كلمة الرفيق الأستاذ :

شمس الدين أحمد صالح عضو قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الإشتراكي و مسؤول تنظيمات الحزب بدارفور في مهرجان اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى استشهاد القائد البطل :

صدام حسين الذي أقيم بميدان المولد نبالا عاصمة ولاية جنوب دارفور

 

 

شبكة المنصور

 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿و لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون *فرحون بما آتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون

 

صدق الله العظيم


رسالة البعث إلى أهلنا فى دار فور


أيها الشعب السوداني العظيم :


بكل سحناته الإجتماعية و عقائده الدينية و ألوانه السياسية الزاهية .


يا أبناء أمتنا العربية و الأفريقية و الإسلامية و المسيحية المجيدة


أيها الأهل في دارفور الغرة .


أيها الثوار و الأحرار و الشرفاء في كل مكان .


رفاق النضال في القوى السياسية الوطنية .


الإخوة أعضاء اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى إستشهاد الرفيق المجاهد البطل :


صدام حسين


أيها البعثيون الأوفياء لوطنهم و شعبهم و أمتهم في كل مكان.


أيها الجمع الحضور العزيز .


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .


أيها الإخوة و الأخوات و الرفاق الأعزاء


إننا نقف اليوم إجلالا و تعظيما لاستلهام الذكرى الثانية لاستشهاد أحد رموز هذه الأمة و قائد ركبها المجاهد الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي و رئيس جمهورية العراق الشرعي الرفيق :صدام حسين الذي اغتالته أيادي الإحتلال الأمريكي البريطاني الغاشمة مدعومة من قبل النظام الإيراني الصفوي و بعض أنظمة الدول العربية الرجعية العميلة ,و كان ذلك بعد احتلال البلاد و تنصيب جواسيسهم حكاما لتلك الدولة العريقة بتهمة أن نظامها الوطني (نظام صدام حسين – نظام حزب البعث العربي الإشتراكي) قد تجاوز الخطوط الحمراء المسموح بها أمريكيا ,ووقف ضد تعميم النظرة الأمريكية للحياة في المنطقة .


قام صدام حسين بتشكيل تهديد حقيقي لدولة الكيان الصهيوني و أمطرها بأكثر من (40)صاروخا وصلت عمق إسرائيل .


أيها الإخوة و الأخوات:


من سخرية الأقدار أن تأتي هذه الذكرى و غزة تدك بطائرات العدو الصهيوني المقاتلة و صواريخه البحرية و دباباته و مدفعيته الثقيلة و جرافاته .فوق كل ذلك تحاصر من قبل الإحتلال الغاشم و عملائه الدوليين و الإقلميين و المحليين .


أيها الإخوة و الأخوات :


إن استمرار العدوان على غزة ماكان له أن يستمر لولا احتلال العراق و اغتيال قائده ,و استسلام بعض الأنظمة العربية لإرادة الأجنبي ,حيث ظلت هذه الأنظمة في حالة صمت في ظل الحصار والعدوان الذي قادته الصهيونية على غزة .


أيها الإخوة و الأخوات :


لقد بنى نظام حزب البعث في العراق دولة متقدمة و متطورة ,حتى أنها وضعت العراق في مصاف دول العالم الأول و خرج مئات الألوف من العلماء في مجالات العلوم و الطب و الذرة, و غيرها من علوم الحياة و العلوم الإنسانية ,و الإدارة و أمتلك منهجا علميا أسس لبناء القاعدة العربية المحررة في العراق كنقطة انطلاقة لتحقيق مجتمع الوحدة والحرية و التقدم الإجتماعي بأبعاده الإنسانية .


أيها الإخوة و الأخوات :


إن إستشهاد القائد صدام حسين حدث كبير و لكنه يمثل لكل البعثيين سلامة نهج الحزب في المقاومة و التحرير و البناء و الوحدة ,و هو مناسبة لتجديد العهد لقائد المقاومة العراقية الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي المجاهد عزت إبراهيم و رفاقه ,و هم يسجلون أروع صور الفداء بمقاومة الإحتلال و القوى الطائفية و العميلة


يا أبناء دارفور الحبيبة :


لماذا كان صدام واثقا هكذا لحظة استشهاده و كثيرون منكم معجبون بصدام أيما إعجاب و لكن قليلون منكم يعرفون حقيقة صدام و مبادئ صدام التي دفعته للاستبسال و الاستشهاد .


صدام آمن بأن الأمة العربية واحدة من محيطها إلى خليجها و آمن بأن لهذه الأمة رسالة لابد أن تؤديها تجاه شعوب الأرض مثلما فعل أجدادنا العظام .حين أوصلوا رسالة الإسلام و تعاليمه و قيمه إلى أقصى مناطق الدنيا حين كانوا قلة و لكنهم بما يملكون من قوة فى الثقافة و الرسالة لم يستخدموا صيغ الغزو و الحروب لإقناع الشعوب المستقبلة و التي لم تكن عربية أصلا ..فنشروا فكرهم و ثقافتهم و تفاعلوا حضاريا مع تلك الشعوب المحلية الأمر الذي أقنع تلك الشعوب بتبني عقيدة الإسلام و ثقافة العرب القادمين .


هل رأينا أن سيفا قد أعمل أو سهما قد أطلق عند دخول العرب للسودان – بالتأكيد كلا لكننا كيف رأينا رواق السنارية في الأزهر الشريف و كيف رأينا السلطان على دينار يرسل كسوة الكعبة سنويا حتى 1916م ..هل لأنه كان يخشى العرب المسلمين القادمين من الجزيرة العربية .المؤكد أن ذلك البطل على دينار ليس من النوع الذي يخاف و لكنه من النوع الذي يؤمن . يؤمن بالمبادئ العامة للرسالة يؤمن بوحدة الهدف و يؤمن بوحدة الأدوات – لذلك فقد وثق صلته بالكعبة المشرفة و بالأزهر الشريف و استقدم أبناء الريف (المصريين) في بادرة حضارية متفردة لتعليم أبناء سلطنته فنون الفلاحة و الإدارة و بناء الدولة . و أسس للتلاقي الحضاري مع مصر و الجزيرة العربية . لقد وعي السلطان الدرس واستقرأ المستقبل و آمن بالوحدة بطريقته في ذلك الزمان .


آمن على دينار بذات مبادئ صدام حسين و دفع ثمنها مملكته و روحه عام 1916م عندما احتلها المستعمر.آمن قبله محمد أحمد المهدي بوحدة الهدف ووحدة المصيرحين نصب عبدالله التعايشي خليفة أول و الأمير ودالحلو خليفة ثاني لكنه نصب الخليفة شريف كخليفة رابع ,و ترك المهدي ذلك المناضل الوحدوي منصب الخليفة الثالث للسنوسي المناضل الليبي . و كثف اتصالاته و تنسيقه مع أحمد عرابي في مصر .


عند استقلال السودان رأينا كيف أن الأحزاب التي ناضلت و حققت الاستقلال و قاومت الاستعمار بأدوات وحدوية و كيف ساندت ثورة عبد الناصر في مصر و بالمثل كيف ساندتها مصر .


هكذا نجد أن المناضلين و الثوار السودانيين يتسمون بسعة الأفق و القدرة العالية على تحليل معطيات الواقع – لذلك تراهم كلهم آمنوا بمبادئ صدام حسين – آمنوا بوحدة الأمة العربية و مصيرها المشترك .


يا أبناء دارفور :


مثل هؤلاء الأبطال ماذا نقول لهم لو زارونا في واقعنا اليوم ليروا أن بعضنا يسعى لنصبح شعوبا و قبائل ..سوف لن يغفروا لنا إننا سمحنا لأنفسنا بنسف كل مبادئهم و طموحاتهم سوف لن يغفروا لنا إذا نحن فرطنا أو سمحنا لمن يسعى لتفتيت وحدة السودان أو من سمح برفع راية التفتيت بيننا.


يا أبناء السودان الأماجد :


أهلنا في دارفور :


عضو بالنواجذ على مبادئ أجدادكم من جيل المهدي و علي دينار و عبد الله السحيني و عبد الرحمن دبكة و إسماعيل الأزهري – و ابنوا عليها – لا تتراجعوا عنها .


أكملوا مطلوبات الاستقلال السياسي و حافظوا على وحدتكم ,و ناضلوا معا من أجل إنفاذ برنامج وطني ديمقراطي يحقق الوحدة و التنمية و التقدم و النماء. برنامج يكون نقيضا للتخلف و الجهل و محاولة تكريس قيم الجاهلية الأولى .


أيها الإخوة و الأخوات نحن نعتبر أن قضية دارفور قضية سياسية اجتماعية عادلة و أن حلها لابد أن يكون سياسيا لا عسكريا لأن "دم السوداني على السوداني حرام "و لأن التصعيد العسكري و التصعيد المضاد لا يورث أهلنا في دارفور سوى المزيد من الدمار و التشريد و تحطيم البنيات الأساسية و التي هي ضعيفة أصلا .


إن الطريق إلى الحل يستوجب من حكومة المؤتمر الوطني و شركائه الاعتراف بحق كل المواطنين في التعبير عن مطالبهم العادلة و قضاياهم بكل السبل الديمقراطية المشروعة.


وبالمثل نطالب الحركات المسلحة و خاصة التي وصلت إلى تفاهمات مع النظام – مهما كان رأينا في تلك التفاهمات أن يتحولوا إلى أحزاب سياسية – لتناضل نضالا مدنيا لإجبار الحكومة الحالية على تقديم الاستقالة .و تكوين حكومة وحدة وطنية حقيقة ببرنامج وطني يعمل على حل المشاكل العالقة في دارفور , والوقوف أمام التدخلات الأجنبية .و تهيئة المناخ لإجراء انتخابات حرة نزيهة و رد المظالم و محاكمة الذين ارتكبوا جرائم في حق الدولة و الأفراد في محاكم وطنية مستقلة .


*-نطالب المجتمع المدني الدارفوري توحيد رؤيته و إجبار أطراف الحرب للجلوس على طاولة المفاوضات .


*- نطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في السودان و سجناء الرأي و على رأسهم الرفيق المناضل أحمد إبراهيم أبو القاسم الموجود الآن في زنازين النظام بنيا لا.


أيها الإخوة و الأخوات :


لا يخفى على أحدكم الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد في هذه الأيام و المتمثلة في حالة الترقب لصدور قراربحق رئيس النظام (عمر البشير )من قبل المحكمة الجنائية الدولية .


فى هذا المجال نحب أن نوضح موقفنا المبدئي من المحكمة الجنائية الدولية . المحكمة الجنائية الدولية تحتاج تأكيد حياديتها ,و عدم التعامل بالمعايير المزدوجة تجاه الدول و الشعوب. و التحرر من قبضة دول الاستكبار التي تستخدم الأمم المتحدة و مجلس أمنها لتمرير قراراتها على المحكمة الجنائية الدولية .حيث أصبحت تلك المحكمة ذراع لتنفيذ إستراتيجية دول القطب الواحد ضد دول قطب الشعوب .فإذا أصدرت المحكمة الجنائية قرارا بتوقيف المجرم بوش و أولمرت و توني بلير و أعوانه الذين أبادوا الشعوب في العراق و أفغانستان – و الصومال و يوغندا و الكنغو و في فلسطين .حينها سوف نقول نحن أن هذه المحكمة هي محكمة من أجل حماية الإنسان في العالم في أي مكان و في أي زمان .و عليه فإن النظام هنا في السودان مطالب أن يوفر شروط وحدة الجبهة الداخلية .


و لن يكون ذلك إلا عن طريق الاستقالة و توسيع قاعدة الحكم ببرنامج وطني كما ذكرنا سلفا .


و في الختام أشكركم على حسن الاستماع .

 

و تكبدكم المشاق لحضور هذا المهرجان .


و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

نيالا السابع عشر من يناير 2009م

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م