مرة
أخرى يظهر أخر يتحامل على الفكر
القومي من خلال قناة المستقلة
وضمن حواراتها حول الحلم العربي
ومن الملفت إن المتحدث الجديد هو
الدكتور محمد عبد الله الزلفا عضو
مجلس الشورى في المملكة العربية
السعودية ولا ادري هل التحامل هذا
هو لخلفية فكرية تتعارض مع الروح
القومية وتطلعات الشعب العربي أم
لخلل ذاتي انعكس على الرؤية
الفكرية للسيد الزلفا ، وهذا
التعارض في حقيقته ولا أريد أن
أكون قاسيا" بالوصف هو ضعف في
الإيمان لان الله العزيز المقتدر
أشار بوضوح إلى الأمة العربية
بأنها خير امة أخرجت للناس وان
لغتها هي لغة القران الكريم ولغة
أهل الجنة واللغة التي ينطق
بمفردات منها كل البشرية ولهذا
تكالب عليها كل الشعوبيون
ويتقدمهم الفرس الصوفيون .
الفكر القومي هو ولادة المعانات
الحقيقية التي مر بها الشعب
العربي منذ سقوط الدولة العربية
الإسلامية وتعرض الأمة إلى جملة
من التهديدات التي طالت مقوماتها
والركائز الأساسية لبنائها
الاجتماعي من خلال الملاءات
الثقافية وصولا إلى تهديدها
بلغتها إن كان بسياسات التتريك
التي اعتمدها الحكام العثمانيون
أو الأدوار التي لعبتها إيران
الصفوية وخاصة اعتماد الزعامات
الدينية ( المرجعيات منذ الدولة
الصفوية وللوقت الحاضر ) ميدانا"
للسيطرة الثقافية ونشر كل ما
تتطلبه أهدافهم وغاياتهم وأود أن
أشير هنا إلى مجموعة من المبادئ
الأساسية التي جاء بها حزب البعث
العربي الاشتراكي كونه الإجابة
الحقيقية لاماني وتطلعات الأمة
وجماهيرها الناشدة إلى التحرر
والانطلاق وهي :
المهام الوطنية
الديمقراطية التي ناضل من اجلها
حزب البعث العربي الاشتراكي هي
:
*
تدعيم الاستقلال السياسي
*
إلغاء النفوذ الإقطاعي
*
الإصلاح الزراعي
* القضاء على
الركائز الاقتصادية للسيطرة
الامبريالية ,إلغاء
الاحتكارات الأجنبية
*
خلق صناعة وطنية وتطويرها
*
رفع المستوى ألمعاشي للشعب
*
إتباع سياسة خارجية مستقلة وسليمة
*
استكمال الطابع الديمقراطي
للحياة العامة
*
توسيع التعاون الاقتصادي والثقافي
مع البلدان الاشتراكية والتحررية
الأخرى
ومما
تقدم يتبين بالدقة حقيقة
الأصالة المتجسدة في الفكر
القومي والحركة القومية التي بشر
بها الحزب وعمل بكل قواه
وقدراته على تحقيقها لأنها
الاستجابة الواعية لاماني وتطلعات
الشعب العربي من المحيط وحتى
الخليج العربي ومن خلال العمل
في الساحة لم تحصل هناك أية
مصادمة أو تعارض مع جوهر الإسلام
لان حزب البعث العربي الاشتراكي
تعامل مع الإسلام كثورة خلاقة
نقلت المجتمع العربي من حالة
اللاوعي وانضباط إلى روحية
الإبداع والتضحية والرقي الإنساني
من خلال استيعاب أبناء الأمم
والشعوب والارتقاء بها إلى مصاف
قيم ومبادئ الدين الإسلامي كونهم
الدعاة والمجاهدون في أن واحد ،
وحتى عند طرح الحزب علمانية
الدولة العربية المنشودة اشترط أن
تكون هذه العلمانية غير مجردة بل
عصرية أي العلمانية الواعية
المتفتحة التي تركن للإسلام كقوة
جذب وإبداع لصقل المجتمع العربي
المنشود ليكون قوة تأثير في وسطه
الذي هو فية وحركة التغير
العالمية من خلال رسالة ألامه
الإنسانية السامية والتي ترتكز في
أهم مجالاتها على الروحية
الإيمانية التي انضجة المجتمع
العربي وجعلته مقتدرا على تحمل كل
أعباء الرسالة الغير محدده بزمن
ومكان لأنها منفتحة على الأمم
والشعوب الأخرى التي تلتقي مع امة
العرب في ميدان النضال من اجل
التحرر والوحدة على مستوى الشعب
والأرض على أن يكون المعيار
الثابت في هذه العلاقات الأخذ
بيد القوميات والأقليات المتآخية
والمتواجدة على الأرض العربية لما
ينمي من شخصيتها وتكون لها
المساهمات الفاعلة في حيات
المجتمع العربي ، وبهذا فان
المفهوم القومي والحركة القومية
إنسانية النزعة والتوجه وأداة
تغيير تفاعلي مع القوميات الأخرى
وان الواقع العربي والمرارة
التي يتجرعها الإنسان العربي من
خلال ما لحق به بعد انهيارا لدولة
العربية الإسلامية عام 1258 ونشوء
الدولة الإسلامية التي ناصب
حكامها وإدارتها العداء للأمة
العربية واخذوا يعملون بكل قواهم
وقدراتهم من اجل التنكيل بالعرب
وهذا نتاج أمرين هما ( العرب هم
الأداة الفاعلة في الفتوحات
الإسلامية وثانيهما هم البناة
ألأساسيين في الصرح الإنساني
الحضاري الذي جسده الإسلام
والحضارة الإسلامية التي نشأة
وتوسعت إنسانيا لا احتلال
واستحواذ على مقدرات شعوب وانهار
جراء هذه القيم كل العروش
والإمبراطوريات العدوانية ) وفي
هذه الأجواء ترعرع الفكر والسلوك
الشعوبي والذي مازال يعاني منه
الإنسان العربي بل ازداد شراسة
والواقع المرير الذي يمر به
العراق منذ بدء الغزو والاحتلال
وللوقت الحاضر خير دليل قاطع على
العداء المستحكم للأمة وحركتها
التحرير التي تتلخص في مبادئ
ومفاهيم الثورة العربية وافقها
الإيديولوجي الذي جعل الإنسان
العربي هو الغاية والوسيلة في أن
واحد
..
وهذا
الانجاز الفكري العربي الذي طرحه
حزب البعث العربي الاشتراكي قبل
وبعد التأسيس وبما يتسم به من
أفاق إنسانية هل يستحق هذا العداء
المستحكم وهذه السهام ؟ المنصف
والمتطلع للحياة الحرة الكريمة
سوف يحكم الحقل والضمير ويقول أن
التجني على هكذا رؤية إنسانية
واعدة هو تجافي مع العدل
والإنصاف ، أما الذين في قلوبهم
مرض وغشاوة العقد والكراهية سيكون
لهم القول الأخر المعبر عن
رؤيتهم العدوانية الشريرة المريضة
ومن هؤلاء على سبيل المثال لا
الحصر( الشعوبيون والصوفيون
والمتفرسون ومن اتخذ امن المال
السحت الحرام وسيلة الحياة وارتهن
لإرادة أعداء الأمة ) وهؤلاء هم
الخاسئون
.
المجد للأمة العربية بتأريخها
ونضالها وعطائها ورسالتها
الخالدة |