تأملات

الحقيقة الواحدة .. الستراتيجية الامريكية لن تتغير في حكم اوباما

﴿ الجزء السابع

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

الان وعلى ضوء الذي تحدثنا في اعلاه لا احد يستطيع ان يتنبأ بكيفة انسحاب القوات الامريكية من العراق ,وفي نفس الوقت لا يوجد أي شك بانها ستغادرالعراق وناهيك عن الامنيات العراقية والعربية برحيلها او بقائها.اي ان الولاياة المتحدة في عهد بوش او في عهد اوباما تريد وبرغبة قوية ان تغادر العراق بل ان تهرب من التعقيدات التي بدءت تتبلور نحو التكون وكلما تاخر الامريكي من مغادرة العراق كلما زادت مشاكله وتعقدت محليا واقليميا وكذلك دوليا ,محليا ان تنامي مقاومة العراقين ورفضهم للاحتلال ولاي تواجد امريكي وتطور ثقافة المقاومة يحرج الامريكين عسكريا وسياسيا واعلاميا وكذلك وتساقط الشلل والمجاميع التي جاءت على الدبابة الامريكية وان هذا التساقط يحدث وبكل الابعاد السياسية والخلقية والثقافية ,الابعاد السياسية في عجز أي من هذه المكونات والتجمعات على تمثيل أي شريحة من المجتمع العراقي وحتى الذين ركبوا الموجة الطائفية لم ينجحوا وبعد اربعة سنين من الاستمرار في التمثيل الطائفي وهذا ناتج عن عاملين الاول عدم درايتهم باصالةالعقلية العراقية في عدم القبول بتجزئة المجتمع العراقي على اسس طائفية او عرقية او دينية والى جانب هذه الاصالة هو فعل التثقيف والتربية الوطنية والقومية خلال الحكم الوطني في العراق ومن عام1968ولغاية الاحتلال 2003 وهذه هي غربتهم الثقافية والتربوية جعلتهم يراهنون على الجذب الفئوي لشعب العراق والعامل الثاني ان التركيب النفسي للعراقي المتأصل في شخصيته حبه لوطنه ولمن يدين بالولاء للعراق وكذلك ما تعرض له العراق من عدوانية الاجنبي الامريكي والايراني جعله يتخذ موقفا صلبا ضد من يرتبط بشكل من الاشكال بهذين الاجنبين ومهما حاول عملائه من تجميل صورته.واما التعقيدات الاقليمية فيمكن ان نتناولها من خلال المعطيات التالية:


1-الولاياة المتحدة بغزوها للعراق اخلت بالتوازن الاقليمي بين العراق والعرب وبالاخص الدول الخليجية من جهة والجهة الاخرى هي ايران التي لازالت ترفع شعارات تصدير ما سماه الخميني بالثورة وبدليل ما ذكره احمد نجادي اثناء الاحتفال السنوي بقيام الدولة الاسلامية في ايران والذي جرى قبل ايام قليلة حيث نوه ان الثورة الايرانيةلم تنحصر داخل حدود ايران .وان هذا الاختلال قد يعرض اكبر منطقة تتزود منها الولاياة المتحدة بالطاقة وهي النفط للخطر وقد تخسرها اذا ما فقدت او ضعف نفوذها لصالح المتطرفين من الايرانين المتأثرين بايدلوجية رجال الدين وما يسمى بولاية الفقيه وهذا يترتب عليه نشر هذه الفوضوية وقد يؤدي باجتياح ايراني للمنطقة وتهديد جدي لمصالح الولاياة المتحدة وحلفائها..


2-ان الحرب على العراق وافغانستان فرض تصاعدا في التطرف الديني والحرب التي تشنها اسرائيل على الفلسطينين وخاصة الحرب الاخيرة على غزة التي صبت في صالح المنطق الديني المتطرف ايظا وبما ان الدعم الامريكي لدولة الصهيونية مستمر وفي كل الاتجاهات ادخل الولاياة المتحدة ضمن الاهداف لمحاربة الشيطان الاكبر..  وهذا سيسقط مشروع فرض اسرائيل في المنطقة والتعامل معها طبيعيا كدولة من دول المنطقة وايظا فشل سياسة التطبيع بين الدول العربية واسرائيل.


3-ان امتدادات تأثير السياسة الامريكية تجاه دول اسيا الغربية وشمال افريقيا يصل في التأثير على علاقة الولاياة المتحدة مع دول اسيا وافريقيا وبضمنها ايران وتركيا وجنوب شرق اسيا وان امريكا لديها مصالح متعددة وفي مقدمتها منع هذه الدول على الاقل من دعم ما تطلق عليه امريكا بالارهاب وبالاضافة الى انها تضم 20%من الاحتياطي للطاقة(البترول والغاز).وان بقاء امريكا في افغانستان والعراق يعرض هذه العلاقات للخطر بحكم الارتباط الديني والجغرافي وهما يشكلان من هذا التواجد منطلقا استفزازيا , وترك امريكا للمنطقة من دون تواجد عسكري امريكي ايظا يعرض المصالح الامريكية للخطر وللتغيرات الجيوسياسية وخاصة الامتداد الصيني .


4-ان الجهل الامريكي بالعرب والاسلام ادى الى الفشل الامريكي في الفشل الاستراتيجي مع العرب والمسلمين وتهور الادارة الامريكية في غزو العراق وافغانستان ساهم في توسيع مساحات الكره لامريكا وان الانجراف للاساءة للاسلام  اعطى المظلة الشرعية لتوحد المتطرفين من القاعدة والفرس وليس بهدف المحافظة على الاسلام وهما لا صلة لهما بتعاليم الدين الحنيف وانما لاعطاء المبرر في معاداة العرب بحجة عدم مقدرة العرب على حماية الاسلام من الهجمات اليمينية في امريكا والغرب وخاصة في وجود علاقات حميمة بين بعض الانظمة العربية والتي تدعي تمثيلها للدول المسلمة  مع الغرب وهذا هدف ستراتيجي مزدوج في حد ذاته فهوفي الوقت الذي يعطي لهذه الجهتين الفرصة لفصل الاسلام عن العروبة, والاسلام هوالعامود الفقري للعروبة وهذا هدف الشعوبي لاضعاف العرب , وايظا هو يعطي فرصة لتشويه الاسلام (لا سامح الله)بعد تبنيهم حماية الدين من قبل هذه الحركات ودولها وهوانبثق عربيا وسيكون اداة في ايديهم ايظا لتسويق افكارهام وفلسفتهم.وفي كل الاحوال سيصب غايات هذه الاهداف في المصلحة الامبريالية والصهيونية ولكنها ستفتقد للسيطرة عليها بهدف استغلالها لمصالحها الذاتية.. وهنا هل ستحاول الادارة الامريكية الجديدة ان تستوعب وان تفهم توجهات القاعدة وكذلك ما يفكر الملالي في ايران من اجل تقليل في عدد الموالين لهذين العدوين, وفك التحالف الاني بينهما وهذا ما حصل في العراق عندما دعمت ايران تنظيمات القاعدة في العراق في حربهما ضد امريكا ودفع شعب العراق ضريبة هذا الصراع بين هذين المتصارعين على المصالح..


5-ان كانت الادارة الجديدة ترغب في حل التعقيدات في افغانستان و العراق لابد لها من التفكير من هذه المنطلقات والتي هي بالاساس نتائج حماقة ادارةالمجرم بوش:


اولا. غزو العراق وافغانستان  لم يحققا لامريكا أي نصر.


ثانيا. التحالف الغربي سواء من حلف الناتو في افغانستان اوتحالف بريطانيا واستراليا وبعض الدول مع الولاياة المتحدة في حربها لم ولن يكونون عومل اسناد ودعم للولاياة المتحدة بل اصبحا من عوامل استنزاف لقدرتها العسكرية والاقتصادية.

 
ثالثا. ان استخدام القوة العسكرية وبشكل مفرط لم ولن يوقف مقاومة الشعوب بل اصبحت مثالا تحتذى بها الشعوب واذا ما لا حظنا في التوقيتات الزمني فسوف نرى تصاعدا في عمليات مقاومة الشعب الافغاني للاحتلال الاطلسي بعد احتلال العراق وزيادة فعالية المقاومة العراقية في ضرباتها لقوات الاحتلال .ومن دون شك ان تصدي الشعب الفلسطيني ومقامته للغزو الاسرائيلي لغزة بفعل نجاح المقاومة العراقية البطلة في التصدي لحاظنة اسرائيل القوة العظمى في هذا العالم امريكا الامبريالية.


رابعا.ان امريكا خسرت سمعتها وازداد الشعور بالكره لامريكا وخاصة بعد غزوها للعراق ففي المنطق العسكري الامبريالي ان امريكا احتلت العراق ونجحت في ازاحة نظامه الوطني ولكنها فشلت في تقيق نصرها في العراق وفي نفس الوقت خسرت امريكا لمكانتها بغزوها اللاشرعي للعراق وزادت من قباحة وجهها امام العالم واججت روح المقاومة ضد مشاريعها وبنفس الرؤية يكون الفعل الصهيوني في غزة وبعد هذه الفوضى التي خلقتها امريكا في المنطقة وصل الحال بان يضرب رؤوسائها الذين قادوا الغزو بالاحذية فاي درك تسبب هذا النموذج لرئيس الولاياة المتحدة الامريكية ..

 

اقول ان الرئيس اوباما امام تركة ثقيلة وصعبة جدا وفي اعتقادي ان حلها بيد الرئيس الجديد بقدر الشجاعة و الحكمة التي يمتلكها والتي هي في تنفيذ وعوده الانتخابية وعدم الاخذ بنصائح تجعله يخطو خطوات الى الخلف وترسم تراجعا وايظا خيبة امل العالم في امريكا من ديمقراطيتها التي تتيح لدعاتها ان يمارسوا الديمقراطية في تصحيح مسيرة الولاياة المتحدة في علاقاتها مع العالم ..دعائي للرب ان يكون في عون من نوى على فعل الصحيح ... امين

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م