نيابة عن العالم جاء الرد عراقياً

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

لقد قالها الشيطان لما قُضِيَ الامر:دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أنفُسكم . الشيء نفسه قاله بوش لجنوده وعدهم بأنهم ما أن تحط أقدامهم أرض الرافدين فستستقبلهم الجماهيربالورود تعبيراً عن الترحيب بهم ولكنها حدث ما لم يكن يصدُق به الوشاة فالعراقي يستقبل ضيوفه بالورد والرياحين تستقبل المعتدي بالرصاص وما تيسر وقرب من المتناول القريب لصد قوات تستبيح الارض والعرض, ومعاول تريد هدم لأولى الحضارات في تاريخ الانسانية, وما أن حطت الاقدام القذرة حتى بالحمم والبراكين فالعراقيين اللذين علموا البشرية الكتابة والعدل هم أنفسهم استطاعوا ان يدافعوا عن بلادهم على مدى الاف السنين وتحطمت على صخرة صمودهم وتضحياتهم- جحافل غزو تفوق همجية امريكا وعبثها - فكانت اسرع مقاومة في التاريخ ورداً مباشراً وسريعاً على تخرصاتِ بوش -واعلامه المهزوم- امام حقائق الارض التي أذهلت الدنيا واضافة اعجوبة جديدة لعجائبها, ذلك أن دولة بحجم العراق ينهض ابنائها من تحت ركام الدمار والانطلاق نحو داعي الجهاد كل حسب قدرته واستطاعته وبأسلحة بسيطة في محتواها كبيرة في معناها دوخت أكبر جيش في العالم عدةً وعتاداً واوصلوه الى الى ارذل الدون من الجيوش واصبح لا يقوى على احتواء وسيطرة على قضاء كقضاء الفلوجة فتاه جنوده كقطيع كشياه سقطت في ردغ وحْلٍ استحال عليها الخلاص منه فكانت كمن ضاع في كنف ظُلُمَاتٍ بَحْرٍ لُّجِّيٍّ غْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجوا يَدَيهِم لاْْ يَكَادوا أن يَرَوها فوقعوا في حيرة اشد من تلك التي وقع فيها أسلاف بوش في فيتنام الذين آثروا الهزيمة على الاستمرار في حرب اشعلت الارض والماءتحت جنوده الذين انهكت الخسائر الاقتصادية والبشرية.


واليوم في العراق عين المشهديتكرر حكومة عميلة, ومسرحية هزيلة مـــلَّ منها الشعب ومن أكاذيب صبيان سياسة يتصدرون مشهدها الجأتهم المقاومة الى أضيق خانق وجحرالجرذان فيما يسمى(المنطقة الخضراء) والتحكم في كيف ومتى تضرب اوكار المحتلين, فأفرز سفرها النضالي عن اضطرار وارغام المحتل البحث عن فرصة ودرب هروب سالك(آمِن) يحفظ لها ما تبقّـى من ماء وجه, فأوكلت الى (بيادقها) التحرك لملء فراغ, فراغَ بوش روغان ثعلب ليتمكن من طلاء اتفاقية طلاءً ظاهره وباطنه انتهاك لحرمة وسيادة العراق وتاريخه,فأوعز الى مجلس النواب رهين أمر الاحتلال بالموافقة - استثناء البعض ممن تحركت فيهم العروبة-.

 

ليصل الى خلاصة مشهدٍ وخلاص من فخ محكم وقعت فيه أمريكا فكانت مهزلة الاتفاقية الامنية والتي لا يعرف الشعب بنودها السرية ولا ملحقاتها الاضافية انه امر دبِّرَ بليل رغم أنف الشعب الذي رفض اتفاقية الانقياد والبروك المهين لامريكا وتجاهلً الشعب الذي عبر عن هذا الرفض بتظاهرات شملت كل العراق استنكاراًصاحبها وارتفاع في عددِ العمليات الجهادية ضد قوات الاحتلال ومعسكراته, وقد تعددت طرق هذا الرفض والاحتجاج كل على طريقته الخاصة فكان العراقي البطل الّذي عبر عن ذلك بطريقة مبتكرة لم يسبقه اليه من قبل أحد فكان أشده تعبيراً ذلك الذي قام به الهمام (منتظر الزيدي) الذي رشق بوش بسلاح تقليدي لكنه أشد مضاءً من كل سلاح, وهذا السلاح لا يحتاج الى منصات لاطلاقه بل هو سلاح متيسرلدى الجميع ولا يثير اهتمام الامريكان في البحث عنه ولا توجد له مخابىء ولا تثير أي كمية منه اهتمام الاعلام عدى سابقة(احذية زوجة رئيس الفلبين إيميلداماركوس )عنه قوات الاحتلال وقوات الجيش ولا هو من الاسلحة التي تحتاج الى أجهزة للكشف عنه بالاشعة ولا يمكن لاحد منا ان يستغني عنه فكان ساحة استخدامه مقر المالكي واثناء مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المنتهية ولايته بوش فكان خير كلام وأقله معبراً عما يداخل خواطرهم وبواطن ثقافاتهم في استحقار اعدائهم وبطريقة أوسع مجالا للانتشار خاصةً اذا كان البث مباشراً ومن منطقة تعد الاكثر تحصيناً في التاريخ مع اكبر حماية لرئيس في تاريخ الارض ترافق بوش لكن الارادة العراقية لا تمنعها الحواجز والكشف الاشعاعي وكلاب مدربة اضافة الى الكلاب (البشرية) التي تنتشر انتشار الفطر في الخميرة وفي غفلة وتجاهل الجميع لما كان يحدث وإذا (بفردة) من حذاء الصحفي الشجاع منتظر الزيدي تنطلق باتجاه هدفها (منصة يقف عليها بوش والمالكي) فيتفاداها بوش بخمود وخضوع تبعتها اخرى حاول الحارس على مصالح امريكا في العراق ان يتفادى ان تصيب سيد نعمته لكنه أخطأ التوقيت فقد كانت الرمية رمية مباركة اصابت العلم الامريكي وبقيت الله اكبر شامخة على مدى الزمن وردد خلالها العالم العربي والاسلامي الله اكبر الله اكبر (وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى) فكان الوعد الحق وكان الجزاء من جنس العمل فأناب الزيدي عن العراقيين(جوابنا ما رأيت لا ما قلت)وهذا حصاد ما زرعت. نطالب باطلاق ساح منتظر فلو كانت لنا فرصة لكنا مثله لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م