أياد علاوي ... بماذا تجيب..؟

 

 

شبكة المنصور

أبو سرحان

دائما ما تكون للمعارضة دولا صديقة تعتبر حاضنةلها تؤيد موقفها الرافض للعملية السياسية القاءمة في بلدانها أو أنها تؤيد حقها في تقرير المصير فيما إذا كانت قوى تلك المعارضة تتبنى موقفا قوميا أو طائفيا أو حتى فكريا.

 

وربما يكون تأييد الدول لعناصر تلك المعارضة على خلفية الإختلاف الفكري والعقائدي للدولة الأم لأولئك المعارضين لنظام الحكم فيها؛ وبمرور الأيام وحين يجري التغيير الذي تبنته المعارضة ويصل أفرادها الى سدة الحكم في بلدانهم نراهم لاينكرون الجميل الذي لفتهم به الدول التي كانت تعتبر حاضنة لهم على مدى تاريخ نضالهم  ضد الحكم في بلدانهم ؛بل تراهم يسبغون كلمات الشكر والعرفان لتلك الدولة نتيجة ماقدمت لهم من دعم ومساندة حتى تبلورت مواقفهم وأوصلتهم الى السلطة سواء عن طريق ديمقراطي متمثل بأنتخابات نزيهة كونهم مناضلين شرفاء تبنت الجماهير مواقفهم المعلنة مما عزز رصيدهم لدى الشارع الذي بدوره قد أثر في عملية كسبهم لمعركة الأنتخابات تلك نحو الأمساك بزمام السلطة الوطنية؛أو عن طريق إنقلاب على السلطة الحاكمة؛وسواء كان ذلك بمساعدة العسكر(داخل البلد) أم بغيره؛لكنه بطرق شريفة وكما ذكرنا ودون تدخل أجنبي ؛تلك هي الحالات المعروفة لتغيير الأنظمة القائمة على مستوى العالم وهي ليس حكرا على شعب دون سواه؛وهي ليس بدعا من أحد دون غيره؛وهذا هو ديدن المعارضين الشرفاء لحكوماتهم والوطنيون الحق والذين يعملون لصالح قضايا أوطانهم.


إلا اننا نرى إن هناك طرق جديدة تبنتها ماتسمى بالمعارضة العراقية (وأقول ماتسمى) لأنها ليست بمعارضة؛ولأن فعلها كان دون مستوى الشرف حيث أتبعت طريقا لم تسجل له سابقة في أدبيات المعارضة على مستوى العالم حين أستقوت بقوات أجنبية واستقدمتها وساعدتها وقدمت لها العون والمشورة كيما تحتل البلد وتعمل على نهب مقدراته وثرواته وتستبيح حرمات أهله في مقابل أن تجلس على كراسي السلطة التي حدودها أسيجة المنطقة الخضراء المحمية من قبل قوات الإحتلال الأمريكي الغاشم.


نفهم  كما ذكرنا ان تعترف قوى المعارضة السابقة والتي تسلمت سلطات الحكم في أي بلد أن تعترف بالجميل لمن قدم لها العون والمساعدة والإيواء وحرية العمل على أراضيه من الدول؛ونفهم أن ترد ذلك الجميل وفي حدود المعقول وعن طريق العلاقات البروتوكولية والدبلوماسية وتبادل المصالح فيما بين الدول؛وأن تمنح الأولوية لتلك الدولة التي ضيفتهم؛ولكن أن يسلم البلد بعد وصولهم الى الحكم وبصورة غير شرعية وبقوة السلاح الغاشمة للمحتل الى من وفر لهم كل الذي ذكرناه فهذا أمر لايطاق وليس من الشرف في شيء؛وأن تساعد تلك القوى الظلامية التي كانت تطلق على نفسها(صفة المعارضة) على قتل أبناء البلد وتهجير الاغلبية العظمى من مثقفيه ومتعلميه؛أن تقدم العون وبحقد واضح ودون خجل على قتل الكفاءات  الوطنية بمختلف أصنافها؛أن تسمح بقصف أراضيه والتجاوز على حدوده (كما في شمال الوطن الحبيب) وأستباحتها وإنتشار السموم والمخدرات لكي تثري زعامة تلك العصابات على حساب أهل البلد الأم؛أن يسلم البلد بأرثه وحضارته ومكتسباته وثرواته لمن وفر لكم المأوى لتمارسون رذيلة خيانة أوطانكم  في سنين شتاتكم التي عشتم فيها على فتات موائده القذرة فتلك والله طامة كبرى ولاسابقة لها في التاريخ.


السؤال بعد هذا الدمار الذي بدء بالإحتلال منذ 2003 ولازال مستمرا حتى يومنا ؛هذا إذا أستثنينا تحريضكم قبل الإحتلال والضرر الذي سببتموه أنتم ومن شاكلكم للشعب جراء الحصار الجائر الذي كنتم تغذونه بأكاذيبكم القذرة؛ نتوجه لكم (أياد علاوي) اليوم بالسؤال ونأمل أن تجيب؛نأمل ذلك.


بربك قلي:ما الذي جنيته أنت شخصيا؛وما الذي قدمته أنت  وما يسمى بحركتك(الوفاق الوطني)كما تسميها؛ماذا قدمت للشعب والوطن وما الذي طبقته من مبادئك التي كنت تعلن عنها وتدعي بها الوطنية؟


وأعلم قبل أن تجيب بأنا لسنا ضدك شخصيا ولا ضد اي شخص أخر بقدر تعلق الموضوع بالعراق وأهله أرضا وشعبا وحضارة ومكتسبات ومقدرات دمرت بفعلتكم وأستقدامكم للأجنبي المحتل وتوفير الأرضية له بقصد إحتلال البلد.


نعم أنتم حملتم مشروعا مغايرا لما هو موجود على الساحة الأن؛أو لنقل وبصريح العبارة أنتم أشد من عارض المشروع الفارسي؛وهذا ربما هو الحسنة الوحيدة التي  قد تحسب لكم؛ولكن لاتعفيكم تلك من كونكم كنتم أحد أهم ادوات الإحتلال وصنائعه؛لذلك نقول وبعد تقادم تلك السنين وتعاقبها على إحتلال العراق وتكريس ذلك الإحتلال من قبلكم أولا ومن ثم جوقة المخادعين الذين قدموا معكم؛ما الذي جنيتموه عبر تلك المسيرة الملطخة بدماء أهلنا وذوينا من شرفاء العراقيين وصفوتهم؛ما الذي جنيتموه عبر ذلك المشروع المدمر الذي كنتم أحدى أدوات تنفيذه؟وماذا أنتم فاعلون الأن (بعد خراب البصرة) كما يقولون؛بالأمس أعترف الطلباني عراب الإحتلال وأنا أشكره على صراحته حين قال (أن إحتلال العراق كان من أجل أسرائيل والنفط والقضاء على صدام حسين)؛وليس بعد هذا من صراحة؛الكل يفهم ذلك لكن أن يعترف بها من أقترفها فذلك امر مهم جدا؛وما تصريحاتك الأخيرة إلا شيئا من هذا حيث لا مكابرة تنفع بعد اليوم؛ والعقاب قادم.


أن كل ماجرى في العراق من مصائب بل كوارث ستخلف تراكماتها للأجيال أنتم مسؤلون عنها مباشرة؛وكل من شارك فيها بل ستكون أنت في المقدمة من ذلك وساعتها ماذا ستقول حين تسأل.


وستسئل إن لم يكن في الدنيا فمن المؤكد سؤال الأخرة لن يخطئك؛ فبماذا ستجيب حينها؛ نحن بأنتظار الجواب علك تجيب.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م