تأملات  / لكي لا .. ننسى ظاهرة منتظر الزيدي ...

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

بماذا يذكرنا هذا الصحفي العراقي الشاب منتظر الزيدي وهو الذي رأى و لمس وسمع ..فهو رأى حجم  الدمار الذي اصاب كل شامخ مادي وانساني بسبب الحقد الذي ملاء صدر بوش وعصابته لكل ما بني في وطننا في35سنة الحلوة التي سبقت الاحتلال ولمس الاذى الذي اصاب شعبنا الطيب من جراء حماقة بوش واستهتاره بالانسان العراقي وسمع اهات ابناء شعبنا وصراخات الالم من اسلحة دمار وكل هذا بسبب الاذى و الموت الذي جاء به بوش والمجموعة الاجرامية التي معه .كل هذا الخليط  من الالم والحسرة والاذى اثقل على هذا الشاب الوطني من هم وحرك فيه في لحظة لقاء قاتل شعبه وهو يتحدث بلهجة المغرور الغبي ويعلك الكلمات في فمه كانها لحم كل العراقين ويعجنها بلعابه ورطبها بدمائهم انه لقاء صعب بين جلاد ومجرم وبين اخو وابن وابو الضحية ..اي منطق الذي يتحدث البعض فيه ويكتبون عن احترام المهنة وصيغ التعبير ويتفلسفون في دروس الوعظ واللياقة..

 

اني اسئل هولاء الصحفين والكتاب اي عنوان يختارونه لاعمال القتل والاغتصاب و السرقات و الخطف و الاختلاس والطائفية ودمار بلد بالكامل و خراب نفوس اليست الاعمال قذرة و الذي تسبب فيها هو قذر و لايرمى برصاصة تقتله قد تجعل احد يأسف على موته ولكن اهانته بطريقة مهينة اكثر استحقاقامن قتله ونعود إلى لحظة لقاء بوش المجرم والكذاب بالشاب العراقي منتظر الزيدي في المؤتمر الصحفي وبمجرد ان بوش تحدث احدث استفزازا داخل نفس هذا الشاب العراقي فلم يكن من وسيلة لتحقير هذا المجرم الا حذائه وهي بالاضافة من ذلك فهي  وسيلة دفاعا عن النفس المهضومة وعن شعبه الذي دمر بلده هذا المجرم .فبكل تطرف المتطرفين أقول ان فعل منتظر ضرورة لتعكس الرد العراقي على المجرمين من امثال بوش ايظا لتثأر للعراقين من هذا المجرم فبالحذاء تم اعدام مرحلة بوش بالكامل و بكل شخوصها وافرازاتها ومعطياتها ليس على العراقين بل على العرب و العالم الاسلامي و في نفس الوقت ان منتظر اوصل رسالة عراقية مفادها بان العراقين لا يكنون لهذا المجرم ولسياسته الا الاحتقار و تأكيد على المواصلة في مقاومة هذه السياسة ومن الاجواء هذه يظهر ان صراخ منتظر بوجه بوش لم يستطيع ان يلخص أو يمتص كل الذي في صدر هذا البطل ومع امتزاج هذا مع درجة الحقارة التي يكنها كل عراقي شريف لهذا المجرم والذي عبر عنه متظر في رمية حذائه.  

 

إما منتظر الظاهرة التي جسدت حالة الرفض للاحتلال وما نتج عنه من مؤسسات أو قوانين أو تشريعات وهذه حالة الرفض لمنتظر دفعها للتحقق تحسس وهو صحفي وبحكم عمله حالة الرفض للاحتلال و شخوصه ومن ثم وجود المقاومة المسلحة العراقية التي تهين هذا الاحتلال يوميا من خلال ضرباتها الموجعة لقوات الاحتلال وكيف بدء يفكر جديا في البحث عن وسيلة مناسبة للانسحاب من العراق مع حفظ ماء الوجه ان كل هذه العوامل ترسبت ومن ثم تفاعلت مع ظروف المواجهة الشخصية ففعلها منتظر وهو في اقوى لحظات التفكير و التصرف واسقط اي مصادر الخوف أو التردد التي تشع له من صورة الحضور المتواجدين في قاعة المؤتمر الصحفي من مجاميع امنية لمرتزقة الحماية للمسؤولين العراقين أو من حماية رئيس الدولة الاولى بالعالم أقول كله هذا اسقطتها شجاعة منتظر عندما تداخلت هذه الصورة المرعبة مع صورة المقاومة العراقية البطلة التي تهز يوميا الارض تحت قوات الاحتلال وبهذا التشابك ذابت صورة الخوف وسادت عليها صورة المقاوم العراقي الشجاع وبتفاعل مع مشاعر الحب للوطن والشعب تولد هذا الاقدام الجسور واثلج قلوب العراقين والعرب والاكثرية من الغربين لاستحقاق هذا المجرم ما فعله بالعالم في خلال وجوده في البيت الابيض الأمريكي..

 

ان في الشعب العراقي الكثير و العديد من نماذج البطل منتظر وان المقاومة العراقية البطلة هي الان مصنع للإبطال الشجعان وهي في نفس الوقت مصدر الالهام والحث الثوري لكل عراقي وعربي شريف وستبقى المقاومة مصنع ومصدر الهام لخلق الثورية و الشجاعة وفدائية الفرد للاستشهاد ...ويرحم الله سيد الشهداء البطل صدام حسين الذي وقف كاسد وزئر بوجه الجرذان المرتعبة وهي تحاول لف حبل المشنقة حول رقبته الكريمة وهي ترتجف ويرحم شهداء البعث الذي كان واصبح وسيبقى الكاهن الذي يقدم الذبائح على مذبح العراق والامة العربية ويرحمنا نحن الذين ما عشنا سنبقى واقفين في صفوف التالية من الشهداء ومن بعدهم كل الاستشهادين الذين هم مشاريع للشهادة ... ودعائي للرب ان يكون مع العراقين ومقاومتهم البطلة والتي اصبح الواحد منا عندما يذكر بطولاتهم يحس باصطفاف نوط الشرف إلى جوانب الانواط الاخرى والتي تزين صدور العراقين الشرفاء امين...

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٦ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م