أجمل ما قيل في الشهيد الكبير

 

 

شبكة المنصور

أبو ميســـــون المغرب

أجمعت كل المقالات التي كتبت في الذكرى الثانية لاستشهاد البطل الرمز صدام حسين على حقيقة واحدة وهي ان الرجل كان عظيما في حياته , وعظيما في مماته. وقد شكلت هاته العظمة المزدوجة الفكرة الأساسية والمحورية في كل ما كتب عن الشهيد , وقد تباينت الصيغ وتعددت الأساليب في وصفها والتعبير عنها. ورغم غلبة الجانب الوجداني عليها الا انها انطلقت من الاعتراف بواقعية وجود العظمة في شخص الشهيد كانت كامنة فانفجرت  شاخصة بأبعادها المتعددة , معلنة عن أسرارها في لحظة الاستشهاد.

 

واعتبرت هاته المقالات المنشورة بالمواقع المناضلة سياقات الاستشهاد احدى مصادر البعد الصوفي في العظمة منح الشهيد حيا وميتا رمزية خالدة تحمل من الدلالات ما تحمل الأمثلة السائرة والنكت العجيبة.

 

ان استعمال الصوفية في وصف العظمة الصدامية نابع من قدرتها التعبيرية في تلخيص مستويات العظمة ومقاماتها المتفرعة وفي تشخيص محتوياتها العجيبة التي عكستها الرهبة التي ترافق دائما لحظات الانتقال الى الرفيق الأعلى, فاستطاع الشهيد بطمأنينة الايمان  تخطي هذا الابتلاء الرباني , وتلقى القدر المحتوم بروحانية واعية أذهلت العالمين .

 

تلجأ كل المقالات ـ التي قرأتها طبعا وكما سنرى لاحقا ـ الى اعتبار انجازات الشهيد الوطنية والقومية والصبـــر في محنة الاستشهـــاد العناصر المكونة للعظمة الصدامية. كما أنها تتجاوز اشكالية العظمة والتباساتها عند المشككين باعتماد التصوير الذي يتيحه منهج المقارنة : المقارنة بين أحوال العراق والأمة في حضور الشهيد , وأحوالهما في غيابه. واذا كانت هاته المقارنة لا تثبت فكرة العظمة عند البعض , خاصة لدى المتحاملين على الشهيد , فان مجرد التذكير بارث الشهيدالأسمى ألا وهو المقاومة التي زرع بذرتها بتربة العراق وتركها عند أيد أمينة يكفي لتصير العظمة مفهوما مقبولا وحقيقة ساطعة أكدت كل المقالات عليها في تواز مع روحانية الشهادة وما رافقها من بلاغة الصبر والرضا بالقضاء والقدر.

 

اذن ما هي هاته العظمة وما هي تجليانها الواقعية والرمزية ؟

 

أولا : التجليات الواقعيـــــة :

 

وأعني بها كل ما قام به الشهيد من منجزات نهضوية وجهادية , عبر عنها كتاب المقالات كالتالي:

 

1ـ صدام كان اسما على مسمى , في وقت السلم كانت تنميته انفجارية نقلت العراق من خانة الدول النامية الى حدود الدول المتقدمة , وفي زمن الحرب كان علقما لاعدائه / عبد الواحد الجصاني /

 

2ـ كان العراق وصدام حالة فريدة في التاريخ المعاصر فاجأت الأمريكان : يقوضان ما تبقى من ركائز الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية لواشنطن على العالم / د عبد الواحد الجصاني /

 

3ـ اننا في هذا الزمن الخؤون نعتصم بك بعد الله تعالى ونرى في درسك عبرة وفكرة ونسير على دربك بثقة وأمل , فأنت ما تركت سوى الدروس والافكار الجميلة الواقعية والتغييرية النهضوية / اسماعيل ابو البندورة /

 

4ــ لو لم يكن صدام حسين....مناضلا حقيقيا لما بنى مقاومة باسلة هشمت وجه الامريكان ومرتزقتهم / د غالب الفريجات /

 

5ـ ظل صدام عقبة كأداء رغم عتو حصار لا مثيل له في تاريخ البشرية / حمدان حمدان /

 

6 ـ نقول اليوم انك ربيت شعبا وبنيت جيشا ودولة وحزبا ثائرا يتحلون جميعا بالايمان والجهاد والصبر حتى النصر / مصطفى الفراتي /

 

7 ـ هذا هو حال القيادة الامريكية ومصلحتهم من تغيير الأنظمة الوطنية ذاتالسيادة...والأنظمة الوطنية التي لا يمكن أن تقبل مراودة امريكا ولا تقبل باستنزاف خيرات اوطانهم ومقدرات شعوبها والتي دائما ما يكون على رأسها قائد عظيم كما هو البطل الشهيد صدام حسين / مناضل البغدادي /

 

 8ـ في الحياة كنت متفردا وفي النضال كنت قائدا / الأستاذ الهادي المثلوثي /

 

ثانيا : التجليات الرمزية :

 

وأعني بها كل الصفات المعنوية والفضائل النفسية التي عدها النقاد العرب في القديم جوهر المدح , وعدها أكثر علماء الأخلاق أساس الشخصية الانسانية . وهاته الفضائل والصفات في حالة الشهيد ترد كما سنرى مقرونة في كثير من الأحيان بتشبيهات وصور جميلة:

 

1 ـ ...أنت التاريخ الذي بدأ ولم ينضب وأنت الماء الزلال الذي لا يزال يجري في أرض العرب / اسماعيل أبو البندورة

 

2 ـ ...فالرجل ظل يرى العراق من عرض تاريخه وهو يصل الى حدود الصين , لا من سفاسف أقزامه من طلاب أمريكا و / اسرائيل / أو من سفاسف أقوام لم تر الاسلام في العرب بل رأت في العرب بداوة وغلظة تجيد أكل الجراد والضب... / حمدان حمدان /


3 ـ ... كل عام بل كل الأعوام وأنت عنوان الصدق والنبل والشهامة وعزة النفس والوفاء والاخلاص لشعبك العربي العظيم ولامتك العربية المجيدة / كاظم ع العباس حسين /

 

4 ـ ... عاشت ذكراك سيد العراق والأمة .. عاشت ذكراك يا اسد أفزعت الدنيا وأنت تعانق حبال اغتيالك ... وأضحكت المجد والفحولة وزغاريد الماجدات بنهاية يتمناها كل حر ابن حرة / كاظم عبد الحسين عباس /

 

5 ـ ... لقد صدقت سيدي وعدلت مع كل من كنت تعاقب فوصفت الخائن بالخائن ... والشريف بالشريف / عصام التلي /

 

6 ـ ...فأرض أنبتت صدام لم تمت وفي كل لحظة تخرج الأبطال / شيماء السعدون /

 

7 ـ ...من ينسى وقفتك تلك التي جسدت معاني العزة والكبرياء , فكانت رسالة لكل شرفاء هذه الأمة بمواصلة السير على نهج ومبادىء حزب البعث العظيم رائدنا لوحدتنا العربية / نون والقلم /

 

8 ـ ... وفي استشهادك كنت شهيدا من طراز يصعب فهمه وتمثله , فقد جمعت قيم الرجولة وصلابة المبادىء وقوة الايمان وسمو التضحيات لتدخل التاريخ من بابه الاكبر وفي التوقيت المقدس لأمة العرب والمسلمين / الأستاذ الهادي المثلوثي /

 

9 ـ ......كل من شاهد عملية الاغتيال بحق رئيسنا الشهيد عرف حقا عظمته وايمانه بقدره, وتأكد باليقين بأن الله سبحانه وتعالى قد رعاه وحفظه ونصره وبشره بالجنة / علاء الزيدي /

 

10ـ ... وهكذا انتهى الجسد ولكن عقل وعلم صدام حسين باق...فصدام العقل والفكر موجود ويسكن الأحياء و الجماد: في عقول وضمائر رفاقه وأبناء شعبه العراقي والعربي / سمير الجزراوي /

 

11ـ ... ان شهيد الحج الأكبر كان بمثابة أمة في رجل , لقد كان يرى أمته على حبل المشنقة فافتداها بنفسه لأنه كان صادق الوعد... لقد رأى الشهيد في هاته اللحظة أن انهياره هو انهيار الأمة كلها معه كما أن ثباته هو ثبات الأمة كلها معه , فوقف صدام ثابتا شامخا بالتحدي كالرجال وثبتت معه الأمة جمعاء / خالد يوسف ناصر/

 

12 ـ ...ألا يعلمون بأن صدام حسين كان شامخا وباسقا ومرتفعا كنخيل العراق يتفيأ بظلاله العراقيون والعرب والانسانية التي أحبته في أرجاء المعمورة / ججو متى موميكا /

 

13/ ...ذلك الشهيد يا أمتنا الذي ضحى بكل شيء و نقول بكل شيء حتى لم يتبق له من كل هذه الدنيا ما ظل قابضا عليه الى لحظة النهاية , سوى القرآن الكريم, وارادة تكسر الفولاذ..., لذلك عليك يا أمنا وأمتنا أن تتجرعي حزنا وألما حتى يفيض بهما بحر وخليج العرب.../ محمد يوسف /

 

14 ـ صدام حسين ... هذا الاسم الذي دوخ العالم هو النموذج الحي المولود من رحم هذه الأمة العظيمة والذي في شخصه الكريم اختزل جميع القبادات العراقية العظيمة في تاريخ العراق القديم والحديث.../ اللواء المجاهد الجميل البغدادي/

 

15ـ لم يكن الزعيم صدام نلاكا ولكنه كان رجلا عربيا شريفا وضعته الأقدار في مهمة كبيرة فكان لها , وليس تحالف الاشرار والصهاينة ضده الا دليلا على صحة مواقفه / عادل الجوجري /

 

16ـ ..نحن متألمون أن تقتل بأيدي المحتلين , ولكنا فرحون لك الحسنى والمجد...ونتمنى أن ننال ما نلت من حسن الجزاء والرضوان/ عبد الله سعد/

 

هذا هو الشهيد في عيون العرب , شخصية واقعية ورمزية , فكل تفاصيل الأقوال السابقة وغيرها تظل عاجزة عن تصوير شجاعة القائد وتجلده في لحظة الاستشهاد .ولو لم نكن من الشاهدين على قدسية تلك اللحظة لأنكرنا وجود شخصية بمقاييس الشهيد الكبير , ذلك الأسطورة الحقيقة التي جمعت الفضائل من أطرافها .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٣ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م