيقنيين منه جراء موقف الاحتلال منهم.

 
وإضافة إلى ما تقدم فإن إشكالية أخرى ستواجه العملاء وهي إن هناك خلافات داخل الكتل العميلة ومنها حزب الدعوة الذي يعتبر الأكثر تنظيماً بين الكيانات العميلة الأخرى فقواعد هذا الحزب وقياداته الوسطى (على ما يبدو) إن فيها أعداد لا يستهان بها وقفت ضد تطلعات الهالكي للفوز برئاسة الحكومة (خصوصاً العرب منهم) لأن هؤلاء يدركون أن هذه الحكومة ولدت ميتة وعمرها الزمني لن يؤتي اكله وفشلت بامتياز في تحقيق أي شيء وهذا ما سينعكس على تماسك الحزب الداخلي أولاً وعلى علاقته بالجمهور الذي يحاول أن يجد لنفسه موضع قدم فيه لأن جميع هذه الكيانات العميلة التي جاءت خلف الدبابات الأمريكية لا تمتلك رصيداً مؤثراً بين أوساط الشعب العراقي.... وقادة هذه الكيانات يعلمون أن من تجمع حولهم من الناس إنما تجمعوا لأسباب أبعد ما تكون من الإيمان بهم وإن هذا النفر القليل جاء بسبب الخوف أو لأسباب مصلحية ظرفية... ولأن حكومة الهالكي لن تستطيع أن تحقق أي شيء لهؤلاء أو لغيرهم فإنهم أول من ادار ظهره لحزب الدعوة اما اولئك  النفر الذي غرر بهم هذا الحزب العميل فهم الان في مواجهة نتائج الفشل الذي سيدق اخر مسمار في نعش المالكي وحكومته مثلما سيدق اسفين بما تبقى من حزب الدعوة الذي يعاني أصلاً من كثرة الانشقاقات وفي ضوء ذلك فإن هناك ظاهرة انفراط في تحالفات الأمس وهناك إعادة تشكل لتحالفات جديدة فحليف الأمس سيكون عدو اليوم وغداً وهذا ما سيزيد من تعقيد وضع ماتبقى من عمرحكومة الهالكي وفشلها لأنها ستجد استحالة في معرفة خصومها وبالذات الذين يعرفون المخفي من أوراق اللعبة ناهيك عن الخصوم التقليديين مثل جماعة إياد علاوي ومحور الحزبين الكرديين العميلين الذين سيبذلون ما في وسعهم من أجل إجهاض هذه الوزارة وإسقاطها بالضربة الفنية القاضية او تنحية الهالكي مثلما اطبقوا على المشهداني من قبل هذا عدا الخلافات وراء الكواليس مع المنافسين الذين يعتقدون أنهم الأجدر باستلام الحكومة مثل اللص أحمد الكلبي ورغم أهمية ما أشرنا إليه أعلاه إلا أن هناك عامل أساس وأكثر أهمية من كل العوامل الأخرى وهو رفض الشعب العراقي لهذه المهازل ولكل ما يرتبط بالاحتلال والتي عبر عنها بأشكال مختلفة وفي مقدمتها مقاومته الوطنية المباركة والتي تعد العامل الحاسم الذي سيحدد ملامح صورة العراق القادمة والمقاومة تتقدم بخطى واثقة لطرد الاحتلال والقضاء على كل مخلفاته وإفرازاته وإنزال القصاص العادل بحق كل الخونة والعملاء الذين تسببوا في كل هذا الوضع الشاذ في العراق وفي مقدمتهم هذه الكيانات المصطنعة وشخوصها سيئي الصيت.

 
كما يجب أن لا نهمل في تشخيصنا للواقع حقيقة لها حضورها وهي أن حكومة الهالكي وإن كانت تحمل مؤهل عمالتها للأمريكيين إلا أنها ترتبط بذات الوقت بإيران الخصم المزعج المنافس لأمريكا في العراق ومن هذا المنطلق فإن إدارة الاحتلال يهمها جداً فشل الهالكي بل ستعمل هي على تحقيق ذلك بأساليب مختلفة ظاهراً وباطناً دون أن تتناسى أن هذه الحكومة قامت على أنقاض حكومتي علاوي الحليف الأكثر ولاءاً للإدارة الأمريكية والذي أظهر حسن السيرة والسلوك لصالح المشروع الأمريكي في العراق والمنطقة والجعفري الذي تاه وسط زحمة سوق العماله لايران ام بريطانيا ام امريكا ونضيف إلى هذا عامل ربما لم يتبلور بشكل واضح أمام أنظار المراقبين لحد الآن وهو شكوك وهواجس عديد من دول المنطقة سواء كانوا محسوبين على العرب أو دول الجوار الأخرى إزاء مكونات وشخوص الحكومة العميلة الحالية في العراق وبالذات عندما نأخذ بعين الاعتبار أن كل الذين استلموا مناصب مهمة ليس فيهم أي شخص عربي كما أن تعيين المجرم جلال الطالباني رئيساً يثير حساسية الأتراك لأسباب باتت معروفة عدا أن ولاء حكومة الهالكي لإيران سيضعها في مواجهة غير علنية مع أنظمة عربية لها خصوماتها مع إيران.

 
إن متابعة متأنية لسلوك ومواقف العميل الإيراني الأمريكي عبد العزيز الحكيم يدلل على أن هذا السفاح وبطانته في حكومة الاحتلال الرابعه لديهم أجندة لا علاقة لها بالعراق ومصالحة بل إن هؤلاء يريدون تصفية حساباتهم مع شرائح كبيرة من الشعب العراقي وقواه الوطنية الرافضة للاحتلال ولذلك فالحكيم والهالكي أطلقا العنان لمليشياتهم العميلة المجرمة لشق انهاراً من الدم بشنهم عمليات اغتيال واسعة وزج عشرات الآلاف في المعتقلات التي تعاني من امتلائها بمئات آلاف المعتقلين وربما سيزيدون عدد المعتقلات فتكون هناك معتقلات أمريكية وأخرى لحكومة الهالكي العميلة لتستوعب الأعداد الكثيرة من الذين سيشملهم حقد وكراهية وعنصرية وطائفية عملاء الاحتلال ضد شعبنا العراقي ولذلك فإن أهم انجازات هذه الحكومة العميلة هي نشر شبح الموت والاعتقالات (والجثث التي يعثر عليها ) وهي خير شاهد على هذه الدموية والتي ستفتح عليهم أبواب جهنم العراقية كما فتحت من قبل على الأمريكيين.... لقد أصبح شيئاً مثيراً للسخرية تلك الأكاذيب التي استمر بوش وإدارته يرددونها أمام أنظار ومسامع العالم حول ديمقراطيتهم المزعومة في العراق فأي ديمقراطية هذه يا سيد بوش التي  عمدتموها مع عملاؤكم بدماء العراقيين وأي نموذج ديمقراطي دموي تريدون فرضه على دول المنطقة... فيا لها من ديمقراطية بائسة... لا تحققها إلا كيانات مجرمة لا تعرف غير لغة القتل والإبادة وسيلة لاستلهام المبادئ والقيم الديمقراطية الأمريكية التي تنتجها مصانع جورج بوش وشركائه للإرهاب والجريمة هذه الديمقراطية المغمسة بدم العراقيين التي لن تجد طريقها إلينا..... لأن إرادة الله سبحانه وتعالى وعزيمة العراقيين ومقاومتهم البطلة ستكون بالمرصاد للمحتلين وفئرانهم وإن غد لناظره قريب جداً.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م