من الأمام دُر

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

عجباً من امرالمتخاذل المتهالك, فهو لا يمتلك إرادة ولا يستطيع تحريك مشاعر. ويتصرف عكس ما يؤمِن به, فيصبح عنده  كل شيء قابل للمساومة , شرط أن يكون لكل شيء ثمن, ويا ليته كان ثمناً يستأهل هذا, فانثنى عن نصرة الأصحاب والربع والمتأملين, فسقط في درك العملية السياسية التي حذرنا منها ونظرنا إليها على أنها صفحة من صفحات الخداع المستمر للشعب العراقي وأسلوب متقدم من أساليب الاستعمار السياسي يديرها سياسيون سرعان ما يتلون أحدهم بلون الموضوع والقضية ويأخذ حجم الموضع أللذي هو فيه تراهم  يتقدمون الصفوف على أساس الرأي وصور الانتفاض التي يخرجون بها من على صهوات خيول الفضائيات وإذا بهم (ممثلين يلوذ بهم بطل فلم اليتيم الهندي ويتعلم) الذي أبكانا- عندما عرض سبعينات القرن الماضي –كنا نحسبهم صقور داخل البرلمان ,وهم( نبض الشارع) يمثلونه يتحدثون باسمه ونيابة عنه , لكن هذا وأمام أول كزّة سِن من أسنانِ (كوندليزا) انبطحوا على وجوههم يرفعون أيديهم مجيبين دعوة الداعي مهطعين مقنعي رؤوسهم (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء)( إبراهيم 43)

 

فقد كانوا في الموقع الأمامي ,يتمتعون باحترام الناس, واتضحَ كل هذا الزحيروالفرير(1) (غش) افتضحَ أمره وانكشف آخر ستر لهم وبه أيضاً انقطعت الشعرة التي كان يتعلق بها ويتكلم كلاماً مباشراً مع الناس ولكن ذلك لم يأت من فراغ فلقد صدرت الأوامر من أسيادهم ,فلقد انتهى دورهم وأدائهم تمثيلية (صراع الديكة) التي أجادوا أدوارهم فيها فاستحقوا الجواز الدبلوماسي والسيارة المدرعة وزيادة المخصصات يتمتعون بها وتكون عاقبتها الهوان والخسران فلم يبق لهم إلاّ الانزواء, فلقد أدّوا واجباً خيانياً لم يقم به دليل ابرهة فقد مات ابرهة وهو في الطريق إلى مكة لم يكمل مهمته وهو الآن يرجم بالحصباء لأنه أذعن وباع الشرف وأقعى مذموماً مخذولا غير( مكره ولا مجبر) ولكن ماذا نقول لمن  كانت لهم الدَنِيَّة عادة والتلون عبادة فاستقبحوا الحسن واستحسنوا القبيح يقول الطرماح يهجو رجلاً:

 

ولكِنَّه عَبْدٌ تَقَعَّدَ رَأْيَه لِئامُ       الفُحولِ وارْتـخاضُ الـمناكِحِ

 

لماذا تبخعون وتشرعون الديار والذمار فرار فلقد فررتم يوم الزحف وتدثرتم باللفاع  وترجلتم من القُر ّتتمعكون تَمَعَّك الاعر(2) بالأغر تتمترسون بجدار التصريحات النارية التي أطفأها ماء الحقيقة الناصعة والتي توارت وخشعت أبصاركم وبصائركم  خلف أستار( مسجداً ضرار) ً ضاررتم به حتى أبنائكم الذين نعرف إن لهم صولات وجولات  في ساحات الجهاد والفضيلة فهل بعد هذا الانحدار انحدار فاسألوا أزواجكم وأبنائكم سؤالاً هل انتم راضون عنا؟؟ فسيجيبونكم جوابا تعرفونه كما تعرفون ضآلة نواياكم ومعرفتكم لحجومكم عندما ساومتم على بيع المقدسات ووضعتم أيديكم وليس أرجلكم على أول السلالم حبواً ترتقون ارتقاء الثعالب لعنقود العنب,  ويا بؤس العنب الذي جنيتم,فقد سود وجوهكم فسودتم جباه من عاوركم في هذا, لتكونوا أدلاء أذلاء على أعراض لكم يستصرخنكم ويطلبن النجدة يتمنين  مفارقة الدنيا على حمل العار فأي عار تحملون؟  وأي رجال انتم؟ النصرة خلت منها قواميسكم فقد سبقكم إلى هذا المرتقى القذر صعد جدكم أبور غال, وابن العلقمي  وتبعتم متهالك الرجال الذي وشوش فوشى للرئيس بوش فتعقبتم أفعاله  فابشروا فأطفالنا تقول لكم( وجوهنا زينة ووجوهكم شينة) فما الذي يفرقكم منه فانتم شربتم من  دنان الخراصين مُسْتَـخذين بعد إباء, استسلمتم استسلام الخرفان للذئبان, وتزعمون انه سلام الفرسان...  فنشكو إلى الله بثنا وحزننا على هذا  الزمن الذي أجلسكم مجالس (زريبة) الرجال  يسمونها مجلساً فيا جهلكم الذي طلب الاسترحام بعد الإِباء، أبدلتم السرف بالشرف القرف بالترف  أَمِنْ أَجل دُنْـيا دَنِـيَّةٍ وشَهْوةٍ وَذِيَّة,(3) تبيعون الساكن والمتحرك.

 

إِنـي لأَخْشَى ويحَكمْ أَن تُـحْرَموا      فاهْتَزِموا من قبلِ أَنْ تَنَدَّمُوا

 

وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) الذاريات 43)

 

والإِذعان فـي اللغة الإِسراع مع الطاعة مُذْعِنـين مطيعين غير مستكرهين وانتم تدعون الإباء  فابدلتُمُ فأبدلتموه بأُُباء(4) فأصابكم الدوار وآلام الصدغ وهذا لا تبرؤون منه حتى تتمرغوا بتراب الوطن وتعودوا اولئك الرجال الذي تقولون وتقصدوا ما تفعلون وعكسه فانتم كالحمقى تقيمون متى يهرب العقلاء عند نزول المطر تحملون من البلادة ما لم يحملها قبلكم حلفاء أمريكا في فيتنام فانظروا انظروا إلى القصب بقي شامخاً وشاهداً عليكم يا من سلمتم القياد والبلاد والعباد لعدو غاصب وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122هود)

  

لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولا الفرقان             

 

 
(1) التكلف في إخراج النفَس, دوران عين الفرس (2)  الأجرب ( 3) قطع,حز(4)بول العنوز الجبلية

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٢ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م