الدرس واحد والعبر كثيرة - الخيـــــار الوحيد هو المقـــاومة

 

 

شبكة المنصور

اسبوعية القادسية - المقال الافتتاحي

 

هيئة التحرير / المقال الافتتاحي للعدد 48 من اسبوعية القادسية الصادرة في الجزائر في20/12/2008 الموافق 22 ذي الحجة 1429هـ .

 

الأكيد أن منتظر الزيدي كان سيصفع الرئيس بوش أو كان سيبصق عليه لو كان على مقربة منه، لكن وجود"بوشي" بغداد بعيدا جعل بطل العراق الجديد يلجا إلى استعمال الحذاء ذودا عن حرمة الشعب العراقي التي استحياها علوج بوش منذ قرابة ستة سنوات .


إن استعمال الحذاء في السلوك العربي، يعني الكثير، فلو ضرب بوش بالرصاص وقتل، أو جرح؛ لكاد أن يتحول إلى زعيم أمريكي بعد أن صار أعفن رئيس للولايات المتحدة منذ تأسيسها قبل أكثر من قرنين.


وقد يكون بوش قد أعطى انطباعا أمام كاميرات العالم في بغداد، وبعد ذهابه إلى أفغانستان، أنه لم يتأثر بما حدث له من إهانة داخل البلد الذي استباح دماء شعبه ونهب خيراته. حتى وان كان بوش ينتمي إلى ثقافة لا تعرف في قاموسها مصطلح الحياء؛ فان إهانة منتظر له ستبقى لعنة تلاحقه إلى آخر يوم من حياته، على الأقل بالتنكيت والتندر.


والزيدي لم يفعل ذلك، لا بإيعاز من إيران، أو أية قوة أخرى، منتظر فعل ذلك بدافع غضب عربي كامن في أعماقه؛ اختزل فيه كل تراكمات الغضب العربي من المحيط إلى الخليج.


فكانت ردة فعل تحمل من الاهانة الرمزية ما لم تحمله أطنان القنابل التي دمرت العراق وقتلت العراقيين، فـ " ضربة حذاء" انتقمت لكل الشرفاء في هذا الوطن العربي الشاسع.


حدث هذا في الوقت الذي تستذكر فيه الجزائر حديثين عظيمين : الأول ذكرى مرور 156 عام على الإبادة التي تعرض لها أهلنا في الأغواط على يد أولاد عم بوش، حيث استعمل الغزاة الاستعماريون لأول مرة في تاريخ الإنسانية وطبقوا مصطلح "الهولكوست"، حيثأقدمت قوات الاحتلال المجرمة إلى استعمال السلاح الكيمياوي لكسر المقاومة البطولية والتاريخية لشعبنا.


والحدث الثاني هو ذكرى اندلاع مظاهرات 9 و 11 ديسمبر 1960، التي أرخت لانتفاضة شعب قاوم بصدره رصاص البنادق وواجه كائنا دمويا لا تقل دمويته عن ابن عمه بوش، كان هو الجنرال ديغول المسئول رسميا عن إبادة 950 ألف جزائري من بين مليون ونصف شهيد.


وبعد كل هذا يتساءل البعض عن سر اهتمام ومتابعة مؤازرة ونصرة الشعب الجزائري للمحن التي يعيشها أشقاؤه العراقيين والفلسطينيين ، على يد ذات السلالة الاستعمارية، أشقاء وحلفاء ديغول وسانت آرنو وبليسي .
لقد أثلج هذا المنتظر صدور كل الشرفاء والأحرار بعد أن تقيحت قلوبهم غيضا، من النكسات والنكبات التي تسبب فيها العملاء والجبناء – لا غفر الله لهم - .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م