أسمع ياعصر ... سجل ياتاريخ

 

 

شبكة المنصور

الـقعـقــــاع

في القرية البعيدة حيث الأرض والسماء والماء والشجر والناس أهل وأحباء نحرث الأرض
ونسقي الزرع حتى يصفر السنبل ومنه نعمل الغذاء ويدور الزمن ويتكرر المشهد كل عام نتفئ
في ظل الشجر ونلعب بالحجر وظلام دامس في الليل يغطينا لا نرى سوى النجم والقمر وشتاء قارص
ومن سقوف المباني علينا ينهمر المطر حتى تبتل ملابسنا ونجلس من حول النار حتى تجف ومن ثم نعاود
العمل في الصباح وهكذا يمضي الزمن .. وذات مرة لم ينزل المطر وأقفرت الأرض وقل الزرع وكاد المحصول لايكفي ولو لمدة شهر ..وجاء من سرق الأرض في غفلة من الزمن وأصبحت ملكا له مقابل عمالة وأضطهاد
لجنسه من البشر لصالح سيده القادم من كوكب الشر فأخذ نصف المحصول ودار الزمن وتكرر الحال حتى زهقت أرواح الكادحين ووصل الظلم والطغيان قمة الهرم ولم يبقى للناس من ملاذ على الأرض وتطلع
الجميع إلى السماء ورجوها أن تمطر هذه المرة بشرا صالحا ينقذها من ظلم الظالمين ..وفي صباح يوم
ليس كل الصباحات وجدنا الطير والريح والشجر والماء في أنشودة ذات تلحين رائع .. بلاد العرب أوطاني
.. عندها علمنا من أن ذالك الشرير القادم من الكوكب الأخر قد مات وولا بلا رجعة .. وبعد ذالك عاود الكادحون
نشاطهم في القرية والمدينة وسائر أرجاء البلاد وبزغت شمس الحرية وتم بناء المدارس وكانت من حصة قريتنا
مدرسة وبدل أن نلهو و نلعب بالحجر أخذنا نقرأ ونكتب ونتعلم سيرة الرسول محمد(ص) ونقرأ القرأن الكريم
وبدأ نوع جديد من الصراع لأن الشرير الذي أعتقدنا أنه قد مات لم يموت وأنه شبيه بالشيطان يختفي تارة ويظهر بشكل وأسلوب عمل مختلف وأنه ترك أرثا غاية في التعقيد منها على سبيل المثال أن أصل نشوء الأنسان
هو حيوان شبيه بالقرد( أنسان جاوه ونياندرتال) وأراد بذالك أن يضع تناقضا في مفهوم عقيدتنا وقد نجح إلى حد ما حيث أرادوا من ذالك أن لانتعلم من التاريخ سوى الأنسان الحجري وجرار الفخار تحت الأرض
ومن الجغرافية الا الفصول الأربعة ومن اللغة العربية سوى شعر الغزل ومن الرياضيات الا العمليات الأربعة ومن الطب والصيدلة سوى أسماء حبات الدواء وهكذا لكي نبقى أسيرين لهم في كل شئ فأنهم لم يكونوا كالماضي
يقفون على روؤسنا والسياط بأيديهم لنجمع لهم المصول والثمار وكما أسلفت هذه المرة غير الشيطان
شكله وأسلوب عمله وحين نبقى ضمن الحدود التي رسمها لنا يكون قد جلس مرتاح في كوكبه ونحن الذين نقدم له خيراتنا لحاجتنا الماسة له ومعها تقبيلة يد. وكما أخرجناه أول مرة بالسيف والرمح والفاله صمم الرجال أن
يخرجوه من عقولنا أي أن نتعلم المفيد والصحيح وحينما بدأنا نتعلم من الأسلام معنى الجور والظلم ومعنى الجهاد
والشهادة متى وكيف ؟ ومن الطبعيات الذرة والكيمياء لصنع الدواء ومعالجة المرضى ومن الفيزياء أستبدلنا
السيف بالصاروخ والهندسة لصنع المعامل والتصنيع قالوا لنا أنكم الأن ( أرهابيون) وأنكم خطر علينا لابد أن
تبقوا صغارا أذلاء تلبسون وتأكلون وتتعالجون مما نحن نصنع ونقرر وجاء الشيطان هذه المرة بالشكل والوسيلة
وهي الأرهاب والتدمير وقال لنا لماذا تتعلمون الأمراض والبكتريا لأنكم تحاولون أن تصنعون سلاح منه وكذالك الحال مع الذرة والكيمياء لتدمروا البشرية ! وتناسوا أنهم أول من أستعملها لهذه الأغراض ودمروا بها
البشر وشاهدنا بذالك ( هيروشيما ونكازاكي في اليابان) وحينما أختزلنا الزمن ولم نعد بحاجة لهم تماما في
معظم أساسيات الحباتنا كالغذاء والدواء والملبس كحد أدنى عادوا ألينا بوجههم القبيح وبشكل مباشر حاملين
معهم كل أسلحة الشر والدمار والأبادة وأستعملوا كل ممنوع علينا وعادوا يرفعون على روؤسنا هذه المرة
الطيارة والمدفع والصاروخ وتحول السوط والقرباج الذي أستعملوه بالأمس إلى دبابة وقنابل عنقودية وبدأت
المنازلة الجديدة .... فياترى هذه المرة كيف يتم أخراج الشيطان الخرف من بلادي .... وهل نعود نغني
أنشودة بلاد العرب أوطاني مرة أخرى ....أسمع ياعصر وسجل ياتاريخ ؟؟؟؟؟.

 

كتبت هذه الخاطره ( المقالة) في 28-5- 2003

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١١ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م