مواعيدعرقوب

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

الوعد والانجاز الحق دائما يصدر من إرادة الرجال وهم ثلاثة أولهم هيِّنٌ لَيِّنٌ يصدرالاموال مصادرها ويوردها مواردها وآخر ينتهي إلى ذي الرأي واللب والقدرة آخرهم خائر بائر حائر لا يأتمر برشد ولا يطيع المرشد ولكن غايتـنا تكمن في من يتخذ من الحق طريقاً ومن الأمين رفيقاً والصادق صديقاً والحقيقة سبيلا وأن ينتهي إلى الحياء فهو المسحة والبذرة التي ترفعه مع الصديقين إلى السماء ومنزلة العلماء العاملين المصلحين وان يتحرى عن الصدق ويتجنب الكذب حتى وان سلبه حياته فقد قيل: ثلاث من كن فيه منافق إذا حديث كذب وإخلاف وعد وخيانة أمانة.فالموعد واجب التنفيذ مهما تكن الظروف هذا على مقاييس العامة فكيف إذا صدر من مسؤول وأمام الملأ  وله سلطة وتخويل قانوني وبيدهِ مهمة العقد والحل... فمنذ اليوم الأول للاحتلال امتلأت الصفحات الأولى للصحف بمواعيد وبشائروالوان وردية ورفع كل الألوان المعتمة المشوشة من تاريخ العراق عبر حكم( الحزب الواحد) الذي استمر لأكثر من خمس وثلاثين عاماً قضيناها كفافا نعيش دفء الكلمة الصادقة ودقة ومصداق لكلام أي مسؤول صغر أم كبر مركزه الوظيفي ولكنا بلينا بأناس أقسموا أن لا يصدقوا ولو مرة واحدة في حياتهم لا ن (الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً...والرجل يكذب ويكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) فلا يستطيع المقام ولا المقال أن يحصي وعود صدرت منهم أنفسهم (فلا مصالحة وطنية ) ولا ( امن )ولا عودة المهجرين )(ولا نظام صحي)(وبيئة مسرطنة) فأين قانون العفو عن مئات الآلاف من الأبرياء في السجون العراقية فحكومتنا العتيدة تحذو حذو عرقوب في مطلهاوخطلها وتسويفها وسرابها كل ما ينفع الناس وتُبقِي الجفاء.

 

كما في قصة عرقوب, وعرقوب هذا رجل من الأوس يسكن يثرب أتاه أخٌ له يسأله شيئاً فقال له عرقوب : إذا طلّعت هذه النخلة فلك طلعها فلما أطلعت أتاه في الموعد فقال: دعها حتى تصير بلحا, فلما أبلحت أتاه فقال له: دعها واصبر حتى تصير زهواً(يبلغ إناه) فلما أتاه في موعده قال دعها حتى تصير تمراً فلما أتمرت عمد إلى جذها عرقوب في خلسة من ليل ولم يعط منها شيئاً فحكومتنا العرقوبية هذه جاءت في زمن تسجل على المتكلم أنفاسه عن طريق وسائل الاتصال المختلفة والتي لا يستطيع أن يتجاهل ما قاله وقديماً قالت العرب إن لم تستح فافعل ما شئت   .. ونقول لكل من راهن على الحكومة ووعودها أصبح العراق نهباً ومكمناً للصوص وأضحى اقتصاده في مهب ريح الديمقراطية (واقبض من دبش) (1)

                            

   

فلا يغرنْك ما منَّت وما وعـدت       إنَّ الأماني والأحلام تضـليلُ

كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً       وما مواعيدها إلا الأباطــيلُ

أرجـو وآمـلُ أن تدنو مودتــها        وماإخالُ لـديـنا منـك تـنويلُ

 

 
دبش: الأرض التي أكل الجراد نبتها

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م