بعد توقيع الاتفاقية الأمنية(سيئة
الصيت) وإعلان أمريكا عن نيتها
الانسحاب .وهذا شأن لا يعنينا
لأننا خبرنا نوايا(وفذلكات)
الأمريكان ومن يرقصون فرحين على
أشلاء إخوانهم العراقيين نتاج
همجية أمريكا وغدرها ولكننا نقول
ليس من الأعاجيب أن تنسحب أمريكا
فقد انسحبت من فيتنام والصومال
وبيروت.
لكن الغريب أن تنطلي اللعبة
على البعض من السياسيين ويقسمون
أن أمريكا حمل وديع وصديق مخلص
,فهل صداقتنا نحن العرب دون خلق
الله , أصبحت تقليداً أن نضحي بأي
شيء حتى ولو كان ذلك هتك حرماتنا
كرامتنا وشبابنا من أجل أن يرضى
عنا عدونا, فقد تعلمنا من أبجديات
السياسة وفنون الحِكمة أن نمسك
غصن الزيتون بيد والسيف باليد
الأخرى حتى يهابنا عدونا ويرضخ
لمطالبنا المشروعة .
فأين هذا من ما يجري في بلدنا
جيش أعزل وقوى أمن عاجزة عن
اكتشاف جرائم قتل وغدر لو حدثت في
أوروبا - فهل لنا عبرة بحادث
التفجير في بومباي واستقالة
مسوؤلي الآمن فيها - لكان هناك
حديثاً آخر, فدولة لا تمتلك أدنى
مستويات الهيبة تتداولهاأجندة
دولة طائفية تخترق غرف نوم
مسؤوليها الحصينة ,وتعتبر نفسها
الخليفة الشرعي للاحتلال الأمريكي
ومستعدة لملأ الفراغ بعد انسحابه
– وهذا افتراض – بحلول عام 2011
فهل يستطيع الجيش العراقي أن يعيد
تشكيلاته السابقة قبل الحرب؟ نحن
نشك في ذلك لأن الهدف الذي
أُحتُـلَّ العراق من أجله ما زال
قائماً ألا وهواضعاف العراق
عسكرياً فهو الخطر الداهم للكيان
الصهيوني منذ إعلانه عام 1948
وفيه نهضة علمية تخطت المسموح به
من قبل الامبريالية واللوبي
الصهيوني المتحكم في القرار
الأمريكي وفيه حزب قومي ينادي
بالوحدة العربية وانصهرت تحت
لوائه كل القوميات والطوائف
المختلفة تحت مسمى هوية العراق
الجميل الذي راهن الأمريكان
وعملائهم على (اجتثاثه) وبهذه
الطريقة تمت تصفية العقول
والكفاءات العلمية والقيادية
فكانت الشمّاعة التي تعلق عليها
كل عمليات الإعتقال والقتل والدهم
العبثي(والخطط)التي جاوزت أعدادها
العشرات – دون أن ينعم العراقيون
بالأمن والأمان!! فهل يعرف
الأمريكان مفتاح الأمان في
العراق؟؟ فالعدو المشترك
للأمريكان والحكومة الطائفية هم
البعثيين يتبعهم الوطنيون
الرافضين للاحتلال, وما
الاعتقالات الأخيرة- لضباط وزارة
الداخلية - إلا تغطية لعمليات
اعتقال طالت العشرات من أبناء
البلد في شتى أنحاء العراق –
والتهمة جاهزة- هي الانتماء لحزب
البعث وهذا دليل لا يقبل اللبس
على صحة ما نقول وأن الأيام
القادمة ستكون فيها الكثير من
المفاجئات وساحتها هذه المرة كل
من انتمى إلى الحزب حتى وان كان
مؤيدا فلا غرو بحكومة أن تلصق
التهم بأي شخص وبأي زمان عندما
تكتشف الحكومة إن أحد أفراد عائلة
أي عراقي كان له انتماء وهذا هدف
استراتيجي يسعى إليه كل من يكره
العروبة ويكره المشروع القومي
العربي وكان آخرها إزاحة رئيس
مجلس النواب عن منصبه ليليه
قانوناً نائبه خالد العطية – وهذه
خطوة محسوبة بدقة- لتتفرق القوى
المناهضة للمشروع ألتقسيمي التي
كانت تصطدم بعقبة الرافضين. |