لون وجه الرئيس

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

أصبحَ عالم اليوم ليس لديه ما يشغله- بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة وفوز مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما- بات شغله الشاغل ولم ينشغل    سوى بدهماء وجه الرئيس!! ليس لنا أن نعيب أو نلثم وجه الرئيس فليس لنا من الأمر شيء فلا عيب في الخَلْقِ ولا الخالق, فالحجر الأسود كان يسمى اسعداً وبذنوب العباد تصحف , وبوش كان أمهقاً , فتسود قلبه ووجهه بدخان حروب أشعلها الرئيس الأهوج الافخج(1) الاخفج(2) (بوش. ولا أعيب على المهتمين ولا على المتجاهلين فأنا واحداً منهم ولكن لنعُد إلى سؤال أنفسنا ما هو مجال المقارنة بين الرئيس الأمريكي الجديد وكل رؤساء الدنيا إذا كان أمر حياتنا ومماتنا بيد الله- إن مسنا خير فمن الله وان مسنا شرٌّ فمن أنفسنا- فَلِمَ هذا التسابق نحو أمر معلوم بانت نواجذهُ وأوَّل القطر غيثٌ والغيث هذا تعيينه اوباما كبير موظفي البيت الأبيض هو رجل معروفة نواياه ومقاصده...,إن انشغال الإعلام بسفاسف(3) الأمور..اوباما جالساً, اوباما واقفاً , اوباما يقبِّلُ زوجته - سابقة خطيرة-  اوباما سيستبدل الكلب بآخر من سلالة مشهورة,اوباما في الكنيست – يلبس طاقية-والكل منشغل بأوووباما... وما أدراك ما اوباما انه أمريكي فلابد لهُ أن يكون حريصاً على مصلحة أمريكا وليس له ان يتجاوز حدودهُ, فكان أوَّل الغيث أن عين جو بايدن نائباً له وينوي تعيين دِنِس روس (العنصري) وزيراً للخارجية وفي رسالة لفتت الانتباه انّ اوباما اتصل بتسع رؤساء دول لم يكن بينهم رئيس من دول الاعتدال العربي الإسلامي؟!! وهذه رسالة لكل من في قلبه مرض من الرؤساء والأمراء الذين انبطحوا وسلموا (الصاية والصرماية) بيد أمريكا .. هل الموت اليومي في العراق وفلسطين لم يهز مشاعر العالم المتحضر(القرية الصغيرة) ما هكذا تورد الإبل.فلمَ الدنية في عزتنا وكرامتنا وديننا وعروبتنا ونحن أمة كانت تحكم الخافقين,رغم اعترافنا بأمل بخفيّ أمل يراودنا بأن يكون الرئيس المقبل أقل شراًّ وشرهاً على التفريط بنا كأمّة ليس لنا حادٍ  وليس لنا مثل عمر المختار ولا المعتصم ولا احمد ياسين,أملنا ببذرة خير تخلف بذرة شرٍ بامتياز وهذا لا يعني إننا نستهين بإمكانات الدولةِ الأعظم أكيدٌ دورها مؤثر خطرها بيدها مفاتيح الاقتصاد والسياسة وتحمل تسلسل الرقم واحد في ترتيب الدول المتقدمة في العالم, متشابكة مصالحها تملأ البحار والمحيطات أساطيلها وحاملاتها ولها زعامات يعملون بتوجيهات وزارة الخارجية الأمريكية منهم الرؤساء ورؤساء الوزارات وقادة تمرد وعمائم مختلف أشكالها وآخرين في صفوف المعارضة ولكن رغم قوتها هل استطاعت أن تُخْمِد لهيب الممانعة والمدافعة في العراق وفلسطين وأفغانستان ؟؟!ولكن أمريكا شرٌّ لابد منه فهي عبارة عن مضغة تحرك العالم فإن صلحت صلح العالم كله وإن فسدت أفسدت وأرهقت العالم كله.

 

ولكن ليس من العدل أن نترك الاهتمامات الإنسانية في جوانتانامو,العراق ,فلسطين ,أفغانستان وفضائح التعذيب في سجون العراق وتجاوزتها وليس لنا شاغل  سوى وجه..

 

 فلم تكن الأمة يعنيها لون وجه السلطان سواء أكان ادفس(4) أم كان أبهق سيّان عندنا, فكف القلم إلى حين ومن ثم الحكم على أيهما ينفعنا أم يضرنا فلنقلب أوراق التاريخ الصفراء منها والالكترونية فسنرى إننا نرقص على (حِس الطبل) رغم أننا امة عرفت بالتوازن ورجاحة العقل ولكننا وضعنا كل بيضنا في سلة أعداؤنا,فكفاناً رقصاً أكثر من أهل الفرح ولنعد إلى ما يضمد جروح الأمة وقروحها فإن ذلك من أولويات المنطق فمشاغلنا وهمومنا أكبر من مما نرنو إليه ففي عيوننا قذى وفي آذاننا خذى  وفعلَ بنا كذا, ولندع الجهّال منّا من يقيس قيساً صلاح الناس على أشكالهم فقد تجاوزنا ذلك قبل أربعة عشر قرنا ولم يكن للون قياس ولا الحجم ليلي أمر الناس,

 

 فالأصل في الولاية حسن السيرة مع الناس وأصل الحاكم أن يكون ذا تدبير للأمور بأمانة وقوة من الإيمان فمن لا دين له لا أمان لهً فالناس أصبحت تستأنس بوسامة الحاكم وتتطير من غيره, فما الذي جناه العالم من بياض وجه بوش الأب والابن اللذّان ملأى الأرض بالداء والدموع فضجَّت  الأرض والسماء بأفعالهما التي يندى لها جبين الإنسانية وسيبقيان وصمة عار في جبين دولة .

 

فالأصل في كل شيء هو العدل ورعاية مصالح الشعوب فلا بد من إصلاح المركب وسط بحر تتقاذفه أمواج بحرمائج يهدد بالقضاء على ركابه كحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال (كنتم في سفينة فأراد أحدهم ان ينقر ما تحته بفأس فإن منعتموه نجوتم وان تركتموه غرقتم والسفينة) فعلينا ان نأخذ بأيدي بعضنا للخلاص من واقع العالم الراهن...فلو كانت للأشكال نصيب فقد جربنا كل الألوان   ..

 

 (1) مباينة إحدى الفخذين للأخرى

 (2) الأعوج  تعجل رجلاه بالقيام

 (3) رديء كل شيء

 (4)الحالك كسواد الغراب

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٥ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م