مصر التي في البيانات .. كم تكذب العاهرة

 

 

شبكة المنصور

الكاتب العربي رشيد السيد احمد

 

أفلست هذه الطغمة السياسيّة ،  الإعلامية الرسميّة المعتاشة على فضلات .. نظام وقع بين فكيّ كماشة أولهما ما يتبقى من معونة أمريكية صهيونيّة ، و ثانيهما ما يجود به برميل نفط سعوديّ صهيونيّ .. وبهذه الحالة ، وكون الاقتصاد هو عصب الحياة في أي دولة تحترم ذاتها ، فتحصّنه ، و لا تجعله شوكة في خاصرتها .. فإن مصر رهنت نفسها .. لسياسات امريكا ، و السعوديّة ، و دخلت في دوامة الاعتدال العربي ، و أصبحت بوقا اعلاميّا ينطق بما يُملى عليه ، و بقايا ماء وجه سياسي يمسح ، ما توسخه مؤخرة نظام سعوديّ بدأت تظهر عليه علامات الترهل ، و الانهيار ، و تحولت مصر من عاصمة للعروبة .. الى أرملة عواصم تستجدي ما يسد رمقها ، و ينفخ كروش زعاماتها و الطبقة الطفيلية من لصوص أصبحوا رجال أعمال نهبوا البلاد ، و أذلّوا العباد ، و تركوا مصر في غرفة العناية المشددة ، و يدعم هذا الترمّل أحزاب سياسيّة نمت على هامش ديمقراطي ، أرغم عليه هذا النظام العسكرتاري بسبب المعونة الأمريكيّة .. فأصبحت هذه الأحزاب عبئا على الشعب كونها لاتملك برنامجا سياسيّا ، أو اقتصاديّا ، أو تنمويّا .. فضربت مصر في مقتل .. ساعد عليه عماء سياسي كبلت يديه اتفاقيات كامب ديفيد التي أخرجت مصر ، من حلبة الصراع العربي و تحولاته .. و كشفت أمنه القومي ، و ضعفه الاستراتيجي الذين تراكما على مدى سيطرة رئيسين خرّجتهما المؤسسة العسكريّة المصريّة ، فقتل أحدهما ، و اخرج الآخر كالقنفذ من بين مقاعد الاحتفال .. ليجلس على قلب مصر رئيسا ابديّا .. انهكته الأمراض في اواخر عمره ، و ترك الحبل على الغارب .. لعصابات ابنه المستترة خلف " بعبع الحزب الحاكم " .. وكون هذا النظام قد أفلس داخليا ، و جعل الشعب المصري يدفع أكلافا عالية بسبب الفساد ، و الفعل الإجباري لما يقوم به هذا النظام نتيجة ضغط الدول المساعدة .. فإن تدخلاته السياسيّة كشفت احاديّة في الرؤية لمشاكل المنطقة المصابة بوباء " الكيان الصهيوني " فتخبّطت هذه السياسة في لبنان ، و لم تستطع أن تسدّ الخلل الذي أصاب السياسة السعوديّة فيها ، و هاهو يقع في مصيدة السياسة الأمريكيّة ، و نظرتها الى طبيعة النظام السياسي الفلسطيني ، الذي قام بعد اغتيال رئيس منظمة التحرير الفلسطينية " ياسر عرفات " و الذي ابّد حكومة أفرزتها رجالات من منظمة " فتح " قادت القضيّة الفلسطينيّة من رقبتها الى " اتفاقيّات اوسلو " التي لم تقطف إلاّ شوكها ، و تناقضاتها و انقلاب " الحكومات الاسرائيليّة المتتابعة " عليها ، و على النذر اليسير مما ظن " ياسر عرفات " في وقتها انّه حصل عليه .


ان تصدّي مصر لحلّ المشكلات الواقعة في فلسطين ، و الناتجة عن رؤيتين مختلفتين لطبيعة الصراع مع اسرائيل .. كان أكبر من طاقاتها السياسيّة الفاقدة أصلا لبوصلتها ، و اصرار النظام المصري على تنفيذ الاملاءات السعوديّة -  الأمريكيّة .. جعله في موقع غير محايد ، بدأت تنظر اليه حماس نتيجة التسريبات الإعلامية المقصودة في إظهارها على أنها تعرقل الحوار ، و كان تصريح وزير الخارجيّة السوري عن طبيعة " هذا الحياد " هو القشّة التي قصمت ظهر البعير .. فخرج الاعلام المصري الرسمي ليشتم سوريّا على الملأ .. و لم يكن أمام رئيس تحرير جريدة الجمهوريّة الاّ إن يردد ما عجز عن ترديده ابو الغيط في ذلك الاجتماع .. ليسحب عن سوريّا غطائها العربي ، و توجهها القومي فيرميها تارة بأنّها تأوي جماعات فلسطينيّة مسلحة ، وتارة بأنّها تابعة لطهران .. و تارة بالتخاذل عن إعادة الجولان  ( على خلفيّة أن مصر استعادة سيناء ) في تعليقات صحافيّة لا تقرأ في السياسة ، و لا في الاستراتيجيا .. أظهرت فيها اللهجة التخوينيّة العهر الإعلامي المصريّ الرسميّ  بورقة التوت الأخيرة ، و التي لم تستر كامل العورة ، و التي لم تكن الآ صيحة قد تجعل آل سعود يرمون له " عظمة " المكافأة .. و لكنّها لم تقدم الدليل حياديّة النظام المصري .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٣ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م