تأملات
الهجوم على غزة
.. والدرس العراقي

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

وغدر العدو الاسرائيلي باهلنا في قطاع غزة وبين صمت وغزل وحياء عربي رسمي والشهداء يملئون شوارع القطاع وهم كالقناديل الذين يضيئون طريق التحرير ولست بصدد ان اتحدث عمن يتحمل اسباب هذه المجازر لشعبنا الفلسطيني لانني سوف احشر كلماتي مع اصحاب الغرض المسبق لان الحكمة ليست في اختيار الكلمات المناسبة للواقعة أو الحدث بل ومن المهم ايظا التوقيت ايظا وهنا اقصد المعاتبة بين الاخوة وتبادل الاتهامات وتحميل كل طرف للاخر بمسؤولية الاحداث وهنا اقصد الذي يتقاذفه اطراف المقاومة الفلسطينية بعد وفي ظروف العدوان الاسرائيلي علىالقطاع وهذا هوبحد ذاته احد اهداف العدو في تعميق الشرخ في خندق المقاومة الفلسطينية وفي نفس الوقت ان لا تعتمد قوى المقاومة الفلسطينية على الموقف الرسمي العربي لانه سوف لا يتعدى من عقد القمم و اللقاءات الثنائية أو الثلاثية أو اصدار بيانات الشجب ونحن العراقين قد خبرنا هذه المواقف والعدو سوف لا يوقف عدوانه الا بعد انتهاء اهدافه التي حددها مسبقا وفي نفس الوقت إنا أقول ان هذا لايعني مهاجمة النظام العربي الرسمي لانه هذا ايظا يقع ضمن الهدف للعدو في اقله تصوير الوضع العربي المجزء و المنقسم بالضعيف و الغير المؤثر في الاوساط الدولية وان مهاجمة قطاع غزة يحمل اهدافا اسرائيلية داخلية و خارجية ,الداخلية ترتبط بالانتخابات الاسرائيلية القادمة وبالتاكيد سيرتفع معدل المزايدات بين الاحزاب الاسرائيلية إلى اعلى المستويات وعلى حساب الشعب الفلسطيني و اما الاهداف الخارجية منها هو ايصال رسالة إلى العرب بالصرامة الاسرائيلية في اي مشروع للمفاوضات معها  وكذلك رد اعتبارها في قدرتها على حسم الموقف لصالحها في حربها مع لبنان والتي في حقيقتها هي حرب لتقوية موقف المليشيات اللبنانية على حساب لبنان الجميع. ان من يهاجم اي طرف عربي الان فهو اما مغفل لم يقراء القراءة الصحيحة لهذا العدوان أو انه ينفذ اجندة اجنبية تنتهز هذه الفرصة لتحولها إلى فرصة لتصفية الحسابات .

 

ان هذا العدوان هوايظا من ثمار السياسة الادارة الامريكية الحالية وعلى رأسها المجرم بوش و التي يريد ان يغادر البيت الابيض وهولم يكذب فقط على حلفائه من العرب بل يهزء منهم وهو القائل انه سوف لا يغادر البيت الابيض الا والعالم يشهد قيام دولة فلسطينية وهاهو يقدم لهم مجازر في فلسطيننا ..انا أقول  ايها القادة و الملوك العرب الا يكفيكم هذا الذي فعله بكم و بشعوبكم بوش واملي ان تعوا ان الرئاسات الامريكية مليئة بنماذج من المجرم بوش .ايتجراء احد ان يسئل فقط المجرم بوش قبل ان يغادرالرئاسة لماذا لم تحقق وعدك بقيام الدولة الفلسطينية؟ في حين اوفيت بوعدك بجريمة غزو العراق واحتلاله وتغير نظامه الوطني .؟ انه سؤال اتمنى ان يوجه احد المسؤولين العرب ان تجرء للمجرم بوش..ان كل المؤشرات تشير إلى ان اجتياحا بريا اسرائيليا قادما حتى قد يكون محدودا وان روح المقاومة الشعبية ستتركز وتتقوى باتجاه توحيد كل الفصائل المقاومة الفلسطينية و الطرف الذي سيثير الخلافات الجانبية سوف يلفضه الشعب الفلسطيني وسيتوحد الشعب ومقاومته ويلتحما والاطراف التي سوف لا تغادر المنصات الرسمية وتلبس لباس المناضلين والمقاومين ستضهر بمظهر الشواذ بين الرجال وتسحقها الجماهير .

 

وبالتاكيد ان روح المقاومة ستهزم كل الانهزامين والاستسلامين وتتنصر ولكن على فصائل المقاومة الفلسطينية و بالرغم من كونها صاحبت ارث نضالي كبير ولها من القدم ما يجعلها سباقة في الزمن من المقاومة العراقية الا انها تفتقد إلى عنصر اساسي و جوهري وهو وجود قيادة موحدة و قيادة تاريخية تتصف بالحنكة النضالية والدراية الكاملة بالتعامل مع العدو والاستثمار الفعال للبعد القومي وتفعيل مبادئ الرجولة والشهامة وزج الفعل التاريخي و تحويله لدافع نحو الكفاح ..القيادة التاريخية لا تتداخل في المعاني مع الديكتاتورية ولا الديمقراطية مع الفوضى..

 

ان قيادة المقاومة العراقية التاريخية والتي تجمع كل اطياف ومكونات الشعب العراقي وهذا الامر جعلها تهز الارض تحت اقدام المحتل وفعلها هذا جعل العراقي يشعر بعودة اعتداده بنفسه وتعود له ثقته بنفسه وكان من ثمرات هذه المشاعر ان ينهض شاب عراقي إعلامي وهو محاط بكل القوى الامنية الامريكية و المحلية وفي لحظة اسقط كل هذه اعتبارات وقذف هذا البوش باحقر اعتباري عند العراقين وكانما وهو يفعل هذا الفعل الشجاع مستند على قوة تحيط به و هي المقاومة العراقية .ان وحدة المقاومة الفلسطينية وتناسي الخلافات الشكلية الرسمية وهل تعرفون ايها الاخوة الفلسطينين كيف و اين نجحت اسرائيل عليكم ؟ عندما كنتم تقاومون وساحتكم كانت النضال فان العدو كان صعبا عليه ان يدخل ساحات النضال لتمزيق وحدتكم ووحدة فوهة بندقيتكم ولقد كان يشعر بالغربة عندما يدخل ساحات النضال لانه لا يفهم فلسفتها ولا سلوكها ولا يقدر حل معادلات النضال فيها و عندما ادرك ذلك حدد ساحاته ان تكون هي المرشحة لتمزيق وحدتكم واحدى هذه الساحات هي السلطة فادخلكم في احتراف السياسة فخلعت قياداتكم النضال وبدءت تمارس السياسة واستهوت السلطة وتركت ساحات النضال والكفاح وعندها نجح العدو في تفريقكم لانه ادرى منكم في هذا الحقل و خاصة اذا كانت قياداتكم تفتقر للايدلوجية ولا تمتلك اي ارث نضالي منضم يمدها بالخبرة و الدراية في التعامل مع هذه الانواع من الساحات وانجراركم إلى مغريات السلطة يا ثوار الامس افقدكم سر قوتكم ووحدتكم والاما الذي فرق مناضلي فتح عن مناضلي حماس وعن جبهة التحريروعن الجبهات الاخريات غير مغريات السلطة التي جركم اليها العدو وانتم بالاساس اعتبرتم السلطة غاية لاقامة فلسطين وان قياداتكم لم تختبر بعد السياسة والسلطة. وهذا ما تجدونه متوفرا في المقاومة العراقية ..

 

اولا ان المقاومة العراقية يقودها حزب اعترك النضال وكل مناضليه يتحركون بضوابط ايدلوجية متطورة وصيرورتها من خبرات نضالية متراكمةو اعظم ما فيها ثوريتها ودليلي انه حالما غادروا مهنهم الرسمية والسلطة التي كانت هي وسيلة و ليس غاية بعد الاحتلال كانوا مهيئين لممارسة النضال و الكفاح المسلح وهذا ما جعل حاضنة اسرائيل وهي أمريكا ان تعيد حساباتها لان غبائها و غباء عملائها كانوا يعتقدون ان بقانون(الاجتثاث) يفلحون في ازالة حزب و جماهيره وتراث نضالي يمتد لاكثر من نصف قرن ..

 

انتم يا اخوتنا المقاومون تحتاجون لهذا النوع من القيادات والتي لا يستطيع عدو الامة ان يجرهم إلى ساحات منازلة هم يخبرونها بل هي تجرهم لساحات قتل هي التي تحددها. ان عدونا معجب بالحياة كرخصها لدى المناضلين وهاهم الأمريكان في العراق وبعد غزوه و تدميره يحاولون ان يخرجون منه بماء وجههم بعد ان تصاعدت المقاومة وامتدت لتشمل كل العراقين الشرفاء و بحيث اصبح من الشرف ان يحمل اي عراقي صفة المقاومة وهم يحاولون الان مدارات هزائمهم وان يجتنبوا ضربات المقاومة ودفعوا بفلول من المليشيات سماها المحتل بالجيش و الشرطة العراقية لتكون هي بالمواجهة مع المقاومة العراقيةوتحت لافتة تدريب هذه القوات.

وان فلسفة عدونا الأمريكي نعرفها بأنه اذا وصل للحظة الحرجة التي بعدها يبداء التاكل بالوجود المعنوي الأمريكي فانه مستعد لان يفاوض حتى الشيطان من اجل خلاصه و كل الدلائل في العراق ومن تصريحات قادة جيوشه الميدانين أو المسؤولين السياسيين واخرهم بوشهم تشير إلى انهم في ورطة وهم الان في مرحلة مكابرة وابواب نهايتها قريبة.وما حذاء البطل منتظر في وجه المجرم بوش وما حضى بالتأيد العراقي و العربي وحتى العالمي الا مؤشر قوي على الانهزام في معنويات المحتلين..يا رفاق في المقاومة من الحقائق التاريخية و المعاصرة ان الدول العظمى و القوية تستطيع ان تهزم جيوشا وقوات الا انها تعجز ان تحقق نصرا  امام المقاومة الشعبية,صحيح ان العدوالاسرائيلي ان استمر في عدوانه سوف يدمر و يقتل ولكنه في نفس الوقت سوف يقتل كل توجه عربي ينوي التفاوض معه على الاقل في المستقبل المنظور وكذلك سيؤكد همجيته وعدوانيته وحقيقة مواقفه نحو تحقيق السلام مع العرب وبذلك سيحرج الانظمة التي وقعت معه اتفاقيات السلام وسيوكد ان السلام في المنطقة يمر عبر فوهة البندقية..لتتوحد كل فصائل المقاومة في فلسطين ولنستثمر هذه الفرصة التاريخية ولتتوحد كل الفصائل المقاومة العربية في العراق و فلسطين و الاحواز ولتتبنى هذا الاقطار العربية التي تحمل فكرا ثوريا مناضلا ويحمل ارثا نضاليا عقائديا وفي مقدمتها القطر السوري البطل ولتتوحد كل الجهودالعربية الثورية ولننسى كل الخلافات في سبيل تحرير العراق وفلسطين و الاحواز وكل ارض عربية محتلة وانأ واثق ان حزب الامة العربية حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي سيقود هذه الجبهة باقتدار كما هو الان يقود المقاومة العراقية البطلة إلى تحقبق التحرير.. والرب يبارك الصادقين والمؤمنين ...امين

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م