موقف مشرف وآخر ملطخ بالعار والخيانة

 

 

شبكة المنصور

احمد النعيمي

لم يكد أبطال الكويت يتخلصون من الجفال الذي تجرأ على رسول الله وزوجاته وصحابته ويطردونه خارج الكويت ، إلا وجاء العدوان البربري الهمجي على إخوتنا في غزة .. من قبل القوة الطاغية الباغية – وبسكوت نعاماتنا – فلم تترك طفلاً أو شيخاً أو امرأة ً أو شاباً أو شجراً أو حجراً أو دابة ً إلا وطالتها يدها الآثمة ، التي كان آخر مجازرها ضرب المدنين في المدارس التابعة للأمم المتحدة بعد أن اخرجوا من بيوتهم وقتل منهم من قتل ولجئوا من نيران العدو إلى تلك المدارس .
فخرج أبطال الكويت من جديد ليعلنوا وقوفهم بجانب إخوتهم ، واستنكارهم عجز الأنظمة وتخاذلها عن مد يد العون لإخوتهم الذين يذبحون في غزة .. ورفعوا عقالهم لأبطال المقاومة في غزة ، وأحذيتهم للأنظمة المتخاذلة .

 
ثم خرج علينا أبا رغال جديد – سيسحق بإذن هو وأنظمته العميلة التافهة – مطالباً اليهود أن يقوموا بقصف شعبنا في غزة بالكيماوي ، ثم عاد ليتهجم على المجاهدين ويسخر من الشهيد نزار ريان رحمه الله تعالى .

 
فأيها المساكين تظنون أنكم بخيانتكم تلك ستحققون مكانة لدى أسيادكم ، خسئتم وهذا هو التاريخ .. وليس نهاية أبو العبد زعيم صحوات العامرية في العراق عنكم ببعيد ، فقد رأيتم كيف انتهى وخرج طريداً من العراق إلى الأردن ، مطلوباً للقوات المحتلة .. التي كانت تنتعله كأي حذاء ، فلما بلي تخلصت منه .


ولقد ورد عن نابليون أنه استعان بأحد الضباط النمساويين واستطاع بمساعدته ، بعد أن وعده بحفنة من المال ، أن يسقط دولته . وبعد أن انتهت الحرب ودخل نابليون البلد جاءه هذا الخائن ليأخذ ثمن خيانته .. فألقى إليه نابليون بصرة المال .. ورفض أن يصافحه وقال قولته المشهورة : " أقسمت أن لا تصافح يدي يد خائن " .


فشتان بين الموقفين .. شتان بين الطرفين ، شتان بين مواقف البطولة والرجولة ومواقف الذل والعار والخيانة ، وهذه هي نهاية كل خائن .. لبلده وشعبه وإخوته .. نهاية كل إنسان جعل من نفسه مركوباً لعدوه ثم بعد أن قضى منه وطراً رماه كما ترمى أي عاهرة مكنت نفسها من كل عابر .. من كل من هب ودب .. فإذا ما قضى شهوته منها تركها ومضى في حال سبيله .. 


نعم .. هكذا هي نتيجة كل خائن ، وأقول أن الخيانة ليس لها ما يبررها أبداً ومطلقاً ، فستبقى الخيانة خيانة وسيبوء  الخائن بالعار والذل والاحتقار من قبل عدوه ، قبل أهله .


ألم يكن الأولى بكم أيها الخونة أن ترفعوا أسلحتكم دفاعاً عن إخوتكم وأنفسكم .. خيراً لكم من النهاية التي تنتظركم !؟ هذه هي حال الخونة جبن وتقاعس ومذلة وتلك نهايتهم ، وقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي .

 
أما العظماء من الرجال .. الذين تأبى عليهم نفوسهم الكريمة الهوان والتذلل للأعداء .. الذين يأبى عليهم دينهم خيانة أمتهم الإسلامية وإن تعرضوا للأذى قدر ما تعرضوا إليه ، إرضاءً لخالقهم .

 
فهذا هو أحد أمراء الأندلس المعتمد بن عباد الذي استعان بأخيه .. يوسف ابن تاشفين أمير المغرب ، لكي يمنع عن بلاد الأندلس المسلمة هجمات الفونصوا النصراني .. وحذره أعوانه إن في استعانته بابن تاشفين ذهاب ملكه ..


ولكنه قال كلمة ً حاسمة ً لا تصدر إلا من نفس عزيزة كريمة مؤمنة بالله .. كلمة ً عظيمة ً من رجل عظيم .. سجلت في كتب التاريخ بماء الذهب .. وعندما يذكر صاحبها فلا يذكر إلا بالثناء والإعجاب والتقدير ، قال " رعي الجمال خير من رعي الخنازير " .

 
ومثل هذا الموقف العظيم حصل في الموصل كذلك ولله الحمد – مدينة الصمود والإباء .. التي صمدت أمام الشاه الإيراني نادر شاه بقيادة واليها حسين باشا الجليلي أربعين يوماً تحت حصار جائر .. وظالم ، ولكن صمود أهلها ولله الحمد رد هذا الشاه مخذولاً مدحوراً إلى بلاده ، ليقتل هناك بعد أن فشل في دخول بغداد و البصرة والموصل – وها هي غزة هاشم تكرر نفس البطولة والشهامة ، ها هم أبطال غزة اتحد مقاتلوها جميعاً وأبوا أن يلقوا عن كواهلهم أسلحة العز والوقار ، فاجتمعت عليهم جنود الأرض جميعا شياطينها ونعاماتنا ، وتخلى عنهم الأصدقاء .. ولكنهم ولله الحمد ورغم الحصار والدمار الذي لحقهم فإنهم لا زالوا صامدين أشاوس كان حصيلة بطولتهم وأسلحتهم البسيطة مقتل العديد من اليهود وجرح كبير أصنامهم وسط تعتيم إعلامي يهودي كما هي عادتهم وعادة المحتل الأمريكي وعادة كل ظالم ، فثبت اللهم أقدامهم واربط على قلوبهم ، وامددهم بجند من عندك وسدد رميهم .. والقي الرعب في قلوب أعدائهم واجعلهم وأسلحتهم غنيمة للمجاهدين ، يا رب العالمين .

 
وها هي فنزويلا ورئيسها الشهم تشافيز تقرر طرد السفير اليهودي احتجاجاً على العدوان على غزة ويطالب بمحاكمة قادة اليهود كمجرمي حرب ، كما استدعت موريتانيا سفيرها وإن لم تكمل الخطوة التالية وتطرد سفير اليهود لديها .. فأين انتم يا نعامات العرب !؟ هذا هي مواقف الخيانة ومواقف الشرف .. فالفرق بين الخائن والشريف فرق بين السماوات والأرض فرق بين الثرى والثريا .. ولن يفهم هذا إلا من رضع العز والكرامة ، وأما النفوس الذليلة فلن تفهم مواقف الرجولة .. وستبقى ذليلة ً ابد الآبدين .

 
والعاقبة للمتقين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٠ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م