الرفيق المناضل علي الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي قطر السودان في حوار مع صحيفة ( أخبار اليوم )

 

 

شبكة المنصور

 

  • رغم خلافنا مع الحكومة نرفض التعامل مع الجنائية

علي السنهوري : عزت ابرهيم الدوري يقود طلائع المقاومة فى العراق واستشهاد 120 ألف بعثي منذ قيام الاحتلال


الأستاذ على السنهوري إلى جانب منصبه كأمين سر لحزب البعث بالسودان فهو ناشط سياسي ومتابع لكثير من التطورات ولعل الرجل رغم مشغولياته بالداخل فقد ربط نفسه بمشاغل الخارج ويري أن مأساة غزة نموذج للتخاذل العربي من قبل الحكومات وأن الحل يأتي بإطلاق يد الشعوب المسلحة في وجه الصهاينة (أخبار اليوم) حاورته في قضايا الداخل والخارج وقال انه رغم خلافه مع النظام القائم في السودان إلا أنه يساند موقف الحكومة في رفض التعامل مع الجنائية من منطلق وطني لاقناعته بأن إيقاف النظام شئ يخص السودانيين.. وليس باستدعاء أوكامبو .


* أستاذ على سنهوري كقيادي بعثي كيف تنظر لتداعيات ماحدث في غزة وماهو تقييمك لهذه التداعيات والصلف الذي تعاملت به إسرائيل؟؟


في البداية اسمح لي أن احيي شعب عزة الباسل وكل قوي المقاومة في وقفتها البطولية والشامخة في مواجهة قوي الاحتلال الصهيوني الهمجي  المسنود من الغرب الاستعماري وبعض الأنظمة العربية والإسلامية العاجزة والمتواطئة واري أن الاحتلال كان قد أراد بهذه الهجمة القاسية كسر قوي المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني وفى سبيل ذلك أتى بكل أنواع البربرية من قتل وهدم وجرائم بشعة تظل وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء ولكن مع ذلك فشل هذا العدوان في تحقيق أهدافه واستطاع شعب غزة من الانتصار بصموده رغم ضخامة التضحيات التي قدمها وبهذا أثبتت امتنا العربية قدرتها على المقاومة واستعدادها للدفاع عن كرامتها وحريتها وحقها في العيش  بسلام والعمل من اجل التقدم وتحقيق أهدافها المشروعة في الوحدة والتحرر وهنا نقول أن مقاومة غزة تأتي بمثابة دفع إضافي  للمقاومة التي تجري ألان في العراق وعلى مدي ست سنوات منذ وقوع الاحتلال مثلها مثل كل الصفحات البطولية في الضفة الغربية والقدس وحيفا ويافا ولبنان إن الأمة توجد حيث  ما يحمل أبناؤها السلاح هكذا قال القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق كما قال أن فلسطين يحررها كفاح الشعب المسلح وليس الحكومات والدرس الذي يمكن إن نستخلصه من هذه التجربة هو أن الطاقات الكامنة في امتنا يمكن إن تتكافأ مع القدرات التقنية والمالية الموجودة عند العدو الصهيوني الامبريالي إذا ما وحدت الجماهير قوتها لفرض إرادتها لان النصر حليف الشعوب المناضلة وان الهزيمة هي قدر الضعفاة المستبدين وأنه لا توجد قوة مطلقة إلا قوة الله سبحانه وتعالى .

 

- لكن كيف تقيم دور الأنظمة العربية في التعامل مع هذه الأزمة؟؟
حقيقة لابد من قولها أن الأنظمة العربية كان دورها مخزيا في مواجهة المجازر التي امتدت إلى 22 يوماً في غزة بل انقسمت مابين متواطئ ومابين عاجز وقد اثبت النظام الرسمي العربي كما اثبت من قبل في مواجهة العدوان الأمريكي الأطلسي الصهيوني على العراق ارتهانها لإرادة الامبريالية العالمية وعزلتها التامة من جماهير الشعب وقد عبر شعبنا بوضوح عن موقفه بمواجهة العدوان الصهيوني على غزة وبادر رئيس فنزويلا المناضل شافيز بقطع علاقاته بالكيان الصهيوني وتقديم كل المساعدات الممكنة لشعب فلسطين بينما لم تقدم الأنظمة العربية حتى اضعف الإيمان وأقول أيضا أن الثابت أن الجماهير العربية قد فقدت الثقة في قمم هؤلاء الرؤساء بل هذه الأنظمة لم تزد حتى المقاومة الشعبية للاحتلال في أحيان كثيرة إلا خبالا بل أن مدخلاتها مع أجنحة المقاومة لم تهدف إلا إلى اثباطها وأضاف هممها وإشاعة أجواء التخاذل والاستسلام لمشيئة أعداء الأمة ولعل احد الأخطاء الذي ارتكبتها حركات المقاومة في فلسطين تاريخيا هو ذوبانها في منظمة التحرير التي أنشأها النظام الرسمي العربي مما افقدها دورها المستقل كحركة مقاومة وجري تحويلها لكيان في الكيانات القطرية الممثلة في الجامعة العربية إضافة لا قدامها على توقيع وثيقة أوسلو وقبولها بتولي زمام سلطة صورية في الضفة الغربية وقطاع عزة ولذا فان الانسحاب من هذه الاتفاقيات والقيود تشكل ضرورة لانطلاق المقاومة في صراعها مع العدو الصهيوني حتى تحقيق أهدافها بالتحرير التام لفلسطين من البحر إلى النهر .


-
هل تري أن القمم العربية أعاقت الحلول بالفعل؟؟
بالفعل وأخر قمة انعقدت بعد وقف إطلاق النار وهذا يمثل مظهرا من مظاهر عجز النظام الرسمي العربي والذي فشل إن يجتمع في مطلع بداية الأزمة وحتى ولو لمجرد إدانة العدوان  على غزة والقمة التي انعقدت وتزامنت مع وقف إطلاق النار لم تنعقد لمناقشة موضوع غزة وإنما كانت قمة اقتصادية وقد تم فرض موضوع غزة على القمة لضغوط من الشارع العربي . كما أن لم تتمخض عن أي حراك جديد في الساحة يمس جوهر الأزمة مثل المطالبة بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني على جرائم الحرب ضد الإنسانية والمطالبة بالتعويضات وإدانة الأنظمة العربية التي شاركت في حصار غزة بل على النقيض من ذلك فقد تبرعوا نيابة عن العدو الصهيوني بأعمار ما دمره العدوان علما بأنها تبرعات مشكوك في وصولها لغزة ولشعب فلسطين ولم تنفذ حتى اليوم وهذه التبرعات أشبه بالشيكات الطائرة ..
إذن لا فائدة من المبادرة العربية المعلنة للاعتراف بإسرائيل؟


-
هذه المبادرة لا تخرج كونها تعبير عن موقف الأنظمة العربية الاستسلامية لتبيض وجه العدو الامبريالي والصهيوني لان معركتنا الحقيقية مع الصهاينة هي معركة وجود وليس معركة حدود وهو صراع يجب أن يحسم لصالح احد الطرفين وان كل الاتفاقيات السابقة في كامب ديفيد والقدس ووادي عربة وأوسلو لم تنجح في اختزال هذا الصراع وشعبنا في فلسطين  على امتداد الوطن العربي متمسك بحقوقه الثابتة وقد أثبتت المقاومة في العراق وفلسطين استعداد شعبنا للنضال والجهاد والاستشهاد في سبيل  الحرية وتحقيق أهداف الوحدة وحقيقة فان هذه المقاومة بالرغم من تفريطها في الحق العربي والفلسطيني إلا أن الغرب الذي يدعم إسرائيل نفسه قد تجاوزها بعدوانهم على العراق ولبنان وغزة  ولذا فان هذه الأنظمة العربية ألان تغرد خارج السرب في وقف المعركة قائمة ومتصاعدة بين قوي المقاومة العربية وأعداء الأمة ولاحياد بين المعسكرين لان الحياد لا يعني سوي الانحياز للعدو ..


-
هناك من يري إن كامب ديفيد  1978 كانت أس الأزمة العربية وكانت من تداعياتها السالبة أنها أخرجت 80 مليون عربي في مصر خارج دائرة المعركة ؟
المتابع يا أستاذ التجاني  لما يجري في الساحة المصرية يدرك أن كامب ديفيد لم تخرج مصريا واحداً خارج دائرة الصراع العربي الصهيوني ولعلك تلاحظ قبل أحداث غزة كانت هناك حركة واسعة في مصر تطالب بقطع إمداد العدو الصهيوني بالغاز وصدر قرار من محكمة مختصة في مصر تطالب الحكومة بوقف إمداد العدو الصهيوني بالغاز وقد حافظ شعب مصر على موقفه الثابت فى مقاطعة البعثة الدبلوماسية للعدو الصهيوني لمنتجات الكيان الصهيوني ولم تشهد أية ساحة في الوطن لعربي من التحشدات الجماهيرية متفاعلة مع القضية الفلسطينية مثلما حدث وشهدته الساحة المصرية والأردن إذن فان اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة لم تغير غير الحكام الموقعين عليها ولذا فان هذه الاتفاقيات تعتبر باطلة كونها لم تحظ بثقة الشعب وموافقته .


-
بمناسبة مرور 6 أعوام علي احتلال العراق هناك تخاذل مستمر لصالح الاحتلال في مواجهة مقاومة ترفض الاستسلام كيف تقيم التداعيات التي يمكن أن ترسم مصير هذا البلد ؟
أولا :  أقول أن المقاومة الوطنية العراقية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وعلى رأسه الرفيق المجاهد عزت إبراهيم الدوري الأمين العام للحزب وفصائل المقاومة العراقية الأخرى تأخذ يوميا أشكال متصاعدة ومتجزرة ومرور الزمن يزيدها قوة نتيجة للخبرات المكتسبة وما يجب تأكيده هو أن حقيقة قوي الاحتلال قد ارتكبت من الجرائم في العراق والفلوجة وأبو غريب والنجف وكربلاء وحديثة الموصل وكركوك والناصرية والعمارة ما يماثل ما حدث في غزة وأقول أن الشعب العراقي قدم والى اليوم مليون و200 ألف شهيد منذ وقوع الاحتلال من بينهم 120 ألف بعثي وتشريد 5 ملايين عراقي من وظائفهم وتهجير 4 ملايين داخل وخارج العراق لقد استخدمت قوي العدوان الامبريالي الصهيوني كل الأسلحة المحرمة دولياً بعدوانها على العراق . بما في ذلك أم القنابل التي تم استخدامها في مطار صدام الدولي وانتهكت كل المواثيق والأعراف وقامت باغتيال الرئيس الشرعي لجمهورية العراق ورفاقه واعتقال وتعذيب مئات الآلاف بما فيهم النساء والأطفال في المعتقلات الرسمية والسرية واستخدمت مرتزقة الأمن من الأجانب بما يعادل عدد قوات الجيش الأمريكي في العراق وفتح أبواب العراق إمام الموساد الإسرائيلي والمليشيات الإيرانية لاغتيال وتصفية الكوادر البعثية ونهب ثروات ومتاحف العراق ومع ذلك فان شعب العراق صامد ومستمر في معركته مع الاحتلال ومسترخصا للتضحيات بالغالي والنفيس ولذا فان تخاذل الأنظمة العربية وتواطؤها مع قوي الاحتلال لن ولم يؤثر على مجري المعركة لان العراق مسنود بدعم جماهير الأمة  العربية وأحرار العالم ولايراهن يوما على موقف الأنظمة التي لأتسوق إلا لعدوان وإطفاء شرعية عليه وهنا ندعو شعبنا في العراق لمقاطعة الانتخابات البلدية التي تهدف لتزوير وتزييف إرادته . وأن النصر معقود لراية المجاهدين 


-
أستاذ سنهوري كمسئول عن حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان وهو حزب ينشط في الساحة كيف تنظر لتداعيات المحكمة الجنائية ومساعي اوكامبو في توريط الرئيس البشير؟
حزب البعث العربي الاشتراكي منذ زمن طويل كان له موقف ثابت برفض تقديم أي مسئول سوداني لمحاكم خارج السودان ورفض تواجد أي قوي أجنبية في ارض السودان – وذلك انطلاقا من تمسكنا بالثوابت الوطنية ودفاعا عن استقلال السودان وسيادته ووحدته ولذا فقد كان طبيعياً أن نرفض توجه المدعي اوكامبو بمحاولة تجريم الرئيس وفتح المجال لاستدعائه للمثول لمحاكم بالخارج ولنا قناعة  بأن الجرائم المرتكبة في السودان من أي فرد يمكن محاكمتها داخل السودان ونحن مع معارضتنا لهذا النظام باعتباره إمام إيجاد مخرج ديمقراطي وسلمي للازمة الوطنية في السودان لكننا نري أن تغييره سواء بالضغط عليه لتسليم السلطة  للشعب هي مسئولية أبناء السودان ولانقلب  وصاية على إرادتنا الوطنية من أية جهة أو خيارات تأتي من جهة خارجية


-
إذن كيف تري المخرج؟؟
نحن نري أن موضوع المحكمة نفسه هو احد تداعيات الأزمة الوطنية الشاملة التي لا تتجزأ بحلول لدارفور وحلول للجنوب وحلول للشرق أو حلول الأزمة الاقتصادية والاجتماعية دون أن تضع حلا شاملا للازمة الوطنية ولعل احد تمظهر أبعاد الأزمة هو انفراد حزب المؤتمر الوطني بالسلطة وتهميشه لكل القوي الاخري بما في ذلك أحزاب الوحدة الوطنية وأحزاب اتفاق القاهرة ولعلك لا تستطيع من القوي أن تتحمل أعباء حل مشكلة دارفور مثلاً وهى لا تؤثر في القرار السياسي ناهيك عن مشاركتها وبعض هذه الأحزاب ومن بينها حزب البعث لاتزال تخضع لقمع النظام سواء باعتقال قادته أو مصادرات ممتلكات الحزب أو يرفض الترخيص له حتى بإقامة ندوات ومثال لذلك رفض السلطات مؤخراً بمنح الحزب تصديق لإحياء ذكري استشهاد الرئيس صدام حسين وأحداث غزة  والاستقلال في 17 يناير الماضي


-
ماحجم ممتلكاتكم المصادرة ؟؟
الممتلكات التي تمت مصادرتها كثيرة أهمها مطبعة النيلين والتي تمت مصادرتها منذ 1989 وقيمتها ألان تزيد عن 10 ملايين دولار هذه غير العربات والممتلكات الشخصية


-
أخيرا ماهو ترتيبكم للانتخابات القادمة بعد 6 أشهر؟
ما أراه أن قيام انتخابات حقيقية وديمقراطية ستكون دائماً مرتبطة بمدي توفر الجو الديمقراطي ولا يتأتي هذا إلا بسلطة انتقالية تمثل فيها كل القوي السياسية في البلاد تمثيل حقيقي وإبعاد كل القوانين المقيدة والتي يتعارض بعضها حتى مع الدستور واتفاقية السلام وإلغاء قانون الأحزاب تحت رحمة ووصاية حزب المؤتمر الوطني  وصياغة القانون انتخابات ديمقراطية بحيث تتمكن القوة السياسية والاجتماعية من التعبير الحر عن مواقفها وبرامجها وبالتالي تتوفر شروط معركة انتخابية متكافئة ..

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٨ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م