د. أحمد شوتري أمين سر قيادة  قطر الجزائر لحزب البعث العربي الاشتراكي

الرئيس الشهيد صدام حسين نذر حياته من أجل مبادئ الأمة ومستقبلها

 

 

شبكة المنصور

اسبوعية القادسية الجزائرية

 

كرست اسبوعية القادسية الجزائرية عددها الخاص المرقم 47 الصادر في 4/12/2008 هذا الاسبوع متزامنا مع أيام عيد الاضحى لتخليد ذكرى استشهاد الرئيس الراحل صدام حسين بعدد من المقالات والدراسات التي كشفت أبعاد الجريمة الامريكية وعملائها لتصفية القائد صدام حسين. وبهذا العدد قدمت العديد من الشهادات والمقالات التي تناولت حياته وسيرته ونضاله الوطني والقومي ومنها.


لقاء مع الدكتور أحمد شوتري أمين سر قيادة قطر الجزائر لحزب البعث العربي الاشتراكي


سؤال : لعلمي أنكم قضيتم فترة هامة في العراق، كم كانت معايشتكم للحدث السياسي في العراق خلال حكم الرئيس صدام حسين؟

د. أحمد شوتري :.فترة بقائي في العراق كانت أكثر من عشر سنوات،لكوني كنت عضوا منتخبا في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي كان مقرها بغداد، والتي كان أمينها العام الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله.

سؤال : هل حدثتنا عن فترة ما بعد العراق؟


د. احمد شوتري: تقصدين عراق ما بعد الاحتلال، نعم.


بعد الاحتلال غادرت العراق كغيري من المواطنين العرب،وأغلب الكادر الحزبي العراقي بسبب الظروف الصعبة التي دخلها العراق،وأيضا لم تعد لنا، نحن الكادر المعروف، عراقيون وعرب من مهام نقوم بها، لأن المقاومة جهاز له كادره الخاص، وبقاؤنا إن لم تصل إلينا يد الاحتلال أو عملاؤه من دون شك سيكون عبئا ثقيلا على المقاومة.

أنا الآن أواصل عملي كمناضل بعثي أولا، وككادر حزبي ثانيا من هنا من الجزائر، سواء على المستوى القطري أو القومي.



سؤال : هل حدثتنا عن مواقف حاسمة في حياة الشهيد صدام حسين، كمناضل وأحد القريبين منه؟



د. احمد شوتري : الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله،كما عرفته منذ 1978 رجل مناضل قبل أن يكون رئيسا،رجل نذر حياته وحياة أسرته من أجل مبادئ الأمة ومستقبلها، لذلك لم نراه في يوم من الأيام مساوما أو جبانا أو متخاذلا، فقد ظل رجلا مبدئيا إلى آخر يوم في حياته،وقد شاهده العالم كله لحظة اغتياله، رجلا صلبا شجاعا يهتف بحياة العراق والأمة وفلسطين. ظلت فلسطين عنوان نضاله الطويل، رجل أحب شعبه وأمته حد التضحية بنفسه. رجل حشد أخيار العراق وأخيار الأمة وراءه من أجل هذه المبادئ، وقد نسجل له نصره على أعدائه لحظة استشهاده.


وهو رجل صاحب نخوة وشهامة وصبر. رجل لا يعرف أنصاف الحلول في المواقف المبدئية، قوي عند الشدة، صلب في المبدأ، عطوف ورقيق أمام المواقف الإنسانية، كريم عند الطلب مع العراقيين والعرب والمسلمين وفقراء العالم، بغض النظر عن العرق والدين والطائفة والرقعة الجغرافية، وسينصفه التاريخ من دون شك كما أنصفه الخالق سبحانه وتعالى عندما رزقه وكرمه بالشهادة.
 

سؤال : كيف ترى العلاقات الجزائرية العراقية قبل الاحتلال،وأقصد في عهد حكم البعث بقيادة الشهيد صدام حسين رحمه الله؟


د. احمد شوتري: كبعثيين كنا نتمنى دائما أن تكون العلاقات الجزائرية العراقية مثالية ومتميزة لما فيه الخير للقطرين الشقيقين، لأن ما يربط بين الشعبين والثورتين الشئ الكثير.


وفي كل الأحوال كانت العلاقات، عموما جيدة ويسودها التفاهم والتعاون، خصوصا في عهدي الرئيسين المرحوم هواري بومدين والشاذلي بن جديد أطال الله في عمره.
 

أما بعد الاحتلال فلا يمكن الحديث عن هذه العلاقة ؛لأن العراق الآن تحت الاحتلال، ولا يمكن اعتبار وجود حكومة أو نظام سياسي في العراق في ظل الاحتلال حتى نحكم على هذه العلاقة. قبل الاحتلال كانت الوفود الرسمية والشعبية بين القطرين دائمة الحركة، وكانت السفارة العراقية في الجزائر محجا لكل أبناء الشعب الجزائري قبل الدولة، والآن أضحت معزولة تماما، لا تكاد تسمع بها، حالها حال محمية المنطقة الخضراء في بغداد.


سؤال : توجد مزاعم كويتية ولبعض الشخصيات العربية كوزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس تتحدث عن اغتيال الرئيس هواري بومدين رحمه الله مسموما وتسرب تلك المزاعم مسؤولية الشهيد صدام حسين رحمه الله، بتلك الفرية. ما تعليقك على ذلك؟


د. أحمد شوتري: هذه نكتة سمجة صدرت سُربت عن حكام الكويت العملاء وعن رجل مهرج كمصطفى طلاس. العميل هو عبد لسيده، والمهرج دوره يُضحك المتفرجين، وعليه لا أتعب نفسي في مناقشة مثل هذه الترهات، فإثارة هذا الموضوع من حين لآخر هو محاولة يائسة وبائسة لتشويه صورة الشهيد صدام حسين رحمه الله أمام الشعب الجزائري الذي أحبه وأيده. وفي كل الأحوال لا يمكن الاستهانة بقدرات الدولة الجزائرية في معرفة الحقيقة وكشف الاكاذيب ومصدرها.


سؤال : كيف ترى البعث بعد اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين؟


د أحمد شوتري: من دون شك أن استشهاد الرفيق الرئيس صدام حسين رحمه الله هو بكل المقاييس خسارة كبرى للحزب وللعراق وللأمة والإنسانية جمعاء، فالبعث خسر رجلا مجربا وشجاعا وصاحب خبرة كبيرة في النضال والبناء وقيادة الدولة. والعراق والأمة خسرا زعيما متمرسا في الدفاع عن مصالحهما، والإنسانية خسرت إنسانا مؤمنا بالمبادئ الإنسانية يحب الخير للجميع، ويؤمن بالعدل، ويكره الظلم والطغيان الذي تمارسه القوى الكبرى ضد المستضعفين في العالم.


لكن البعث مدرسة عظيمة، قادرة على تخريج الكثير من القادة الذين يواصلون المسيرة بكل اقتدار، واليوم البعث بين أيد أمينة، لا تقل أهمية في شئ عن شخصية الشهيد صدام حسين رحمه الله التي يمثلها نائبه ورفيقه ومستودع أسراره الرفيق عزة إبراهيم الدوري الذي يقود المقاومة البطلة من داخل العراق بكل اقتدار، وعليه لا مجال للخوف على مستقبل الحزب أن شاء الله.


سؤال : وكيف ترى الأمة العربية بعد استشهاد الرئيس صدام حسين رحمه الله؟


د. أحمد شوتري: الأمة العربية بعد اغتيال الشهيد صدام حسين رحمه الله هي يتيمة اليوم تتقاذفها الرياح الهوجاء من كل جانب، وكثر الطامعون فيها من فرنجة ويهود وعجم لان الأمة فقدت آخر زعمائها المخلصين، والمقاومة العربية وفلسطين خسرت طبعا أحد أبرز قادتها الكبار، ويبقى الأمل فقط معقودا على نتائج المقاومة العراقية البطلة بقيادة الأخ المجاهد عزة إبراهيم الدوري وليس غيره.


سؤال : كيف ترى مكاسب أمريكا بعد الاحتلال في العراق؟


د. احمد شوتري: تكتيكيا كسبت أمريكا، حيث تمكنت من تدمير العراق، القوة العربية المقاومة في الوطن العربي، والمتصدية للمشاريع الإمبريالية والصهيونية والصفوية الفارسية، واغتالت خير رجال العراق والأمة والإنسانية الشهيد صدام حسين، وزادت في تشتيت الصف العربي وأضعفت الموقف السياسي الرسمي العربي؛ لكن استراتيجيا خسرت كل شئ، خسرت العراق والأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم، وخسرت مصداقيتها، إن كانت لها مصداقية، لأنها ظهرت من خلال ممارساتها العدوانية السادية في العراق أنها دولة ليس لها علاقة مع القيم الإنسانية على وجه الإطلاق؛ مما أخاف كل شعوب العالم بما فيها حلفاؤها، كما أنها خسرت كل جيشها خارج حدودها البالغ أكثر من 40.000 جندي وضابط بين قتيل وجريح وأصم ومجنون، وخسرت الآلاف من ملايير الدولارات في العتاد، والحبل على الجرار، وفي المحصلة النهائية، وكما توقع لها الشهيد صدام حسين أنها باصطدامها بعراق صدام حسين ستخسر نفسها.


سؤال : كيف ترى الحكومة العميلة الآن، وأقصد مدى قدرتها على ضبط الأمور في العراق؟


د. احمد شوتري: العراق يشبه الجزائر إلى حد كبير، وأنا أشبه العراق أو الجزائر بالفرس الأصيلة، ترفض دوما أن يمتطيها غير الفارس الشجاع، وترمي من على ظهرها كل جبان وضعيف، فحال العملاء في العراق اليوم وباختصار يشبه صورة كاريكاتورية هزلية مضحكة، لأن مجموعة الدمى المتناقضة التي جاءت مع الاحتلال لا تربطهما أية علاقة إلا المصلحة والنهب والانتقام؛ أما العراق وشعبه فهو آخر شئ يمكن أن تفكر فيه هذه الشرذمة الشاذة، فهم متحصنون في المنطقة الخضراء، لا يعرفون أحدا ولا يعرفهم أحد ألا من خلال الصور التي تبثها قنواتهم الرخيصة وهم يجتمعون ويتناطحون كالكباش المخصية.


سؤال : ماذا يمثل البعث حاليا داخل وخارج العراق؟


د. أحمد شوتري: البعث في العراق اليوم هو حزب مناضل ومبدئي وشجاع ومجرب كما عرفه العراقيون، وهو جزء من المقاومة البطلة كغيره من مختلف قوى المقاومة الأخرى، هدفه تحرير العراق، وقد قدم وحده منذ الاحتلال إلى حد الآن أكثر من 150.000 شهيد، أما خارج العراق فالبعثيون يواصلون نضالهم من أجل وحدة الأمة وتحررها وفق مبادئ البعث العظيمة المتمثلة في الوحدة والحرية والاشتراكية.


سؤال : ما هو مستقبل البعث بعد التحرير؟


د احمد شوتري : مستقبل البعث بعد التحرير المزيد من العز والشرف والسؤدد إلى جانب فصائل المقاومة الأخرى، وسيواصل كفاحه إلى جانب رفاقه في السلاح من أجل بناء نظام سياسي تعددي، لبناء عراق عربي قوي ليكون كما كان أمام أبناء الأمة وهي تنشد مستقبلها الزاهر.


سؤال : ماذا قدم البعث للعراق والأمة العربية والجزائر خصوصا؟


د. احمد شوتري: البعث بنى العراق بعد ثورة 17/30 تموز/جويليه 1968 وحوله إلى بلد قوي وناهض أثلج صدور الأخيار وأغاظ الأعداء. وأخيار العراق يعرفون ذلك، وهم أحسن من يقيم هذه التجربة، أما الحديث بالتفصيل عن التجربة وإيجابياتها فلا تكفي مجلدات لذلك.


أما عربيا فقد قدم البعث من خلال العراق لأمته ما لم يقدمه أحد، فالتجربة كانت عربية وللعرب، وفي هذا المقام يكفي أن نذكر أمثلة محدودة لكنها دالة، فاستقدام الملايين من المصريين والعرب للعمل في العراق بكل احترام دليل على أن التجربة عربية، في وقت يعج الخليج العربي بالعجم وغير العجم، ناهيك عن فتح الجامعات العربية للآلاف من الطلبة العرب دون مقابل، فهو البلد العربي الوحيد الذي خصص 5 % للطلبة العرب من مقاعد الدراسة كل عام، أما الحديث عن دور جيش العراق البطولي في الحروب العربية الإسرائيلية فسيطول، وكذا حمايته للحدود العربية والسيادة العربية في أكثر من قطر عربي، ابتداء من موريتانيا غربا إلى السودان والخليج العربي شرقا.


سؤال : سمعنا عبر وسائل الإعلام أن حزب البعث في الجزائر عقد مؤتمرا قطريا وانتخبكم أمينا عاما لقيادته، هلا حدثتنا عن ذلك ولو باختصار، وما هو مشروعكم بعد المؤتمر؟


د أحمد شوتري: صحيح أن البعث في الجزائر عقد في شهر أوت الماضي مؤتمره القطري الأول، وانتخب قيادة، وأقر برنامجا سياسيا للمستقبل، وهذا يعتبر خطوة إيجابية للامام بالنسبة لنضال الحزب على صعيد قطر الجزائر، أما على الصعيد القومي فهو جواب على القوى المعادية للحزب والأمة والتي تريد اجتثاث البعث، لأن البعث أصبح حالة مثبتة في التاريخ النضالي للأمة العربية لا يمكن القفز عليه، أما انتخابي كأمين عام للحزب في هذا المؤتمر فهو شئ عادي لأني واحد من المناضلين الأوائل، ونشكر المؤتمر عل ثقته في شخصي، ونجدد له العهد على أن أبقى وفيا ومخلصا للمبادئ التي يحملها الحزب، وسننشر في المستقبل القريب البرنامج السياسي الذي أقره المؤتمر ليطلع عليه الشعب الجزائري وبقية المناضلين والذي سيكون دليل عمل للفترة القادمة.


سؤال : لماذا السرية؟ ومتى سيظهر الحزب للعلن في الجزائر؟


د. أحمد شوتري: من جانبنا لا نعتبر أنفسنا نعمل سريا منذ أن أعلنا عن وجودنا عام 1991 وتقدمنا إلى وزارة الداخلية بطلب الترخيص، ولم نتلق جوابا لحد الآن، إذن فالمشكل ليس لدينا فهو لدى السلطة التي ترفض لحد الآن الترخيص للبعث، لماذا؟ الجواب : لا أدري.


مع العلم أن البعث هو الحركة السياسية الوحيدة التي لم يرخص لها.


سؤال : كيف تقيمون مسيرة الحركة القومية في الجزائر؟


د. أحمد شوتري: إذا نظرنا إلى الحركة القومية في الجزائر بعيدا عن الأطر التنظيمية، فالشعب الجزائري كله قومي، وعبر عن قوميته منذ أن وطأ الاحتلال أرض الجزائر عام 1830 فدافع الشعب عن الجزائر الأرض واللغة العربية والدين الإسلامي وعن القيم العربية الأصيلة، ورفض الإندماج والتجنس وظل على علاقاته الحميمية مع أشقائه العرب في المشرق والمغرب، والمطلع على برنامج حزب الشعب قبل الثورة يجد كل هذه الأبعاد موجودة، وحتى برنامج جبهة التحرير أثناء وبعد الثورة لم يكن بعيدا عن مشروع حزب الشعب.


أما الأطر المنظمة للحركة القومية العربية في الجزائر فنستطيع القول بأنها لا توجد تنظيمات قومية بهذا المعنى اليوم إلا في حركة البعث

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م