فلسطين والعراق خارج وطن بني يعرب و يشجب ؟

 

 

شبكة المنصور

الكاتب العربي : نصري حسين كساب

كنت بصدد الكتابة عن المبشرين وانكشارية الدين المأجورين ومحاولات النيل من الاسلام ونبي الحرية محمد عليه الصلاة والسلام . فخرجت علينا وسائل الاعلام مع الصباح تحمل انباء الهجمة الوحشية الصهيونية على اهلنا في غزة مستخدمة جميع الاسلحة المتوفرة للكيان الصهيوني .


تساءلت متالما كمسلم عربي : فلسطين والعراق جزء من امة العرب والاسلام ؟!! فوجدت الجواب في ان مشكلتنا الكبرى ان معظم القيادات العربية أقمأ وأضأل وأصغر من حجم القضية القومية التي يسمونها دون ان يكونوا في مستواها . و لقد جاء في ( التلمود ) نحن شعب الله في الارض سخر لنا الحيوان الانساني . ان اليهود من عنصر الله كالولد من عنصر ابيه ، ومن يصفع اليهودي كمن صفع الله . وعلى هذا غالبية القيادات العربية الرسمية تخاف صفع اليهود ، انهم مؤمنين بما جاء في( التلمود ) والاسلام والقرأن والرسول القائد محمد عليه الصلاة والسلام لا يعنيهم ، وهمهم الاول والاخير ان يظلوا قابضين على ناصية السلطة الجبانة والجائرة .. يتنفسون بأمر من اسيادهم الصهاينة .. ويأكلون بمرسوم من الفرس ، ويساقون الى الحظائر الاميركية الصهيونية الفارسية كالدواب .


ياترى كم من القادة العرب من درس الفتوحات الاسلامية ؟ بالتأكيد هم يفضلون( التلمود ) على القرأن ، لأن ( يهوه ) في ( التلمود ) ! لذا مأساة اهلنا في العراق وفلسطين التي تقترفها اسرائيل وايران عن سابق عمد واصرار يمكن تسميتها ( مأساة العصر ) .


لقد قرأ العالم وسمعوا كثيرا عن الاحداث الفاجعة المماثلة في العصر الحديث ، لكنهم لم يعايشوا كتلك البربرية الاسرائيلية الفارسية دلالة وعمقا . لقد قرأ الناس عما جرى في بعض المدن الالمانية بعد الحرب ، عندما اجتاحها المحتلون ، وعن الحروب الاهلية المشهورة في العالم ، وشاهدوا قبل سنوات مجزرة الفلوجة التي ارتكبتها قوات الغزو والاحتلال الامريكي الفارسي ، ولكن لم يعرفوا مأساة كمأساة فلسطين والعراق . ويالعار ابناء يعرب ويشجب صمتهم وتخاذلهم ، ويا خزي اوروبا والعالم فقدانهم لأنسانيتهم وصمتهم امام البربرية الاسرائيلية الفارسية .


المؤامرة العربية الرسمية الامريكية الصهيونية الفارسية تجد فلسطين والعراق عقبة امام مؤامرتهم ، وامام المؤامرات التي يريدون تنفيذها في المنطقة . لأن فلسطين تشكل مصدر تعب للامبراطورية الامريكية الصهيونية .والعراق عقبة امام اطماع اباطرة ايران الجدد ، خمسة دول عربية من 22 دولة تحيط بفلسطين ، وأهل فلسطين يقتلون على مدار الساعة . والعراق تحيطه اربعة دول عربية ، ثلاثمأة وخمسون مليون عربي ومليار وربع مسلم على كوكب الارض والشعب الفلسطيني والعراقي يقتلون جهارا .. ويفرض عليهم حصار ظالم ليموتوا جوعا .. والقدس وبغداد مغتصبتان و لا حياة لمن تنادي ، ولن استثني احدا . الكل يتحايل والكل يتلاعب والكل يريد الابتزاز والحمم على شعب فلسطين والعراق حتى من هم في الشتات ، ونسمع من يتحدث ويتشدق بالصمود والتصدي وقوة الردع والدفاع عن السيادة والكرامة وحماية وخدمة المقدسات الاسلامية ، والتخمة والارصدة المالية أعمت البصائر ( مافيات تحكم وتستبد ) في العالم العربي والاسلامي . عمليات تمشيط وانتهاك حرمات المدن والبيوت والمحارم ، والصهاينة والصفويين يعبثون فسادا وقتلا وتدمير ، ويخرج علينا فخامة الملوك والرؤساء و دولة الرئيس و معالي الوزراء ومعالي الامين العام لجامعة اللمم العربية ينهقون غير مبالين بكرامات الرجال ونهش كرامة النساء العربيات ، بل لم يتورعوا عن الدفاع عن جرائم اسرائيل بحجة صواريخ الجهاد والقسام . جنود رعاع الصهاينة ورعاع الفرس المجوس يدخلون بيتا ويخرجون الى بيت أخر يهدمون ويقتلعون الحجر والشجر ، ونسمع ونرى قتال بين ( ميليشيات فتح وحماس ) وبلا خجل . ونسمع عن تناقضات وصراعات بين القوى الوطنية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال واهلنا في فلسطين و العراق وجدوا أنفسهم امام مخطط منظم للافناء ، يريدون ايصال اهل فلسطين والعراق الى طريق مسدود .



فهل تعرف القيادات العربية الرسمية والشعبية شيء من الحياء ؟ يتحدث الناس عن نيرون احرق عاصمته روما ليتمتع بمنظر الحريق ، والقيادات العربية تحرق فلسطين والعراق لتتمتع الصهيونية و ايتام اسماعيل الصفوي بالدماء العربية المسلمة تسيل .


اكرر السؤال هل تعرف الحياء مثل هذه المخلوقات المتفرجة على مدن عربية تدك على رؤوس اصحابها ، والمراسلون الاجانب يشهدون بأنها أصبحت كأنقاض بعض المدن الالمانية .عقب الحرب العالمية ؟ لا اريد جوابا ولكنني على يقين سيتحدث الناس ويكتب التاريخ حتى بعد الف عام عن ان الامة العربية حكمتها فئات منحرفة انعدمت لديها القيم والعقائد والمقاييس الخلقية ، وتجردت من أي ولاء للدين و للشعوب او الاوطان او الامة ، أوغلوا في الخسة والنذالة والاستسلام والخيانة ( المبرمجة لهم ) بدون ان يرف جفنهم .


لقد ابتليت فلسطين بالاستعمار الصهيوني . أكثر من عشرة الأف اسير فلسطيني في السجون والمعتقلات ، قتل السجناء ، واغتيال الشخصيات الوطنية ، ومصادرة الحريات ، والاعتداء على الاعراض وقتل الاطفال حتى وهم في بطون امهاتهم وقتل النساء والشيوخ ، والتطاول على المقدسات و حتى الدعاء في القدس لا يملكه الناس .


والعراق ست سنوات تحت ظل احتلال امريكي وغزو سياسي صهيوني فارسي ، مليونين قتيل مسلم عربي عراقي ، واربع ملايين مسلم عربي عراقي مشرد ونازح ولاجيئ بين الداخل والخارج ، و اربعة ملايين طفل يتيم ، وثلاثة ملايين أرملة فقدت زوجها ، ومدن دمرت .


ايها العرب والمسلمون شعوبا .. يا حكام العالم وياشعوب الارض .. يا ايها الانسان في كل مكان .. تذكروا واجبكم تجاه الشعب الفلسطيني والشعب العراقي . انه لأمر خطير أن يكون هذا الصمت وهذا الموقف .


فمتى ترتفع الشعوب العربية والاسلامية من بين الزعازع ، وتقوم شديدة لتواجه الخطر الداهم بعد ان اخذت اطراف الوطن العربي تنتقص واحدة بعد الاخرى مما عبر عنه شاعر بقوله :


فمدينة من بعد اخرى تستبى
وطريقة من بعد اخرى تقتفى
حتى لقد رجفت ديار ربيعة
وتزلزلت ارض العراق تخوفا
والشام قد اودى واودى اهله
الا قليلا والحجاز على شفا

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٩ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م