ياكل ويگل النفسه عوافي

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

هذا المثل الشعبي العراقي الدارج  أعلاه ( يأكل  ثم   يقول  لنفسه  "عوافي" )  كما يترجم من اللهجة العامّيّة  إلى الفصحى  ؛  يطلقه العراقيون  على الذي  يعمل  عملاً  ما  ثم  يعجب  به  هو وحده  بعدما  لم  يجد  كلمة  إعجاب  تصدر من أحد  ما  من حوله  بما  قام  ؛ هذه المثل  ربما  يقترب كثيراً  من  واقع  الهزيمة الأميركية المرّة على أرض العراق , حين  استعاضت الولايات المتحدة الأميركية عن هذه الهزيمة النكراء المذلـّة  بما  أسمته  بالاتفاقية الأمنية  بينها  وبين  "العراق!" يعني وقعتها  مع  نفسها  ويمكننا أن نسميها  كذلك  بـ"العادة السرّيّة" !  أو يمكن  تشبيهها  بمثلين عراقيين  شعبيين   "إيبارك  إلنفسه"  أو  "يمشي  ويحجي  ويّه  نفسه" , وهذا  بالفعل  هو ما تقوم  به  أو ما تتصرف على وقعه  أميركا من سلوك  أطرم  مع العراق المحتل من قبلها  وما  تعانيه من  صدود  غريب عن الواقع المزري الذي بات يهدد  ولاياتها الخمسين  بالتفكك  والتجزئة الطوعية ؛ بينما هي  تحاول أن  تسمع  صدى قرقعاتها  على أرض العراق ! , بل  أن ما سعت  إليه  للوصول إلى التوقيع على هذه الوثيقة  الاستعبادية  لا  يعبّر  أو  لا يجد  له متوازن  كمعادل نفسي  لهزيمتها الشنعاء إلاّ  في "أبو غريب" حينما أعلنت  أمام العالم  وبكل وضوح  عن هزيمتها  رسميّاً على أرض الفلوجة العظيمة  منذ  ذلك الوقت  , بله  سلوك  لا يعبر  إلا  عن  نزعة شيطانية لا مثيل  لها   ووقاحة  وصلف  ودناءة  نفس  لا يجاريها فيهن أحد  من قبل  ولا  من بعد , وبالصوت  وبالصورة  وأمام   عالم  لم  يعد تفصله حواجز كبيرة فيما  بين شعوبه , عالم  تغيّر  تغيّراً جذريّاً من حيث الإدراك والوعي  وتراكم هائل  في  الخبرات وبفاصل  ضوئي من التسارع الخبراتي عمّا كان عليه  قبل مئة  عام  لا أكثر !   ضانة  هذه  الأميركا  , وكصبي  من عائلة ثريّة  , غبي وبدين ,  أنها  تستطيع  أن توهم العراق  والعالم أجمع  بأن  هذه الاتفاقية  قد  تم التوقيع عليها  بين حكومتان  متوافقتين أو متناظرتين أو متماثلتي  السيادة  ويمثل كل  منهما  شعبه  المستقل  استقلالاً تاماً ! بينما العالم  يفتح عينيه على سعتهما  بذهول مسمّر  مندهش  من هذا الديناصور المنقرض وهو يحاول  فرض سلوكه الحيواني الغرائزي ويتبحرث على أرض الحضارات ضانـّا  نفسه  هذا المسكين قد اكتشف ما لم  يُكتشف من قبل !  ... 

 

فهكذا إذاً هي  محصلة  أهداف ومرامي وتطلعات  الآباء والأجداد بناة أميركا  الأوائل !  قتل وتشريد وكذب ونفاق ودجل وتدمير وإفناء  وانتقام من  العالم  الذي غادره  أولئك الأجداد  اللصوص الأوائل  قبل خمسة قرون إلى حيث  العالم الجديد .. وإلى  حيث الحرية الجديدة .. والأرض الجديدة .. والوعد الجديد .. وإلى حيث البناء الجديد .. والإعمار الجديد .. والحكومة الجديدة  .. وإلى حيث القنبلة النووية الجديدة .. والهايدروجينية الجديدة .. والاسلحة الكيمياوية الجديدة .. واليورانيوم المنضب الجديد .. والفسفور الأبيض الجديد .. وإلى حيث  وسائل ابتكار لمبررات وأكاذيب غزو جديدة .. قضم وقرض تدريجي لأراضي دول ؛ جديدة  .. طريقة حكم العالم  الجديدة ... وإلى حيث  العراق الجديد ! .. إلى حيث  "بنات بابل يطحنّ الرحى لبنات صهيون"  بوسائل طحن  جديدة ! ...

 

دعه  يلعب دعه  يتعب  دعه  يلهث  دعه  ينبح  دعه  يبصم  دعه على أذياله  يبصق ...   دعه  إلى قاع المراحيض  يمرّ  ... هكذا لسان حال المقاومة العراقية  يقول ! .. فاليفرح  .. "كملة ... أو ..  قملة  وانفركت  براسه"  و "فاخت  دودة  بوش الأطرم" و "خرّبهه  وكعد  عله تلهه!" ...  إرتاح !   لم  يعد  بوش يملك أيّة ورقة  بعد الآن , رماها  على الطاولة , ليحرج بها أوباما  أوماما  ..   يعني الكرة الان  في  (جعبـ)ــة أوماما  أودادا ! .. وتوقع انهيار أميركا  النهائي  والحاسم  بإذن الله  على  يد  بايدن   لا محالة  ولا  مناص  ولا فرار منه ! ....

 

مقاومتنا العراقية العظيمة تقول ...  أن جميع  بنود هذه الاتفاقية  مطبّقة بالفعل  من قبل جيوش الغزاة  منذ أول  يوم  وطأة أقدامهم النجسة أرض الفخاخ  العراقية  , لذا  ؛ فلا جديد ! "يعني  بالشعبي ؛ شنو هالهوسة  وشنو  هالتطييط !"  ولكن  تطبيقها  كان  مستحيلاً  تحت ضربات رجال العراق الأبطال  وهي تنهال على رؤوس قادة  البيت "الأبيض" فلم  يتبقى  لهم  غير الإعلام وتهريجه المعروف  ليعلنوا أمامه صراحةً عمّا  كانوا  يعملونه  بالفعل مع  سبق الإصرار  والترصّد على أرض العراق منذ أكثر من خمسة أعوام  وإلى الآن  وللتغطية على تدحرج   اقتصاد  أميركا  إلى الهاوية  كما غطـّوا من قبل على هزيمتهم الكارثية في الفلوجة  فأخرجوا مسرحية أبو غريب ! ,  بمعنى ؛  أن  قادة الولايات المتحدة الأميركية  اعترفوا  من حيث  لا يشعرون  أنهم  قد  ارتكبوا جميع  هذه الآثام  المخزية  المكتوبة على  شكل  وثيقة  هم  وقـّعوها  بأيديهم  وموقـّعة أيضاً  من قبل حوافرهم  التي ألقوا بها في المنطقة الخراء  والتي  دفعتها  بدورها هذه  الحوافر أمس إلى حضيض مجلس العوّاب !  فما الغرابة ولم  التطبيل ! ...

 

 

١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨

يوم الاعتراف الأميركي بجرائمها على أرض العراق

 وبتوقيعها هي بنفسها

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٠ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م