قالوا إنها الذكرى السنوية الثانية لاستشهادك  رائدنا لوحدتنا العربية . كنت كبيرا بمبادئك وإيمانك بقضيتك السامية فكبر العراق والعراقيون بك. سيدي أنت لم ترحل عنا أبدا ، بل أصبح اسمك يردده كل شرفاء العالم وكل من كانت على عينيه غشاوة أصبح يراك كما أنت عظيما ، وكل ذرة من تراب العراق تمجد اسمك فأنت من صانها من دنس المجوس حين جرعتهم السم، وأنت وحدك من دك حصون الشر الصهيونية فزلزلت الأرض من تحت أقدامهم وأنت من تصدى لأكبر قوة غاشمة وصفعتهم بكلمة "لا" لأنك حر ولدت من رحم حرة ، عربي رضعت العزة والكرامة لا ترضى بالذل فبالله هل مثلك ينسى؟ وهل نسى التاريخ الفاروق أو المثنى أو القعقاع رضوان الله عليهم؟ هم خالدون سيدي وحمدا لله كتب لك الشهادة كما تمنيتها وستبقى خالدا عظيما.

سيدي، إن تَوقفَ جريان نهر حياتك يا قائد الأمة وفارسها فيكفيك فخرا بجانب فيض انجازاتك التي لا تحصى انك شققت النهر الثالث نهر الخير والعطاء ليفيض بالخير على عراقنا الحبيب وأمتنا العربية- أمر الراحل الشهيد الحي صدام حسين المجيد بشق نهر يجري من بغداد وحتى البصرة  بطول سبعمائة كيلومتر شيد عليه خمسة وثمانون جسرا.  وظيفة هذا النهر الاصطناعي هو بزل المياه المالحة الناتجة من عملية غسل الأرض المزروعة وخفض نسبة ملوحة مياه نهري دجلة والفرات ، وأصبح بإمكان العراق استصلاح وزراعة سبعة ملايين هكتار- وهدفك من وراء ذلك سيدي ما أعلنته مرارا بأن أمنيتك تأمين الغذاء لكل العرب.    والمضحك المبكي سيدي إني قرأت اليوم بأن جارة السوء تجفف نهرا بشمال الوطن وتغير مجراه لتبقي مياهه داخل أراضيها وسط صمت مذل من العملاء فمن منهم يمتلك صلابتك ورجولتك ليقول لا، فسحقا لكل عميل وضيع جبان وضع يده بيد المحتل.

انجازك الأهم والأعظم والأنبل سيدي حين هندست للمقاومة البطلة ، أنعم بهم من رجال نهجوا نهجك، نهج الحق وآمنوا بك فعظم إيمانهم بك وبالعراق وهم على العهد حتى النصر أو الشهادة .

يا سيدي ، ويا قرة العين إن ذكراك العطرة خالدة فينا وفراقك يمزق مهجنا ويشعل النار بداخلنا، ولا عزاء لنا بفقدك واستشهد بقول المتنبي(بتصرف) :

هَبني أَخَذتُ الثَأرَ فيكَ مِنَ العِدى     فَكَيفَ بِأَخذِ الثَأرِ فيكَ مِنَ الحُمّى

وَما اِنسَدَّتِ الدُنيا عَلَيَّ لِضيقِها      وَلَكِنَّ طَرفـاً لا أَراكَ بـِهِ أَعمى