الماضي الأسود .. الحاضر الكالح السواد

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 

 

شبكة المنصور

محمد الحديثي
عضو منظمة كتاب عراقيون من اجل الحرية ومقاومة الاحتلال

 

منذ ايام طويلة وانا عاكف لابحث في ماضي فئة من الناس مشكلتهم انهم لم يحسبوا للتاريخ أي حساب لانهم لم يتوقعوا يوما بانهم سيخرجون من دائرة الخدمة للاجنبي فهم اعتادو التبعية والعمالة لمن يدفع او لمن يحاكي عقلهم المريض  ويروض جزء من العقد النفسية الهائلة الكامنة في اعماق نفوسهم المريضة حتى ولو كان على حساب اقرب الاقربين والمشكة الكبرى والتي اعترف بأن سادتهم القابعون في دهاليز قم ومن بعدهم ( سيدهم الامريكي ) الشيطان الاكبر كما كان يسمون, (بوش الارعن)  عرفوا من اين تؤكل الكتف  واتوا بهؤلاء المتمترسون بعباءة الدين وفعلوا مافعلوا من اقبح الافعال التي يندى لها جبين الانسانية جمعاء وليس تاريخ العراق فحسب . اكتب هذا الكلمات واقول لاخوتي في خندق مقاومة الاحتلال ان يعرفوا اعداءهم جيدا ولا اريد ان اوضح لهم اكثر لكي لايحمل الكلام اكثر  مما يحتمل .


بحثت في تاريخ هذه الفئة من خلال قراءاتي لكتب كثيرة وسؤال كل من عاصرهم في هذه الحقبة وهم كثيرون فلم اجد سوى السواد والظلام يلف أفعالهم وتاريخهم ترى كيف ضللوا الشباب وزجوا بهم إلى آتون حرب هم وقودها وضد من ؟ كي يقاتلوا ضد شعبهم ووطنهم العراق لمصلحة العدو الايراني  .


وكيف ضللوا الناس بعد الاحتلال ولا اقول كلهم ولكن بسطاء الناس وهم يحملون كل هذه السوداوية في الفكر والفعل . ساترك الإجابة لإخوتي العراقيين واتمنى ان يقرؤا ويتعضوا من دروس الماضي اقول كل العراقيين ولااريد ان احدد فئة معينة او اشخاص بعينهم .


هذه الفئة محل البحث هي الان مابات يعرف (بالائتلاف العراقي الموحد ).


اعتذر لعائلة أي قتيل من مؤيديهم ومناصريهم  احتراما مني لمشاعرهم ولكن القتلى ماتوا في سبيل هدف لايمكن القول عنه الان الا انه ضد مصلحة الوطن والشعب وما نراه الان خير دليل . قتلوا وهم يقاتلون في خندق المواجهة مع ابناء جلدتهم وهذا هو الخطا بعينه بينما كان قادتهم يشيدون امبراطورياتهم التجارية والمالية تحت عباءة الدين ومغلفة بشعار معارضة نظام البعث كان الشباب المغرر بهم يقاتلون في الميدان الخطا وهم جوعى بينما امراء الحرب من ( ايات الله ) وابناءهم (يناضلون) في عواصم الغرب و كان بسطاءهم ان حضروا لا يعدوا وان غابوا لايفتقدوا .


لقد كانت خلافات امراء الطوائف هؤلاء عاصفة حيث يذكر احدهم بانه كان لايزور اعز اصدقاءه المهاجر معه في هذه الرحلة الى قبلتهم ايران والسبب ان الاثنين ينتمون لتيارين مختلفين لاميرين متصارعين على نفوذ سلطة المذهب . فيا شعبي المظلوم يامن خدعتم وتخدعون وستخدعون لان عدونا ( مقدس ) هذا العدو الذي تستر ولايزال بعباءة المذهب صعد على اكتاف من قتلوا من البسطاء بكل خبث ونذالة لم يسبقهم اليها أي احد .


لابد ان يعرف اهلي العراقيين عامة واهلي شيعة العراق بشكل خاص خصوصا من له ولد او اخ او زوج او والد قتل في سبيل ان تاتي هذه المسوخ البشرية لتتسلط على رقابنا وتقتل بنا ذات اليمين وذات الشمال باسم المذهب والدين ووضعت يدها بيد الشيطان الاكبر سابقا السادة المحررين الان هؤلاء الذين اعتاشوا على مظلومياتكم لعقود وانتم تحصدون الذل وهم يحصدون الغنائم تعسا لها من غنائم .


احاول ان اكشف بعض مماعرفت وعرف غيري من حقائق التي يخاف اولئك الساكنون في زريبتهم الخضراء  وكل همهم ان يدافعوا عن كرسيهم الذي وصلوا اليه باغبى غفلة من زمننا يحميهم المحتل , وهم من كان يدعي ( الثورية الحسينية) ضد الدكتاتورية واتسال هل ان سيدي ومولاي وقائدي الحسين ابن علي عليه السلام يرتضي بكرسي الحكم بديلا عن ارضه عرضه ودينه اولئك الثوريين ؟؟ الذين اقتنوا افخم المكاتب بينما الذين تباكوا على مظلوميتهم يشحذون كسرة الخبز ويكون جل حلمهم الحصول على خيمة تؤويهم بينما هم على بعد بضعة الالاف من المترات من سيد الحوزة ومكاتب( ايات الله ). طبلوا وزمروا لانتخابهم ولما ذهب الذاهبون لانتخابهم وهم منومون مغناطيسيا اعتلت هذه المسوخ البشرية رؤوسهم وتمترسوا بالتروس التي صنعها المحتل لهم خوفا على حياتهم كانهم اذا ماتوا شكلوا فرقا وان الامة لن تنجب غيرهم ؟؟ عرائس المحتل هذه .


كم كنت اتمنى ان اكون مخطئا وان هؤلاء سيخيبوا ظني ويحاولون مساعدة الذين تباكوا على مظلومياتهم على الاقل واعانة شعبي في العراق الذي عانى قبل الاحتلال من حصار خانق قاتل كانوا مع المحتل شركاء فيه لكنهم ابوا الا ان يخيبوا الظنون اليس هناك ذرة من انسانية في نفوس هؤلاء الذين يسمون انفسهم احزاب اسلامية اهكذا هو الدين اهذا هو المذهب ؟ لكن من اين تاتي الانسانية لنخاس باع نفسه وضميره للاجنبي .


سوف اكشف البعض اليسير من الحقائق وماخفي كان اعظم لكن املي باهلي العراقيين ان يقرؤوا بذهن مفتوح بعيدا عن التعصب الاعمى لكي نعود كلنا لحضن وطن اسمه العراق .

 
البداية :
عندما وصل مجموعات من العراقيين او المقيمين في العراق ذوي الاصول الايرانية لاسباب معروفة لكل العراقيين ابان الحرب العراقية الايرانية وكان الاغلب الاعم منهم ينتهج او انتهج انذاك تيار الاسلام السياسي الشيعي . فوجيء قسم من هؤلاء بالفجوة الكبيرة بين زعاماتهم ومدى الخلاف الكبير بين امراء الطوائف هؤلاء مما حدا بقاعدتهم ان يسلكوا طرق مختلفة فالبعض انضوى تحت خيمة الحرس الثوري الايراني والاخر الاعلام المضاد لبلدهم الام العراق والبعض ادرك حجم المؤامرة التي حشروا فيها ففضل اللجوء الى اوروبا .


كان امراء الطوائف مثلما هم الان يتخذون من فقه الخلاف مادة تساعدهم على البقاء من خلال استرضاء السيد الايراني . حيث ظهرت منظمة العمل الاسلامي بقيادة المدرسي واختارت سلوك العمل المسلح مدعومة بقيادات بارزة من ملالي طهران والتي كانت بدورها توفر اكبر الدعم لهذا التنظيم لابراز قيادة المدرسي وخطه بوصفه التيار (( الجهادي )) الوحيد مع تحفظي على الوصف . مقابل هجمة شرسة على منافسيهم مثل حزب الدعوة جناح الاصفي – الجعفري وصل حد اتهام محمد باقر الصدر المنظر العقائدي لحزب الدعوة بالعمالة للامريكان !!


ان اصل هذا الصراع ومسببه هو هو الفوز بود ملالي طهران وبالتالي اخذ الزعامة والدعم من خلال القوى المريضة القابعة في دهاليز قم وطهران , حيث وصل الامر الى ان افراد هذه التيارات كانوا يتصارعون على لافتة معلقة في احدى شوارع طهران وتسع الخلاف ويشتد الى حد انهم ينسون بانهم لهم هدف من المفروض بانهم يسعون من اجله وقد عاش هؤلاء سنوات طويلة كانت الاولوية فيها هو الصراع الذاتي لزعامة هذه التيارت الجوفاء ويذكر بان محمد باقر الحكيم والمدرسي كانا وظلا في سباق الكلاب المحموم هذا واستمر الخلاف ولم ينتهي حتى بموت الحكيم .


خصوصا ان الرجلين استطاعا بمرور السنوات والدعم الضخم المقدم اليهما من انشاء امبراطوريات تجارية ضخمة وحيث انهم وبعد الياس الذي تسرب في نفوسهم اثر الهزائم والضربات التي كان يتلقاها تنظيماتهم والتفات القيادة لمصالحهم التجارية والمالية الضخمة تحولوا الى تجار اكثر منهم معارضين ووصل الامر بان قام (( ابو جواد )) وهو صاحب المركز المرموق في الائتلاف الان الى ان يدفع بالشباب المغرر بهم من القواعد بتنفيذ عمليات انتحارية عديمة الذكر والتاثير لا لشيء سوى اشعار الحكيم بان منظمة العمل الاسلامي موجودين مما حدا بهذه القواعد اختيار دراسة العلوم الدينية هروبا من مازق الفشل والقتل والهزيمة هذا .


ان جواد عطاري (( ابو جواد )) كان يامر بتفيذ عمليات عسكرية ضد جنود الجيش العراق في القاطع الشمالي وتخلصا من مازق قلة المغفلين كان يجند من يلتحق حديثا من الشباب المدفوع لسبب او اخر قبل ان يتعرف هؤلاء على حقيقة الانقسامات السياسية التي تؤدي بهم الى القيام بهذه العمليات الخاسرة والتي تودي في معظم الاحيان بحياة هؤلاء .وبالفعل لم تحقق هذه العمليات ولا حتى 1% من اهدافها بينما كان عطاري ينظر لهذه العمليات عبر فلسفة ملالي قم وطهران .


لقد كان امراء الطوائف في ايران لايملكون المرونة في التحرك بسبب هيمنة تيار المدرسي على الساحة الشيعية السياسية وحيث ان منظمته كانت تتوسع باتجاهين الاول عبر تعيين الكثير من اعضائه ذوي الاصول الايرانية سفراء لايران في دول الخليج والاخر عدم السماح لبقية امراء الطوائف بالعمل في الساحة الايرانية وقمعهم بكل الوسائل .


حيث شن تيار المدرسي حملة شرسة ضد حزب الدعوة واتهموهم بالماسونية وكل ذلك كان يجري بدعم واسناد واضح من قبل قيادات ايرانية لمعرفتهم ان الطريق لاكمال طوق النفوذ الايراني على هذه الحركات يكمن في تضييق الخناق على هذه التيارات وحصرها بمن يرغبون به هم كل حسب دوره ووقته حيث ان هذه الحرب الداخلية بين هذه التيارات كانت اشرس بكثير من حربهم ضد نظام الرئيس الراحل صدام حسين .


يتبع ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م