حكومة الاحتلال الرابعة بقيادة الطائفي نوري المالكي

وراء محنة رفض طلبات لجوء العراقيين  ( المسلمين ) في ألمانيا والسويد

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

من أغرب  ما  قام  به  أذناب المحتل  من "العراقيين"  ,  ولو  تمعّنا  بالذي  قاموا  به  لبطلت الغرابة , من  خدم الاحتلال  وشركائه في جريمة اغتيال الشعب العراقي  وتدمير  تراثه  وثرواته  والإمعان  في تقتيل علمائه ومهندسيه وضباط  جيشه  وطيّاريه  ومفكريه  وفنانيه  وصحفييه ؛ هي  تلك  "الهمّة"  الغير طبيعية  التي سعى بها  اللطام   الأكشر  خادم  الإحتلالين  طهارة  دولة  المالكي في السعي  لتطويق  8 ملايين  مهاجرعراقي , 4 ملايين لاجئ  بسبب الحصار قبل الغزو  و4 ملايين  بعد  الغزو طلبوا اللجوء  بسبب   المميزات الفريدة  للعراق الجديد ,  كل  في حيّز  تواجده  تطويقاً  تكتيكيّاً  بهدوء  وبدون  ضجيج  وبعيداً  عن  عدسات وتقارير  الإعلام  العالمي  وبالتعاون  الإجرامي  بين  الحكومتين الأوروبيتين ألمانيا  والسويد  وبين حكومة الاحتلال الرابعة ,  تذكرنا  سلسلة  تنفيذها  بطريقة  ذبح العراقيين الصامتة  بما  بات  يعرف  بـ ( مقابر  الشوارع  الجماعيّة )  التي  ابتكرتها  سجون صولاغ  ابن  أبيه  وحكيم  أصفهان وصغير براثا  ورامس أبو غريب , وكما جرى  ذبح العراقيين  يالتقسيط المريح  وبعيداً  عن  الإعلام  العالمي  طيلة  13 عاماً   هي  أعوام  الحصار  الكارثي الطويلة  على شعب العراق والتي  راح  ضحيته  بنى تحتيّة  تدمّر ثم تشاد   لتدمّر  مرّة اخرى  ثم  تشاد  وباستمرار طيلة  تلك  السنوات من الحصار كلفت العراق وشعبه  مئات المليارات من الدولارات  وشهداء  تجاوزوا الثلاثة ملايين  شهيد  عراقي  بين  عسكري  ومدني  شيوخ  وأطفال  ونساء , وكما  جرى تدمير أرض العراق وحرثه  ونسله  باليورانيوم المنضـّب ,  وفق  نظام الدفعات , بعيداً  عن  أعين  الإعلام العالمي المجرم السافل  حيث  لا  رقيب  ولا  شهيد  سوى الله  سبحانه ,  ولو تتبعنا  سلسلة  زيارات  طهارة المالكي تلك  إلى الدول الأوروبيّة   للاحظنا  التوافق العجيب  مع  انتهاء  أي  زيارة  لشعاثته المغبرّة  لتلك  الدولتين  , المانيا والسويد , وبين  صدور  قرارات "صامتة"  مثلما  فعلت  حكومة  ألمانيا  تحت  غطاء "إعادة المحكمة"  أو  ما  بات  ما  يعرف  عند  عراقييو ألمانيا بـ"الفيدا روف"

 

تلك الخطة الجهنميّة  في تصفية العراقيين  تحت  ذريعة زوال  الحكم "الدكتاتوري"  وحلول  "ملائكة  تشارلي"  بدلاً  عنه ,  بغرض  دفعهم  بقفازات  ناعمة  نحو   بلدهم   "العراق  المزدهر"  كما  يهلل  به   طهارة المالكي  في حلّه  وترحاله  وأينما  تحط  قدميه  حتى وهو في المرحاض  يكرم  عزيزي  القارئ  لكي  تشارك  الحكومة الألمانية  في  نهاية الأمر  حكومة الاحتلال  في جريمة ذبح العراقيين  العائدين للعراق "وقد اغتيل  عدد منهم  فعلاً  أو زج  بهم في سجون حكومة الاحتلال  بينما  من  خاف العودة للعراق  اضطرّ  إلى الفرار  إلى دول أوروبيّة عديدة ومنها إلى السويد  نفسها !"  شملت  أيضاً  من  هم كانوا  حاصلين  على  اللجوء  في ألمانيا  قبل  الغزو  بسنين  عديدة  !  إلاّ  أن حكومة  ألمانيا   أحسّت  بهول  الجريمة  التي  أقدمت  عليها  بحق العراقيين  طالبي اللجوء والتي  راح  ضحيّتها  ما يقارب  نصف أعداد  العراقيين  الذين سبق  لهم  وأن كانو  قد  حصلوا  على اللجوء  منذ  تسعينيات القرن الميلادي  الماضي وحتى غاية ما قبل الغزو والاحتلال , وأمام  هذه الحالة الغير إنسانيّة  اضطرّت  ألمانيا  لإيقاف  "الفيداروف"  بل ومنحت الإقامة  الدائميّة  لمن  لم  تجري  عليه  إجراءات  سحب  وثيقة  سفره  من الذين  نجوا  من  الفيداروف  ولم  تسحب  منهم  صفة اللجوء  ,  في  حين  أصبح  من  سحب منه اللجوء   مجهول المصير  تتلاعب  به  حكومات  ألمانيا  الفيدراليّة  كل  حسب  قوانينها  ,  فمنهم  من  ردّ  له اعتباره  عبر منحه  الإقامة الدائميّة , بل والجنسيّة  قسما  منهم خاصة  في  المقاطعات الشمالية من ألمانيا , ومنهم من  جعلت  أرجلهم  تتأرجح  في الهواء  كما  فعلت  مقاطعة  "بايرن"  العنصريّة ! ,وكذلك  فعلت  حكومة السويد  الجديدة  بقيادة  الحزب العنصري  الذي  اعتلى سدّة الحكم  بالتزامن  مع  استهلال حكومة  "خطـّة فرض القانون!"   وذلك  بدفع العراقيين  بهدوء  ومن دون  ضجيج  أيضاً  لـ"تشجيعهم"  على العودة  لأحضان  مام جلال  براثا الصغير  الذي  يريد تصفية الشعب العراقي   عن  بكرة  أبيه  لأنهم  انتصروا  على الجارة الملائكية الوديعة  المسلمة المسالمة  طهارة  إيران الشقيقة في حرب الثمان  سنوات  الطاحنة والتي  انتصر فيها العراق  على إيران  انتصاراً  لم  يشهد  له التاريخ  مثيلاً , ولأنهم  جرّعوا  خمينيّها  السم  الذي  اشتهرت  به هذه  الدولة  اللصوصيّة  عبر تاريخها  الإجرامي  الطويل ,  وقد  قام  بالتغطية  على  إجراءات  الحكومة السويدية , التي  عملت  بالضد  من القرارات  الدوليّة وقرارات الأمم  المتحدة  ؛ المجرمين ؛ هوش يار  زيباري  والمالكي , حيث  قام  الأوّل  بالكذب  والتدجيل  عبر  لقاء  له  تم  من على الفضائية العراقية  "الشرقيّة" حيث  زعم  في ذلك اللقاء  أنه  كان  يحث حكومتي ألمانيا  والسويد   على  عدم إعادة  اللاجئين العراقيين  إلى  العراق ! بينما ادّعى  عضيده   صاحب الطهارة  فيما  بعد , وأثناء  قدومه للسويد  قبل عدّة  أشهر بأن  عودة العراقيين  ستكون   "طواعية"  وليست  قسريّة !  ثم  جرى  بعدها الذي  جرى ! ...

 

الملاحظ  من  تلك   "الهمّة"  والمتتبع  لمجرياتها  ولنتائجها  وأهدافها ؛  سيتوصل  إلى   الغاية  التي  تطلبّت  من  هؤلاء الدجالين  القيام  بها  ؛ وهي  ملاحقة العراقيين  أينما  كانوا , ذلك  أوّلاً  ,  ولكن  الأهم  من ذلك  الهدف  هو  (  تجميد  تحرّكات العراقيين وإيقاف   رحلاتهم  بين البلدان  الأوروبيّة  أو إيقاف  زياراتهم من  بلدانهم الأوروبية  نحو  البلدان العربية عامّة  والعربية  المجاورة للعراق   خاصة  ,  كوسيلة  "استباقيّة"   تساهم  في إنجاح "خطة فرض القانون"  التي  بوشر  بها  بعمليّة  الشفرة  "ج"  وتعني استبدال  الجواز  العراقي  "أس"  بجواز  فئة  حرف  ج  الجديد  تحت  ذريعة  بريطانية  خبيثة  كالعادة  فحواها  أنها  عثرت  على جوازات  مزوّرة "أس" وكذلك  ادّعت حكومة السويد  أنها  قد  اكتشفت , ويا  للتزامن العجيب ! على 25 ألف  نسخة  جواز  مزوّرة  زورتها السفارة العراقية  بالسويد ! كل  ذلك  لإشغال  عراقيي  المهجر  بأنفسهم  ووقف  تنقلاتهم  قدر المستطاع   لوقف  بالتالي , وبحسب  ظنونهم الاستباقيّة طهارته , وقف تمويل  "الجماعات المسلحة!"  لحين  إكمال  "المهمّة"  )  المهمة  الإنسانية النبيلة التي  جاء  بوش  ليحققها  في العراق  عبر  عبده  خايب  الرجا المالكي  بعد  أن  عجز  الكذاب  بوش  المجرم  من  تحقيقها  عبر  جميع  عمليّاته  العسكرية في العراق  بدءً  من  عمليات   الهبّة الخلفيّة  وعمليّات  الكلب  العاوي  وانتهاءً  بعمليّات  من  كل  زيج  ركعه  لمداهمة بيوت العراقيين  أينما  تشتم  كلابهم  رائحة  لمقاوم  أو  بارود أو  بعثي أو صدّامي   أو وطني  شريف  أو  مسلم حقيقي  تصدر  من هذا البيت  أو  ذاك ...

 

 أما  ما  جرى  في السويد  من  تزييف  وتمهيد  لوقف  إجراءات  قبول تدفق العراقيين الهاربين  من جحيم  العراق الجديد  ورفض  طلباتهم  فقد  ابتدأت  بخطة  تمويهية خبيثة  وإجرامية  حقيرة  من الواضح  أنها  قد  تمت  باتفاق  الطرفين هوشمالكي  وحكومة  السويد  العنصرية  , فمن  ملاحظتي الشخصيّة  وقتها ومتابعتي  للموضوع  توصلت  إلى  أن الطرفان , وللضحك  على  ذقون  برلمان السويد  ودائرة الهجرة  فيه  بغية  إقناعهم  بضرورة وقف   منح  طلبات اللجوء  للعراقيين  بعد توافر  موجبات الرفض  ؛   دخلت  مع  صفوف  طالبي اللجوء  مجاميع  مرسلة من الحكومة  العراقية   ادّعت   نيتها  طلب اللجوء  أوّل الأمر واندست  بين العراقيين على هذا الأساس وتمت أيضاً مقابلتهم في دوائر الهجرة السويديّة , ولكن  بعد  عدة أسابيع  ومن  نهاية  شهر 12 من 2007  تقريباً  بدأ العراقيّون  يسمعون  عن   أقران  لهم  قدّموا  طلبات  إعادتهم  إلى  بلدهم  الأم العراق   بحجة أن  الوضع  أحسن  بكثير  من  السويد ! وأن  "الغربة"  أصعب  بكثير  من  الوضع  في العراق !  وقد  ازدادت  مثل  تلك  الادعاءات  كثيراً  مع  توقف  شبه  تام  من دائرة الهجرة  في  تمشية  طلبات اللاجئين  لعرضها  على  المحامين المخصصين  لهم يرافق  ذلك  ازدياد  غير  طبيعي  في عدد  المتقدمين لطلبات  العودة!  ومنهم  من  شوهد  بعد  عودته للعراق  يعمل  موظفاً في  أجهزة  أمن الحدود العراقيّة السوريّة !  ثم  لتبدأ  بعدها   رحلة العودة  الحقيقية  للكثير من العراقيين  الذين  لم  يجدوا  بدّا  غير "العودة  الغير  القسريّة !"  إلى العراق  أملاً  بحصولهم  على جزء تعويضي يسير من  المبالغ  الطائلة  التي دفعوها  للمهربين والتي  أوصلتهم من العراق  إلى السويد  راضون  بـ"3000" دولار منحة  تعويضيّة  سويدية يستلمها العائد  من العراق " لم أسمع  أن  احد العائدين  قد  حالفه  الحظ  واستلمها  لحد  هذه اللحظة! "    مع  قطعة  أرض  طهاريّة مالكية  وقرض  عقاري  لبناء  دار  في عراق  البعورة  الجديد !  وإلا  لماذا  لازال  الصومالييون  تقبل  طلبات  لجوئهم في  السويد وكذلك  الكثير  من  طلبات الكثير من اللاجئين من  بلدان العالم الثالث من المتقدمين لطلب اللجوء في حين أن العراقي أس  التغيّر الشامل  الذي  سيغيّر  وجه العالم  لا  يمنح  فرصة  حق اللجوء ! وفي حين  أن العراق  يأتي  بعد الصومال  في الفساد  كأسوأ  بلد  في العالم , كما  أعلنت  ذلك  الأمم المتحدة!  ...

 

وفوق  هذا  وذاك ؛ فإننا  نرى  أن  مسيحيّوا  العراق  ويزيدييه  المهجرين  أو الهاربين  منه  يجدون  طلبات  لجوئهم  على الطاولة  جاهزة  مجرّد  أن  يثبت  أنه  مسيحي  أو  يزيدي !  وقد  امتلأت  بهم  ألمانيا  والسويد  ( عيني  عينك ! ) ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٦ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م