تأملات
الحقيقة الواحدة ..
الستراتيجية الامريكية لن تتغير في حكم اوباما

﴿ الجزء الثاني

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ثانيا- لقد طور الامريكيون من واقع سياستهم في العالم عموما وخاصة في مفهوم المعتمد لديهم والذي سموه (ادارة النتائج) بالتركيز على اعمال التخفيف من سياسة الحاق التدمير في المناطق التي تتواجد فيها أو تحتلها قوات امريكية ووضع الحلول الناجعة و السريعة لوقف اي تداعي الخسارات والحيلولة دون زيادة قد تحصل نتيجة الدمار الأمريكي ,اي التركيز في كيفية ادارة النتائج و خاصة ما سببته الولاياة المتحدة الامريكية في عهد البوشين الاب والابن وحجم الاضرار الذي نتج عن سياستهم وخاصة بوش الابن فيما يتعلق باحتلال افغانستان والعراق و الضرر الكبير الذي احدثته الولايات المتحدة في احتلالها للعراق لما يتمتع العراق من موقع ستراتيجيي في السياسة العربية واهميته السوقية في المحافظة على الامن العربي والذي يتعرض للتهديد وبالخصوص من ايران.

 

وان سياسة ادارة النتائج تفترض ان المسببات واقعة من جراء احداث طارئة أو مفتعلة أو اخطاء ستراتيجية وبالرغم من كون هذه السياسة غير مضمونة في تحقيق معالجات ايجابية ولكن خطورتها تكمن في عدم ضمان نجاح هذه الحلول اي في الادارة الناجحة للنتائج وقد قال الفليسوف الروماني وهو معلم الامبراطور الروماني نيرون(اذا لم يعرف المرء إلى اي ميناء يتجه,فلن تنفعه اي رياح)..اي ان الستراتيجيات الامريكية التي تعتمد ادارة النتائج ونجاحها في هذا الأسلوب يرجع بالاساس إلى ادخال القوة الامريكية (القوة العسكرية والقوة الاقتصادية)  في هذا النوع من الادارات لضمان نجاح هذه الأساليب في معالجة الازمات..

 

ان هذه السياسات الامريكية جرت الولايات المتحدة الىدفع مبالغ باهضة وبعد جريمتها بغزو العراق في عام 2003 اصبحت الولايات المتحدة لا تقتصر على دفع المبالغ الخيالية بل بدءت تدفع بدم الامريكين اي ان التاثيرات تجاوزت الخزينة الامريكية إلى الخسارات في الارواح..

 

وان غزو العراق وافغانستان زادت من التهديدات لامن والوجود الأمريكي بل تعدى إلى التاثيرات على حلفائها في المنطقة وخاصة إسرائيل وازدياد حدة المجابهة معهما اي التحدي و المقاومة البطلة وهذا ظهر بشكل واضح في الصمود البطولي للشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته الشجاعة في حرب غزة وروح هذا الصمود وهذه المقاومة مستمدتين من صمود شعب العراق وبطولة مقاومته وان التصعيد الذي ظهرت به المقاومة الفلسطينية جاء من خليفة الخطاب المقاوم للعراقين ضد الامبريالية الامريكية في تهديداتها  لقيادة العراق في ظل الحكم الوطني العراقي قبل الاحتلال في عام 2003 والعراق كان يعاني من حصار 13سنة وقد فرض عليه تقسيم العراق بخطوط عرض و طول لجعلها اطواق تحدد خطاباته وخطواته وبالرغم من كل ذلك كانت قيادة العراق تعلن وبمنطق الثوار عن مقاومتها للمشاريع الامريكية والايرانية وبنفس الوقت مساندتها للشعب الفلسطيني وما ضرب دولة الصهاينة بالصواريخ العراقية في عام1991و اعلان الشهيد صدام حسين عن تخصيص رواتب لكل شهيد فلسطيني و بغض النظر عن خلفيته السياسية وكذلك تاسيس جيش للقدس و الكثير من المواقف البطلة وحيث ان أمريكا هي الحاضنة الشاملة لاسرائيل وهي في نفس الوقت القوى العظمى في العالم الا الدلالة الاكيدة على تاثيرات الثورية في النهج البعثي المقاوم لكل اشكال السيطرة الامبريالية كالمحاولات الامريكية والرجعية كالمحاولات الايرانية ومعهما عملاء المعسكرين وبالاخص في تقوية الرؤية والتشخيص لمعسكر الاعداء وتحليل نقاط قوته ونقاط ضعفه وتحديد حجم ونوع التحالفات الامريكية ان كانت محلية أو دولية والكشف عن قوة الامة وتنمية المشاعر العربية باتجاه الوحدة امام التحديات وما خروج الجماهير العربية وتحديها للنظام العربي الرسمي في التعبير عن احتجاجها ورفضها بل ابدت مقاومة للمصالح الاجنبية في خلال الحروب العربية مع اعداء الامة من الحروب على العرب مع الصهاينة في 1967و1973 ومع نظام الملالي في ايران في عام 1980 وحروب أمريكا وحلفائها ضد العراق العربي وحصارها له والحرب الأخيرة لاسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني في غزة و هذا بفضل الدورللفكر البعثي ونهجه في برنامجه الاستنهاضي للقوى الوطنية والقومية في مرحلتي النضال ضد الامبريالية سواء في المرحلة التي سبقت غزو العراق وكان يترجمه النظام الوطني العراقي وبعد الاحتلال وغزو العراق بدءت المقاومة الوطنية القومية الاسلامية العراقية البطلة تترجم الفكر البعثي ونهجه في مساحاته الوطنية والقومية والاسلامية وبابعاد انسانية حقيقية وليس للاستهلاك المحلي والقومي والانساني وهذا هو ما يقلق بل يوجع الامبريالية والصهيونية من استمرار التاثير البعثي في الحركة المقاومة القومية وما توحد فصائل المقاومة الفلسطينية اثناء غزو غزة ورفع رؤؤسهم إلى لسيد السماء وفتح صدرهم للشهادة طريقا وصمودهم امام الالة العسكرية الصهيونية العظيمة هو نتيجة للتراكمات والتأثيرات للنهج القومي والذي يتصدره حزب البعث العربي الاشتراكي  .وايظا ان السياسة الامريكية  الان تحت مطرقة المقاومة العراقية البطلة في الخطاب و النهج والضربات العسكرية ..

 

وان التحرير ات بقوة الرب ...امين

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٦ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م