آن الأوان لمحاكمة بوش ؟!

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

بعد أن بان الخيط الأبيض من الأسود ووضحت الرؤيةِ وفــُكَّ اشتباك الخنادق وَوَشْوَش الإعلام الموجَّه استخباراتيّاً الّذي تملكه الدولة الأعظم مع الإدارة السابقة في بدأ التحضير للحملة على العراق, إلى أن انتهى إلى مساندة حملة التغيير الاوبامية وانحياز أغلبيته إلى الرئيس الجديد وظهور معطيات تدحرج كبير مصاصي الدماء في العالم, بوش سيء الجذرْ والعنصل,والمُنحََدِرْ من جَبل الحرية الخدّاعة التي كان يروج لها وانجفارها تجاه خندق الخِيس والخِيش والتعاسة, والنسيان, واللعنة, فالحرية كما نعرفها( هي كرم الأصل والمحتد)  فما بالك برجلٍ  جَلْجَلَ العالم بالإرهابِ وتَجَلْجَلَ به وملأ الخافقين خوفاً وفتن حمل شارتها باستحقاق ولعنة, يحمل على قرنه همزات ولمزات ووشايات المتذبذب من تُـــفَّهِ الرجال وسُقْط مِتاع الذي (وافق شن طبقه) فما أشبه يومهم بامسهم فقد نهلوا من  نفس السقاء العفن الذي خرج منه أبرهة آماً الكعبة لهدمها بمعاونة الدليل الذليل أبو رغال خرج بوش(بأمر إلهي) كما يدعي ليقود حرباً على العراق عارضها من عارض وأيدها من أيّد من ردافى مداخن الدبابات وتلاميذ مدارس المخابرات الأوروبية واستعجال قائد الحملة-بوش- إعلان انتصار ندِمَ عليه بفعل أسرع مقاومة شهدها التاريخ الحديث أذهلت خبراء الإستراتيجيات العسكرية الشرقية والغربية منها, رغم طبول تحقيق (انتصار) يروج له أحفاد أبا رغال الذّين سترجمهم جموع الحجيج المتوجهة إلى بغداد بعد التحرير الناجز... هؤلاء المساحيل من رجال المشهد السياسي في العراق اللذين أوهموا سيّدهم  الرئيس( الأغبى) في تاريخ الولايات المتحدة– بشهادة أمه التي قالت عنه انه أغبى أولادي-  فالنمّامين اللذين وشّوا ونمّقوا كذبهم بتآليف خيالاتهم المريضة, وصُفر وجوه الملطلطين من عتقاء وموالي السياسة اللذين باعوا الشرف بالتــرف, والخرف بالقرف فما اسطَاعُوا أن يغيروا شيئاً فخسروا الدُنيا والآخرة بالدَنِيَّة في دينهم ودنياهم عندما اختاروا التبعية على الحرية وأبدلوا العصيدة بالمكيدة فكان لهم ما أرادوا ذمّاً وقرحاً أصاب جلودهم بقميص رومي تقمّصوه(1),  فترادوا عن رباطة جأشهم عند الفزع بالجزع  ونال طائل استعداء الناس لهم فأصبحوا يَتَخَبَّطُون تخبط الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ,   يدفعهم سيِّء عروقهم وسماع دوي بطونهم من العلف,دون الاحتراز من عاقبة ما  شياطين تؤزهم أزاً, متردّدين أمام سحابة حُرّة كثيرة المطر,فرّوا أمامها فرار الجرذان واختبئوا في (المحمية الخضراء ) لائذين بحصونهم التي ستكون سجناً لهم أمام فتية امنوا بربهم,استرخصوا الأرواح في سبيل الله والوطن ,فطبطبوا(2) أسنة رماحهم وسيوفهم ليجزوا بها رقاب المعتدين- الذين ساهموا وأمروا بتشريد وتهديد وتبديد الملايين من الناس والأموال-   وجعلوا من أسوار بغداد مقابر لهم في جنوب بغداد, شمالها ,شرقها ,غربها فما كان من الأمريكان إلاّ أن بدّلوا الحرية بحَرٍّ لا حُرية فبعد كرهم رأينا فرِّهم هزالى يستجدون عتقهم من ورطةٍ ورّطهم بها رئيسهم المعتوه فصب الشعب ألأمريكي جام غضبه على مخططات الحزب الجمهوري الذي خسر كرسي الرئاسة ومعه انهيار اقتصادي وركود جرّ معه أوروبا التي تذيلت لمشاريعهِ في أفغانستان وفلسطين ,مشاريع هراء أرعب من  خلالها على كل رغبات الشعوب للانعتاق من ربقة العبودية بعد عقودٍ من الغصب والظلم والجور وأفيال (3)آراء رجال تمنطقوا بالسلطة ليعيشوا يومهم فأصبح الشعب في واد وهم في آخر عتر سوا كراسي الحكم بحماية الأباطيل وحوم الأساطيل يهاوش ويناوش بعضهم بعضاً يتقاذفون حمم مدافعهم كلاعبي كرة الطاولة بات المواطن ينظر إليهم يمنة ويسرة ينتظر سقوط حممهم عليه ليقضي نحبه مرابطاً مغشوشاً من رعاة سوء حبو نحو السلطة حبواً فاستخذوا استخذاء المأبون اتخذوا من الجعجعة سبيلاً للترويض فزهقت أرواح الأبرياء والمرضى يجثمون على كلكل (4) الشعب الصابر وعلى حساب كرامة وجذ حياة ملايين الضحايا وتدمير للبيئة, والصحة ولكل شيء متحرك وساكن في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول في عالمنا الحاضر ألا يستحق كل هذا من العالم أن يحاكموا بوش على جرائمه وباتوا يترحمون على عتاة مجرمي التاريخ (إيزابيلا وفرناندز)؟؟!!!..

فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ 51 النمل

 

 

        (1) قميص أهداه ملك الروم لأبي نؤاس فتقرح جسده

        (2) حركوا

        (3) آراء ضعيفة

        (4) صدر البعير

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٦ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م