من الشهيد البطل صدام حسين إلى الذليل جورج بوش

 

 

شبكة المنصور

حفيد أبو ذر / صفاقس - تونس

 

رئيسان لدولتين كل منهما غادر كرسي الرئاسة ، ولكن المغادرة باتت بعيدة المسافات لا يحدها حد ، فالشهيد البطل صدام حسين غادر السلطة واقفا لم ينحن ، شامخا كشموخ نخيل دجلة والفرات،متحديا جلاديه ومعدميه ،ضاربا عرض الحائط بأكبر قوة في العالم ،محتقرا حبل المشنقة وهو في رقبته ، قائلا للأمريكان والعملاء والخونة " لعنة الله عليكم أيها الجبناء "و"المجد والخلود لفلسطين والأمة العربية"،"وعاشت فلسطين حرة أبية".


لقد قال كلماته في لحظات المفارقة الكبرى، راسما بذلك اسمه واسم الأمة العربية باْحرف من ذهب في سجل التاريخ ، نعم لقد دخل التاريخ من بابه الكبير وعبد بما فعل طريق النضال والمقاومة في كل مدن العراق بل في كل الأقطار العربية ضد الغزاة والعملاء والخونة.


أما الثاني فهو الذليل بوش، أو الرئيس المخلوع، مخلوع من قبل شعبه الذي قال فيه كلمته الفاصلة يوم الإنتخابات الأمريكية: "لا لبوش"،فكانت الصفعة الأولى من الداخل لما أحدثه من فساد وتمييز واحتكار للثروة في يد زمرة من زبانيته ،وأما الصفعة الثانية فهي المذلة الكبرى له قبل رحيله نهائيا ،لقد كانت على أرض العراق الطاهرة ، وعلى ضفاف دجلة والفرات ، إنها مذلة ما بعدها مذلة لرئيس دولة تدعي أنها أكبر دولة في العالم،فبدل الورود التي يحلم بها قبل وداعه حضر الحذاء الذي أحنى رأس بوش ودكه تحت المنصة ، إنه حذاء الصحافي العربي الشريف المناضل : منتظر الزيدي ، لقد قرر في لحظة حاسمة أن يرمي الذليل بوش بفردتي حذائه ، اتجهت الأولى مباشرة إلى وجهه لترسم عليه ضربة الوداع ،هدية رأس السنة الميلادية وليدخل بها مزبلة التاريخ، وأما الثانية فقد استقرت على العلم الأمريكي لتعلن بذلك نهاية الإمبريالية وجبروتها ولتمرغ أنفها بعقب الحذاء.


والسؤال : ألا يعلم الذليل بوش أن الإنتفاضة في فلسطين بدأت بقذف مجرم الحرب شارون بأحذية المصلين عندما حاول تدنيس حرم القدس الشريف ؟ وألا يعلم بوش المخلوع أن أكبر إهانة عند العرب وفي الخليج تحديدا هي أن يضرب الشخص أو العلم بالحذاء ، إنها أكبر من طعنة سكين أو طلقة نار .


لقد أعطى الصحفي المناضل منتظر الزيدي بما فعل أكبر دعم للمقاومة ، لا يعوض بالمال أو السلاح .


إننا اليوم ونحن نشاهد الحدث ليس لنا إلا أن نقول هنيئا للأمة المنجبة وسلمت يداك أيها البطل. ويا حذائي يا قاهر الجبابرة والطغاة كن سلاحي عند الشدائد، لقد بات يخشاك المتجبر في الداخل والخارج لأنه لا يقدر على افتكاكك مني بمثل ما يقدر على افتكاك السلاح بالقوة ، كما لا يقدر على ايقاع العداوة بيننا بمثل ما يوقعها عند ايهام الطامعين والخونة وبائعي ضمائرهم بالمال والمنصب من أمثال "المالكي " واللاحكيم ومن لف لفهم .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٩ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٧ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م