نافذة
مقايس الحكماء في فوضةالاغبياء

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ليلة قضيتها و إنا اصارع فيها النوم في مملكتي و فيها الكثير من الليل لاسترخاء الجسد الذي لم تتعبه ايام عمل امتدت إلى اكثر من 16 ساعة في الزمن الحلوقبل دنس الخطاة لارض الانبياء وطن العراقين الشرفاء,اقول في اعمار أو بناء أو تفاعل مع تراب الوطن الغالي اوفي معاندة ماكنة اتعبها الزمن وابت ان تستجيب للخيرين من ابناء شعبنا لان بعضها شاخ و ما عاد التجديد والتزييت والترميم في اجزائها يكفي ان تتجاوب مع اندفاعات العراقين لان اجيالها في العالم احيلت إلى مقابر الماكنات والاجهزة و العراقين النشامى يصرون على بعث الحياة فيها وقد انصهر حديدها وهرء مع الزمن, صحيح ما صدحت به اصوات من رواد الفن في عهد الفن ورقي النشاط الاجتماعي عندما غنت في حضرة سيد الشهداء باغنية تقول (تعب الحديد و ما تعبتوا)..واعود لزمني واقول لقد اتعبتنا الغربة التي تتأمر مع اعدائنا لتحولنا إلى متأملين ومراقبين ليترهل العقل مع الجسد ونتحول بعدها إلى معوقي حرب شاملة في النمو الفكري والتريض الجسدي.


اهذا ما يخطط له عدونا ؟؟كل هذا الرفض والمعاندة جعلت من ليلتي ساحة صراع ومعركة لان الذي في عقلي عقيدة وقد ارست وتجذرت بل اصبحت فكرا شاملا ونهجا لمسيرتي في هذه الدنيا وحملت عنوانا بعثيا لها جعلتني انتفض واكنس شراذم فكرية ارادت المعاناة لها بديلا فكانت ليلة انتصر فيها تلاحم الفكر مع الوجدان وحسم الموقف مع انبلاج الصباح ,فزحفت افكار عقيدتي المنتصرة إلى نافذتي كأنما تريد ان تحكي قصة انتصارها ,تحكيها للشمس وللهواء النقي وللفضاء الممتد ولكل ما يرمز للحرية وصفاء العنوان والشكل ..وما ان اقتربت من نافذتي حتى تساقطت على نظري صور من وطني المنكوب بمحتل لئيم كذئب مجروح يحسب خطاه ويتحسب من صياد يتعقب قطرات جرحه النازف ,وكذلك من ضباع تتعقبه وتلملم من جراح الذئب وتلحس من ارضي المقدسة نتناته المتساقطة وتهلهل ليفهم الاخرين بانها تحمل طرحت عرس وليس جراحات متساقطة من سيدها ,وكل الذين كانوا حلفاء الامس والمتفرجين يسخرون من فعلة القطعان ..

 

انني ارى هذا المشهد كله في وطني الحبيب فالمحتل الأمريكي جراحاته في خساراته البشرية تعدت الاربعة الآلاف و مئتان وهذا حسب ادعائه وهي تفوق هذا العدد وجرحاه بالالاف وازمته المالية تعدت في تأثيراتها حدود الولايات المتحدة الامريكية  ووصلت بل اصابت حلفائها وهزيمة بوش وسياسته الرعناء تكمل جراحات المحتل وزادت عمقا بتهور الغبي الاحمق  ,واما عملائه في العراق فيحاولون لملمة الفشل الأمريكي بممارسات اطلقوا عليها العملية السياسية الديمقراطية والتي كشفها من انخدعوا بها في الايام الاولى من الاحتلال التي حملوها الكثير من الوعود الكاذبة وبسبب ان المشاركين في هذه المسيرة لا يفهمون ولا يعون حتى العنوان فقد فشلت عمليتهم و بدليل ان اي مراقب للاحصائيات التي اجرته محطات فضائية عراقيةغير عائدة لأحد الاحزاب أو الجهات المشاركة بهذه العملية العرجاء يسمع اصوات عراقية منها ومن معاقل هذه الاحزاب تتسائل عن انجازات من جاءوا مع المحتل وهم يبحثون عن البديل عنهم من المرشحين في ما اسموه بانتخابات بلديات المحافضات وقد تنخدع هذه الاصوات بشعارات لاخرين كبدائل عن قوائم العملاء ولكن بعد ذلك سوف لا تجد بدلاء جددغير صوت المقاومة البطلة وهي المعبرة الحقيقة عنهم  ..

 

قد تكون عندي امنية خاصة بان هذا البعض من الشعب العراقي  الذي يبحث عن البدائل ان يختصر الطريق ويختار المقاومة ويحصر خياره بها ولكني في نفس الوقت أقول لياخذ وقته في ترسخ القناعة عنده وان يأتي إلى الخيار الصحيح وهو المقاومة بقيادة البعث العظيم وهو تام القناعة بان طريق البعث طريق الوحدة والحرية و الاشتراكية هو خيار الجماهير العربية ودليلي اقدمه من خلال تساولاتي التالية والتي لا تحمل فيها نقدا أو هجوما على الاخرين ومهما كانوا يتمتعون بدرجة من القربى من المحتل.. اتسائل إنا:

 

أولا- ماذا تحقق لشعبنا الكردي منذ عام 1991 و لغاية الان؟ هل حصل ارتفاع أو حتى تحسن في مستوى المعيشة المواطن في منطقة الشمالية من العراق ؟ ام الارتفاع والتحسن حصل في المنضوين في الاحزاب فقط؟

 

ثانيا- سيكمل الاحتلال عامه السادس وحكومات الاحتلال وصل عددها إلى أربعة ماذا حققت للشعب العراقي ؟اريد انجازا ماديا واحدا ملموسا إما الشعارات و الوعودفهي بالاطنان.

 

ومع العلم ان اسعار النفط تجاوزت حدود ال 145دولارا ولسنين متعددة ولم يصرف على اعمار العراق اي مبلغ من خلال عدم وجود اي انجاز مادي ملموس وبدون التعرض لاي احد إنا اتسائل بعد ان استنفذ المحتل اهدافه من مرحلة الاحتراب الطائفي في العراق والان هو بصددادخال العراقين بمرحلة الاحتراب الحزبي وقد صل الامر بينهم إلى الاقتتال  ويبغي من هذه المرحلة اسقاط من لا يخدمون اهدافه وهو في نفس الوقت يلوي من لا يدين له بالولاء ويريد تغير مرجعيته السياسية من الولاء للاجنبي للمحتل إلى الولاء لاجنبي اخر.. إنا أقول للبعض الايكفي عمالة وركض ولهاث وراء وعود للأجنبي هاهو الوطن مباح للاجانب تسييد عليه وكل الشر والشر فعله ويفعله باهله!واقول للبعض الاخر اي حلاوة في عيشة غنى الشهوات والرذيلة والعهر مقابل الكرامة والشرف والتقتير في العيش الكريم وهوباب وفرج للعيش الرغيد .

 

الم نتعلم من الخلفاء الراشدين شئ في زهدابو بكر الصديق وقناعة وبأس عمر بن الخطاب في قهر الفقر والجوع  ومن تواضع وبساطة عيش علي بن ابي طالب وهو القائل (العفاف زينة الفقر و الشكر زينة الغنى) و(مرارة الدنيا حلاوة الاخرة,وحلاوة الدنيا مرارة الاخرة).وفي الصديق قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء أبدا).

 

وفي عمر بن الخطاب يقول طلحة بن عبيد الله:ما كان عمر باولنا اسلاما ولا اقدمنا هجرة ,ولكنه كان ازهدنا في الدنيا و ارغبنا في الاخرة اخرجه الفضائلي. ومن اقوال الامام علي بن ابي طالب(ايها الناس اعلموا ان كمال الدين طلب العلم و العمل به,الا وان طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال,ان المال مقسوم مضون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه, والعلم مخزون عند أهله قد امرتم بطلبه من اهله فاطلبوه)...اردت من هذه الشهادات و الاقوال وهي اكثر من الكثرة ان اقول للذين يرون الحياة بعيون المال والسلطة , ان اقوال الصحابة الاوائل هذه الا تكفي الى ما اردت للبعض من ان يفهمونه ان نعتمد على مقايسهم للحياة وهي مقايس لا ترتفع ولا تنخفض بعوامل الزمن وقد قال سيد الشهداء :


(لا تجعل المادة قاعدة ومرجع المعاني الروحية والاعتبارية في نفسك,ولا تدع هذه المعاني , من غير قدرة ملموسة تردفها و تباريها..واذا ما وضعت امام اختيار,فاختر ما يرضي روحك مصدر قوتك )..اليسوا هم رموزا و شوامخ نقتدي بها و يتعلم العالم من بحور عبقريتهم وفضائلهم ,واي منهم وحاشاهم نزع او تخلى عن عقيدته المؤمنة وتركها ولاي ظرف ورائه عند باب الخلافة او الحكم وهو يودع الدنيا بعد ما غدر بهم القتلة والعملاء و الخونة.

 

واخيرا وليس اخرا هل يمكنكم ان تركنوا لحكمة العقلاء في تصحيح المسيرة وتبددوا غبار فوضة الاغبياء الذين يرون في باب الاجنبي سواء الذي من الغرب او الذي من الشرق مخرجا لازمة الامة وينسون منابع الخير في تاريخنا وعقول اهلنا العبقرية في فك الاشتباك بين الغباوة والحكمة  وليتركنا الاجنبي ان نتحاسب وان نتجادل وان نحتكم وان نختلف لاجل التصافي من اجل شعبنا الذي يستحق كل الخير و المحبة وان يعيش امنا والحب و العدل عنوان الحكم...والرب هو الديان والحكيم امين .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م