تاملات
من منتظر الزيدي ..
إلى براك اوباما

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

منذ غزو واحتلال العراق وتفاجئ الغزاة بالمقاومة العراقية الشرسة ضد الاحتلال وهذا الامر بدوره جعل المفكرين والمخططين المعنين بالاستراتيجية الامريكية القيام بمراجعة فكرية جادة حول مستقبل علاقات الولاياة المتحدة مع العالم وخاصة مع العرب والعالم الاسلامي والمطروح امامهم كم كبير من الشكوك والاسئلة حول الدورالمستقبلي للولايات المتحدة الامريكية في العالم بعد فقدانها للزخم التأثيري لها في العالم بعد موجة الكراهية لها التي تنامت في العالم وخاصة في السنوات الثمانية الاخيرة من حكم بوش والذي تميزبسيطرة الفكر الاستراتيجي اليميني. وفي حساباتهم ان الامر لا يحتاج الا إلى التكييف للواقع الجديد في الرؤية وتصحيح المسارات القديمة وقبل ذلك اعادة النظر في المنطلق الفكري الذي تبنى عليه الستراتيجيات الامريكية.

 

ان هذا الاصطفاف من التعقيدات في الخطط والبرامج الامريكية والذي تواجهه الولايات المتحدة الان يمتد من الوضع الشاذ الذي في العراق  الذي نتج عن احتلال هذا البلد وفرض نظام حياتي غريب عن اهله وباستخدام القوة المفرطة وليست القوة العادية وتسخير اقوى المؤسسات والمنظومات الاعلامية والتي تمتلكها امريكا في خدمة الاهداف الشريرة لها وتزيف الحقائق باتجاه التهيئة لاحتلاله ومن ثم الاستمرار في تضليل الرأي العام إلى احست هذه الادارة بانفلات الوضع وتبيان الحقيقة للعالم ان الادعاء بما اسموه بتحرير العراق ما هو الااحتلال وكان هذا بفضل المقاومة العراقية التي فرضت نفسها على هذا الواقع الذي حاولت ادارة المجرم بوش ان تغيبه وبشتى الوسائل العسكرية والاعلامية ولكن العقلية التي تقود المقاومة التي تحمل فكرا نضاليا وخزينا كبيرا في التعامل مع كل اشكال الهجمات الاستعمارية وعبر اكثر من نصف قرن من الزمن .هذه العقلية التي تتخذ من نهج البعث الخالد في قيادة الشعب العربي في مقاومته للمشاريع الامبريالية سواء على الصعيد الايدولوجي أو القتالي اسلوبا حياتيا في هذه المرحلة من حياة شعبنا العراقي.    والى فلسطين التي اغدقت عليها هذه الادارة بوعود كاذبة بهدف تخدير الفعل المقاوم لشعبنا الفلسطيني والذي اطلقوا عيه بالتهدئة ها هي القيادات الفلسطينية تحصد نتائج التهدئات وما مجازرغزة والتي ستبعها مجازر اخرى الا طريقة محدثة لترويض الشعب الفلسطيني . و افريقيا و افغانستان والتعقيدات مستمرة في ظل حكم بوش المجرم.

 

وامام هذا التوجه يفوز اوباما بالرئاسة . والسؤال هل ان فوز اوباما هو جزء من حالة التكيف و المراجعة الفكرية الجديدة .ان الاستراتيجين الامريكان يفكرون في التركيز على مصالح الولاياة المتحدة الجديدة والموجودة في منطقة الشرق الاوسط واهم ما في هذه المصالح هي صيانةالقواعد العسكرية في المنطقة وخاصة في المنطقة العربية التي ستكون مركز اهتماماتها وهي التي ستحافظ على مصادر الطاقة وكذلك وسائل الدعم اللوجستي لامريكا وحلفائها في ما اطلقوا عليه الحرب على الارهاب. في حين تراجعت اهمية القواعد العسكرية في اوروبا وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة والذي يعني انتهاء الخطر على مصالحها في اوروبا في حين تقدمت القواعد في المنطقة العربية والتي هي مسؤولة عن حماية المصالح الغربية في المنطقة والحماية ليس من هجوم قوة دولية بل من حركة التحرر العربية والذي كان العراق قبل غزوه يمثل القطب المركزي للثورة العربية وبعد احتلال العراق وازاحة الحكم الوطني القومي يكون معسكر الامبريالية وعملائها قد سجلو تقدما على حركة الثورة العربية والعالمية وهذا لم يدوم طويلا حيث استعادت هذه الحركة مواقعها بعد فرض المقاومة العراقية واقعا جديدا. واصبح هذا التبادل في المواقع تأخذ اهتماما كبيرا لدى المفكرين في امريكا أي حماية امصالح الامريكية من خلال القبول العربي بوجود القواعد وهذا الامر يتطلب المناورة والادق تقديم بعض التنازلات الاعلامية للجانب العربي و الاسلامي في السيسة الامريكية .

 

اذن المطلوب تقديم ما يثير العرب و المسلمين بالانجذاب نحو امريكا فحدد العقل المخطط الامريكي الموقع الرئاسي الامريكي فبراك اوباما ملون ومن اصول اسلامية وسيكون مقبولا عربيا واسلاميا واي خطوة له و حتى ان كانت لا تتفق مع العقلية العربية والاسلامية اومصالحهما فان وقعها وردة الفعل العربي او الاسلامي سيختلف وسيعين حلفاءامريكا من الموجودين في الخندق العربي او الاسلامي في تقديم التبريرات لصالح امريكا في أي خطوة امريكية وردة الفعل ستكون اقل مما لوكان غير اوباما.و امام هذا كله كيف سيفكر اوباما في حل المشاكل والتعقيدات التي خلفها له بوش والذي يهمنا منها في المنطقة العربية وبالاخص العراق وحيث ان أمريكا جاءت بزخم كبير إلى المنطقة حيث لاحظ الستراتيجي الأمريكي بريجنسكي في نهاية العقد السابع من القرن الماضي ان التجزئة التي احدثتها اتفاقية (سايكس بيكو) غير كافي فلا بد من تجزئة الجزء والعراق هو المرشح الان للتجزئة اي البداية لسياسة التجزئة ستكون في العراق و لتمتد إلى الدول العربية والمقروء ان الدول العربية لم تستوعب بعد هذا التفكير الأمريكي أو انها تتغافل عنه بالرغم من خطورته على المستقبل العربي وان كل مشاريع تجزئة العراق المطروحة هي مهيئة للتنفيذ ولدى الاستراتيجة الامريكية الكثير من التكيفات للدول العربية في تجزئتها ولكل واحدة منها برنامج يختلف عن الاخر .

 

والرئيس الجديد وقبل تسلمه للرئاسة الامريكية بدء بالتراجع عن بعض وعوده الانتخابية. ان اوباما كان قد صرح اثناء حملته الانتخابية بان الانسحاب من العراق يقع في اولوياته , من ثم صرح بان الانسحاب من العراق قد يحصل خلال 16 شهرا من تسلمه الرئاسة الامريكية وعلق بعد فوزه ان بقاء القوات الامريكية في العراق مرهون بتطورات الوضع  الامني في العراق,  وجاءت الرسالة العراقية الحازمة على يد منتظر الزيدي واضحةفي التعبير عن الرفض العراقي للاحتلال فهل ادرك اوباما انه سيواجه وضعا صعبا من شعب رفع سلاح المقاومة في وجه المحتل واستخدم اداة تحقيرية في مواجهة اصحاب الخطاب السياسي للاحتلال وهذا يعني ان شعب العراق يقاوم بسلاح وإذا لم يقع في يده سلاح فيمكن ان يواجه المحتل بابسط وسيلةوبقدر احتقاره للمحتل استخدم الحذاء.

 

المهم ان يدرك اوباما وكل السياسيين الأمريكان ماذايعني الحذاء من احتقار في مجتمعاتنا ,وان تبداء أمريكا في برنامجها في تجزئة المجزء من دول المنطقة من العراق ليس سهلا ويتفتقر للحكمة فالعراقيون الشرفاء واعون لهذه الاسراتيجية التي قال عنه بريجنسكي(يجب تقسيم المنطقة إلى كانتونات عرقية ومذهبية وطائفية تسمح للكانتون الإسرائيلي بالسيطرة عليها).ان الشعب الذي واجه المحتل من لحظة الاحتلال بمقاومة بطولية مما اربكت المحتل الى تبديل ستراتيجيته التي اعلن فيها بوش انتهاء العمليات العسكرية الى مواجهة مقاومة الشعب للاحتلال ومن ثم خلق روح الثورة والانتفاضة بوجه رموز الاحتلال وفي اشد المواقع تحصينا وزرعت المقاومة البطلة روح التصدي للكذب والافتراء  في النفس العراقية واعطت زخما كبيرا لشجاعة العراقي في الوثوب و المواجهة وان تتصاعد وتتفاعل في داخل النفس العراقية لتصل للحد في الجراءة باستخدام اداة تحقيرية ضد كذاب و منافق ويمثل الاحتلال بكل جوانبه ,لهو قادر ان يجعل من العراق بداية الفشل الامريكي في المنطقة وكما قال احد الحكام العرب الذين تخاذلوا امام الامبريالية الامريكية وحين قال (دي امريكا ) و بصيغة الانبهار فمن العدل ان يقال لامريكا و زبانيتها (ده العراق العظيم عراق صدام حسين) اتمنى على الرئيس اوباما ان لاتحوله العقول المبرجة للاستراتيجيات الامريكية الى اداة لتنفيذ خططها مستغلة حالة التميز في وصوله للرئاسة الامريكية من كونه من اصول افريقية ومسلمة وملون لان هذه العقول لم تأتي به الالتسهيل مهمة تنفيذ متطلبات الاستراتيجية الجديدة,فالظاهرة منتظر الزيدي اعطت الكثير من الحقائق التي هي في العراق و مدلولات في مقاومة الاحتلال سواء كانت تحمل مدلولا معنويا او ماديا ومن المهم للرئيس الجديد ان يقف عند الظاهرة منتظر الزيدي وما لاقته من تايد عراقي كبير جدا وتأيد عربي ايظا دولي ليؤكد حقيقة امريكا العدائية وحجم الكره الذي يحمله العراقين والعرب والعالم والاهم ان يدرك باراك اوباما القدر الذي يستعد فيه شعب العراق لمواجهة المحتل وباستخدام كل الفرص و الامكانيات التي تقع في يده للتعبير عن مقاومته للاحتلال والامر وصل باستخدام كادر اعلامي في اجواء اعلامية للحذاء في ضربه للمحتل فاي شعب ستواجهون ايها المحتلون اذا الامر وصل بضرب سيدكم بالقندرة؟!.والحر تكفيه الاشارة ,وبحق انها اكثر من اشارة ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م