رد  على  ما جاء  في ( من أبعاد معركة غزة ) للكاتب محادين في موقع ( الكادر )

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

من ابعاد معركة غزة

موفق محادين


(5/1/2009)

اضافة لما كشفته معركة غزة من قدرات وطاقات صمود جبارة لدى اهلنا في قطاع غزة, مقابل ما اكدته ايضا من روح اجرامية همجية صهيونية لوكلاء الرأسمالية الامريكية والاوروبية شرق المتوسط. فقد كشفت هذه المعركة عن عدة ابعاد مهمة على الصعيدين العربي والدولي:

1- فقد كشفت المسيرات الشعبية التضامنية العربية عن عمق وصلابة واصالة الوجدان القومي من المحيط الى الخليج وبددت اكاذيب العصبيات القطرية والجهوية المريضة, واكدت ان فلسطين لا تزال القضية المركزية للامة وان دولة الكيان الصهيوني واليهودية العالمية ما تزال العدو المركزي للامة ايضا وبددت, كذلك اوهام التسوية والتعايش مع العدو وكانت استفتاء شعبيا جارفا ضد الاتفاقيات الموقعة معه.

2- كما اظهرت حجم المشاركة الشبابية والنسائية وانخراطها واهتمامها في القضايا العامة بخلاف كل المحاولات الصهيونية الامريكية التي ارادت دفن هذه القضايا مع آخر الاجيال التي عاصرتها.

3- حضور البعد الشعبي للمقاومة وخط المواجهة من نصر الله الى المقاومة العراقية والفلسطينية, حضورا متصاعدا في الثقافة والحياة السياسية العربية, وليس بلا معنى هذا الاهتمام الشعبي الجارف بالبطل العراقي منتظر الزيدي, وبالسيد حسن نصر الله وانتظار خطاباته, وكذلك التفاؤل والثقة بالمقاومين الفلسطينيين تحت اطنان القذائف الصهيونية.

4- البعد العالمي واصطفاف العالم كله في فسطاطين مختلفين هذه المرة على ايقاع معركة غزة, فمقابل النازية الامريكية والتواطؤ الاوروبي الرسمي واليهودية العالمية وشبكة تحالفاتهم وادواتهم في المنطقة, ثمة معسكر آخر يبدأ من الشارع العربي وخط المقاومة الى فنزويلا ومناهضي الامبريالية في امريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا اضافة لحركة اليسار الاوروبي.

5- كما اكدت معركة غزة, ايضا, بعدين مهمين آخرين: الاول دور المناخات الديمقراطية او شبه الديمقراطية (لبنان) في تحرير الشارع واطلاق طاقاته وكان ذلك واضحا في مسيرات الاحتجاج الكبيرة ضد سفارات العدو الصهيوني في البلدان غير العربية, فيما ظلت ممنوعة تحت اقصى الاحترازات في البلدان العربية.

اما البعد الثاني, فهو المقارنة بين تجربة المقاومة الشعبية ضد العدو الصهيوني والتجارب الرسمية فحيث حقق حزب الله نجاحات كبيرة ضد هذا العدو وحيث يعجز الصهاينة عن اختراق قطاع صغير في غزة وحيث الحق المقاومون العراقيون خسائر فادحة بالغزاة الامريكيين, فقد اجتاح العدو سيناء والجولان في أيّام كما اجتاحت جيوش النازية الامريكية بغداد في ساعات.

6- اخيرا ومقارنة باستراتيجية مصر في التعاطي مع خاصرتها الامنية في قطاع غزة عبر التفاهم مع العدو, فقد بلورت دمشق استراتيجية الدفاع عن خاصرتها في لبنان بدعم المقاومة ضد هذا العدو, سواء عبر حزب الله او عبر حركة حماس.

 

رد  على  ما جاء  في "من أبعاد معركة غزة" للكاتب محادين في موقع "الكادر"

 

 ما مؤشر أعلاه  وتحته خط  هو الذي يعنينا مما جاء في  مقال  الكاتب الحصيف  موفق محادين  , فهو أراد كما هو واضح  بتقسيماته التي رصفها ,  للأسباب  التي انتقاها في طرحه أن  يسندها  برؤيته  التي لا غبار عليها من حيث العموم  بتعميمه النظام الرسمي العربي  المتخاذل  كهدف  في مقالته  , ولكن  أن يشمل بتصنيفه في هذه النقطة  بالذات , النظام الرسمي في العراق  أيام الحكم  الوطني ويرصفه معهم في مرمى هدفه فهذا يدخل  بالتأكيد في اللا معقول ! ونرجوا أن لا يكون  "متناسياً" وفقط  نريده  يكون "ناسياً" في ما ساقه  وأن  نظن  أن ما دفعه  لذلك  هو  فقط  من أجل  المظهر الشكلي العام  لمقالته ولكي  تكون  بالمظهر اللائق ولا نريد أن تأخذ  بنا الظنون أبعد  من ذلك أو نتوصل إلى أنه بالفعل يعني ما يقول  ,  عندها  سنقول  له  فيما لو كان الأمر عكس  ذلك "ولا نريد  اتهامه  بما نتهم  به كتبة التضليل في مواقع  كلاب المحتل  حاشاه , ونرصفه  مع ما هو يتلاقح من شطر مهم   مما  كتبه  مع اعتاد أن  يكرره أولئك الكتبة أبناء  مواقع كلاب المحتل باتهاماتهم  المعروفة النظام العراقي الوطني"  أن النظام  العراقي الوطني   سيّدي محادين  , وطيلة 35 عاماً من حكمه  , كان في حقيقته , لو دققت أكثر  سيّد محادين  , كان نظاماً  يغرّد  خارج سرب  الأنظمة الرسميّة  العربيّة ,  وستتوصل  سيّدي محادين  لو استغرقت في تأمل  ما سنحاول تذكيركم  به  فستتوصل أيضاً  إلى  كونه  كان   ما يمكن أن  نطلق عليه  "نظام حرب عصابات"  أكثر منه نظام  رسمي  يتمظهر  بما يجب عليه أن يتوائم بوفاقه العام  مع ما يسمّى بالمجتمع الدولي  ؛ والأدلة جاهزة وبإمكانكم  أن  تكتبوا جنابكم  فقط  "صدّام حسين"  وتبحث  في  "كوكل"  ستجد  النتائج  تقول  ( أن صدام  حسين ونظامه  قد  اختطفوا العراق  من بين براثن المجتمع الدولي  طيلة  فترة  حكمه  "ولا زال!" ) ! وستتوصل  بعدها  بالتأكيد  أن  "المختطفين"  قد  تخندقوا في مساحة واسعة  تحسّباً  للمواجهة المباشرة ضد "المجتمع الدولي"  , هي  المساحة الجغرافيّة العراقيّة  بكاملها , وستتوصل  بالتأكيد  إلى  الأسباب الحقيقيّة التي حرّكت  الولايات المتحدة الأميركية نتيجة عمليّة الاختطاف تلك واستنفرت جميع  عملائها  من المحيطين  بـ"خندق"  العراق  واستنفرت  جميع قواها الكامنة من المتداخلين في الخندق  نفسه , وحين عجز الجميع , رغم آلاف الضحايا  التي قدّمها العراق ورغم الخسائر الجسيمة التي تكبّدتها  أميركا في المنطقة وتكبّده  عملائها  وافتضح  أمرهم  على الملأ , ضحّى النظام الرسمي الأميركي نفسه بأعز  ما  يملك  في  منطقتنا والعالم هذه المرّة  "نظام الشاه" العلماني , وتغييره بنظام  الطائفة المللي  في إيران لخلق  فتنة  عارمة في المنطقة  يروح  ضحيّتها  كتحصيل  حاصل النظام العراقي "الإرهابي!"  لتفترسه بعدها  راية  ولاية الفقيه  التي , وحسب ظنون بيت الشيطان الأكبر , تمتد  جذور  هذه الولاية   عميقاً  في العراق ! وعندما  عجز خميني  وانتحر بالسم  , كما  ينتحر  بوش الآن  بأحذية العراقيين بزعامة منتظر الذي كان قد ظنه بوش الأبّ من ضمن خندق  الفقيه! ,  اتخذت  الولايات المتحدة الأميركية  القرار الأخطر  في كل تاريخها  الوسخ  باجتياح العراق  بنفسها هذه المرّة  بعد  أن عجز عن ذلك جميع  عبيدها  الذين  زرعتهم في المنطقة .. ولا أريد  أن أعدد  لك  خطوط التصنيع والنهوض العلمي وإبعاد الدين بشكله المنحرف "وكما ترى عياناً سيد محادين" عن ذهنيّة العراقي  وإبعاد الطائفية  عن الحكم الوطني وعزمها  على خلق إنسان متراصّ وطنيّاً واجتماعياً واعياً  , وهي  من الخطوط الحمراء التي وضعها الغرب أمام جميع  الأنظمه الرسميّة في المنطقة أن تجتازها  والتي كان العراق  الرسمي يحاول جاهداً وبكل ما أوتي من قوّة  اجتيازها  سيّد محادين , فإنك لست  بحاجة للتذكير  ومثلك  لا يذكّره بذلك أحد , كونك  سيّد العارفين ... ومع  ذلك  , نقول  لك  , وكما اعترف  بوش  بنفسه  واعترف  البيت الأبيض  بنفسه , ومنه في هذا العام  بالذات  ( نأسف  أننا  لم  نعلن حقيقة ما يجري  في العراق  وما جرى ونقول  للشعب الأميركي أن الحرب في العراق  لم  تنتهي بعد ولكننا  سننتصر ! ) وهذا الاعتراف الصارخ  سبقه  اعترافات  كثيرة منها المباشر ومنها الغير  مباشر وعلى ألسنة جميع المسئولين الأميركيين , الفارّين منهم أو ممن  تبقى منهم  بعدد أصابع  كف  اليد الواحدة  , "الكوكل"  سيّد  محادين الكوكل  عليك  بالكوكل  وسترى وستقرأ كل  شيء سيّد  محادين  ,  هذا  نقوله  والعراق  يا سيّد  محادين ورغم أعنف وأوسخ  حصار عرفته البشريّة استمرّ 13 عاماً على العراق  قاوم , بجيشه النظامي  "التكتيكي" ’ ثلاثة  أسابيع أوصلت  بطولاتها  البائس "رامسفيلد"  لأن  ينتحر , وأوصلت  "رايز"  إلى الذهاب للتوسل  "ببوتين" وتنذره  بأن جيوشها  ستقصف العراق  بالنووي وتقاتل فيه على أرض محروقة ! إذا لم  يفتح العراق مدنه لقوّات  بلادها  البائسة!  ثم إنكم  قفزتم من فوق مجمل مساحة العراق المقاوم وانتقيتم  بغداد  فقط  لترصفوها  "حجّة"  تقيمونها على أساس  أن بغداد  فقط  هي  التي  كانت  تقاوم  ؛ ولكنها  سقطت  في ساعات ! .. ومع ذلك  يا سيّدي نقول  لكم , ونذكّركم   فقط  لو سمحتم , وسامحونا  على ذلك  , أن العراق  المتخندق  بنظامه الرسمي قد غزته أعظم  قوّة  طاغوتيّة على وجه الأرض , وليست إسرائيل كما في الجولان وفي سيناء ! , والعراق  تحمّل عبئ  عشرين عاماً من المواجهات العسكريّة في زمن  القطب الواحد  لا  زمن القطبين ! وبعد حروب 33 دولة هي الأقوى والأعظم وبمساندة الأشقاء المحيطين بالعراق  ومن  هم  أبعد  من العراق وبمساعدات  لاحدود  لها  وبالتريولونات من الدولارات وبمساعدة إيران المسمومة  التي  تريد  نشر التشيع الصفوي في أرجاء العالم العربي وما يحيط  بالعربي سيّد محادين "ولو قمت  بجهد  بسيط  وبالريمونت  بتقليب قنواتك المتلفزة سيّد محادين  باتجاه أيّ  قناة  ناطقة بالعربية يغذيها ملالي طهران , الكوثر مثلاً أو الفراث وستعرف ما نعني  بالتشيع الصفوي" ,  وتجويع وغارات وحصارات 13 عاماً يا سيّد  محادين "نسأل الله أن لا  يريك ولا يري أطفالك  وعائلتك  إيّاها !" مصاحباً  ذلك بمئات  الغارات من قصف  جوّي مستمرّ  لغاية سقوط  الغزاة في بغداد 2003  ! , ثم  تأتون  أنتم , وفي غاية البساطة وبجرّة قلم "يفرح لها أعداء النظام الوطني الذي حاول جهده طيلة حكمه أن  يجعل صفحته بيضاء من أيّ عار!"  لتقولون , سيّدنا  ومولانا  محادين ,  أن  بغداد  قد  سقطت  في ساعات  كما سقطت الجولان  وسيناء , وأن نظام العراق الرسمي  بالتالي  حاله  حال آل سوس وآل الخليج وووو ولا حول  ولا قوة إلا  بالله , مع علمكم  سيّد محادين أن الأنظمة لم تسقط أو يعدم قادتها  بعد الجولان وسيناء!  ... فهل ترضى مثلاً سيّد محادين  أن يقوم  أحد  ما برصفك بمعلوماتك القيّمة وخبراتك الصحفيّة  مع جاهل أمّي على السواء !  لا تقبل  بالطبع  ولن  ترضاها على نفسك ! ...

أنا  مقدر  لكم  ظروف رياح التغيير  الإيراني التي  مرّت خاطفة من أمامكم  "بإمكاننا التقاطها من بين أسطر مقالاتكم السابقة"  والتي  هبت على الكثير من  "مثقفي"  الأمّة  "حاشاك  وأبعدك الله عنهم  وأبعد  رزق  عيالك  وأبعد  بطونهم  وأبعد قوتهم اليومي عن خطى مثل هؤلاء في مواقع كلاب المحتل"  وانعكست  بالتالي على كتاباتهم ...

أوضحت  لكم  ذلك  سيّد  محادين  كي  نحاول دوماً  أن  لا  نحيل التراب على  مجرى  دم  لا زال  صاحبه  لم  يمت  بعد  ولم  يدفن  بعد  , أو  كما  يقال  بالعامّيّة العراقيّة  "ميّتنه  ما  مات ؛ ميّتنه  بعده عدل"  !

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م