البراطيل تَنْصُرُ الأباطِيل

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

صورة شاملة

الاركان

 

الركن الاول : القبول

و ينحصر هذاالركن وجود ارادتين  مقابل عمل او امتناع عن عمل سواء مشروعا او غير مشروع من شأنه تسهيل أداء أو تسهيل .

الركن الثاني: ان يكون احد اطرافها موظف حكومي

الركن الثالث:   حدوث الجريمة وقبول العطية او الهبة سواء اكان بالاشارة او بأي وسيلة محصلتها وقوع الجرم.

 

المشهد الاول

سابقة برلمانية لم يشهدها تاريخ الحياة النيابية أن يُبَرْطَلُ أعضاء مجلس نوابٍ دون مواربة ودون أي حياء ...لم يحدث أن فعلها مجلس العموم البريطاني ولا الشيوخ الامريكي ولا حتى الجيركا الافغاني!!؟ وتعلنها مدوّيةًً باسم الشعب ولتفضح المستور وتفق ءعين الحاسدين والمعارضين للعملية (الديمقراطية)  الرشوة الان  من على شاشات الفضائيات, بأن مجلس النواب صادق بأغلبية ساحقة زيادة المخصصات, وقطع اراضي ,وسيارات مصفحة , وجواز دبلوماسي لهم وعائلاتهم مدى الحياة .

 

المشهد الثاني

 النواب يهنىء بعضهم البعض بفوزهم (باللوتو) وكانهم بصالة من صالات الروليت او القمار- هؤلاء ممثلي الشعب الجائع المهجر- ولسان حال  النواب  يقول: لقد تم ضمان مستقبلنا ومستقبل اطفالنا) أي مستقبل هذا لاولاد سيورثهم الاباء حياة سائخةدائخة وأفكارمشتتة غائصة اقدامهم حيارى من سابق حياة أعزو بها شهوتي واقهر بها خِلفتي واجعلهم من بعدي أذلّة يدوسهم التاريخ أو تدوسهم سنابك خيول الاحرار, كلنا جُبِلَ عليه الانسان من محبة نفسه والذهب والفضة مهما تجمَّل بالصبر وجشبِ الحياة الظاهر الا انه بطبعه الادمي يحب الخير ويكره الشر ولكن نسناس(3) الخلود ولا خلود فالشيطان آيسٌ من رحمة الله خالد في النار ضاعت احلامه في الرحمة .

 

مما حرمه الإسلام، وغلظ في تحريمه: الرشوة، وهي دفع المال في مقابل قضاء مصلحة يجب على المسؤول عنها قضاؤها بدونه ويشتد التحريم إن كان الغرض من دفع هذا المال إبطال حق أو إحقاق باطل أو ظلماً لأحد.

 

المشهد الثالث

نواب يبيعون عهرهم الى دولة احتلت بلدهم وداست كرامة ابنائهم فكيف يبيع الانسان نفسه لعدوه ويكون سُلّماً تسحق به انوف رجال البلد سحقاعلى انفة تاريخه وعنفوان اهله ويصبح  نصيراً للباطل يدعي الوطنية وتمثيل الشعب ويتقدمهم -تقدم مسافات- لا تقدم ثبات, وانه منتخب عن ارادتهم (ديمقراطيا)ً ولكن حساب الحقل كذبته الاصوات الهادرة التي خرجت رافضةً المعاهدة الذل والعاروالاذعان والاستخذاء   الاذعان رغم براقع السمووالعلو والغلو والشرف التي زوقوا بها وجه بنودها القبيح وفحيح  أبواقٍ مأجورة وحواة واستنفار ابواق الصحافة وعمليات بتجميل العملية الديمقراطية باستوديوهات ملوك الوهم (أصحاب تمثيلية نيّرة الصباح)الولايات المتحدة التي أغرقت الحياة العراقية بثقافات لم نعهدها من قبل ,فساد بالجملة وختيارات لرجال مناصب من لم يكن منهم لصاً محترفاً ليس حظ في ديمقراطيتهم ولا حريتهم ففسد الوزير تبعه النائب وفسدت الاجهزة التنفيذية على مبدأ(إذا كان رب البيت للدُفِّ ناقرٌ...)واصبحت هيكلة الدولة أمر يصعب على وشالة من الشرفاء وجدوا لهم مجالاً حشكوا أنفسهم فيه رغم ضيقه وحالة اللاوعي لدى الشراذم الحاكمة في (الحديقة الخضراء)  علامة من العلامات الكبرى وجدولاً زمنياً لزوال حالة التداعي والفلتان الاداري النعمة ,فالرشوة اذا اخذها القاضي بلغت به الكفر وإذا جار بالحكم نزع الله منه الإيمان وليست الرشوة منهي عنها في دين الاسلام وانما في جميع اديان السماء والارض   فقد وردفي  الانجيل( الرشوة تعمي عين الحاكم فكيف الجاهل)فقد امتنع النجاشي قبول هدايا كبراء قريش وعادهامن  ا لرشوة. وقال اعرابي يصف قاضي انه: يقضي بالعشوة(1), ويطيل النشوة(2),ويقبل الرشوة , والرشوة عادةً تأتي بعد ان أيقن الراشي ووصل  أمرٍلابد منه وان المرتشي كالقرّاد لا علاقةَ له الا مع المال الذي يأتيه من ترقيص القرد كقول الشاعر:

 

لما رأيت ا لشفعاء بلدوا     وسألوا اميرهم فانكدوا

نامستهم برشوةٍ فأقردوا   وسهّل الله بها ما شددوا

 

ابن عمر وعندما ذُكرت عنده الجعائل فقال لا أغزو على أجر ولا أبيع أجري من الجهاد,و قوله تعالـى: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتُدلوا بها إلى الحُكّام لتأكلوا فريقاً من أموال النّاس بالإثْمِ وأنْتُم تعلمون البقرة 188

, يعنـي الرشوة, وهذا السحت الحرام قبيح الذكر,وما خبث من المكاسب لزم عنه العار وقبيح الذكر كثمن الكلب والخمر والخنزير والسحت مهما كثر واحلولى في عيون البعض, والسُّحُتُ  قبـيح الذِّكر؛ وقـيل هو ما خَبْثَ من الـمَكاسب وحَرُمَ فلَزِِمَ عنه العارُ وقَبـيحُ الذِّكْروالنشدان, كَثَمن الكلب والـخمر والـخنزير,ومهرالبغي والـجمعُ أَسْحات ؛ وإِذا وقَع الرجلُ فـيها قـيل قد أَسْحَتَ الرجلُ ,ولا يَحِلُّ كَسْبُه لأَنه يَسْحَت البركةَ ويُذْهِبُها .

 

الدكتور حكمت موسى سلمان  استاذ فقه القانون:- لا تعتبر هدية الموظف الاعلى الى الادنى رشوة وانما (هدية) الموظف الادنى  للموظف الاعلى (رشوة)

 

والرشوة تعني صب الزيت في القنديل فانها تشعل نار الفساد والارتباك والظلم وغمط حق الاخرين, وفي ذلك الامر فإن جهل النواب وحبهم لذاتهم جعلهم أذلاء امام العالم (فاجهل الناس من كان لاهله مذلاً) ففي الاثرإن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلاًمن بني أسد يقال له ابن اللتبية على صدقة, فلما قدِمَ قال : اهدي لي وهذا لكم , فقام انبي على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :مابال العامل نبعثهُ فيأتي فيقول : هذا لك وهذا لي ,  فهلا جلس في بيت أبيه وامه ينتظر أيهدى له أم لا ؟!والذينفس محمدٍ بيده لا يأتي بشيء إلاّ جاء به يوم القيامة يحمله علىرقبته إن كان بعيرأ له رغاء أو بقرة لها خوارأو شاة لها تعير  وقد استمر النهج النبوي واضحاً وضوح الشمس في ضحاها والقمراذا جلاّها صحابة متبعون يأنفون الدخول في الشك والشك منهم أبعد كما طعام خادم ابو بكر الذي جاءه   بطعام فلما أخذ منه لقمة لاكها فسأل الخادم من أين جئت بهذا الطعام ؟قال كنت اتكهن بالجاهلية وهذا من المال الذي أخذته ثمناً لذلك فما كان من ابي بكر الا أن وضع اصبعه في فمه فاسترجع الطعام فقال:الم تعلم ان كل جسم نبت نبت من السحت جزاءه النار, وفي خلافة عمر كان هنالك رجل لا يزال يهدي لعمر فخذ جزورالى ان جاءَ يوم بخصم له فقال : يا أمير المؤمنين  اقضي بيننا قضاءً فصلاً كما يفصل الفخذ من الجزور فما زال يردد إن من الهدو لرشا ان من الهدو لرشا...فكتب الى عماله :ايايَ والهدو فان من الهدو لرشا. فانأي بالنفس عن ما يشينها ومن جبل على مكارم الاخلاق ينأى بنفسه وعياله عن مايشين ويلجأالى مايزين, فزينة الرجل ليست في ثياب يلبسها او طعام يملأ به جوفه إنما زينته تحري الصدق , فالجرم يشين الجارم على اهله وبلده أفبارشا تنصرون الباطل؟

 

المشهد الرابع  

لكي لا نيأس ونحن نعرض مشاهد الحياة الجديدة في   عراق الشفافية والديمقراطية لا بد ان هناك من يختلف في توجهاته ويتحرى اللقمة الحلال التي يقذفها في بطنه لي صديق العميد عبد الستار الشمري أعاد مكرمة مدير الشرطة العام وقدرها (10000دينار ) ولم يتقبلها لانها خارجة عن صلاحية المدير الذي خوله القانون صرف (50000دينار) فقط كان هذا في زمن كان الصديق صدوق ولا تُقبل صداقته الاّ اذا كان نظيف اليد واللسان يهدي لنا عيوبنا وما اكثرها وكان رقيبنا الله نظافة هواجسنا وجيوبنا وبطوننا نتباهى بها و يتباهى بها ابنائنا وازواجنا والاصدقاء ...حسبنا الله ونعم الوكيل.          

 

(1) ظلام اول الليل ...(2) السُكْر ...(3) خفيف الروح كقرد

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٠ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م