برقية النائب الأول لأمين سر المكتب العسكري
إلى الرفيق المجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري
القائد العام للقوات المسلحة رئيس جمهورية العراق القائد الأعلى للجهاد والتحرير

 

 

شبكة المنصور

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ۝  َرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ۝ سورة الكهف

صدق الله العظيم

 

إلى / الرفيق المجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري القائد العام للقوات المسلحة رئيس جمهورية العراق القائد الأعلى للجهاد والتحرير المحترم

 

من / رفيقكم جنديكم الأمين النائب الأول لأمين سر المكتب العسكري

 

تحية نضالية جهادية

 

      في غمرة أفراح شعبنا وامتنا العربية المجيدة بالذكرى الثامنة والثمانون لتأسيس الجيش العراقي الباسل العقائدي الشجاع صاحب المآثر البطولية على الساحتين العراقية والعربية .

 

لا يسعني إلا أن انتهز هذه المناسبة القومية الوطنية العظيمة لأنقل لسيادتكم تهاني وتبريكات رفاقكم في العقيدة والسلاح رجال القيادة العامة للقوات المسلحة ورفاق المكتب العسكري ومجاهدي الفصائل والسرايا والكتائب والجيوش العاملين على الساحة العراقية الذين يقاتلون العدو المحتل ويقعون به أكبر وأفدح الخسائر البشرية والمادية وتحطيم آليتهُ العدوانية حتى يتقهقر وينهزم ويعترف بقوة وإرادة شعبنا وجيشنا الباسل ومجاهدي القيادة العليا للجهاد والتحرير أبناء جيش العراق اللذين ما إن وطأت أقدام العدوان أرض العراق حتى تحول هذا الجيش المقتدر المتمرس من جيش نظامي إلى مجاهدين على شكل مجاميع تقاتل العدو المحتل وتوقع به أفدح الخسائر . فلك من الجميع أخلص وأرق وأعطر التهاني والتبريكات لشخصكم الكريم وللقيادة السياسية والعسكرية والقيادة العليا للجهاد والتحرير في هذه المناسبة الخالدة يوم ٦ كانون الثاني يوم انطلقت أول وجبة من هذا الجيش الباسل عام ١٩٢١ وأطلق عليها اسم فوج موسى الكاظم فكانت النواة الأولى لهذا الجيش العظيم صاحب المآثر والمواقف والبطولات الخالدة في ثورة مايس ١٩٤١ وفي الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام ١٩٤٨ فكان لهذا الجيش رغم قلة عدده ومحدودية سلاحه إلا أنه كان جيشاً عربياً وطنياً قومياً مخلصاً شجاعاً يملك الإيمان من أجل تحرير فلسطين فكانت بطولاته يشهد لها العدو قبل الصديق وتوالت مواقف هذا الجيش العظيم فكان له نصيب محدود في حرب تشرين ١٩٧٣ كما كان مناصراً لشعبه في انتفاضته بل رأس الرمح فيها منذ عام ١٩٤٨ حتى قيام ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ وما أعقبها من ثورات قومية وعربية في العراق العظيم .

 

ولن ننسى ثورة ٨ شباط عروس الثورات حينها فجر مع طلاب شعبنا العراقي الثوري هذه الثورة ضد الطاغية عبدالكريم قاسم وقضى على الشعوبية وإعادة وجه العراق العربي القومي الأصيل وبعد أن تمكنت الردة الرجعية المرتبطة مصالحها مع مصالح الاستعمار من سرقت ثورة رمضان عروس الثورات في تشرين ١٩٦٣ . حتى بدأت الطليعة الثورية في هذا الجيش الجبار يخطط له ويقوده قادة حزب البعث العربي الاشتراكي وسيادتكم منهم حتى دحروا الرجعية ويفجروا ثورة ١٧-٣٠ تموز البيضاء التي لم ينزف فيها دم أبداً والتي كان جيش العراق طليعة متقدمة لهذا الانجاز الثوري الخالد . الثورة التي قلبت موازين القوى في المنطقة وأفشلت كل مخططات الاستعمار الإنكلو أمريكي الصهيوني الإيراني ألصفوي فما كان لهم إلا أن يعيدوا حساباتهم من جديد ليواجهوا هذا المد الثوري القومي العربي الأصيل صاحب المبادئ والقيم السماوية الإنسانية الأصيلة .

 

ورداً على ما بدأ يخطط لهُ الاستعمار لمواجهة ثورة ١٧-٣٠ تموز بدأت قيادة الثورة الحكيمة وكنت سيادتكم فيها إلا إنه هيئوا الفرصة ليكون هذا الجيش العظيم صاحب الأثر والبطولات والذي هو من الشعب ومن قواه الثورية ليجعلان هذا الجيش قوة عسكرية علمية عقائدية قادرة على الدفاع عن الوطن وعن الأمة لصد كل محاولات الاستعمار وإفشالها وإبطالها في إسقاط الثورة فكان الجيش العراقي كما أراد لهُ قادة ثورة ١٧-٣٠ تموز لقد برهن الجيش العراقي وبكافة اختصاصاته بقدرتهِ الفائقة على النصر وتحرير أرض العراق وطرد المحتل فكانت معركة تل اللحم دليل على قدرة هذا الجيش على المناورة وإيقاع العدو في شراك الأسر فأصبح العدو يستغيث ويطلب وقف القتال .

 

لقد تمكن جيش العراق الباسل عام ١٩٩١ من منع أمريكا من احتلال العراق أو إسقاط نظام الحكم كما كان مخطط لهُ في تلك الحرب آنذاك بل على العكس انقلبت الأمور ضد أمريكا عندما أصبح الجيش ذو قدرة عالية على المناورة والتخلص وتطويق العدو وخرج الجيش من هذه الحرب محافظ على قدراته وقوته القتالية العالية إن هذا الجيش سيدي شيخ المجاهدين الذي تحول من جيش نظامي إلى فصائل وكتائب وجيوش مجاهدة تقاتل العدو وتوقع به أكبر الخسائر يعد أصدق تعبير عن أصالتهِ وإيمانهُ العميق بأمته وشعبهِ ووطنهِ ورسالتهُ الخالدة رسالة الأمة العربية التي جاء بها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) هدى ورحمة للعالمين .

 

لقد كان هذا الجيش بحق جيش الإيمان جيش العراق والأمة العربية فهو اليوم ينضوي تحت راية سيادتكم في القيادة العليا للجهاد والتحرير يقاتل العدو المحتل منذ اليوم الأول للاحتلال وعلى مدى أكثر من خمس سنوات أنزل بالعدو الضربات الموجعة وألحق بجنوده وبآلياته ومعداتهِ ودباباتهِ وطائراتهِ أفدح الخسائر من قتلى وجرحى وتذمر العدو وهو يتجرع السم بأن يعترف بقدرة جيش العراق على شكل مقاومة وطنية قومية إسلامية إنهُ يحسم المعركة لصالحهِ فعلاً وسيكون إن شاء الله عام ٢٠٠٩ بحكمة وإيمان وصبر شيخ المجاهدين وهمة مجاهدي الجيش العراقي ومعهم مجاهدي الشعب والأمة من وطنيين وقوميين وإسلاميين بأن يكون هذا العام هو عام الحسم العظيم وسيكون النصر حليف المؤمنين الصابرين المرابطين وتكون الهزيمة والعار والخذلان لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل وإيران الصفوية وكل العملاء والخونة والمأجورين ومن والاهم الخزي والعار وإن مصيرهم إلى مزبلة التاريخ فهنيئاً لك سيدي شيخ المجاهدين القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير القائد العام للقوات المسلحة المهيب الركن عزت إبراهيم الدوري هنيئاً على جيش العراق جيش البطولات جيش العقيدة والرسالة الخالدة وهنيئاً لهذا الجيش الباسل وقائده لشجاع المؤمن الصابر وعهداً منا قادة وقيادات وقواعد في الجيش العراقي وفي صفوف المجاهدين عهد الرجال الأوفياء البررة المخلصين المؤمنين بأننا ماضون على درب الرسالة درب الجهاد الأكبر في تحرير العراق من دنس الاحتلال كل الاحتلال أمريكي بريطاني إسرائيلي صفوي وعملائهُ وتشرق شمس الحرية وتزدهر الأرض ويخضر ورق الأشجار ويعود ربيع العراق الدائم في ظل قيادتكم الحكيمة    

 

﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ الأنفال آية (١٠) .

 

جيش المهمات الوطنية والقومية بحق فتطور تطور عملياً وعلمياً أفقياً وعمودياً واكتسب خبرة لا مثيل لها من الإنجازات التي مر بها . فأصبح به قادة وآمرون وضباط ومراتب أقوياء أشداء لديهم خبرة قتالية عالية ورفد بكوادر علمية وفنية وتقنية عالية كما أصبح يملك الأسلحة والمعدات المختلفة المتطورة ما يفوق به جيوش كبرى في العالم وقد أصبح واضحاً عندما أشعلت نار الفتنة في الشمال في عام ١٩٧٤ على يد العملاء من حزب ما يسمى الديمقراطي الكردستاني مدعوماً من قبل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وإيران الصفوية فكان رد الجيش العراقي عليه رادعاً قوياً ومنيت هذه الأحزاب ومن يغذيها بالهزيمة علماً إن هذا الجيش الباسل كان له الدور المميز في حرب ١٩٧٣ مع إسرائيل على الجبهة السورية حيث تمكن من حماية دمشق من السقوط واستعادة جزء من الأراضي التي احتلتها إسرائيل وقد شهد لهذا جيش الأعداء قبل الأصدقاء وعن لسان قادة إسرائيل ومن يواليهم كما شهد لهُ شعب سوريا وجيشهُ وبعد نجاح التأميم أصبح الجيش العراقي قوة ردع عالية الهمة والخبرة والسلاح وأصبح يحسب لهُ ألف حساب مما حدا بأمريكا ومن معها حكام الملالي بإيران إلى أن أشعل نار الحرب من جديد في عام ١٩٨٠ قادسية صدام المجيدة وكان للجيش العراقي المبادرة فتمكن من تحييد سلاحهُ الجوي والقضاء عليهِ ودخول الأراضي الإيرانية لمنعهم من الاعتداء على المدن الحدودية وطردهم من الأراضي التي كانوا يستولون عليها وكانت السنوات الثمانية دليل قاطع على حكمة القيادة السياسية واستيعابها التام لمتطلبات الحرب البطولية وكان أيضاً دليل قاطع على قدرة هذا الجيش العظيم على تدمير العدو وتحطيم الآلة الحربية وكان لهُ ما أراد في ٨ / ٨ / ١٩٨٨ يوم النصر العظيم يوم انتصر العراق على الفرس المجوس إيران الصفوية ومرغوا أنوف حكامهم في الوحل كما جرى لكسرى في القادسية الأولى فكان النصر للعراق وللعرب وكان المجد كل المجد لجيش العراق ولشهدائهِ الأبرار وما المنازلة الكبرى في أم المعارك إلا دليل آخر على هذا العنفوان العظيم لهذا الجيش قادة وآمرين وضباط ومراتب لما ما يملكون من شجاعة وفراسة عسكرية كان قد اكتسبوها في السنوات الماضية من الحروب والمنازلات التي جعلتهُ أهل لأي حرب .

 

عهداً منا نحن رجالك سيدي شيخ المجاهدين وخادم الجهاد والمجاهدين الرفيق المهيب الركن عزت إبراهيم الدوري قائد القوات المسلحة القائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير أن نبقى على العهد أوفياء أمناء على المبادئ نذود عن الوطن وندافع عن كرامته وأرضه وسيادته ورسالته الخالدة حتى يهزم آخر جندي محتل ويتحرر العراق من دنس الاحتلال بقيادتكم المؤمنة الصابرة الحكيمة .

 

﴿ إذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ۝ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ۝ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ۝ سورة النصر  صدق الله العظيم

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

 
 

رفيقكم جنديكم الأمين
النائب الأول لأمين سر المكتب العسكري
٩ / محرم / ١٤٣٠
٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٣ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م