تاملات
ثقافة المقاومة بين الفكر والممارسة

﴿ الجزء الثاني

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ان قيام حركة المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حركة فتح والتي تأ سست في بداية الستينيات على اثر احتلال العدو لغزة في العدوان الثلاثي على مصرعام1956 وكانت في تشكيلتها الاولية على غرارتجربة المقاومة الشعبية وتألفت من تحالف الاخوان المسلمين و البعثيين ومن ثم ابثقت فتح عن هذا التحالف الجبهوي القصير الامد في عام 1961.وحركة حماس كان الاعلان الاولي لها في عام1987وتعتبر امتدادا لجماعة الاخوان المسلمين والتي تأسست في مصر عام 1928.وحركة الجهاد الاسلامي نشأت في اوخر السبعينات هذه الفصائل  المعنية وتتحمل مسؤلية تدهور الأوضاع الفلسطينية وخاصة في غزة وبالتاكيد هنالك فصائل اخرى لها وزنها الجماهيري في الساحة الفلسطينية ولكن من وجهة نظري انها لم تكن لا من قريب ولا من بعيد قد دخلت باللعبة السياسية والنزاع على السلطة وهوالامر الرئيسي الذي انحدر بالموقف الفلسطيني إلى مستويات معيبة من التناحر على السلطة وبالرغم من اني لم اجد في اي من هذه الفصائل وفي برامجها الحركية ما يشير إلى ان احد اهداف هذه الحركات المقاومة هو استلام السلطة أو بالادق ان تكون السلطة هو هدف لاحدهن من هذه الحركات . هذا الامر يجعلنا ان نتوقف عند هذه الفقرة المهمة والتي هي احد الاسباب الاساسية في مأساة شعبنا الفلسطيني في غزة والذي شجع هذا العدو إلى ان يجتاح القطاع ويحاول ازالة سلطة حماس وهو في الواقع لم يضع هذا الهدف الاول بل هو احد الاهداف ولكن هدفه الرئيسي هو الاساءة إلى المقاومة الفلسطينية من خلال عكس حالة التشرذم والصراع على السلطة بين فتح من جهة وحماس من جهة اخرى وتحقيق التجاذبات بين فصائل المقاومة والعدو في هذه السياسة قد حقق اهدافه الستراتيجية وهي:


1-الاساءة للعمل المقاوم واظهاره بأنه لا يمثل في كفاحه تحقيق اهداف الجماهير بل لخدمة اهداف مجاميع تحمل السلاح لتحقيق اغراض ذاتية ومحدودة.


2-نجاح العدو في اضعاف المقاومين من خلال تمزيق وحدة بندقيتهم وتشتيت جهودهم.


3-التخلص من فتح المقاومة من خلال اعطائها بعض المكاسب الهزيلة واغرائات السلطة والتخلص من حماس المقاومة من خلال جرها إلى مواقف استفزازية وفي ساحات المجابهة التي يكون فيها العدو قويا مثل تورطها في مجابهة عسكرية وهي بالاساس لاتتوفر بها اي نوع من التكـأفو العسكري ودفع حماس إلى موقف متشنج بتمسكها بالسلطة والتي هي بالاساس ليست واردة في اهداف الحركة .


4- استخدام كلا الطرفين عقائد واساليب غريبة عن الفعل الثوري للمقاومة وخاصة في اقامة تحالفات لا تتفق مع هويتهم الكفاحية ففتح تلجأء إلى الامبريالية الامريكية في ايجاد حلول لتحرير الارض وهي الداعم الاساس للكيان الصهيوني وكلاهما يشكلان عدوا للقوى الثورية العربية !و حماس تلجأء إلى النظام الايراني ومتغافلة عن اعمال القتل والتهجيرالتي قامت بها ميليشيات تابعة لها للفلسطنين الذين يعيشون في مجمع البلديات في بغداد. ومتناسية تصريحات الملالي قبيل حربهم على العراقفي 1980 وقالوا وامام العالم ان طريق تحرير فلسطين يمر عبر ازالة النظام الوطني في العراق اليس من المنطق ان يسئلهم احد الان وقد تحقق لهم ما ارادوه وبمساعدة الأمريكان وعملائهم في ايران وهي شبه مسيطرة على النظام الحالي في العراق فاين هي شعاراتهم واين تصريحاتهم النارية في مساندة الشعب الفلسطيني وهل هي في تحريك عملائها في مهاجمة الاقطار العربية وبالرغم من تحفظاتي ايظا على السلوك المخزي للنظام العربي تجاه العدوان على غزة البطلة لانني أومن ان هذا الظرف ليس هو بالمناسب في عكس حالة التمزق العربي امام الرأي العام العالمي وهو لايخدم الموقف العربي وبالذات في هذه المرحلة عندما تشحن الاجواء العربية بالمهاترات .


5-ان هجوم العدو على غزة هو ايظا نوع من التصفية لروح المقاومة وذلك بنجاح هذا العدو بالاستفراد باجنحة المقاومة الواحد بعد الاخر وخلق شعور لدى المواطن العربي و الفلسطيني بالاخص ان طريق المقاومة لا يحقق اي فعل أو هدف جماهيري واسلوب المفاوضات الذليلة والتي بالتاكيد يحصل العدو فيها على الكثر من التنزلات المهينة من قبل الجانب الفلسطيني..


ومن عيوب حركة المقاومة الفلسطينية وبكل اجنحتها لم تخطوا اي خطوة باتجاه المقاومة العراقية والتي يمكن ان يتحقق من هذا التقارب أو التحالف والذي يبرره ما يلي:


1-    ان العدو واحد هو الكيان الصهيوني وحاضنه المحتل الأمريكي.


2-    ان الذي يجمع اي فعل مقاوم عربي هو وحدة المصير العربي فتحرير فلسطين هو طريق تحقيق الوحدة والتي هي الهدف الاول لحزب البعث والذي يقود باقتدار ايدولوجي و تصور واضح لاستراتيجية المقاومة . والنظام الوطني الذي كان يقوده هو النظام العربي الوحيد الذي جسد بفعل حقيقي في نصرة الشعب الفلسطيني ودفع ثمنا غاليا كلفه وجوده وبالتاكيد كان ولايزال و سوف يستمر في تعضيد القوة الفلسطينية في الثورة والمقاومة .المرة الاولى عندما رفض طلب العدوانين بالانسحاب من الكويت في عام 1990 واشترط في مبادرته في 8-8- 1990  حل القضية الفلسطينية حلا عادلا والفعل الثاني في دكه للعدو بالصواريخ العراقية في ام المعارك الخالدة.


3-    ان الخبرة القتالية و الكفاحية والتي تشكلان خبرة نضالية و المتراكمة و التي لا تتراكم بحكم العامل الزمني بل بحكم التكوين الايدلوجي للمناضل المقاوم وكذلك حجم الدراية بالعدو من ناحية الفلسفة التي يؤمن بها ونقاط قوته وضعفه في المواجهات ان معركة التأميم ومنذ صدور القرار في 1-6-1972وحتى تحقق النصر في 1-3-1973 فيها الكثير من الجهد النضالي في الحشد الجماهيري والاستثمار الامثل للطاقات وكذلك في مقاومة العصيان المسلح في شمال العراق وحتى تطبيق الحكم الذاتي في 11-3-1975 فيه الكثير من التراكمات النضالية واما الحرب التي شنها نظام الملالي على العراق في 4-9-1980 وحتى يوم النصر العظيم في 8-8-1988 من الممكن ان يستخلص منها دراسات عسكرية و ايدلوجية وسياسية و اقتصادية ضخمة وواسعة. واما ام المعارك الخالدة و ما تلاها من حصار دام13سنة ففيهما من الدروس و العبر تصلح ان تنشئ لها مؤسسات تدرس فيها الكثير منها..وهذا كله كان يمكن للمقاومة الفلسطينية ان تستفاد منها لو حاولت ان تحرر قرارها في نوعية التحالفات التي تقيمها وان لا تسلم قراراتها أو البعض منها رهينة للأجنبي من الغرب كان أو من الشرق..
4-    وعلى اثر تركيز الهجمة على حماس وفي هذا الظرف كان على حماس ان لاتعطي فرصة للصهاينة وعملائهم بان ينفردوا بها وكان من الواجب على حماس أن تبقى في المقاومة ولا تدخل في السياسة لأنه ليس هناك في كل العالم حركة تحرر ومقاومة جمعت بين المقاومة وبين الحكم فلتحدد حركة حماس غايتها ولتعرف ماذا تريد بالضبط وعليها أن تنائ عن استخدام الشعارات الاسلامية لان ليس لها حظ من النظر الشرعي الصحيح وللاسف ليس لها كذلك حظا من النظر السياسي فهي بذلك ستضيع الطريقين وان صعدوا الأمور سوف يصبحوا هم الخاسرون في النهاية ليس لهم مبداء تستطيع ان تحاكمهم عليه، فعلى سبيل المثال هم في العراق أداة من أدوات الاحتلال بقيادة نائب الطلباني وهوطارق الهاشمي وهم في فلسطين يريدون محاربة اسرائيل وفرقوا الفلسطينيين واستقلوا بقطاع غزة وهم في السودان وبال على المجتمع السوداني وهم في السعودية كانوا ضد النظام في احلك الظروف وهم الان يتقربون من النظام الايراني الذي لا يجمعهم به سوى المصلحة في احراج بعض الانظمة العربية ومهاجمتها .ان هذا التذبذب في اختيار الخنادق الصديقة سوف يجعلها تدفع ثمنا غاليا والذي سينعكس على وجودها في الساحة الفلسطينية وكذلك سيتحمل الشعب الفلسطيني الكثير جراء هذه السياسة وقد تكلفه حياة الكثير من الشعب الفلسطيني


نقول هل من الممكن ان يحدث تلاحم نظالي بين المقاومة في العراق وفي فلسطين ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م