يقول مايكل مور في كتابه - STUPID
WHITE MEN - مجيبا عن تساؤل :
" ما الفرق بين الديمقراطيين و
الجمهوريين " : الديمقراطيّون
يقولون شيئا ( أنقذوا كوكب الأرض
) ثم يفعلون عكسه متضامنين
بالخفاء مع هؤلاء السفلة الذين
يجعلون من العالم مكانا بائسا ...
أما الجمهوريون فإنّهم ، و بكل
بساطة يوظفون هؤلاء السفلة في
البيت الأبيض .
و لعل هذه العبارة البسيطة تلخّص
الفرق الكبير بين جماعة الحمار ،
و جماعة الفيل .. و لا أدري كيف
اخترع مؤسسوا الحزبين الأمريكيين
هذين الشعارين .. لانتفاء وجود
الفيل في تلك المنطقة من العالم و
المسماة " الولايات المتحدة
الأمريكية " ، و للاختلاف على
الحمار .. لأنّ المؤسسين الأوائل
كانوا يعتمدون البغال في عمليات
التنقيب عن الذهب التي مهدت
لإبادة هنود أمريكا الأصليين
إبادة كاملة ونشوء هذه
الإمبراطورية الدمويّة .
و أظن أن الشعب العربي لم يعد
يهمهم من يصل إلى سدة الحكم في
أمريكا .. نتيجة التجربة الطويلة
مع سياسة هذه الدولة بؤريّة
القطبيّة .. و التي استفردت
بالعالم .. حتى من قبل سقوط
الاتحاد السوفييتي .. الذي أظهرت
التجارب أنّه كان " دبّا من ورق "
تم احتراقه بمجرد سقوطه المدوّي
في أفغانستان ، و الذي كشف خدعة
الحرب الباردة ، التي استفادت
منها أمريكا ، و ظهرت روسيا على
أنّها فعلا دبّ .. كما أنّ
الزعماء العرب .. و بطبيعتهم
العشائريّة .. كانوا يعتمدون
السياسة مع أمريكا على أنها حفلة
علاقات عامّة ، يصبح الآخر فيها (
أخا مجاب الدعوة ، و الطلب )
لمجرد تناول كأس من الشمبانيا معه
.. فيخلعون العقال .. أو البنطال
.. و يدخلون هذا الحفل مطبلين ،
مزمّرين .. دون أن يستفيدوا إلاّ
من !!!!!!!!! كمثل الرجل الذي باع
نفسه ليبني مسجدا ، و سأل الشيخ
عن الأجر ، و الثواب....... وفي
الواقع هذا لبّ ، و أصل المشكلة
مع أمريكا .. بحيث كانت جماعة
الحكام العربان تقدّم الخدمات إلى
أمريكا دون أن تعرف كيف تستفيد من
مقابل هذه الخدمات ..
بين عامي " 1939 – 1945 " أدرك
المخططون الإستراتيجيون
الأمريكيون بأنّهم سيحتلّون موقعا
يؤهلهم لتنظيم معظم العالم فتمّ
تشكيل مجلس العلاقات الخارجيّة
الذي يجمع بين الاتحادات ذات
التوجه الدولي ، و الدوائر
الماليّة بالإضافة الى أرفع مخططي
وزارة الخارجيّة ، و وضع الخطوط
الأساسيّة لما سمي " المنطقة
الكبرى " للاقتصاد العالمي
المتكامل الذي يشبع حاجات "
الاقتصاد الأمريكي " ، و كان "
الأمن القومي " هو غاية المخططين
، و هو الأمن بالمعنى المطّاط
الذي قلّما يتعلّق بأمن الأمّة
....*
إن مصالح أمريكا تأتي في مقدمة كل
شيء ، فيتم شنّ الحروب ، و إثارة
الفتن فتدفع الشعوب الأخرى أثمانا
عالية ثم تأتي مصالح شركات النفط
، و السلاح قبل مصلحة أمريكا
فيدفع الشعب الأمريكي أثمان
رفاهيته .. من دماء أبناءه خارج
الحدود ، أو خساراته الاقتصاديّة
هنا أو هناك ، و تتفاوت نسبة
خسارة هذا الشعب هنا بين مخطط
استراتيجيّ ، و آخر.
و كون ما يهمّنا في سياسة أمريكا
طبيعة علاقتها مع العرب كشعب ، و
العربان كحاكمين ، وهذه المنطقة
كمخزن لأهمّ مصادر الطاقة .. و
لسنوات قد تكون غير منظورة فمصطلح
" المخزون الاحتياطي " في هذه
الدولة أو تلك .. هو كذبة كبيرة
يتم تضليلنا بها ، و يجب ألاّ
نركن لها .
لذلك فإنّني بهذا المقال سأتحدث
عن تصرف واحد فقط لرئيس ديمقراطي
.. كان في بداياته لا يقل جاذبيّة
عن باراك اوباما و هو كلينتون ،
ثم أثبتت التجارب أنّه لا يقل
دمويّة عن أيّ رئيس أمريكي ، و
لكّن دون أن يتصرف ، و كأنّه
إمبراطور العالم كما فعل بوش فيما
بعد.. و قد يختلف اللونان .. لكن
ستثبت الأيام أنّ اوباما هو رئيس
" خلاسي اللون " يملك قلب رئيس
ابيض قد لا يقلّ شراسة عن أي رئيس
أمريكي حلّ ساكنا على البيت
الأبيض ، فلن تفيد أصوله السوداء
أفريقيا التي ستظل تنزف في أي
مكان تجد أمريكا لها فيه مصالح ،
و لن تفيد خلفيته الإسلامية أهل
كابول ، طالما بقيت ممرالنفط
الرئيسي ، و لن يفيد تشديده على
مسيحيته مسيحيوا العراق الذين
يقتلون ، و يهجّرون ، و سيكون
المستفيد الوحيد هو إسرائيل التي
وقف على حائط مبكاها ، و أتمّ
صلاة الدمّ عليه.. انّه مفهوم
الشركة ، و الشركة فقط ، و لن
يكون اوباما فيها أكثر من مدير
عام ، و بالتفويض !!!!
في كانون الثاني من عام 1993 كان
آخر أمر لبوش الأب إطلاق 45 صاروخ
كروز توماهوك على بغداد ، أصاب 37
منها الهدف ، و واحد منها أصاب
فندق الرشيد ، و قتل مواطنين ، و
في حزيران 1993 كان كلينتون يعطي
نفس الأمر فأُطلق 23 صاروخ أصابت
7 منها مناطق مدنيّة قتل فيها 8
مواطنين أبرياء ، و جرح العشرات ،
و قد أفعم كلينتون بالسرور *، و
قال في اليوم التالي ، و هو في
طريقه الى الكنيسة " اشعر بالرضا
تماما بخصوص ما حدث و اعتقد أنّ
الشعب الأمريكي يجب أن يشعر بذلك
ايضا " ثم تم تبرير هذا الهجوم
أمام الأمم المتحدة بأنّه تمّ
بالاستناد الى المادة 51 ( أي
استخدام القوّة في الدفاع عن
النفس ضد الهجوم المسلّح ) ثم قام
الإعلام الأمريكي بالباقي .
- * نعوم تشومسكي ( World Orders
Old And New ) .
|