تاملات
من منتظر الزيدي ..
إلى باراك اوباما

﴿ الجزء الاول ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ان الموظف الجديد الذي هو السيد الجديد للبيت الابيض باراك اوباما و المكلف بتنفيذ المرحلة القادمة من الإستراتيجية الامريكية والتي سوف لا تحمل في جوهرها اي توازن في النظرة لمصالح الاخرين وحقوقهم امام مصالح واطماع الولايات المتحدة التي هي مبادئ ثابتة لاي ستراتيجية امريكية مستقبلية وعليه فلا نتوقع تغيرات كبيرة وخطيرة في مرحلة اوباما.ولكن يبقى ما نتوقعه من اوباما في سعيه لتغير وجه أمريكا البشع الذي ساهم في اعداده وصنعه و بشكل كبيرمجرم الحروب بوش.واذا كان ضمن ستراتيجية حكومة اوباما تلميع وتحسين الوجه الأمريكي فالخطوة الاولى تكون في هذا الاتجاه من منطقة الشرق الاوسط ومن العراق بالتحديد في اصلاح كل الاضرار التي الحقتها ادارة بوش  بهذا البلد يعني ازالة الاحتلال وكل ما ترتب عنه اي سحب للقوات الامركية أولا وثانيا ازالة كل المؤسسات التي اوجدها الاحتلال واعادة الدولة العراقية وبكل تشكيلاتها واولها الجيش العراقي والاجهزة الامنية الوطنية وتعويض الشعب العراقي عن كل الخسارات التي تسببها الاحتلال له.

 

ومن ثم إلى فلسطين التي تسبب في تمزيق فصائله المقاومة وتشجيع اسرائيل على تدمير الشعب الفلسطيني إلى حد الوصول لدرجة الابادة ويمكن ملاحظة الموقف الأمريكي الاخير من الهجوم الاجرامي على قطاع غزة و ناهيك عن الاسباب التي شجعت هذا العدو المجرم على هذه الجريمة وفي افريقيا واسيا والعالم  كله .. ومن المفيد لبراك اوباما ان ياخذ بتوصيات لجنة ادوارد دجير جيان وهو السفير السابق في سوريا  للولاياة  المتحدة وهو ينتمي للمدرسة السياسية  لتيارالذي يقوده  جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا الاسبق وقدكان مهمة اللجنة تنحصر في الاجابة على سؤال واحد وهو لماذا يكرهوننا؟ ان ما قام به منتظر الزيدي يندرج تحت الاعمال البطولية النادرة وهو العراقي الشهم والذي تجسدت فيه كل قيم الرجولة وحمل العنفوان لابن العراق البار وفي لحظة تصادم فيه مخزوننا من الوقائع و المشاهدات للدمار في النفس العراقية وحطام لكل البنية التحتية في العراق اي وطنه الحبيب مع كل اللئم الشراني والتدني في الاخلاق للمتسبب عن هذا الدمار ولم يقف عند هذا الحد بل تمادئ هذا المجرم يوش الاستخفاف بكل العقول وهو يصرح وبنغمة تحمل عنوان الاعتذار مما ارتكبه من اخطاء في غزو العراق والسياسات التي اتخذها هو وزبانيته  مما جعل هذا التصادم يولد انفجار في نفس هذا الأبي لينفجر عن هذا التصادم رغبة في الاحتجاج على هذا الاستغفال بالعقول والتهوين بما حدث فلم يكن بيد هذا العراقي للرد على اهانة بوش للعراقين والعرب الا بتحقير هذا المجرم عبر رشقه بحذائيه .

 

وان يدرك الرئيس الجديد ان فعل البطل منتظر يعبر عن ظاهرة عراقية حقيقة وواقعية وان هذه الظاهرة تمثل الرد المقاوم للعراقين وان هذه الظاهرة في تنامي وتوسع وبتوازي مع تنامي في المشاعر والوعي المناهض للاحتلال وترتيباته التي خلقها بعد غزوه للعراق. وان يرى في هذا الشاب شجاعته في اختصاره لما يجيش في صدور العراقين من الكره الذي يضمروه للمجرم بوش وسياساته في الشرق الاوسط وفي العراق بالاخص طيلة فترة حكمه السوداء وحتى الكره العربي و الاسلامي والعالمي وهو كان انفجارا لاحتقان وغضب والالم الذي سببه هذا المجرم وكذلك الاهانة التي كانت من ميزات حكم ادارة بوش وهذا ما قالته وزيرة خارجيته كونداليزا رايس(أدرك أن العرب يرون أن جزءاً من علاقاتهم بالولايات المتحدة امتلأ بالإهانة وقلة الاحترام) مفسررة بذلك كره العرب للامريكين وهي بذلك تتجاهل ان هذا الكره فد تعمم الى ان اصبح الكره للامريكان عالميا.

 

يا سيادة الرئيس اوباما انني كلي ثقة بانك تدرك وبحكم ثقافتك ان نهاية بوش الدراماتيكية كانت جزء من الحتمية التاريخية للعبثية الامريكية الحمقاء في فترة حكم بوش والمتمثلة في تدمير بلد عربي واقليمي قوي و مؤثروكان له وزنا في محيطه العربي و الاقليمي ولم يكتفي بتدميره بل يعمل هذا المجرم على ازالته من خلال تقسيمه وبادوات عميلة سمت نفسها احزابا وهي لا تملك من مقومات الحزب الا التسمية وبعد كل هذا الذي فعله بوش ياتي الى العراق مسرح جريمته وبكل وقاحة يعلن التوقيع على نجاحه الوحيد الذي حققه في الثماني سنوات من حكمه بتكبيل العراق باتفاقية الوصاية .وكان حذاء منتظر بمثابة طلقة الرحمة لاعدام بوش حيث قتله كان قد تحقق بانتحاره في اول تدنيس لاجنبي لارض الانبياء العراق . اقول للرئيس اوباما انني لا احذرك من موقف مشابه للذي حصل لبوش وفي نفس الوقت لا اتمناه لك ولكني اذكرك بان فعل منتظر يذكر كل الذين يستخفون بالعرب  و بمشاعرهم .

 

ان شعبنا العربي لازال فيه نبض وشوق للحرية لانه ابن الحرية وقد عشقها ومنذ وجد العنصر العربي وان هذا االجيل الذي مثله منتظر هو ابن وحفيد العرب الاحرار الذين عاشوا الحرية ويشروا بها وعلموها للبشرية. فان وضعت هذه الحقيقة امامك وانت تتعامل مع العرب ستكون خطواتك اكثر حكمة بل انضج من تهور وحماقة البوشين السابقين واما  انا فلا احمل أي تخمين في قدرتك في التصرف في تحديد اتجاهات السياسة والاسترتيجية الامريكية الموضوعة على منضدتك الرئاسية عندما تخدل وتدشن البيت الابيض .. ورب السماء يعين الخيرين وانما الاعمال بالنيات ....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٣٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م