الماضي الأسود .. الحاضر الكالح السواد

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 

 

شبكة المنصور

محمد الحديثي  / عضو منظمة كتاب من اجل الحرية

إذلال ( الأذلاء ):


من حق من مات له اخ او زوج او ابن واو اب من عوائل الذين انضموا لمعسكر ملالي طهران ان يعرفوا في سبيل من قتلوا ومن هم قيادات العراق الجديد ومدى اخلاصها للعراق ومدى اهتمامها بالعراقيين وان لا يكونوا عميان كما يراد لهم وما يسعى له اليوم ملالي العراق تحت مختلف المسميات البراقة .


من حق عوائل من قتل ان يعرفوا حقيقة قتل هؤلاء وكيف تعاملت القيادات ( الاسلامية الشيعية ) التي تتحدث باسمهم بعد ان غيب ابناءهم عن الحياة ولم يستقلوا القطار الامريكي بعد الاحتلال بعد ان استقله( السادة ) .


وحين اتذكر هؤلاء من الذين قتلوا في الميدان الخطا ومن اجل الهدف الخاطيء اشعر ان المسؤولية الاخلاقية الوطنية تفرض علي بان اوضح لكل من اغفل او تغافل عن حقيقة هذه المسوخ البشرية المؤتلفة تحت تسمية الائتلاف اللا عراقي اللاموحد .


كان هذا الشباب المتحمس بغض النظر الان عن صحة الهدف من عدمه يضحون بارواحهم ولا يعيرون للغو الفارغ والخلافات الحزبية المصلحية ومعارك نيل حظوة ( الملة ) الايراني التي كانت تجري على قدم وساق .


ولكن في الجانب الاخر تجد قسوة النفس التي تعاقب هؤلاء لاتفه الاسباب من قبل ( السادة ) وكانت اذا حدث اختلاف كانت التهم جاهزة ضد البسطاء من الناس من غير الحاشية وقردة التنطيط المصفقة اما من يستطيع الافلات من هذه التهم ودوائر اجهزة المخابرات المتعددة من مخابرات هذه الاحزاب والاجهزة الامنية الايرانية وهم قليلون فيطاردوا حتى لقمة العيش بعيدا عن هذه التيارات وهناك بالفعل من عارض مثلا سلوكيا حزب الدعوة وبالفعل قطعت ارزاقهم عنهم وعن عوائلهم وبالنهاية اظطر هؤلاء الى بيع الكتب وبيع اللبن على قارعة الطريق .


واليكم المثال الواضح عن كلامي كان هناك من يدعى ( ابو اسلام ) وهو معروف لمن عاصر تلك الحقبة وهو احد ناشطي عمل الداخل من النماذج الدالة على السلوك المخزي تجاه هؤلاء من قبل القيادات ( المللية ) لقد اختلف ابو اسلام مع قيادته حول اسلوب العمل فحورب في رزقه وقطعت عنه المؤونة التي كانت تاتيه شهريا وبات هو عائلته بلا أي شيء ففضل بيع الكتب على الرصيف وترك العمل الحزبي اصلا على الاستمرار مع هؤلاء وهذا مثال على من عرف تورطه في المؤامرة .


وبجرة قلم شطب على اسم ابو اسلام وهو بالمناسبة على ما ذكر لي هو ملاليم لا غير وهناك الكثير الكثير ممن تحول الى بيع السمك والبقالة على ارصفة مدينة الاحواز .


عز الدين سليم :
وصف بالشخص المعتدل من بين راكبي القطار الامريكي وقد مدح كثيرا بين زملاءه السنة والليبراليين ولكن ؟؟وما ادراك ما لكن  .


كان الفريق الذي ناوءه لمدة عقدين ونصف يكيد له في مجلس الحكم ويعمل ليل نهار حتى لا يحتل موقع رئاسة مجلس الحكم لا لشيء سوى انه منشق من حزب الدعوة وهم وحدهم من يمثل هذا التيار .
حتى انهم لا يستيعون حتى رؤيته هو رئيس مجلس العرائس تحت حكم بريمر وهو المنصب التافه , اذ كيف يتراس المجلس من هو منشق من حزب الدعوة الذي يقوده ابو اسراء المالكي .


انهم يعتقدون ان المنشق عنهم لايستحق العيش فتصورا بعد ذلك ماذا يحدث للاشخاص والتوجهات السياسية التي تخالف وجهة نظر حزب الدعوة وان الوطنيون هم فقط حزب الدعوة ونوري كامل المالكي .!


وفي الليلة التي سبقت مقتل عز الدين سليم سجلت دردشة شخصية بينه وبين اصدقاءه واكد لهم وهو يتحدث بمرارة عن تجربته في مجلس الحكم وعلاقته بحزب الدعوة وان نوري كامل عمل بقوة لكي لايفوز عز الدين سليم باصوات ال(25) عضوا الموجودين في المجلس ليكون رئيسا له وفعلا نجح في حجب الاصوات عنه ليفوز لكن بواسطة من ؟ بواسطة اصوات اللبراليين ومايسمى اصطلاحا ( السنة ).


ويتسال عز الدين سليم في معرض حديثه لماذا يتم انتخابي من قبل شخصيات علمانية ووطنية التي لاتتبنى الاسلام طريقة حياة ولا يدعمني اعضاء التيارات السياسية الشيعية , خصوصا وانني عشت معهم ربع قرن في ايران واكثر من ربع قرن في الميادين المختلفة ؟.


ويضيف لقد عمل جواد المالكي ( نوري كامل ) جاهدا لكي يعيق ترشحي وفوزي كرئيس للمجلس وهو يعلم ان هذا الموقع لن يزيدني مكانة في نفوس الناس كما يقول )).


ويذكر المقربون منه انه نقل مرتين الى مستشفى الكندي اثر تحايل نوري كامل وجماعة الدعوة الممارس ضده والسياسات المتامرة عليه في مجلس الحكم .


الطامة الكبرى ان نوري كامل لم يحضر مجلس الفاتحة المقام على روح عز الدين سليم فتصوروا الحماقة السياسية التي يرتكبها هذا القيادي الذي شاءت الاقدار ان يكون رئيسا لوزراء العراق في حكومة الاحتلال الرابعة فعن أي مصالحة يتكلم الان الله اعلم . وكيف يمثل شخصا بهذا المستوى من ضيق الصدر تجاه من كان معه في نفس الخندق العراق وكيف سيتعامل مع معارضيه الان ؟؟؟؟؟؟؟


والمشكلة الاكبر انه يغلف حقده هذا بحرصه على الدعوة الاسلامية وعدم الاعتراف بالمنشقين الذين دافعوا حتى عن ابراهيم الجعفري ومن المعروف انه نوري كامل لم يود الجعفري ابدا طوال حياتهم .


لا توجد كلمة افضل من دكتاتور يمكن ان توصم بالمالكي وتلك الكلمة لم ات بها من جيبي ولكن هي كلمة اطلقها عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة وعمل كثيرا مع المالكي وافترق عنه وغادر الى استراليا احتجاجا على سلوكياته الدكتاتورية .


ان منطق التامر ميزة والالتفاف على تاريخ الناس فضيلة وعدم الاعتراف بالاخر مكسب فكيف يمكن بناء عراق امن مستقر بوجود هكذا نوعيات في السياسة العراقية ؟


وفي هذا الصدد جرت محاولات لراب الصدع واعادة احياء وحدة حزب الدعوة عبر اجراء حوارات بين قادتها وحين وصل الامر الى ضرورة مفاتحة القيادي عز الدين سليم انتفض علي الاديب عضو البرلمان الحالي قائلا للمفاوض :


(( ان ابو ياسين كاي داعية خارج التنظيم واذا كان لابد من عودته الى الدعوة فهو يعود كاي داعية ولايترتب أي شيء على عودته في التراتبية القيادية في الحزب )).


ان هذا المنطق رافق هذه الجماعة منذ الثمانينيات ولايمكن بحال اجراء تغيير في مضمونه لان حدوث تغيير حقيقي كفيل كما يرون هم باطاحة الكثير من السياسات والمواقف والقيادات لذلك فهم كانوا يعتبرون عز الدين سليم عقبة وربما جاء موته رحمة لهم رغم دموع التماسيح التي سالت في الجنازة مع اني استبعد ان احدا منهم حزن على الميت .


انهم لم يحضروا مجلس الفاتحة فكيف يبكون الرجل ؟


ضحايا العراق الجديد :
بعد احتلال العراق كان من المفروض على الاقل لدعاة العراق الجديد ان يقوموا بمصالحة وطنية هدفها الاساسي تطمين العراقيين بانه عهد جديد وان العراقيون سيقررون طبيعة النظام الاجتماعي ونوع العدالة التي يريدون .
كما ان أي نظام يريد بناء البلد لابد وان يعمل على اساس تكريس روح التضامن الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنيةلا العكس وتقتيل ابناء هذا البلد كما يجري .


ان هذا الكلام لا نجده الا في عناوين الصحف التي تحلم بالغد الديمقراطي وبالحياة السياسية الراقية وبالعدالة والمساواة وحقوق الانسان . اما في الواقع فلا نرى غير عمليات الثار والانتقام والتصفيات الجسدية تعمل وبسرعة فائقة في كل شارع ومدينة عراقية تحت عنوان اجتثاث البعث وغيرها من الشعارات الاقصائية فيما تاتي هذه الممارسات في ظل كلام سياسي انيق عن الصفح عمن لم يرتكب جرائم بحق الشعب رغم ان مئات الالاف التي طالتهم بنادق الغدر لم يكن لهم ناقة ولاجمل بما جرى ويجري لا قبل الاحتلال ولا بعده .


المشكلة ان ما يسمى ضحايا النظام السابق كما يقولون هم متورطون بشدة بالتصفيات وما يزيد الطين بلة ان التصفيات طالت الطياريين والاساتذة والكفاءات والاطباء والتي كانت وراءها ايران واسرائيل وحتى دول عربية لها مصلحة من افراغ العراق من عقوله الفذة التي خرجها نظام البعث .


فعلى سبيل المثال الطيارون العراقيون كانو يؤدون مهام قتالية في الحرب دفاعا عن وطنهم ووفق واجبهم العسكري هنا اسال :


هل من حق احد بما فيهم العراقيون وعوائل الطياريين الذين قتلوا ان يقوموا بتصفية الطياريين الايرانيين الذين قصفوا العراق اذا ما سنحت لهم الفرصة ؟؟


المعلومات المؤكدة تشير ان عمليات قتل الطياريين تتم بتمويل ايراني وتنفيذ عراقي – ايراني .


واقول : كيف يمكن بناء بلد ديمقراطي دستوري في ظل وجود اجهزة وميليشيات مهمتها تصفية العقول والكفاءات العراقية ؟


ان الخميني كما تذكر يوميات التجربة الايرانية قام بتكريم رجال السافاك الذين كانوا يعملون خارج ايران لانهم حسب وجهة نظره كانوا يخدمون ايران وان ثورته رغم اختلافنا الكلي معها اعادت توظيف كل عناصر الأجهزة الأمنية من جديد فهل من الأولى التقلد بإمامهم أم إن الأمر وراءه ما وراءه ؟؟؟


معركة  بولونيا !!:
كيف يمكن ان يقنعنا راكبوا قطارالاحتلال الشعوب ولجان حقوق الانسان والعراقيين الوطنيين بصوابية المشروع الاحتلالي ومن معه اذا كان معظم من يمثل هذه الاحزاب شاذين جنسيا ويبحثون في فحش الملاهي والشوارع المظلمة عن بنات الليل بحجة السفر لاداء مسؤوليات سياسية وامنية في اوروبا ؟


اكبر خيانة يمكن ان ترتكب من قبل أي مسؤول حزبي ان يكون بعيدا عن الثورية التي تباكى عليها كثيرا والاكثر خيانة ان يتم توزيع اموال الاحزاب على صدور بنات الليل !


وبالفعل حدث ذلك في بولونيا حين انتدب وكيل( وزراة في وزراة الخارجية الحالية ) ايام معارضتهم الثورية لشراء سترة واقية لكن هذا الثوري جدا وحيث انه كان يمثل تيارا اسلاميا شيعيا كبيرا راح يتسقط بنات الليل في شوارع العاصمة ويطلب بالحاح من زميله المرافق ان يجلب له بائعة هوى لكي يذبح عطش الحاجة باموال الشعب !!.


لقد ابدل هذا الثوري مهمة شراء السترة الواقية بشراء الواقي استعدادا لخوض معركة شرسة في بولونيا لاسقاط النظام ؟


لم يستطع الذين اوفدوه الى بولونيا اخماد نيران الفضيحة فابلغوا قيادتهم في طهران بالتفاصيل لكن الصدمة كانت حين فوجيء الجميع بانه يتحدث بالنيابة عن وفد المعارضة العراقية الذي التقى رامسفيلد وديك تشيني قبل الاحتلال !! .


بين مصالح الخارج والداخل:
يمكن ان يقول لي قائل لماذا كل هذا النقد اللاذع ضد التيارات الاسلامية السياسية واقول انه بالتاكيد ليس بيني وبينهم أي صراع شخصي ولكن كعراقي وطني لدي الكثير الكثير ضدهم .


كيف ساقنع نفسي والناس بان تلك القيادات تعمل باجندات وطنية عراقية وقد كان لها تاريخ طويل من العمالة للاجنبي حتى الزموا انفسهم بالعمل تحت سقف القرار الايراني.


فليس من المقبول ولا المرغوب باي شكل من الاشكال ان يكون احد شروط القبول بل الرئيسي عضوا في ما يسمى المجلس الاسلامي الاعلى هوايمانه بولاية الفقيه يعتبر هذا الشرط ملزما والا رفضت عضويته وينسحب هذا الشرط على كل الاحزاب والكيانات السياسية الت جاءت من ايران حتى وان اعلنوا غير ذلك .


ومن المعروف ان رئيس المجلس الاعلى الحالي عبد العزيز الحكيم هو رئيس اللجنة التحضيرية التي اقرت هذا الشرط في اخر دورة عقدت للمجلس وقد سميت بالدورة الثامنة واقيمت في طهران.


حتى لو كان مايسمى بالمجلس الاعلى يجامل الحكومة الايرانية في مسالة الخضوع لولاية الفقيه المطلقة هل كان مجبرا علن ان يضمن ذلك في اطار فقرة قبول الاعضاء الجدد ام انه ايمان حقيقي من قبل قياداته واقرار فقهي وسياسي بولاية الفقيه المرشد الثورة الايرانية ؟؟


والسؤال الذي يفرض نفسه كيف اقنعت القيادة في المجلس نفسها وضع هذا الشرط ومعظم الشعب العراقي ليس لديه قناعة بان فقيها ايرانيا هو الذي يضع الحدود ويكونوا ملزموين بتطبيق قراراته وارشاداته فيما يخص العراق ؟


المشكلة ان هذا الشرط اخذ بالسريان في المساحات الرسمية من وزارات ومجالس بلدية خصوصا في محافظات الجنوبحيث لايمكن قبول أي شخصية وطنية مهما كان تاريخها او كفاءتها في هذا المكان او ذاك الا عبر بوابة الايمان بولاية الفقيه الولي لقد سمعنا الكثير من الذي قيل في السر والعلن من مصادر الائتلاف نفسها وثبت ارتباطها العميق بجوهر سياسة الشيطان الاكبر اميركا لكنهم عادوا وحاوروا الامريكان بتخريجة فقهية للموضوع واخذ اعضاء هذا الائتلاف يتراكضون الى مسؤولي الادارة الاميركية يحملون اليها ملفات معدة مسبقا من استخبارات الحرس الثوري الايراني .


ان ماجرى على الحدود العراقية الايرانية بعد الاحتلال وانتشار اخطبوط الاجهزة الامنية الايرانية ووجود المجندين العاملين لحساب هذه الاجهزة مؤشر بان ايران مختلفة مع امريكا في كل شيء الا موضوع واحد هو تدمير العراق وهنا اتسال :


اين يقف المجلس الاعلى من التصور الايراني لمستقبل العراق وهو سؤال محير جدا لانهم طراز فريد من العملاء للاجنبي .


اجتثاث البعث :
مالفرق بين اجتثاث البعث وما يدعون من اعدامات حصلت لاعضاء حزب الدعوة ايام الحكم الوطني مع اختلاف وجهات النظر .


لابد ان نسال عن الجهات التي تقف وراء فكرة الاجتثاث واهدافها؟
كلمة اجتثاث هي محاولة امنية وعسكرية واسئصالية لانتزاع أي شيء له علاقة بالجذور !


والقائمون على القرار اعطوا مشكورين قيمة معنوية ودفعا واضحا لحزب البعث عبر محاولة استئصال الجذور الفكرية والسياسية لحزب كان يحكم العراف لثلاثة عقود.


الذي حصل ان ممارسات بربرية وبشعة تستخدم من قبل ميليشيا بدر وجهات اخى ضد البعثيين وضد عوائلهم .


ان هذه الميليشيات لا تكتفي بقتل ( المجتث ) بل ويتم التمثيل بجثته ويقتل عائلته وتباد عائلته عن بكرة ابيها ويصادر منزله وممتلكاته وفي النهاية تطلق العيارت النارية ابتهاجا بمقتل هؤلاء .اي سادية هذه ؟


هل ادرك القائمون على هذا القانون أي حقد سيخلف في نفوس ابناء الضحايا وعن اية ديمقراطية يتحدثون ؟.


لنفترض ان هناك مليون ونصف مليون بعثي عقائدي يطالهم هذا قانون القتل والتنكيل هذا فكم سيخرج بعد قتلهم من ابناء عم اقارب وبنات متعاطفين ؟ ليكن معلوما لاولئك الذين يطاردون البعثيين وعوائلهم انهم يحفرون قبورا لانفسهم على يد ابناء واحفاد الضحايا وسيبقى العراق مسرحا واسعا لعمليا استئصال لاتنتهي .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٢ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م