البعث العربي قادم

﴿ الحلقة الاولى

 

 

شبكة المنصور

ابوعبد الله

من حق الامم والشعوب ان تتباهى وتتفاخر بتاريخها ليس بحدود الاحتفالات واقامة المهرجانات لاحياء الذكرى بل في استحضار مفاخر الماضي كي تظل الاشعاع منيرة لحاظر الامة ومستقبلها الواعد الذي يتناغم مع الارث التاريخي لهذه الشعوب .... ولما كان لعراقنا العظيم امتدادا تاريخيا فخورا ملئ بالجواهر التاريخية والانجازات في مختلف شؤون الحياة والتي تعدت حدود الوطن لتصل الى الامة العربية العريقة وبقية ارجاء العالم .


فمن حقنا نحن العراقيون ان نفخر بتاريخنا وتاريخ امتنا المجيد , ومن حقنا نحن البعثيون ان نتشرف بحمل لواء قيادة هذه الامة وصفوفها في اشرس واقوى المنازلات والمعارك التي خاضها شعب العراق ضد اعدائه واعداء امته العربية عبر اكثر من نصف قرن ولحد الان لاننا مؤمنون واصحاب قضية وهاهي اخر منازلة يخوضها في مسيرته الجهادية المقدسة على ارض العراق لتحريره من المحتلين وعملاؤهم , حيث تشهد له صولات الفرسان سواء على مستوى التنفيذ او على مستوى التخطيط والتوجيه بتكبيد العدو بمختلف مؤسساته الخسائر الفادحة بالارواح والمعدات والاموال بالاضافة الى الفشل السياسي والاقتصادي والامني والخدمي الذي يعانيه العدو والعملاء في اطار مايسمى بالعمليةالسياسية وبصورة يومية .


وبنفس الاهمية نزداد فخرا ان يكون للبعث ورجاله الدور الريادي والثوري في الدفاع والتعبير في وقت واحد عن هوية العراق العربية والاسلامية الاصيلة التي هي جزء من تاريخ وهوية امته العربية المجيدة وعبر حقب تأريخية مختلفة من تاريخ العراق وحتى الوقت الحاضر رغم كل المحاولات الشعوبية والخمينية والطائفية المشبوهة التي تسعى وتريد علانية طمس واذابة هذه الهوية واستصال كل مايتصل بالعروبة والاسلام الحقيقي . لقد ادركت الدوائر الامبريالية والصهيونية تساندها قوى الشر الصفوية والطائفية والعنصرية ومنذ وقت مبكر وقبل احتلالهم للعراق ان مشروعهم الاستعماري الشرق اوسطي لاستهادف العراق اولا لايمكن ان يحقق اهدافه الشريرة مالم يجري بدءا خنق وتدمير المنابع التي تغذي روح المقاومة والتحدي لدى الشعب العراقي فراحت في اولى الخطوات بتشريع مايسمى قانون ( اجتثاث البعث ) وحل الجيش العراقي الباسل ومعه حل الاجهزة الامنية الوظنية والمؤسسة الاعلامية الثورية الممثلة بوزارة الاعلام وبقية المؤسسات الوطنية الاخرى .


ففي الوقت الذي تمضي الدوائر الاستعمارية وعملائها التي تفتيت العراق بأدخاله بصراعات قومية وعرقية بين طوائفه القومية والدينية بهدف تسهيل مهمة تقسيمه والسيطرة عليه ..... غير ان الشعب وقواه المجاهدة وبالمقدمة منهم مقاومته الوطنية العراقية البطلة تتصدى لهذا النهج المشبوه وكشفت للجماهير عموما وللعالم ابعاد المخطط وخطورته ليس على مستوى العراق فحسب بل يتعداه للامة العربية كلها ....


ان المقاومة الوطنية الباسلة تترجم بصمودها واستبسالها كل معاني الغيرة والشرف دفاعا عن العراق وامته العربية لانها نابعة من رحم هذا الشعب ومعاناته وببطولاته هذه تريد ان تعيد للعراق وللامة مجدها وان يحيى التاريخ المشرف من جديد على ارض العراق ارض الحضارة الراقية التي لاتزال معالمها الاثرية شاخصة في سومر واكد وبابل وآشور والحضر , وهي الارض التي احتضنت الانبياء نوح وشيث وابراهيم ويونس وجرجيس عليهم السلام . وعلى هذه الارض انجبت امة العرب ابناءها النجباء والافذاذ والصحابة الكرام من امثال الزبير بن العوام وحيدر الكراروصلاح الدين الايوبي رضي الله عنهم جميعا .ولقد جاء استشهاد الرفيق البطل صدام حسين ( رحمه الله ) ليضيف للتاريخ علامة فخر وتاجا مكللا باللؤلو تفتخر به الامة كلها والبعث خصوصا . ليثبتوا جميعا في استشادهم بأن هذه الامة هي امة العز والكرامة ولاترضى الذل والهوان وهي مصممة على طرد المحتلين وعملائهم المأجورين من ارض الوطن . لانها امة حية يجري في عروق ابنائها روح المواطنة والتحدي .

 

ان هذا الشعب باكمله لابد له من ان ينتفض من شماله حتى جنوبه مستحضرا بطولات قادته واجداده العظام ومنخرطا في صفوف مقاومته الوطنية الشريفة لتحقيق النر الناجز لتحرير العراق من المحتلين واذنابهم المشبوهين بعون الله تعالى ....لقد ظن البعض واهما ممن ظللتهم وسائل الاعلام الغربي حينها وفي السنة الاولى للاحتلال بان روح الصمود والتحدي لدى الشعب العراقي قذ ذابت وانصهرت امام ماكنة الاحتلال العسكرية الضخمة ومنها التيار الشعوبي الصفوي والطائفي وان هذا التيار قد حقق اهدافة في تدمير كل البنى التحتية للبلد ووصل حتى للمواطن نفسه كل عناصر المواطنة والتحدي بهدف تحقيق حالة الاستسلام والانهيار لعموم المجتمع العراقي لاسامح الله ومن ثم القبول بكل مايرده الاعداء من تشتيت وتقسيم ونهب واعتقالات وقتل .... وغير ذلك وصولا الى سلخه من واقعه العربي وتاريخه المجيد .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٠ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م