حول خطاب الشيخ المجاهد الأخير : القافلة تسير و....

 

 

شبكة المنصور

ابو ميسون

أثار خطاب الشيخ المجاهد عزة ابراهيم الدوري القائد الأعلى للجيش العراقي الباسل بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيسه, ردود أفعال متباينة. واذا كان العقلاء رأوا فيه تجسيدا لحقيقة تواجد هذا الجيش بكل تشكيلاته وأصنافه الحربية في ساحة المعركة , ودوره الريادي في المقاومة , وتبعا لذلك خضوع هذا الجيش الرسالي لأمرة الشيخ المجاهد باعتبار أحكام الشرعية وبنود الدستور العراقي الوطني قبا الاحتلال, فان مرضى القلوب والخونة ومن سار في فلكهم أنكروا حتى الوجود الفيزيقي للسيد الرئيس عزة ابراهيم الدوري , فكيف بدوره في قيادة الجيش والمقاومة؟


اعتبر هؤلاء الأراذل هذا الخطاب مناسبة لقول الزور والكذب , وكالوا الشتائم بوعي وبدونه في حق الشيخ المجاهد , وفي حق البعث والبعثيين . وقد صدرت رذيلة انكار دور الشيخ المجاهد في قيادة الجيش والبعث والمقاومة من أفراد وبعض الأحزاب التي كنا نعتبرها قبل سقوطها وانحدارها من الأحزاب الوطنية والقومية الثائرة . لم أحزن كثيرا لصدور مغالطات حول الخطاب التاريخي من أفراد ـبعضهم ادعوا انتماءهم للبعث وحبهم للشهيد الكبير صدام حسين ـ لأن مقاييس الصدق كثيرا ما تختل في يد الفرد ولأن فتنة الدنيا والنفس الأمارة بالسوء تعميان البصر والبصيرة , فيعتبر لديها قول البهتان جزءا من فلسفتها في الحياة , والنفاق شعبة من شعب أخلاقها اليومية. فلم تكن اذن ـ انطلاقا من شخصية هؤلاء السيكولوجية التي عرفنا بعضا من ملامحها السابقة ـ آراؤهم الا شتائم وادعاءات فارغة حول الخطاب التاريخي ومحتوياته الجهادية والوطنية والقومية , ولم تكن تحليلا بمقدمات علمية تقتبس منطلقاتها مما يجري في الميدان الجهادي في العراق, علما أنها منطلقات واضحة عززتها الوقائع والاحداث الماضية والجارية , ولا يزال التاريخ والذاكرة الفردية والجمعية يتحدث عنها باعتبارها مفردة قوية في سفر النضال البعثي العراقي الوطني والقومي قبل وبعد الاحتلال. وبنكران هؤلاء الافراد ـ جهلا أو تجاهلا ـ لهاته الحقائق اضطربت الرؤية أمامهم, فصاروا يكررون بلغة ماجنة اتهامات حقيرة في حق الشيخ المجاهد ودوره البطولي في قيادة المقاموة والجيش العراقي الباسل, تذكرنا هاته اللغة بما كان يستعملها العملاء والخونة قبل الاحتلال  ولا يزالون الى الآن. ومن أمثلة ما قال هؤلاء السفهاء أن الشيخ الرئيس المجاهد في خطابه يستجدي الامريكان بان يعيدوه الى حكم العراق, وأن خطابه كان ردة خيانية ... وغيرها من الأساطير التي انبثقت عن ذهنية مريضة لم تفهم الخطاب ومساره الاستراتيجي الحقيقي القائم أساسا على مواصلة المقاومة والجهاد الى حين استجابة المحتل لمطالب قيادة الجهاد والتحرير المعروفة, ولعل ما أوقع هؤلاء في مغالطاتهم الصبيانية ـ اضافة الى طبعهم الخياني ـ عدم درايتهم بالوجوه البلاغية لبعض التراكيب والألفاظ الواردة في الفقرات التي يوجه فيها الشيخ المجاهد كلامه مباشرة الى الرئيس الامريكي الجديد , ففهم منها هؤلاء ـ اعتمادا على منهج قرائي مبتسر يسقط من حسابه سياق الأحداث العراقية والعالمية التي تولد على ضوئها الخطاب التاريخي ـ أنها دعوة الى المصالحة المجانية مع العدو الأمريكي المحتل , وأن حزب البعث برصيده النضالي بدأ يمارس علنا الخيانة والتواطؤ مع الأعداء, وأن الشيخ المجاهد سيتخلى عن مواقعه الثورية لينزلق الى هاوية الاستسلام ويوقع كامب ديفيد جديدة على غرار ما فعله أنور السادات في مصر فيرتمي العراق في مسلسل الاعتراف بالكيان المغتصب لفلسطين العربية ويتخلى عن أدواره التحريرية والوحدوية والنهضوية وغيرها من أضغاث أحلام هؤلاء المرضى.


انبرت أقلام وطنية شريفة مواكبة لمجريات الأحداث الوطنية لدحض هاته الاتهامات الباطلة , ورأت بمنهج قرائي شمولي لخطاب الشيخ المجاهد كيف تفاعل الجهل مع الخيانة في علاقة هؤلاء المنبطحين مع خطاب ذكرى تأسيس الجيش العراقي فأنتج خلاصة بائسة قوامها دعوة لتخوين البعث والبعثيين , وتجريح الثقافة الجهادية التي يرعاها خادم الجهاد من خلال قيادته الشرعية والدستورية للجيش العراقي الباسل.ولعل ما استوقفني عند هاته الاقلام العراقية الأمينة في جدالها مع هؤلاء المزورين للحقائق الواقعية والتاريخية التي تؤسس للخطاب التاريخي اعتمادها في تفنيد تزويرهم منهجا جدليا يقوم على شرح المصطلحات الأكثر حمولة سياسية وعسكرية وتبيان قيمها في اطار يوحدها دلاليا مع الفكرة الرئيسية لنص الخطاب وهي دعوة الرئيس الامريكي الجديد للانسحاب الكامل من العراق وقبول شروط المقاومة أو الاستمرار في الجهاد . وقد كانت كلمة / الاستراتيجية / داخل تركيب : اقامة علاقة استراتيجية مع الولايات ...

 

كما في الخطاب أشد الكلمات مبعثا للحيرة والالتباس في فهم طبيعة خطاب ثوري مرتبط برسالة البعث الحضارية التي تواطأ عليها هؤلاء عبر خيانتهم التي عكستها مواقفهم من الخطاب ومن الشيخ الرئيس المجاهد . وقد كان الرفيق صلاح المختار بحسه البعثي من تكفل بتقديم شروح علمية لمصطلح الاستراتيجية وسياقات استخدامها وتداولاتها في الأدبيات السياسية والعسكريةو الديبلوماسية  باعتبارها الكلمة المفتاح لفهم صحيح للخطاب الرئاسي ومدخلا علميا في نقاش مقالات هؤلاء المتحاملين وتفنيد تهمهم الرخيصة لحزب البعث وقائده الجليل من خلال عجزهم الفكري عن ممارسة قراءة محايدة لخطاب مشحون بقيم الأمانة والصدق والمسؤولية والايمان والصوفية المستنيرة بعاطفة الجهاد , وهي القيم التي لا يمكن لوعي منحرف واسقاطي يتجرد عنها ـ كما هو وعي هؤلاء المتخاذلين ـ أن يتعايش مع كل أصيل في واقعنا وتاريخنا وتراثنا لأنه يفضح عمالتهم وانتهازيتهم المقيتة وادوارهم الاستخباراتية القذرة التي كشفت عنها بدون أدنى شك حاله غضبهم الهستيري من استمرارية هذا الأصيل في حياتنا العربية والذي يمثله بوضوح المناضل الكبير عزة ابراهيم أيده الله ونصره وهو يدعونا جميعا بهاته المناسبة التاريخية أن نحتفي بعيد الجيش العراقي الباسل وأن نحذر العملاء فنتركهم في غيهم يعمهون .


تحية عروبية للجيش العراقي الباسل في عيده السنوي
وتحية نضالية خاصة للمجاهد الكبير عزة ابراهيم القائد الشرعي للجيش العراقي
وتحية لكل البعثيين

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م