فوز باراك أوباما حسين ماذا يعني وما يترتب عليه

 

 

شبكة المنصور

زامــل عـبـــد

 

بإعلان فوز المرشح الديمقراطي السيناتور باراك أوباما حسين انتهى عهد اليمين المسيحي المتطرف الذي جلب الويلات إلى الشعوب الأمريكية قبل  الشعوب المعتدى عليها من قبل إدارة بوش الإرهابية المتوحشة  وبدء عهد جديد  يختلف نسبيا عن  السياسات الديمقراطية التي سبقته لأنه رفع شعار التغيير من اجل أمريكا  مما وحد الجموع التي عانت من السياسات المنتهجة من الزعماء  الجمهوريين المتعاقبة والتي  أنهكت الميزانية الأمريكية وأوصلت أمريكا إلى حالة الركود المرعب وما يترتب على ذلك من مخاطر جمة لربى تهدد الكيان الفدرالي الأمريكي مستقبلا  ، كما  تمت  عملية استمالة المصوتين الجمهوريين لحسابه من خلال عملية الإقناع التي اعتمدها  باراك أوباما بحملاته الانتخابية والتحاور المباشر بما يهم الفرد الأمريكي طارحا  مبدأ الاقتدار ليس من خلال الهيمنة الاقتصادية بل من خلال المبادئ والقيم الأمريكية وهذه الأفكار التي جاء بها أوباما هي حصيلة التمازج فيما بين الواقع الإفريقي الذي ينتسب إليه من حيث الأب  والأمريكي من الأم والثقافة الأسيوية التي تعايش معها في مقتبل العمر عندما كان في اندونيسيا مع والدية  وعلى ضوء ذلك يترتب الأتي :

 

  • المنهج الذي جاء به أوباما يرتكز على الحوار  الدبلوماسي مع  الأطراف المتعارضة سياسيا مع أمريكا مع الأخذ بعين الاعتبار المصلحة الأمريكية أولا وعدم ترك الخيار العسكري وخاصة ما له علاقة بالأمن القومي الأمريكي و امن ( إسرائيل ) .

 

  • ارتكز بحركته الانتخابية على  الشرائح الاجتماعية الوسطى من عمال وطلبه وبالنتيجة فان أفكاره بالضرورة ستكون  مبتعدة جزئيا عن التعصب الرأسمالي الذي هيمن على العقلية السياسية الأمريكية .

 

  • رفضه التام للسياسات التي اعتمدتها إدارة بوش والتي يطلق عليها نظرية الفوضى الخلاقة التي تتيح للعقلية العدوانية التدخل بالمباشر في الشأن الداخلي للدول وخاصة التي لها اعتزاز بسيادتها وشخصيتها الإقليمية والتي تعمل بكل قواها من اجل نشر السلم العالمي  ابتعادا عن التحالفات العدوانية ونظرت التوسع الإقليمي .

 

  • الإدانة الواضحة لإدارة بوش لشنها الحرب على العراق  والابتعاد عن الجوهر الحقيقي لمحاربة الإرهاب مما أدى إلى إرهاق الميزانية الأمريكية وتعرض المجتمع الأمريكي لخسائر بشرية غير مبرره  ، وكان لهذا الطرح استجابة واسعة من الوسط الأمريكي  وخاصة القوى الرافضة للحرب على العراق وعقلية التفرد الأمريكي  مؤكدا على سحب القوات الأمريكية من العراق وبما يحفظ الاعتبار الأمريكي .

 

  • إيمانه المطلق بالشراكة الواعية حتى مع خصومه الجمهوريين وكان ذلك واضحا في خطاب النصر الذي ارتجله في شيكاغو أمام أنصاره ومؤيديه حيث قال  أصبحت ألان رئيسكم وعليه لنتعاون من اجل التغيير لمصلحة أمريكا .

 

كل ما تقدم يتطلب من السيد باراك أوباما حسين اختيار النوعية المنفذة لسياساته  وأفكاره  ورؤيته المستقبلية  لأمريكا  والعالم إن كان على مستوى الخبراء والاختصاصيين أو الأدوات التي تترجم أفكاره وهذا  من الأمور الهامة جدا لان  الحزب الديمقراطي يمتلك المدرسة السياسية الاقتصادية التي سبقت الأفكار التي تعد بحق زلزال أمريكي سيغير في  المنهجية المتبعة وبالدرجة الأساس لدى الخصوم من اجل العودة إلى الساحة السياسية  مؤثرين  لان انتخاب أوباما لم يكن مجردا بل جاء بالزخم الديمقراطي في مجلس الشيوخ  والكونكرس الأمريكي في آن واحد أي انه امتلك القوه الفاعلة لتحقيق أفكاره التي  ستكون النظرية  الموجة للإدارة الأمريكية الجديدة والمؤسسة لأفق العلاقات الدولية وصناعة القرار السياسي الاقتصادي  بأقرب وقت ممكن تجاوزا" للتوقعات التي جاء بها المحللون وخبراء  السياسة ..

 

فيما يخصنا نحن أهل العراق الذين شن علينا عدوان غاشم بدعاوى كاذبة ادعتها الإدارة الأمريكية  ومن تحالف معها وعملائها وأذنابها وقد  استثمرها السيد أوباما في حملته الانتخابية وكسب الأصوات الرافضة للحرب والداعية لعودة أبنائها من ساحة الحرب الغير مبرره وأول شيء سوف  يطالب به لإثبات مصداقية رفضه العدوان أن يحدد الموقف من القانون الذي شرعة الديمقراطيون وعمل به المجرم بوش لتنفيذ عدوانيته ( قانون تحرير العراق ) وان ما وقع على العراق وحصل فيه منذ بدء العمليات العسكرية لغزوه واحتلاله يعد باطلا وان ما يسمى بالقيادات السياسية النافذة حاليا هي الأخرى من نتاج  الإدارة الجمهورية  المهزومة أمام رياح التغير التي جاء بها السيد أوباما  والتي لا يمكنها أن تتوافق مع ما ذهب إليه وعلية وإنصافا إن كانت النوايا الحقيقية تصحيح الخطأ الأمريكي في العراق والعودة إلى الشرعية الحقيقية التي تحكم العلاقات الدولية إن يبحث السيد باراك أوباما حسين عن الشريك الحقيقي الوطني الذي يعيد الحق لأهله  ويحقق للعراقيين السيادة والاستقلال الوطني  والتحاور مع الآخرين لقيام العلاقات المتوازنة ذات المنافع المتبادلة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية  وهذا الشريك متجسد بالقوى الوطنية والقومية والإسلامية المنضوية  تحت راية الجبهة  الوطنية القومية الإسلامية سياسيا" وفي الميدان العسكري الذي ينزل يوميا بل كل ساعة الخسائر الجسيمة بالقوات الأمريكية والمتحالفين معها   القيادة العليا للجهاد والتحرير فهم الممثلين الحقيقيين لشعب العراق بكافة قواه وقومياته وطوائفه المتآخية المتجانسة والمنضوية تحت ضلال راية ألله أكبر وان شروطها واضحة ومحدده ونراها من حيث بعدها السياسي الأخلاقي لا تتعارض مع القيم التي بشر بها  السيد أوباما  بل ستعمد صدق التوجهات التي  تظهر  الإدارة الأمريكية كقوة  تفاعليه من اجل  السلم العالمي ونماء العلاقات الدولية خدمة للصالح العالم .

 

عاش العراق حرا" بعزم أبنائه ورجاله الغر الميامين

النصر ولا غير النصر يحلـوا لأهل العـــــــراق

المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء العراق والأمة العربية يتقدمهم شهيد يوم الحج الأكبر  القائد الحي بوجدان النشامى و كل أحرار العالم

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٩ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م