مواقف نضالية في زمن الايام الطويلة
العدوان الثلاثي على مصر وموقف البعث والقوى الوطنيه والقومية

﴿ الحلقة السابعة ﴾

 

 

شبكة المنصور

ابو عمار المخضرم

 

قامت كل من فرنسا وانكلترا والكيان الصهيوني في 29\10\1956 بشن عدوانها الذي عرف بالعدوان الثلاثي على مصر لأسباب عديدة منها:


- توجه المناضل جمال عبد الناصر القومي الداعي الى وحدة الأمة العربية وتحريرها واستقلالها … وتحرير ارض فلسطين من المحتلين الصهاينة.


- تمكن القيادة المصرية من كسر ( حصار السلاح ) المفروض عليها والتزود بالسلاح من الدول الاشتراكية .

 

- تأييد مصر للثورة الجزائرية .


- الحرب الإعلامية والسياسية التي قادتها الثورة المصرية على حلف بغداد وعملائها .


- ثم امتناع الدول ألغربيه عن تمويل بناء السد العالي .


وكان السبب المباشر الذي أشعل فتيل العدوان الغادر قيام الرئيس عبد الناصر بإعلان تأميم قناة السويس في 26\7\1956.


فقامت على اثر ذلك قيامة الأمة العربية ومعها كل قوى التحرر في العالم ومن بينها شعبنا العراقي الذي واجه حكامه المتواطئون والمتآمرون مع المعتدين بالتظاهرات الصاخبة التي تبنتها الأحزاب الوطنية والقومية والتي عمت كل أنحاء العراق رغم أساليب القمع التي مارستها السلطة الحاكمة آنذاك . ومما زاد في نقمة الشعب و هياجه مواقف تلك السلطة التي لم تكن تخفي تأييدها لذلك العدوان بل تعدت ذلك الى أسلوب الشماتة والشتائم الهابطة بحق الرئيس عبد الناصر شخصيا لظنها ( الخائب ) بان هذا العدوان كفيل بإسقاط الثورة المصرية ومن ذلك قيام اجهزة الإعلام آنذاك ببث وترديد أغنية لمغنية عراقية اسمها (( زكية جورج )) كانت تبث عند سقوط احد أجنحة الحكم وصعو د جناح أخر الى سدة الحكم حيث تقول بعض كلمات تلك الاغنية :- (( طير لاتوكر أنصحك طير هذا بحر الهوى غرك يا ولد مثلك كثير )).... إضافة الى أغنية أخرى للمغنية رجاء عبده تقول (( البوسطجية اشتكوا من كثر مراسيلي ...)) وهي ترمز الى تعيير الرئيس عبد الناصر بوالده الذي كان يشاع بأنه كان موزع بريد – (بوسطجي ) هذا بالاضافه الى أسلوب التشفي والفرح الذي كانت تتولاه أجهزه إعلام النظام الرسمية ،ولقد كان كل ذلك مناقضا ومتحديا لمشاعر كل ابناء الشعب العراقي وكان من بين الأسباب التي عجلت بقيام ثورة 14\تموز\1958. ولقد ساهم حزب البعث العربي الاشتراكي بانتفاضة الشعب المؤيدة لشقيقته الكبرى مصر وشجب مواقف الحكام الخونة فقام مناضلوه بقيادة التظاهرات العارمة وإصدار النشرات وكتابة الشعارات ولم يثنهم عن ذلك الإجراءات التعسفية التي مارستها أجهزة السلطة من اعتقالات ومطارده وفصل من الوظائف ومقاعد الدراسة وإبعاد المناضلين الى مناطق ومعتقلات ( نائية ) ومن بينها معتقل ( السعدية ) في ديالى الذي ضم المئات من الشخصيات الوطنية والقومية بمن فيهم بعض قيادي الحزب .

 

إنني عندما استذكر تلك الايام تحضرني عشرات الأسماء من المناضلين البعثتين وغيرهم الذين شملتهم إجراءات الحكومة التعسفية ، الكثير منهم قضى نحبه في ذمة الله وبعضهم لازال على قيد الحياة يحث الخطى ويساهم مع ابناء شعبه في التصدي للعدوان الثلاثيني (وليس الثلاثي ) الذي قادته الامبريالية الامريكية على بلدنا العريق المجاهد ... والثقة والأيمان يملءان جوانحي وجوانح كل الشرفاء بان يوم الخلاص والتحرر قريب بإذن الله .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٦ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م