ربى شعباً متسلحاً بكل الثقافات
الرئيس صدام حسين بدأ بالبناء والعمران والتأميم وانتهى بالمقاومة العراقية

 

 

شبكة المنصور

كلشان البياتي / كاتبة وصحفية عراقية

 

لأسابيع ظلت فضائيات الدولة تبث التقارير والبرامج الحوارية عن إنجازات الرئيس الفريدة .. كان رئيساً فريداً من نوعه ، يتصف بالحكمة ورجاحة العقل..


رئيس حولّ الصحراء إلى عمارات سكنية ومزارع ومدارس وجامعات ومراكز بحثية..
رئيس جعل شعبه يعيش في بحبوحة من العيش، سيارة لكل فرد من أفراد الأسرة ، وكل بيت فيه خدم وحشم..
رئيس لبلد نفطي ، لشعب يبلغ تعداده مليون أو مليونيين.
رئيس كان بأمكانه أن يوفر أي شي لشعبه إلا الكرامة ..ورئيس كان بأمكانه أن يبني ويعمرّ لكن ليس بأمكانه أن يرد كيد معتدي وأن يصد غزوة..


رئيس ربى شعباً متسلحاً بالعلم والثقافة ، يأكل أشهى الأكلات ويستخدم أفخم السيارات ، وكل صيف يتصيف أغنيائه في منتجعات ومصايف سياحية خارج البلد .. لكنه في الأخير شعب لا يجيد رجاله حمل البندقية وإطلاق الرصاص وشعب لا تشغل نسائه إلا قصص الغرام والهيام وقضايا التجميل والموضة وتقلدّ الوظائف...
رئيس رحل وترك نصف مساحة الوطن تحت الاحتلال لأنه اختار أن يوصف بالحكمة والحكمة تقتضي أن يتغذى الشعب وينام ويسرح ويمرح ويتصيف في الصيف قرب البحر أما مشروع تحرير بقعة ارض فمشروع مؤجل ويبقى حياة شعب أهم من بقعة ارض أو ثروة والمهم أن يحيا الشعب حتى لو فقد كرامته وانتهك حرمة أرضه ومقدساته..


والاهم من المهم هو أن يحيا الشعب ويوفر له كل وسائل الحياة المريحة ... القصور الفارهة والسيارات والخدم والأرصدة أهم من انتهاك الأعراض والأرض والثروة..
ورئيس كان سيهرب في أول تهديد يرفع في وجهه.
لسنا هنا بصدد أجراء مقارنة بين رئيس ورئيس فلكل ظروفه..


لكن الواجب يحتم على الرئيس أن يوفر للشعب الكرامة والأمن قبل توفير الخبز والقصور الفارهة والأرصدة في البنوك..


رئيس يسلحّ شعبه بفنون الدفاع عن النفس والعرض في الوقت ذاته ُيسلحه بالثقافة والعلم..


من السهل أن يتقن شعب متسلح بالثقافة العسكرية والأمنية ثقافات أخرى لكن من العسير أن يقاتل شعب متعلم ومثقف ثقافة محدودة ويذود عن نفسه وكرامته ويطلق رصاصة على معتدي.


والرجل الذي يجيد فنون القتال وإطلاق الرصاص يجيد تعلم الفنون الأخرى.
الرئيس الذي يضرب به الأمثال في الحكمة ورجاحة العقل انتقل إلى رحمة الله وترك خلفه شعب لا يجيد الدفاع عن نفسه ، جزء كبير من بلده لازال تحت الاحتلال.


ورئيس رحل وترك خلفه شعباً متسلحاً بالعلم والثقافة وكل فنون القتال..
وترك خلفه شعب متسلح بالعلم والثقافة والفن .. ترك خلفه شعبا نصفه علماء وأطباء ومهندسين وصحفيين وصناعّ ونجارين وقادة وضباط ...

نجار متعلم ومثقف ثقافة علمية وعسكرية..
وطبيب متعلم ومثقف ثقافة علمية وعسكرية..
وضابط عسكري يمتلك ثقافة عسكرية وعلمية ..


إذا كان هناك من يشكك في الإنجازات التي قدمها الرئيس صدام حسين للعراق والعراقيين فالشهود كثر.. ثقافة العراقي ووعيه العلمي والأمني والعسكري هم الشهود على إنجازات عهد صدام حسين..


لانحتاج أن نذكر بان صدام حسين بنى المدارس في العراق وشيد الجامعات وبلط الطرق والشوارع وأمم النفط وشرعّ القوانيين التي تخدم كل فئة اجتماعية ..


لا نحتاج أن نذكر بان الأمان والطمأنينة كان أهم إنجازات صدام حسين وفرها للشعب رغم كل المؤامرات والدسائس والحروب ..


ولن نحتاج أن نذكر بان صدام حسين بنى الجيش الذي صدّ به رياح الفرس والصفويين وحمى الوطن العربي من المشرق إلى المغرب طوال قترة حكمه..


لن نحتاج أن نذكر بأن العراقيين لازالوا يتغدون ويتعشون على البطاقة التموينية التي تعد من أعظم إنجازات صدام حسين.


لن نحتاج أن نذكر بأن صدام حسين الذي حمى الأمة العربية في حياته لازال يحميها في مماته لأنه أسس المقاومة العراقية التي تعد من أعظم إنجازاته.


لن نحتاج نذكر بان كل بقعة من الأرض العربية مدينة للمقاومة العراقية بفرسانها وقادتها ومهندسها .


في تاريخنا المعاصر ، يعد صدام حسين الرئيس الوحيد الذي يمتلك خزيناّ هائلا من الإنجازات المدنيّة والعسكرية.. له إنجازات في مجال البناء والنهوض العمراني والعلمي والعسكري وله إنجازات في صدّ غزوات المحتلين ..


فأي الرئيسين يستحق لقب الحكيم..رئيس يقاتل بيد ويبني باليد الأخرى أما رئيس شغل يديه بالبناء..وهل صارت بناء مدرسة أو تشييد جامعة أو مستشفى معجزة والعرب هم من أسسوا أقدم الحضارات .


لو كان البناء والتعمير والنهوض بالدولة أهم اولويات الرئيس واهم واجباته.. لم تحررت امة ولا نالت دولة استقلالها ولا تحرر شعب..


كل الملوك والزعماء والرؤساء يذكر التاريخ لهم إنجازاتهم العسكرية أولا ثم المدنية.. كلهم اكتسبوا السمعة والصيت من خلال فتوحاتهم التحررية ومكاسبهم العسكرية ..


في تاريخنا المعاصر ، لا نملك رئيسا أو زعيما ً يفكر في فتح دولة أو تحرير ارض أو صد غزو .. ربما أو بالتأكيد كان صدلم حسين وحده مشغول بهم تحرير الأمة التي تستلب أراضيها وحقوقها وكرامتها يوما بعد يوم..


تحية إلى الشهيد الرئيس صدام حسين الذي استهل حكمه للعراق بالبناء والتعمير والتأميم والتعليم وانتهى بالمقاومة العراقية التي بلا شك تعد أهم أعظم إنجازاته.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٤ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م