نافذة
ديمقراطية الفرض وفرضية الديمقراطية

﴿ الجزء الثاني

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

اذن كل من كل الحقائق التي ذكرناها يتبين ان النظام الديمقراطي اي النظام السياسي في الولايات المتحدة الامريكية يتسم بالازدواجية في المواقف والتصرف اي الشيزوفرنيا السياسة فهي في الوقت الذي تدعوا و بقوة إلى اقامة الديمقراطية في العالم يلاحظ عليها دعمها للانظمة الرجعية المتخلفة وفي بعض الاحيان تعلن مساندتها إلى حكم الشعب عبر مؤسسات دستورية وفي نفس الوقت تقوم بتنصيب حكاما عسكرين عملاء لها , ايظا تدعوا إلى احترام خصوصيات الشعوب وتدعم اقامة انظمة مستقلة مراعية فيها الخصوصيات الدينية أو العرقية أو حتى  المذهبية وتصرفاتها في العراق المحتل خير دليل على ذلك وفي نفس الوقت تحارب هذه الخصوصيات عندما لا تتوافق مع مصالحها وتعمل وبكل قوتها على محاربتها تحت عناوين مختلفة ومنها العولمة والانسانية وهي فاقدة لها ولابسط قواعد الخلق الانساني..

 

ان تراجعا كبيرا حدث في القيم التي كانت الولايات المتحدة ترفعها في خمسينات وستينات القرن الماضي وخاصة تلك المتعلقة بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية.اي ان الخطاب الديمقراطي الأمريكي يتناقض جذريا مع الإستراتيجية الامريكية في العالم وخاصة في المنطقة العربية حيث يلاحظ ان الولايات المتحدة قامت بغزو العراق وبدون تفويض دولي وازاحة نظامه الشرعي تحت ذرائع كاذبة وكانوا الذين قادوا الغزو وفي مقدمتهم المجرم بوش قد اعترفوا بكذبة  اسلحة الدمار الشامل ونفي علاقة النظام الوطني مع القاعدة ..

 

ان غزو العراق لا يمكن ان يلتقي باي شكل من اشكال الديمقراطية وفي نفس الوقت ايظا يلاحظ ان تعاطفا امريكيا كبيرا مع الدولة الصهيونية بالرغم من عدوانية هذا الكيان وشنه لعدة حروب على العرب واخرها عدوانها على غزة وفي نفس الوقت احتلاله لاراضي عربية وبالنتيجة فان أمريكا لاتتبع مبدا المساوة والعدالة والذي هو اساس مهم جدا في بناء الديمقراطية وبذلك تكون الولايات المتحدة قد مارست سياسة معاير المزدوجة والكيل بمكيالين من خلال دعم عسكري ودبلوماسي لاسرائيل والظلم والاساءة للعالمين العربي والاسلامي وتشويه سمعتهما وعليه يمكننا ان نقول ان الديمقراطية في الدول الامبريالية ونموذجها الامبريالية الامريكية و الانظمة الملحقة بها مثل نموذج الحكم في العراق بعد الاحتلال يتخذ من الازدواجية و الشيزوفرنيا السياسية والكذب والميكافيلية في التعامل مع الاخرين اسلوبا حياتيا ومبادئ عقائدية وطريقا للوصول للاهداف..

 

ولا يجب ان ننسى ان اساس الديمقراطية الغربية هي المشاركة السياسية لانتخاب ممثلين من المجتمع المدني بعد مشاركة هذا المجتمع في هذه الانتخابات ولكن مع ملاحظة ان الحرية في المجتمعات الرأسمالية هي في يد الفئات البرجوازية الراسمالية من اصحاب رؤؤس الاموال والذي يمثلون اصحاب المصانع والتجار الكبار واصحاب العقارات الكبيرة والبنوك والمصارف وهذا في حقيقة الامر شكل من اشكال الهيمنة الفئوية والتي تمتلك كل ما هو يؤثر في الناخب الذي تضيعه هذه المؤثرات بل تتدخل وبقوة في تحديد هوية المنتخب.

 

وفي الدول العالم الثالث قد لايلعب رأس المال واصحابه دورا مؤثرا في الانتخابات بل قد يلعب ويؤثر قوة السلطة, واما في النمط الهجيني ولا يمكن ان تتحد فيه هوية النظام فقوة المال السحت وقوة السلطة وقوة وتأثيرات رجال الدين تتداخل في نشاطات كالانتخابات وتتناوب في التاثيرات والكل يستغل تطلعات وغايات الجماهير وان هذا النموذج الغريب موجود في عراق ما بعد الاحتلال فكل هذه الشراذم والتي تطق على نفسها احزابا أو تيارات وهي في حقيقة امرها لا تمتلك اي صفة من صفات الاحزاب أو الحركات أو التيارات بل هي مجاميع جمعتها إما مرجعية دينية فاطلقت على نفسه احزابا دينية أو جمعتها مرجعية اجنبية وبالتعبير السياسي هم عملاء للأجنبي فسمت نفسها حزبا أو تيارا هذا هو المشهد اللا سياسي بل المشهد الفئوي الطائفي والدليل على انية تواجد هذه المجاميع هو التغيرات الامبية في التحالفات بين هذه المجاميع والخلافات والاختلافات وتطوره إلى الاحتراب والتقاتل فيما بينها وحتى ان البعض منها بدءت التغيرات فيه إلى حدوث تغيرات في خطابها السياسي وطالت اسمها واهدافها بعد ان ادرك البعض منها ان تطور الواقع لا يتناسب مع تطاعاتها أو اهدافها فلتستمر في الحياة اخذت بمبداء التغير ...

 

والله هو العلام بكل شئ  امين

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م