شافيز منـّا  آل البيت

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

أعجبني قول أحد ضيوف  برنامج  سياسي قاله من على إحدى شاشات القنوات الفضائية العربيّة التي عادة ما تستضيف  المتحدّثين المختصّين بما  يجري في  العراق  أو ما  يجري في منطقتنا العربيّة وانعكاسات ذلك على ما يجري في السياسة الدوليّة عامّة , حين تحدّث الضيف بإعجاب  عن الرئيس  الفنزويلـّي وأفعاله الإيجابية المصطفّة دائما  لصالح  قضايانا العربية العادلة  وصل  به   الإعجاب  حد  افتراضه  لما ستؤول حال شافيز  بأفعاله هذه  لو أنه  ظهر , ليس  في زماننا هذا , بل  لو  كان  قد  ظهر  في  زمن النبي  صلى الله عليه وآله  لكان ناله  ما نال  الصحابي الجليل  سلمان الفارسي  من  حظوة  ومن تقدير  عالي , خيّل  إليّ  أن الضيف وكأنه  أراد أن  يقول  أن النبي  لو   مدح أفعال  شافيز الإنسانيّة  لقال : 

 

شافيز  منـّا آل البيت ! ... وفعلاّ  , إن  مواقفه الإنسانية  المشرّفة  في زمان التبحرث العربي  هذا  زمن الفخر  بالعمالة والعهر  والتبرّك  بالخيانة  زمن  تقديس القوادة  زمن أمراء الطوائف  زمن  عبادة  الغرائز  باسم الدين زمن افتخار الحاكم  الصنم "المعتدل"  إعلانه  المبطـّن عن  فقدان  رجولته وإعلان ذلك من قبله على الملأ  دون  خجل  ولا حياء منه  بل  ويضيفها إليه كمكتسبات  وكمزايا ومتطلـّبات تتماشى  وروح العصر ! , في هذا الزمن  العربي المتشظّي  إلى كل الاتجاهات  زمن الخنا  والخنوع زمن  التشفـّي الرسمي العربي بذبح الحق  العربي  تحت تسميات صهيونية مطـّاطة مختلفة وإعلانه المكشوف عن ساديّته وتلذّذه  بدماء أبناء الوطن العربي . في هذا الزمن الذي  يحمل كل هذه العجائب  وما هي  أكثر بكثير منها  والتي تحتاج منـّا لصفحات وصفحات  لتسطيرها من التي  يخجل حتى القلم من تدوينها وتسطكّ  فحمته وتصرصر على الورق  مكانك  راوح  وتضمحلّ في مكانها , فمن الطبيعي أن  يأتي  مثل هذا الخاطر والذي  هو من المؤكد  لا يجول  فقط   بين  ثنايا  ضمير  ذلك الضيف  وحده , بل هو  من المؤكد  يصول  ويجول  بين  ثنايا  ضمير ووجدان  كل  عربي  شريف  أو ضمير كل  فرد  من شعوب العالم  الكارهة لشرور  الإمبرياليّة الأميركغربيّة  ونوازعمها  الإجراميّة ...

 

لذلك  نقول أن  شافيز بمبادراته الوجدانيّة  وبمبادراته  الفعليّة  المشرّفة , السابقة  أو  هذه , هو مواطن عربي  مسلم  مسيحي  وكل ما هو إنساني شريف ,  شافيز  عربي  أصيل يشهد دوماً  ونسمع  منه  ويفعل بأفعاله  النبيلة  كل ما هو  مناوئ للظلم , شافيز  كأنّي  به يقول :  أنّ أبا جهل  وأبا  لهب  وجميع  عتاة  مكـّة  والمشركون  فيها  هم أعداء  الله وأعداء  الضمير السليم ,  حتى  ولو  لم   يدرك  شافيز  عصر  النبوّة  ولم  يدرك  عصور الأنبياء والرسل والحكماء  فإنه  بفعله  وغليان ما في داخله  انتصاراً للحق ووقوفاً بوجه الظلم  ينبض  بذلك ,  لأنه  أدرك  بضميره  الحي  ما  يجب  عليه  أن  يشهد عليه بالحق  وينتصر لمن  وقع   عليه  الظلم  انطلاقاً من الفطرة السليمة التي فطر الخالق الناس عليها  جميعاً  ويشتركون  بها  "فطرة الإسلام"  أو  ما  يسمّيه المسلمون  التسليم  لوجه الله  الذي  يعني  بمفهومه المعاصر "رد الفعل السليم"  على طريق  الحلال  بيّن  والحرام  بيّن ..

 

فوالله  وكأن الزمن  يقول ؛  لله  درّك  يا شافيز  لأن  بُرازُكَ  أعطر  وأبرك وأنفع  وأجمل وأبلغ  من جميع  الأصنام  "المعتدلين"  حكام العار والشنار والرذيلة والفضيحة البشريّة  وبرازك  تاج   فوق رؤوسهم  لو  يعلمون .. ولا نقول  و "شعوبهم" أيضاً ,  لا ,  لأننا  ننتظر منهم , ولحد هذه اللحظة ,  من فعل  هذه الشعوب  ما  ( منتظر )  ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٣ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م