ماذا بعد الاعتراف  .........! ؟؟
بوش و العملاء واتفاقية العار الى مزبلة  التأ ريخ
..
ونصيحة الامة الى الحكام العرب

 

 

شبكة المنصور

محمد عبد الحياني - مناضل بعثي

 

الاعتراف سيد الادلة:

 

لم يتفاجأ العالم وهو يسمع رئيس الولايات المتحدة الامريكية وهو يعترف: ( بأنه كان غير مستعد للحرب عندما غزا العراق) .. وهذاما جاءت به شبكة ال ( أي بي سي ) الاخبارية .. ويستطرد في اعترافه...( بأن الاسف الاكبر طوال حياته: انه اعتمد على تقارير مخابراته غير الصحيحة) .. وقد اعترف قبله الكثير ممن اشتركوا معه في هذه الجريمة من المسؤلين الامريكيين و في مقدمتهم وزير خارجيته في بداية الغزو كولن باول الذي اعتذر عن(الاكذوبة) التي طرحها في مجلس الامن والتي تتحدث عن وثوقه بالتقارير التي قدمتهااجهزة مخابراتهم عن امتلاك العراق ايام الحكم الوطني للاسلحة ذات التدمير الشامل وعن علاقته بالقاعدة وكانت هذه الاكذوبة سببا في غزو العراق وتدميره ... وكانت في ذات الوقت سببا في ان تخسر امريكا احلامها في ان يكون القرن الحادي و العشرين قرنا امريكيا ..

 

لم يتفاجأ العالم بهذا الاعتراف : لانه كان يعلم بحقيقته , لكن العملاء الذين نصبهم الاحتلال حكاما على العراق المحتل , تفاجأوا .. لأن هذا الاعتراف رفع الغطاء عن خيانتهم ودونيتهم التي قادت فيها تقاريرهم لاحتلال العراق وان يأتوا على ظهور الدبابات الامريكية ادلاء خاسئين كما سحب البساط من تحت اقدامهم وأكد زيفهم كحكام امام العالم وامام ابناء الرافدين وليكونوا اهدافا اساسية له ولفصائل مقاومته الباسلة التي اوصلت الرئيس (الابله) بوش الى هذا المصير غير المحسود عليه ... وسيكون حساب التأريخ لهم ولهذا الابله اقسى وأمر . وسيذكرالعالم بوش كما يذكرالعالم اليوم كل الطغاة في التاريخ من امثال الطاغيةالمجنون (نيرون) الذي قتل امه واحرق عاصمته (روما) وجلس على ركامها يغني ويرثي روما وامه ...ولم لا...!!؟؟... فان الاهبل بوش دمر بلده عسكريا واقتصاديا وسياسيا في نزوته الشريرة الخاصة بالاعتداء على العراق .وانتهى به الامر بان يندب حظه العاثر ويرمي بالمسؤولية على تقارير مخابراته الكاذبة....

 

ان الامر لم يتوقف عند حدود الاعتراف بالخطأ بل بالجريمة التي دمرت بلداً اسمه العراق وتسببت باستشهاد مليوني مواطن عراقي وتدميرالعلاقات السياسية بين بلدان المنطقة واغتيال مليوني شهيد عراقي وتشريد اكثر من خمسة ملايين عراقي يهيمون في بلدان الشتات وتدمير البنى التحتية للمشاريع العملاقة التي بنتها ثورة البعث وقضت على أهم واعظم تجربة تنموية نشأت في دول العالم الثالث واغتالت قادة العراق الوطنيين بتُهم كاذبة عن طريق محاكم خاصة بالاغتيال وقضاة خونة باعوا وطنهم وشرفهم لشيطان الاحتلال , وقد كان على رأس هؤلاء القادة شهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد وكوكبةالشهداء الاخرين : طه ياسين رمضان وبرزان ابراهيم وعوادالبندر (رحمهم الله جميعا ) كما امتدت يدالاغتيال لقضاة الاحتلال بحق المناضلين (علي حسن المجيد وعبد الغني عبدالغفور وآخرين..) كما جعلت هذه الجريمة من العراق سجنا كبيرا يضم (27 ) مليون اسير ومهجر اضافة الي الاسرى الحقيقيين في سجون قوات الاحتلال وسجون وسراديب المجازر البشرية لحكومة الاحتلال والاحزاب المجوسية الموالية لحكومة عمائم الشيطان في طهران ....

 

دوافع الاعتراف

 

قد يتصور الكثير بان بلاهة وغباء بوش (وهو امر طبيعي فيه ) كانت وراء اعتراف بخطأ العمرالذي ادى به الى غزو العراق في ضوء الاخبار الكاذبة التي قدمته له مخابراته الامريكية والعملاء... وعدم استعداده لمثل هذه الحرب .....!!! . تصوروا (بلاهة ) هذا الرئيس الذي يحكم اكبرواقوى واقدر دولة في العالم ....!!! . وكيف يعترف ضمنا بشدة وقساوة ضربات المقاومة العراقية على كل امريكا ...!!؟؟. وكيف ان هذه المقاومة استطاعت ان تجبره على الركوع امامها...!!! . (دون ان يعي ) بان ما صرح به كان وساما في صدر كل مقاتل من مقاومة العراق وهم يدافعون العراق العظيم ..

 

ان احتمال (البلاهة والغباء) يمكن ان يكون هو السبب اذا معرفنا ان هذا الاعتراف (يتناقض) مع ما يصرح به قبل احتلال ( ارض بابل) نتيجة قراءاته للعهد القديم (التوراة التي حَرّفها اليهود في بابل) والتي شيطنت شعب الذرى اهل بابل العراق . وكيف كان يصرح حول شوقه لتحقيق حلم صباه وشبابه في احتلال ارض بابل وابادتهم انتقااما لليهود ... اقول ان هذاالاحتمال قد يكون صحيحا في سبب الاعتراف .انطلاقا من نظرية ان (البلاهة) يستدل عليها من تناقض مواقف الشخص المريض في حالات ( انفصام الشخصية ) ... ولكن هناك ثمة سبب آخر يضاف الى احتمال البلاهة وهو ان القوى التي بيدها كل اقتصاد امريكا والتي تدير الولايات الامريكية ( خلف الكواليس ) والتي توظف الادارات الامريكية لخدمة مصالحها قد اوعزت لبوش قبل ان يغادرالبيت الاسود ان يصرح بمثل هذا الاعتراف لتحقيق هدفين اساسبين في ان واحد :

 

الاول: تخفيف العبأ عن الرئيس الجديدالذي سيتحمله لقاء وجود قواته في العراق ,ومساعدته في امتصاص نقمة المواطن الامريكي نتيجة غزو العراق ,اضافة الى ترك فسحة من الوقت يتصرف بها للمناورة بشأن العراق , ومساعدته في تحديد المواقف التي تبيض وجه امريكا بعد ان سودته المقاومة والتصرف بما يساعده في الانسحاب من العراق اذاماكثف ابطال المقاومة العراقية ضرباتهم على قوات الاحتلال . وعندها سيعتبر احتلال العراق (مجرد خطأ) اقترفه الرئيس السابق الذي لم يقدر خطورة ذلك ...

 

الثاني : ان هذا التصريح بالاعتراف سيعطي المواطن الامريكي ايحاء بان الرئيس الجديد قد تكون على يده الاصلاحات الاقتصادية التي انكوى بنيرانها هذا المواطن . و بكل الاحوال فقد سهل عملاء  العراق لاولياءامورهم الامريكان هذه المهمة عن طريق تصديق اتفاقية الاذعان

 

والعار, وسهّلوا للرئيس الجديد اللعب بها كمكسب سياسي امام المواطنين الامريكان الذين عارضوا الحرب وامام العالم . وهم يتصورون ان ذلك سيعيد هيبة امريكا امام مواطنيها والعالم....ولكن هيهات ... !! (فقد سبق السيف العذل ) . وسيخيب فألهم (ان شاء الله تعالى ) بفعل اصرار جنود الرحمن (ابطال مقاومة ابناء الرافدين ) على الحاق الهزيمة النكراء بدولة الشر (امريكا), ان لم تنسحب من العراق دون قيد او شرط والاعتذار للشعب العراقي وتعوض هذا الشعب ماديا ومعنويا لما الحقوه به من كوارث ونكبات ......

 

حسابات أخرى

 

ولأعترافات بوش الاخيرة حسابات اخرى ,معه ومع بطانته العسكرية والاستخباراتية والعملاءالذين جاءوا به وركبوا دبابات جيشه أدِلاء خاسئين كملحق من ملاحق الاحتلال ...... وهذه الحسابات تتعدى الثوابت التي حددتها المقاومة العراقية المذكورة في اعلاه بعد طرده والقصاص من عملاءه لابد ان تطلب من محكمة العدل الدولية لمحاكمة (مجرم الحرب بوش ) وبطانته العسكرية والسياسية التي اضيفت لقائمة المعترفين منهم مجرمة الحرب التي اعترفت مؤخرا بأن احتلالهم للعراق كان مبنياً على خطأ كمجرمي حرب , بماتسببوه من موت لمليوني   شهيد عراقي وتهجير لخمسة ملاين مواطن عراقي وتخريب لكل ماهوعراقي .... ومطاردة من يهرب من العملاء لمقاضتهم عن جرائمهم وعما سرقوه من اموال الشعب .... ومطالبة الحكومات التي سيلجئون اليها بهذه الاموال ... واحالتهم الى القضاء العراقي لايقاع القصاص العادل بهم .. 

 

أقترا ب النصر

 

اقول هذا وبعد كل الذي ما جرى لأعظم دولة في العالم من انهيار عام ( مالي واقتصادي وسياسي وعسكري ) فان تباشير النصر الاكيد لاحت في الافق القريب خصوصا بعد ان اعترفت عميدة الكذب والافتراء و ( الشذوذ ال......) كونداليزارايز بما اعترف به سيدها المجنون ... .

 

وستتسلق المقاومة العراقية بكل فصائلها  القومية و الوطنية والاسلامية ذرى المجد (بعون الله) لتستلم سلطة العراق وتحت جناحها كل شئ جاهز لادارة الدولة واعادة هيبتها ونموها المالي والاقتصادي والسياسي والعسكري . والضرب بيد من حديد على رأس كل  من تسول له نفسه للتخريب في ظل النظام الوطني الجديد من عبيد الصفويين المجوس الذبن طغوا في العراق المحتل واكثروافيه القتل والذبح والفساد , خصوصا وان تلك المرحلة قد كشفت كل وجوههم الكالحة وعناصرهم المجرمة ... وسيلقن جيش العراق ( الذي يتصور البعض انه انتهى ) جارة السوء ايران أمر الدروس واقساها ان هي حاولت التحرك لتنصيب نفسها وصية محل الاحتلال الامريكي . وستهزم كما هزم  ا لامريكان الاكثر اقتدارا وقوة منها . وسنحاربها وفق العقيدة العسكرية الجديدة للمقاومة التي دحرت بها اقوى جيوش العالم .... اضافة الى ان عرب العراق وعشائره ذات الغيرة والنخوة من جنوب العراق الى شماله قد كشفت وجه هذا الجار الكالح وتجرعوا منه مرارة الاحتلال والغدر واجرام احزابه وميليشياته الصفوية . اضافة الى كبرياء العروبة والاسلام في نفوسهم التي تأبى أن يكون مجوسيا صفوي سيداًً عليهم.

 

كل ذلك جعل من هذه العشائر الظهير الامين والصادق والرافد لجيشهم المحرر لعراقهم العظيم ...

 

وهذا ما نلمسه منهم اليوم وهم يتجمعون لليوم المشهود . وسيستمر الطرق على رؤوس من تسول له نفسه المساس بالنظام الوطني المنتظر حتى يتنفس ابن الرافدين نسيم الحرية من جديد .  

 

وعندها سيحاسب الشعب تلك العناصر المنافقة التي قوت عزائم الاحتلال من خلال انحناءها تحت خيمة ما اسموه بالعملية السياسية ودستورها وقوانينها التي كتبتها الايدي الصهيونية في جيش الاحتلال لتستهدف فيها تقسيم العراق الى دويلات مجهرية تافهة لاسامح الله ,وتمزيق شعبه بما اثاروه من نعرات طائفية اثنية وقومية ,وظنوا انهم قادرين فيها على تمزيق لحمة هذا الشعب العظيم الذي عاش آلاف السنين متآخيا بكل مكوناته .... كما ستذهب اتفاقية العار والذل التي ابرمتها حكومة الاحتلال مع سيدها المحتل لتلحق بالاحتلال وعملائه الى مزابل التأريخ , تماما كما كان مصير معاهدات الذل التي مزقها الشعب في عهد الاحتلال الانكليزي في القرن الماضي ... ان الاحداث الداخلية والاقليمية والعالمية تقول لنا ان النصر آت لامحالة (ان شاء الله تعالى) فقد اكتسحت مقاومة ابطال الرافدين كل دول العدوان ولم يبقى منهم الا المكابرين وبعض المتزلفين الصغار الذي يطمع كل منهم (بعظمة) كالكلب قبل ان يغادر زمان الاحتلال .....

 

لحظة مع الحكام العرب

 

بهذه المناسبة اوجه كلامي الى الحكام العرب لاقول لهم : كونوا رحماء بأبناء العراق الذين نزفوا الدماء دفاعا عن اقطاركم: لاحبا فيكم بل بالشعب العربي الذي تحكموه في اقطاركم .. واعيدوا حساباتكم لتكونوا مع واقع الامة ومخاضها الجديد ,ليحبكم الشعب ( ويحلف برأسكم ) فالحياة فانية .... ولن يبقَ لنا الا الذكر الطيب .... كونوا كما قال كريم العرب ( حاتم الطائي ) لزوجته ماوية :

 

                أماوية ان المال غادٍ ورائح

                                         ويبقى من المال الاحاديث والذكر

 

وكونوا عونا لمقاومة العراق ولا تستصغروا شأنها ... ( فكم فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله) ....فهي آتية بعون الله ,بصيغتها الجديدة كحكومة ثورية لدولة العراق .... تنكروا لابناء العم سام في هذه المحنة التي تعيشها  الامة وعودوا الى ابناء عمومتكم الحقيقيين في العراق . فان من شيمة العربي النخوة في نجدة ابناء عمومته .. فأينكم من ثوار العراق ....!!؟؟ فكروا في ان يكون لكم دور اً حقيقيا في تحريرالعراق كما كان للعراق دوراً كبيراً في صد الاذى والعدوان عنكم ...اسمحوا لابناء شعبنا العربي في اقطاركم ان يساهموا مع ثوار العراق في تحرير العراق ,ولاتتهمونهم بالارهاب ,فما الارهاب الامن صنع الامريكان ومجوس الصفويين واحزابهم وميليشياتهم في العراق واليهود الصهاينةالذين تحتلوا فلسطين وشردوا اهلها العرب في بلدان الشتات , وهم جميعا طامعين في ثرواتنا ونفوطنا .

 

يريد الثوار في العراق من حكام الاقطار النفطية ان يكونوا رحماء بابناء الامتين العربية والاسلامية فيوظفوا( ملياراتهم الدولارية) في مشاريع البلدان العربية والاسلامية الفقيرة ليساهموافي تنمية هذه البلدان وان يعزفوا عن توظيف هذه الاموال في دول العدوان وفي البنوك اليهودية في اوربا وامريكا ,انها لن تعود لهم بل انها ستتآكل مع الازمات المالية التي يصنعها اليهود بين آنٍ واخر في العالم .....كونوا يا مالكي الابار والحقول النفطية من الحكام والامراء مبادرين لكل شئ يساعد العرب والمسلمين الفقراء (وبدون منة ) عن طريق مساهماتكم في نهضة بلدانهم , ليرحمكم الله ويتقبل اعمالكم هذه كزكاة حقيقية لما تمتلكوه من كنوز النفط والذهب ... ولا تعتبروا من يسمون انفسهم ( بدولة كردستان ) في العراق كدولة ,لتستثمروااموالكم فيها , كما انتم عليه اليوم , طمعا باموال زائلة ,وتكونوا قد ساهمتم في تمزيق جسد العراق , وتوقعوا ان الدور سيكون عليكم في تمزيق بلدانكم واحتوائها ان نجح المخطط الصهيوني في العراق ( لاسمح الله ) .. ولن ينجح بعونه تعالى مادام ثوار العراق وجيشه البطل يطرق على رأس الاحتلال وعملاءه .... كونوا, وقد آزف شبح الغول الامريكي  على الرحيل , عربا ومسلمين حقيقيين ليحبكم الشعبين العربي والاسلامي وليدفعوا عنكم مؤامرات حيتان اليهود الذين ابتلعوا مئات الترليونات من الدولارات في الازمة المالية التي اكتسحت العالم ,وفيها سهم كبير لا يستهان به من خساراتكم .ولم يشار لهذه (الحيتان) من أي طرف من الاطراف التي خسرت هذه الترليونات من الذهب والدولار ...والا بربكم .... اين ذهبت خسارة الخاسرين .......!!؟؟  

 

لقد كانت حرب احتلال العراق قداستنزفت دماء شعوب الولايات الامريكية واموال فقراءها بما باعته مصانع الاسلحة المملوكة لليهود ومبيعاته لاحتياجات حرب العراق خلال السنوات الخمسة العجاف التي افرغت كل الاحتياطي المالي الامريكي وراكمت الديون على امريكا .... كما كان لما فرضته شركات النفط الاحتكارية من اسعار عالية جداً قبل الهبوط الاخير له الفرصة الذهبية للممولين اليهود لما يريدونه من ابتزاز لهذه الدول بضمنها امريكا ....

 

لقد كان انسحاق امريكا تحت ثقل الديون كان اذاً بفعل المقاومة العراقية ,وسوف لن تنهض من بعده الا وهي قزم ممزق .... كان عليكم الافتخار بمقاومة العراق ومد يد العون لها  وان لا تجعلوا من اراضيكم ومياهكم وسماءكم معبراً لادامة الروح في الاحتلال .... الا هل بلغت ....اللهم فاشهد ....

 

هنيئا لشهداء ثورة العراق المسلحة بالجنة وفي مقدمتهم سيد شهداء العصر الجديد صدام حسين المجيد .....وهنيئا للثوار والشعب ولكل العرب والمسلمين الانتصارالاكيد بعـون الله تعالى ......ومن الله التوفيق .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٥ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٣ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م