بتوقيت متزامن مع  ما تسمّى بالانتخابات ( روسيا اليوم )  تحوّلت اليوم  إلى ( العالم ) اليوم !

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

يوم  بعد  يوم  تنكشف  "روسيا اليوم"  بدولتها وبمحطّتها  التلفزيونية التي تبث بالعربية وتكشف وترفع  القناع عن وجهها   "الطموح"  الساعي بأيّ  شكل  لأن  تكون  لروسيا   الجمهوريّة  مواطئ أقدام  في جميع اتجاهات  مشرق ومغرب كرتنا الأرضيّة  ومنها  مشرقنا ومغربنا العربيين , ليست مواطئ أقدام  لمساعدة الدول الفقيرة والمحتاجة ومد  يد العون  لها  وفق المبادئ الإنسانيّة  كما  كانت روسيا الإتحاد السوفييتي  تعتبرها في سالف الأزمان  قدرها المكتوب ومعنى  المعاني  لوجودها  الذي بنت مجدها  على أساسه والتي انتعشت جرّاءه  الكثير من الدول الفقيرة في جميع أركان الأرض , بل  لمحاكاة الدول الاستعماريّة  الغربيّة ومحاكاة  لروسيا القيصريّة ! ...

 

 لربّما تكون القيادة العراقية الشرعيّة من أكثر الدول  التي تعاملت مع الاتحاد السوفييتي  في جميع المجالات  كان يجمعهما رابط  وهدف  مشترك  هو  معاداة الرأسماليّة  بشكلها الغربي المتوحّش , وأثبتت  التجارب والحروب التي خاضها العراق  ضد الإمبرياليّة الغربية  وشهدها  العالم  صدق   قادة العراق الشرعيّون  في ثباتهم على  المبادئ  , إلاّ أن العراق وجد  الكثير من الجفاء من روسيا  الحاليّة  خاصّة مع ما  عاناه من سوفييت  غورباتشوف من قبل , خاصة مع تتابع  الأحداث التي تثبت مع مرور الزمن  تخلّي  روسيا النهائي عن حليفها العراق  "وهذا  بالذات  لم  نكن أن نقبله وجدانيّاً أن يتحقق ولكنه تحقق مع الأسف!" وإلى أن حلّ احتلال العراق   لتتخذ  روسيا  بعد  ذلك  موقفها الجديد  علناً  "وقد كانت قيادة العراق الشرعيّة  من الذكاء  ما  جعلها تتحسّب في دعم  جهدها المقاوم  لجميع التحسّبات بحيث أغمضت عينيها وجوارحها  نهائيّاً  عن احتمال أيّة مساعدة  ولو بمقدار بندقيّة واحدة  ما  قد تتكرّم وتقدّمها   بعض دول العالم  خاصّة روسيا  , لذا  فقد  انتهجت قيادة  العراق  نهج المقاومة التي  صمّمت بقوّة  على أن تعتمد على  نفسها  بعد  اعتمادها على الله  في كل شيء  لم  تغفل  حتى الخطط التي  ستعتمدها  على  "مساعدات الجيش الأميركي نفسه!" بما  يغنمه  منه رجال المقاومة  في المعارك  التي يخوضونها  ضد قطعاته  أو  ما  سيستطيع شراءه من  جنوده ومن جنرالاته المهزومين بطرق سرّيّة!" ,  فالتجارب  مع  حلفاء العراق كانت مريرة  وبما يدعوا  بعدها  لاتخاذ جميع أسباب وعوامل الحيطة والحذر ,  وكانت التوقعات في محلّها فعلاً ,  ونجحت  قيادة العراق  الشرعيّة في حساباتها الإستراتيجيّة وتوقعاتها هذه المرّة أيضاً  , ولنتخيّل  المدى الذي  ستبلغه المقاومة العراقيّة فيما  لو قدّر  لروسيا  أن تمدّها  بالصواريخ المتطوّرة ضد الدروع مثلاً ناهيك  عن أنواع الصواريخ المضادّة للطائرات بأنواعها البالغة التطوّر والتي يمكن تمريرها  للمقاومة العراقيّة عبر  طرق  عدّة  وسهلة جدّاً ! , ولكن أيّ  شيء من هذا لم  يحدث  ( ولن  يحدث )  لا الآن  ولا مستقبلاً  لأنّ روسيا  شغلها الشاغل  الآن  , وخاصّة  بعد  دحر غريمها الأميركي في جورجيا !  هو كيف  تقلّد  الغرب والولايات المتحدة   في احتلالات  دول العالم  لا غير ! ,  ...

 

مع التطوّرات الدوليّة المتلاحقة الأخيرة  التي  اتخذت فيها روسيا الموقف تلو المواقف لإثبات  أن روسيا  اليوم  على النقيض تماماً  من روسيا الأمس ,  لم  يكن غريباً  علينا  أن  نرى روسيا  وقد  انبرت قبل أيام  وبشكل مزري  بعرض خدماتها على  الولايات المتحدّة الأميركية  وعبّرت عن استعدادها  للوقوف إلى جانبها  في أفغانستان ! , فعلى ما يبدو  أيضاً  أن روسيا  لم يقتصر تعاونها مع  الإدارة الأميركية  على أفغانستان  فقط , إذ أنه من المؤكّد  قد  شمل العراق  أيضاً بل ومنذ وقت  ليس بالقصير  ,  فرغم استلامنا لإشارات  واضحة في أكثر من مناسبة  تفصح عن ضلوع  روسيا  في  خلق معادلات مضادة  للمقاومة العراقيّة  على أرض العراق  لا نغفل  لبعض قادة  عسكريّين عراقيين ممن كان قد أكمل دراسته الأكاديميّة  في الاتحاد السوفييتي السابق  أن يكون  له  ضلعاً فيها  ومنها  ظاهرة الصحوات! ,  إضافة للكثير من المواقف الإعلاميّة الروسيّة المجحفة  بحق  قادة العراق الشرعيّون , ( ومنها  ما  استمعناه  وشاهدناه  "حظيت بآخر اللقاء" اليوم  الأحد  في  لقاء القناة  "روسيا اليوم"  مع  أحد  المسئولين  الروس ,  وعن  تعمّد هذه القناة  على إظهار هذا اللقاء  في يوم الانتخابات  العراقيّة  كان عنوانه المبيّت حيث قام  هذا المسئول في نهاية اللقاء  باتهام  صدّام حسين  صراحةً  بعمالته  لأميركا ! عندما  قال , بعد مقدمات لسلسلة من التلميحات  عن  هذه "العمالة" أن صدّام  حسين  كان متواطئاً مع الولايات المتّحدة الأميركية في احتلال العراق تواطئاً  تامّاً )  !  ,  ولكن  بهذا اللقاء   لم  ينته  أمر  روسيا اليوم   من  صدّام حسين وقيادته الشرعيّة ! , إذ  فتحت  أبواب شاشتها على مصراعيها  بعد  اللقاء بهذا المسئول الروسي  بوقت  محسوب "بقصد إتلاف آثار الجريمة"  ليطل  وجه  المالكي  بعد  ساعة واحدة  تقريباً  وهو "ياخذ راحته على الآخر"  ليلقي  درر  الإسلام  في  فصل الكلام  عن  انتخابات الشرعيّة  بين الحلال  والحرام !  ...

 

التشويه المتعمّد  لصدّام حسين  ومن اقرب  حلفاءه واضح  المغزى ! .. وإطلالة المالكي من هذه النافذة الروسيّة  بالتزامن مع  اللقاء  تكشف هذا المغزى! ... ويا لمحاسن الصدف !.. ولكن مهما حاولوا  فقد  بدت عمليّة مفضوحة  لغسل  عار  الانتخابات   بحمّام "دوش"  حليف  لصدّام حسين  ! واختيار  قناة روسيا اليوم  يضفي  بعداً  إعلاميّاً  أكثر مصداقيّة من  "العربيّة" أو الجزيرة  أو "الحرّة"  أو  "العالم"  لأنها قنوات تضليل  "قديمة" وتأثيرها على  المواطن العراقي والعربي يكاد  يكون مألوف  غير رجراج !  ولا يتناسب والحجم الكبير المتحقق  بهذه الانتخابات  التي  حضرها مراقبون دوليّون  واكتسبت  مصداقيّة دوليّة كان المالكي بطل  صولة  الجعابـ... عفوا .. بعد  صولة الفرسان  هو الصائل الهمام فيها ! ...

 

يبدو أن  الأربع مليارات  دولار التي دفعتها الكويت في أم المعارك  إلى  القيادة السوفيتيّة الغورباتشوفيّة  لم  تشبع  نهم  تلك  القيادة المنفتحة على آخرها  بعد   "جوع"  طويل  لبناطير الجينز  وسيكائر مارلبورو و علب  "كنت"  وعلكة  ماركة  "علج المخبّل ترس  حلكه"  فضربوا  بعدها  بعرض الحائط  أيّ  قيم  تربطهم  ولو  بشعره  مع أخلاق وقيم  أباهم  الشرعي  الاتحاد السوفييتي  السابق !..

 

لكننا  نحن أنصار العراق المحرّر الحرّ  ومقاومته الكونيّة التاريخيّة العظيمة  بقيادته الشرعيّة   التي  يقودها الرئيس  القائد العام  للقيادة العامّة للجهاد والتحرير  المجاهد عزت الدوري وبقيّة قادة  جيوش وفصائل  التحرير الوطنيّة والإسلاميّة مطمئنون  تمام الاطمئنان لدقة الخطوات المحسوبة  لهذه القيادة العظيمة الواعية  المبنيّة على رؤية ثاقبة  ستراتيجيّة تكيّفها  يوميّاً  مع  ما يستجدّ  في ساحة ميادين القتال وما يتحقق عبرها من انتصارات ساحقة على قوى الاحتلال  على اختلاف  صنوفها  , وما  روسيا  إلاّ عدوّ متوقع  سُطـّرت احتماليّة  تماهيه  الطموح  مع  الرأسماليّة الغربيّة  في سفر الحواسم الخالدة كأمر محتمل  بما  شخّص حالتها  الرئيس الشهيد أبو الشهيدين  صدّام حسين  في كلمة له  قبل  بدء الغزو بأيّام قلائل   ( لقد أعددنا  من المستلزمات والخطط والإمكانيّات التي  سندافع  بها عن العراق ما يكفي  لصدّ  هجمات  عشرة أضعاف  ما تعدّه  أميركا من جيوش لاحتلال العراق ولمدّة   13  عاماً ! )  ...

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م