دَعْه يَسْرُقُ دَعْه يَمُرُّ

 

 

شبكة المنصور

عُبَيْد حُسَيْن سَعِيْد

 

المتابع للشأن الداخلي في عراق ما بعد(التحرير) وما رافقها من ريح فيها صر أصابت الحرث والزرع باسم الديمقراطية- المؤطّرة بكيد وتَبابِ (1) شعارات جوفاء وصفحات سوداء,وصفراء في أكبادهم غِلّ تلت بدمٍ حرام وضحايا سقطوا على مداخل أسوار بغداد دفاعاً عنها ووفاء لعروس الشرق والمغصوبة قهراً وظلماً وتجاوزاً لتاريخ وخيانةً لمن دانت لها مادنا من الأرض وما بعُد, بغداد عاصمة لبلد كان مجرد التحدث بأمر من أمور الفساد جريمة فالتحدث فيه محرماً كحرمة بيوتها على الغرباء وكحرمة مساجدها ومشاهدها وقبور انبيائها, وإذا بنا نرفع التغيير شعاراً – لنغير كل شيء حتى ألوان العلم غيرناها كونها لا تعجب البعض- فتجاوزنا المخلوق إلى الخالق فغيرنا حتى أوامر ونواهي الرب في الكتاب,تغيير مجرد لا ينبع من أصالة محتد وقيم, لفهم لا يستحدُّون إذا سُلِبَ عرض وانتهك فرض واحترق زرع وارض لا يبتغون ولوج مجد,اللهم إلاّ الارتكان إلى ركنٍ ركين دون عزة,وموضع مكين عند المحتل لقاء فتات مائدة المحتل الذي أرادها حرباً على القيم والمبادئ والصلاح ولكنه خسأ سعيهم بفعل رجال قالوا ربنا الله ثم استقاموا وتوكلوا على الله فزلزلوا الأرض من تحتهم وجعلوهم مطعماً ومعهم من السياسيين الذي باعوا ولم يشتروا ولكنهم وجدوا مطمعاً تعرضوا وإن مطعماً تأرضوا,فهل يفلح من تقلح ونسوا أن الحديد يفل الحديد,فلقد ذاقوها حشفاً بعد أن أمّلوهم رطباً فكانت فتيلة في جرح غائر فاعر نازف لم يهدأ أُوار حرّها وحردها ولهيبها منذ 2003حين ورَّكَ الأمريكان توريكاً على مطايا الكذب فخاب فألهم وشأوهم يقول الشاعر أبو ذؤيب الهـذلي:

يقضي لبانتهُ بالليل ثم إذا      أضحى تيمّم حَزماً حولهُ جَردُ

 ورغم ظاهر خسارتنا في المؤن ,والنفوس, واعتلال حركة وتخلي البلد عن موقع الريادة في علم, وصحة,وأدب,فنون ,صناعة,وزراعة فعاد القهقرى بكل شيء ,وأصبح أي شيء قابل للمساومة والبيع ,وأصبح العراق بضاعة في سوقٍ (حرَّةً)للسائح والمائح, يسبح السماسرة بحمد وتسبيح أمريكا ومباركة سياسيين جوعى لكراسي مؤقتة زائلة بزوال حادي الثلاث والثمان(2) فأصبح البلد ذيلاً بعد أن كان رأساً ,وكل ذلك  جرى تحت يافطة الحرية, والاستقلال والديمقراطية, والشفافية وإذا بها تمخضت عن إثنية مَقِيتَة كقنة عمياء, صمّاء, ودسيسة(3)   خبث فأضحت بغداد الدنيا وعاصمة المجد متقحلٌة(4)جلود أهلها وأصبح ساسوها الذين أعلوا بنيانها الذين سالت على خدودهم وابل دموع وسهر ليالٍ طوال من اجل الحفاظ عليه بمؤاجرة الأصفياء من أبناء العروبة.فحكام بغداد اليوم خاب سعيهم لم يبق لهم من هم سوى إفراغ البلد من كل متحرك وساكن واسود وابيض, وحلو وحامض ولسان حالهم يقول إنها فرصتنا  بعد خربنا البلاد وأيتمنا الأولاد وأظهرنا في الأرض الفساد فليس لنا ناصر إلا اللصوص فحال طبعهم وطابعهم ومقالهم وهمهم نيل الحرية وأي حرية غير حرية السرقة والإثراء بالمال الحرام واضعين نصب العين لمن يتقدمون تقدم مسافات لا تقدم ثبات( دعه يسرق دعه يفر) بعد أن غادر الشرفاء الدار قبل أن يأتي يوم علينا تزداد الأمور عنا تولياً والشركاء أكثر تخلياً. وكما يقول الله في كتابه العزيز: وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ39 مريم       

 

 

1-   خسران

2-الحمار الذي يتقدم الأتان الثلاث أو ألثمان

3- من يأتيك بالأخبار والوشايات                                  

4- يابس الجلد سيء الحال

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م