الديمقراطية النووية

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

السادس من آب(اغسطس) 1945 كان يوما ليس عادي في حياة البشرية فقد سجل لبداية عهد (الرعب العالمي) ففي مثل هذا اليوم دشنت الولايات المتحدة الأمريكية عهد (الديمقراطية)وأنهت الحرب العالمية الثانية بقنبلة نووية أحرقت كل شيء وقف في طريقها وجاور مكان وثوبها أماكن بعيدة أخرى تنسمت رذاذ انشطاراتها,فكانت بذلك أول خطوة على طريق (اجتثاث) البشرية- واجهت وردود أفعال غاضبة وصدمة لم يصدقها العالم على فعلها الغير مسبوق في التاريخ البشري- أرادت أمريكا أن تحافظ على هذا النصر-كعادة المنتصر- ولابد ممن إيجاد بديل مناسب للتعامل مع العالم دون ضجة ودون دخان , وهذا يتطلب بديل مناسب لا يثير ضجة وبعيداً عن البوارج والطائرات والمدفعية ولا يحتاج إلى معدات وجعجعة, عدتهُ وعتاده ابتسامة وبرنامج انتخابي ومال مبذول ومندوبين وميديا (إعلامية) أو إعلان مدفوع الثمن وشعارات محسوبة ونظرية في علم نفس ومنابر,فقد أجهزت القنبلة الذرية في هيروشيما ونجزاكي على (100000) إنسان بريء وهدم آلاف المنازل وملايين الجرحى ومثلهم تأثروا ولادياً بتلك الإشعاعات ولكن هذه العمل البربري الذي(سخََّم) وجه أمريكا وجعل فعلتها سنة سيئة ووصمة عار في تاريخ هذه الدولة,التي ترفع شعار الحرية والديمقراطية- تتستر به من أعين الناس- جاءت بعد ردة فعل داخلية وخارجية لا بد من رتقها وتصحيح خطأ جوهري وقعت به في سنن العلاقات بين الشعوب فمجرد ان تُمَسْحِِقُ وجهها بمسحوق الديمقراطية ستفلح في تضميد الجرح الفاغر منذ ثلاث وستين عاما أصاب الإنسانية ولا يمكن لقبيح الخَلق أن يداريه ببمسحة من الخُلُق المموسق,فأوكلت المهمة لهوليود والاستخبارات الأمريكية والإعلام - أنفقت الملايين المملينة كَرِشاْ- وعلى شكل مساعدات وشراء ذمم   فامتلأت فضاءات السماء بالصراخ رغم استصراخ ملايين الضحايا في فيتنام وكوريا وفلسطين وغيرها كل هذا وذاك من أجل (الديمقراطية) فأضافت إلى تاريخها صفحة أخرى وضحايا تحت يافطة حقوق الإنسان وبسلاح الاختلاف بين الخصوم ثم التراشق من على المنابر, ثم الاقتتال وسقوط الضحايا في البلدان المغرَّر بها من قبل -شياطين العصر- الديمقراطي من الأمريكان قد يسأل سائل عن مغزى هجومي على الديمقراطية فهل أنا ضد الحرية ؟!الجواب كلاّ , فأنا مع الديمقراطية التي تعطي الحرية للإنسان دون استعباد ولا تمييز في لون أو ديانة أو عرق فنحن لا نعيب الديمقراطية في الهند فهي مثال حي نجيب للديمقراطيات تليها بريطانيا والكثير من الدول ذات الديمقراطيات الناشئة ولكننا لا نريد ديمقراطية أمريكا في العراق التي توزعت على شكل تناحر طائفي وأكثر من ستمائة حزب وتجمع وفضائيات وهواتف نقالة وعمليات أمنية وقصف خطأ ومواجهات واصطراعات داخلية على موارد النفط حصدت بمجملها أكثر من مليوني إنسان فاقت في تأثيرها الحالي والمستقبلي أكثر من أربعين قنبلة نووية كالتي أطلقت على اليابان إذا أخذنا الخسائر في الأرواح في كلا البلدين؟؟أليست الديمقراطية الأمريكية تفوق قوتها التدميرية كل أسلحة الدمار الشامل أفلا تستحق أن نسميها(الديمقراطية النووية) .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٩ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م