امنحني .. شرف تقبيل الحذاء

 

 

شبكة المنصور

إبراهيم قارعلي

 

ما أشرف ذاك الحذاء ، حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي وهو يقذف به الرئيس الأمريكي جورج ولكر بوش حين كان يعقد ندوة صحفية في بغداد إلى جانب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي .


لقد خلع منتظر الزيدي نعليه ليدخل التاريخ حافي القدمين ويطرد منه الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل أن يعود من بغداد إلى واشنطن ويعرج على البيت الأبيض ويحزم حقائب الرحيل ويعود إلى البيت أو إلى المزرعة .


إن الرئيس الأمريكي وهو يريد أن ينهي ولايته الرئاسية بزيارة سياحية إلى بلاد الرافدين، يكون قد وجد في العراق الصواريخ النووية التي كان يدَعي أن الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين يمتلكها و يخفيها في القصور الرئاسية. ولم تكن تلك الصواريخ النووية في النهاية غير نعلين في قدمين كان يلبسهما صحفي القناة التلفزيونية البغدادية ، يدعى منتظر الزيدي .


لقد كان يجدر بالرئيس الأمريكي جورج ولكر بوش وهو يغادر بغداد أن ينتعل حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي ، ولكن هذا الشرف كثير عليه . بل كان يجب على بوش أن يخلع نعليه ويمشي حافي القدمين مثل المجانين وهو يخرج من التاريخ.


عندما يقذف الرؤساء والوزراء في الدول الغربية بالأحذية أو بالبيض والطماطم، يصف الرأي العام الحادثة بقمة الديمقراطية وهاهو بوش يجني ثمار الديمقراطية التي زرعتها الدبابات الأمريكية التي حرثت الأرض العراقية.


لكم تمنيت ، لو أن الصحفي منتظر الزيدي وهو يقذف الرئيس بوش بالحذاء الأول قد أصاب نوري المالكي بالحذاء الثاني بعدما حاول أن يرده عن بوش ، ولكن الحذاء قد كان أشرف من وجوه المحتلين والخائنين . فهل تمنحنا منتظر شرف تقبيل نعليك ، فلقد تركتنا حفاة على حافة التاريخ .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م